كتابة :
آخر تحديث: 14/02/2021

ما هو غسيل الأموال؟ وما حكمه؟

يتساءل كثير من الناس ما هو غسيل الأموال؟ ويمكننا تعريفه بأنه عملية تحويل الأموال التي تم الحصول عليها بطرق غير قانونية إلى أموال قابلة للتداول في النشاطات العامة والمشروعة، وتسمى هذه العملية تبييض الأموال.
يعرف غسيل الأموال بأنه تغطية المصادر التي يتم كسب الأموال منها حتى لا يتم معرفة أنها مصادر غير قانونية حيث يستخدم وسائل غير مشروعة في الاستثمار، ومن ثم تستثمر الأرباح في نشاطات قانونية.
ما هو غسيل الأموال؟ وما حكمه؟

ما هو غسل الأموال؟

تعتبر عملية غسيل الأموال من الجرائم التي لها عقوبة في القانون، لما لها من تأثير سلبي على الاقتصاد في الدول، كما أن هذه العملية تتيح للمجرمين توظيف الأموال المغسولة في النشاطات العامة، وذلك من خلال إخفاء مصادرها غير المشروعة وتستخدم أيضاً في التوسع في الأعمال غير القانونية لكسب المزيد من الأموال.

أدوات غسيل الأموال

يستخدم القائمون على عملية غسيل الأموال أو المجرمون مجموعة من الطرق التقليدية والوسائل التكنولوجية التي تساعدهم في نجاح عملية غسل الأموال، ومن أشهر هذه الطرق:

  • التجارة الغير مشروعة

هي الطريقة الأكثر شهرة في غسيل الأموال التقليدية، إذ يستخدم الشخص القنوات التجارية كافة لتسهيل عملية غسل الأموال.

ومن التجارة غير المشروعة: تجارة المخدرات والأدوية غير المطابقة للمواصفات الطبية والأسلحة غير المرخصة.

  • الاستعانة بمجموعة من المؤسسات المالية

يلجأ الشخص الذي يغسل الأموال لمؤسسات تساعده على تسهيل عملية غسل الأموال عن طريق توفير له غطاء قانوني ضمن الأنشطة المالية والأعمال التي يقوم بها، وبذلك تساعده في تحويل الأموال غير القانونية لأموال مغسولة ونظيفة.

  • التأجير العقاري

وهي طريقة الاعتماد على العقارات في الربح عن طريق استخدام رؤوس الأموال غير المشروعة في المشروعات الاستثمارية العقارية، ومن ثم القيام بتأجيرها للأفراد والمؤسسات وبذلك يكون استبدل الأموال غير القانونية بأموال قانونية.

  • القروض

هي وسائل تستخدم بكثرة في عمليات غسيل الأموال، حيث يتم اعتماد القروض التي ترتبط بقيمة فائدة فينتج تقديم مال غير قانوني كمبلغ قرض، وتحصل نسبة من الفائدة على قيمتها بعد مرور فترة زمنية معينة.

  • تكنولوجيا الانترنت

هي من أحدث الوسائل في عملية غسيل الأموال والتي تعتمد أيضاً على تحويل المال غير القانوني إلى استثمارات أخرى قانونية، مثل الأسهم والسندات، ويتم ذلك عن طريق الاستعانة بالمواقع الالكترونية التي تستخدم كوسيط مالي، فيسهل من عملية استثمار المال غير الشرعي.

ما هو غسيل الأموال وما هو حكمه؟

تعتمد عملية غسيل الأموال على مجموعة من المراحل ويمكننا ذكرها فيما يلي:

  • مرحلة الإيداع

هي أول مرحلة في غسيل الأموال، فيعتمد المجرمون في غسيل الأموال من خلالها على التخلص من أموالهم عن طريق تحويلها لودائع في البنوك والمؤسسات الاستثمارية، فيساهم ذلك في استبدالها بأموال نظيفة وقانونية.

  • مرحلة التجميع

هو أسلوب يعتمد عليه المجرمون في غسيل الأموال عن طريق جمع الأموال ضمن المشروعات الاستثمارية المالية التي تضمن لهم تغطية كافية للعمليات غير القانونية، إذ تساعدهم هذه المرحلة على توفير التمويه لعمليات غسيل الأموال.

  • مرحلة الدمج

هي المرحلة الأخيرة من مراحل غسيل الأموال، فيتم من خلالها خلط الأموال غير الشرعية مع الأموال الشرعية، وبذلك تخلط الأموال ويصعب التعرف عليها.

والآن يجب أن نعرف

حكم غسيل الأموال في الدين

  • لقد صرح مفتي الجمهورية بأن عملية غسيل الأموال تعد جريمة اقتصادية، وتدخل ضمن جرائم الإرهاب وتهريب المخدرات والأسلحة والقمار وتجارة الآثار والخطف والسرقة والفساد، وغيرها من الجرائم.
  • وأضاف بـأن هذه الجريمة من أكبر الجرائم المؤثرة على المجتمع اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً لأنها تضر بالدخل القومي، وتؤدي لتدهور الاقتصاد الوطني بالإضافة لتشويه العمليات التجارية وارتفاع لمعدل السيولة المحلية بما لا يتناسب أو يتوافق مع كميات الانتاج فتضعف روح المنافسة بين التجار.
  • وأضاف المفتي أيضاً بأن ما بني على حرام فهو حرام وكل ما كان سببه حرام فهو حرام، فإذا كان المال محرماً أصبحت الأعمال الداخل فيها محرمة أيضاً، وأكد المفتي أيضاً بأن غسيل الأموال بدأ بمحظور شرعي وهو الكسب من المحرمات والجرائم وانتهى إلى محظور شرعي وهو تصرف من لا يملك فيما لا يملك.
  • وأوضح المفتي بأن عملية غسيل الأموال تعتمد على محظورين شرعيين:
  1. الأول هو اكتساب المال بطريقة خاطئة ومحرمة كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  2. والمحظور الشرعي الثاني هو تعمد إدخال المال المكتسب من حرام في مشاريع استثمارية أو أعمال ذات صفة قانونية بهدف التهرب من المساءلة القانونية عن مصدر اكتساب ذلك المال وهذا حرام أيضاً لأنه لم يصبح ملك حقيقي لمن يحوزه،

وقد نص الفقهاء على أنه لا يجوز للمسلم التصرف فيما لا يملكه وأن ما لا يصح ملكه لا يصح بيعه بل يجب رده لصاحبه، وأشار أيضاً إلى أن هذه التسمية في حد ذاتها تعد تدليساً وتلبيساً فهي تسمية للأشياء بغير اسمها، فالغسيل كلمة تدل على التطهير والتنظيف، وتطهير المال يعني إخراج الحقوق فيه من الصدقة والزكاة مما يزيد من بركته وأكد بأن ما يطلق عليه غسيل الأموال ليس له أي علاقة بتطهير المال.

النتائج السلبية من عمليات غسيل الأموال

  • النتائج الاقتصادية

هي آثار سلبية تؤدي لظهور خطر على الاقتصاد الوطني الخاص بكل دولة بسبب دور غسل الأموال في تراجع استخدام رؤوس المال السليمة، واستبدالها بأموال غير قانونية يسعى المجرمون بنشرها في السوق الاقتصادي، فيسبب تراجع التنمية الاقتصادية فيؤثر على قيمة العملات بالسلب.

  • النتائج السياسية

هي أخطار تهدد الاستقرار السياسي للدول بسبب استخدام الأموال المغسولة في تمويل عمليات إجرامية قد تسبب تهديد الأمن القومي فينتشر الفساد السياسي من خلال الاستعانة بغسيل الاموال.

  • النتائج الاجتماعية

هي نتائج سلبية تؤثر على البيئة الاجتماعية حيث يسعى مجرمو غسل الأموال بنشر أنواع التجارة المختلفة التي تقدم لهم أفضل مساعدة من أجل غسل الأموال بسهولة، فيعملون على نشر المخدرات بين الشباب بصفتها إحدى الوسائل التي تزيد من الأموال المغسولة مما يسبب تدمير في بنية المجتمع الأساسية.

كيف يمكن مكافحة غسيل الأموال؟

كثير من دول العالم تسعى لمكافحة غسيل الأموال بشتى الطرق والوسائل، لذلك قامت معظم الدول بإنشاء وحدات جنائية متخصصة في ذلك.

ومن ثم أصدرت قانوناً جديداً خاصاً بعقوبات جريمة غسيل الاموال، وأطلق عليه اسم قانون مكافحة غسيل أموال، ويعتمد على متابعة هذه الجريمة عن طريق فرض الرقابة على المال المنقول بهدف تصديره أو إيداعه أو التلاعب في قيمته أو تحويله لصور أخرى.

وبعد أن عرفنا ما هو غسيل الأموال يجب أن نعرف أيضاً بأن زيادة الوعي المجتمعي لهذه القضية أمر مهم، حيث يستخدم كثير من الجهلاء طريقة غسل الأموال بدون علم خطورتها على الاقتصاد والدولة، وبدون علم عقابها القانوني، لذلك يجب استخدام وسائل الإعلام من أجل نشر الوعي وإدراك المجتمع.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ