كتابة : نجاة
آخر تحديث: 20/05/2022

هل شعور الحب الحقيقي يدوم؟ وما هي علاماته وأبرز مراحله؟

قد نتساءل جميعا في مرحلة من مراحل حياتنا عن شعور الحب الحقيقي كيف يبدو فعلياً؟ ما هو المفهوم الحقيقي لذلك الشعور الذي يُتغنى به في الأغاني وتُخلق على إثره حروب، ويتم التضحية بالغالي والنفيس لأجله؟ الجواب سيختلف من شخص لآخر فكل منا له نظرته الخاصة التي يرى بها الحب لكونه مصطلحا شاملا لمجموعة من المشاعر والأحاسيس المختلفة. وعلى مدى قرون، كان الحب موضوع نقاش، وفي إطار هذا النقاش، يُقرب مفاهيم الرؤية ويقدم لكم مفهوم الحب الحقيقي وعلاماته الصادقة التي لا تُخطئها البصيرة.
هل شعور الحب الحقيقي يدوم؟ وما هي علاماته وأبرز مراحله؟

ما هو شعور الحب الحقيقي؟

  • هناك مقولة تفيد بأن الحب لا يلتقيك وأنت في أحسن حالاتك لكن وأنت في أوج فوضاك وتعثرك، صاحب هذه المقولة وضع الأصبع على ماهية ومفهوم الحب الحقيقي، فهو لا يتطلب شخصا مثاليا ولا ظروف يطبعها الكمال أو الانسجام الدائم.
  • الحب الحقيقي يحدث رغما عن الظروف وعن أي شيء، لا يحتاج لأرضية مفروشة بالورود ليحدث، إنه يأتي بغتة دون سابق إنذار.

هذا أسفله أهم ما قاله العلم عن ماهية شعور الحب والتي تفيد بأن:

  • الحب يأتي من أعماق اللاوعي، الأمر الذي يجعل منه أمرا غير متحكم فيه ولا يمكن إدارته أو تشغيله أو إيقاف تشغيله، وهو محرك أساسي للمشاعر تطور منذ آلاف السنين من أجل تركيز الانتباه على إنسان واحد دون البقية ليكون هو الشريك ومصدر مجموعة من المشاعر التي يحتاجها الشخص.
  • استجابة الدماغ للحب تكون مختلفة عن الاستجابة لمشاعر أخرى كالشهوة مثلا، فحسب العلم والفحوصات التي أجريت على الدماغ، تم التوصل إلى أن الحب ينشط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافآت الأساسية كالماء عند الشعور بالعطش على سبيل المثال، بينما الشهوة تقوم على تنشيط مناطق بالدماغ مرتبطة بالمتعة، وهذا ما يفسر فشل وعدم استمرار العلاقات التي تكون مبنية على الشهوة.
  • المشاعر السعيدة التي يتم الحصول عليها في علاقات الحب يتم تحفيزها عن طريق 3 مواد كيميائية في الدماغ والتي تحدث نتاج تلك المشاعر وتتجسد في النورادرينالين (الذي يحفز إنتاج الأدرينالين مما يسبب ضربات قلب متسارعة وتعرق راحة اليد)، الدوبامين (يمنح الجسم الراحة والاسترخاء والشعور الجيد)، ومادة phenylethylamine (هي التي تمنح العشاق والأحبة الشعور بالفراشات في البطن).

مراحل الحب الحقيقي

الحب وإن كان حدوثه يحدث على حين غرة دون توقعه أو التخطيط له، إلا أن له 3 مراحل رئيسية يمر بها كل المحبين وتشمل التالي:

المرحلة الأولى

  • شرارة الحب غالبا ما تبدأ بشهوة يحس بها الفرد تجاه الطرف الآخر، تلك الشهوة التي تكون علميا مدفوعة من مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال وهرمون الأستروجين لدى الرجال. وتجدر الإشارة إلى أن الشهوة لا تكون ناتجة عن حب لكنها تؤدي لشعور الحب الحقيقي.

المرحلة الثانية

  • ثاني مراحل الحب والتي تؤدي لها الشهوة بعد التعرف على الشخص عن قرب تتجسد في الانجذاب، وهو شعور مشابه لتأثير المخدرات أو الكحول حيث يصبح المحب تحت تأثير من يحب ولا يقوى على التخلي عنه، ويكون الانجذاب مسؤولا عن تزويد الجسم بمجموعة من المشاعر السعيدة التي تكتسي طابع النشوة والتي تحدث نتاج مواد كيميائية تطرأ في الدماغ من قبيل الدوبامين والأدرينالين والنورابينفرين.
  • على سبيل المثال وعند مقابلة شخص تُكن له مشاعر الحب لأول مرة تتسارع ضربات القلب وتتعرق اليدان.

المرحلة الثالثة

  • بعد الشهوة والانجذاب تأتي مرحلة التي لا رجعة منها وهي التعلق، حيث يتم استبدال كل من الدوبامين والنورادرينالين بالأوكسيتوسين وهو هرمون السعادة، ليبدأ المحب في وضع خطط طويلة الأجل لعلاقته مع الطرف الآخر الأمر الذي يؤدي في الآخر إلى شعور الحب الحقيقي.

هل الحب يدوم إلى الأبد؟

  • إنه السؤال الذي حير الكثيرين وتساؤل عنه الكثيرون، هل الحب يدوم إلى الأبد؟ هل ذلك الشعور الوردي الذي بدأت به العلاقة يبقى إلى الأبد؟ قد لا نعطيكم جوابا موحد أو متفق عليه.
  • لأن هناك فئة تراهن على أنه كذلك وفئة ترى أن له فترة صلاحية معينة، لكن ربما الدراسات ونتائجها قد تحسم هذا الجدل بخصوص ديمومة الحب من عدمها، فماذا تقول الدراسات؟

بعض الدراسات تفيد بأن التوهج وذلك الشعور الذي يصاحب الحب في بداية العلاقة لا يدوم أكثر من عامين أو ثلاثة أعوام، وبأن ذلك الحب يتخذ أشكال أخرى في مراحل أخرى من العلاقة من قبيل:

  • الرفقة
  • الدعم
  • الحميمية
  • الاحترام
  • في تلك المرحلة يتحول الحب الرومانسي إلى الحب الوجداني.

في المقابل، أحد الدراسات التي أجريت على 15 شخصا في الخمسين والستينات من العمر تبعث الأمل وتقول أن الحب قد يدوم إلى الأبد أو على الأقل بعد عقدين من الزواج. هؤلاء الأشخاص الذين شملتهم الدراسة أبلغوا عن عيشهم شعور الحب في علاقة الزواج لمدة 21 عام في المتوسط.

وثبت بعد إجراء مسح ضوئي لأدمغتهم أن مسارات الدماغ الأساسية للحب ما تزال نشطة، وهو ما يؤكد احتمالية استمرار الحب للأبد طبعا مع الاختيار الصحيح للشريك.

علامات الحب الحقيقي

الحب الحقيقي شعور خاص ومميز، وإن كان كلمة واحدة إلا أنها تختزن الكثير من المشاعر الجميلة والقوية التي تجمع بين شخصين لسنوات من العمر. وحتى لا يختلط عليك شعور الحب الحقيقي مع شعور آخر هذه أسفله أبرز علاماته:

الاحترام المتبادل

  • في علاقات الحب الصادقة والحقيقية نلتمس احترام متبادل بين طرفي العلاقة من خلال احترام الرأي واحترام الاختلاف الكامن بينهما إن وُجد وعدم اتخاذ أي طريق من شأنها أن تقلل من احترام الآخر بداعي الحب، فانعدام الاحترام لا يمكن أن يكون بأي شكل من الأشكال مبررا للحب.
  • أنت تقدر بعضكما البعض على الرغم من اختلافاتك. يحترم الرجل كرجل وتحترم المرأة كامرأة. تستمعان إلى آراء بعضكما البعض ، وعندما يكون هناك اختلاف ، توافقان كلاكما على حل المشكلة وتبقى سعيدًا في علاقتكما

التضحية

  • عندما يكون لدى طرفي العلاقة استعداد بالتضحية بالغالي والنفيس لأجل سعادة من يُحب وفي سبيل نجاح العلاقة هنا يمكننا الحديث عن الحب الحقيقي.

انعدام الأنانية

  • في علاقة الحب الصادقة والحقيقية لا وجود لشعور الأنانية بل الشراكة وأخذ الطرف الآخر بعين الاعتبار في كل شيء، مع التعامل كجسد واحد وموحد يسعى لمصلحة مشتركة وغير ذاتية.

حب النفس

  • من أكبر علامات الحب الحقيقي هو ذلك التأثير الذي تسببه العلاقة فيما يخص حب النفس، حيث يجد كلا طرفي العلاقة نفسيهما في دائرة من حب الذات مع الشخص الذي يحبه، حيث يكتشف نفسه ويحبها أكثر ويشعر بقيمتها.

الصبر

  • التخلي عن الشريك في أول مطب أو عثرة لا يمثل الحب الحقيقي، بل على العكس، الصبر والتحمل ومساندة الشريك في الأزمات والأوقات الصعبة من أسمى أوجه الحب الحقيقي، المحبان الصادقان تزيدهما المتاعب والصعاب إيمانا وتشبتا بحبهما.

الثقة المتبادلة

  • انعدام الثقة من الأسباب الرئيسية التي تؤدي لفشل العلاقات واستمرارها لأنها بالأساس تعكس عدم صدق الشريك في مشاعر الحب، لأن المُحب الصادق يثق في شريكه ويسعى على الدوام ليكون جديرا بالثقة.

التسامح

  • في العلاقات العاطفية لا بد من حدوث بعض المشاكل والمنعطفات السلبية التي تؤثر على الطرفان معا، وفي العلاقة المبنية على الحب الحقيقي لا يحقد الطرفان على بعضهما البعض ويعرفان كيف يسامحان ويمضيان قدما.

الوقت

  • مهما كان الشخص منشغلا ومهما كانت الحياة كريمة معه بالمهام والأشغال إلا أنه إذا أراد أن يخصص وقتا لمن يحب سيجده، وهذا ما يقوم عليه الحب الحقيقي الصادق، حيث لا يكون الوقت أو الانشغال عائقا أمام حبهما.

المسافة

  • وعلى غرار الوقت، المسافة وبعدها بين الشريكين لا يمكنها أن تشكل عائقا أمام الحب الحقيقي، ولا يمكنها أن تمنع كل تلك المشاعر الجميلة من ثقة وإخلاص كما أن أصغر الفرص ليكون الشريكان معا يتم استغلالها دون تردد أو مماطلة.
الحب يصعب تعريفه ويصعب العثور عليه ويصعب الحفاظ عليه. لكن مع ذلك، يقدم لنا العلم دروسًا قيمة من شأنها أن تزيل الغموض عن هذه المشاعر المعقدة والجميلة التي تمنح للحياة لون وطعم خاص، ولتحافظ عليه طول العمر، الأمر متروك لك وبين يديك، أولا اختر الشريك المناسب وكن أنت شريكا مناسب وتعامل كأول يوم رأيت فيه الشريك وحاولت كسب حبه.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع