هل الحب قدر مكتوب أم قرار اختياري؟
تعريف الحب
- الحب هو ميل الإنسان وانجذابه وألفته ووداه لشيء أو شخص ما بما يتوافق مع رغبته، فقد يكون يحتاج لشيء بمميزات معينة وعندما يجده يحبه جداً ويحافظ عليه ويغضب غضباً شديداً عندما يفقده. وكذلك الحال بالنسبة للبشر فعندما يجد شخص ما شخص آخر يتوافق مع طباعه ويكون حنون فيحبه جداً ويتعلق به ولا يرغب مطلقاً في البعد عنه.
- يعرف الحب أيضاً بأنه ميل نفس الإنسان لأن تكمل ذاتها من خلال البحث عن مكملاتها من الأشخاص أو الأشياء حيث تستقر النفس بوجود الحب الحقيقي، ويعرف أيضاً بأنه الشعور باللذة والمتعة الجسمانية أو النفسية والانجذاب لما فيه راحة الإنسان.
مفهوم الحب عند الفلاسفة
- عرف سقراط الحب بأنه تصور خيالي وحلم لا يمكن أن يتحقق في دنيا الماديات كما قال أنه من المؤكد أن يكون حزيناً ومقترناً بالألم نظراً لطبيعة ونقصان الحياة التي دائماً تأخذ أكثر مما تعطي.
- كما قام الفيلسوف يوزانياس بتقسيم الحب لنوعين وهما الحب السماوي الذي يشمل حب الله والرسل والكتب السماوية والملائكة، والحب الأرضي الذي يشمل حب الناس والدنيا، أما أفلاطون فقد عرف الحب بأنه السعي لفعل الخيرات وهو من أسمى وأرقى الأعمال الإنسانية التي تتعمق في إدراك الحقيقة.
مفهوم الحب في علم النفس
- يفسر علماء النفس الحب بأنه حاجة الإنسان والدافع النابع منه تجاه المتعة والرغبة وتحقيق هذا الحب بالبحث عن الوسيلة المناسبة مثل الرغبة الجنسية، وأكد الفلاسفة أنه لا وجود للحب بصفة حقيقية فهو مجرد رغبة وعندما تنتهي ينتهي الحب.
هل الحب قدر أم قرار؟
تختلف الآراء حول كون الحب قدر أو قرار فكل جهة لها رأيها ومبرراتها وإثباتها الذي تثبت به رأيها، ومن أهم هذه الآراء ما يلي:
- في رأي أهل الدين الحب قدر وكل ما يتعلق بحياة الإنسان فهو قدر ومكتوب عند الله تعالى مثل الأحداث التي يواجهها الإنسان والمواقف والظروف والأشخاص الذين يقابلهم كل هذا قدر ومكتوب عند الله تعالى.
- فهناك أمور ميسرة من عند الله تعالى وهناك أمور مخيرة للإنسان بحيث يمكنه الاختيار من الخير أو الشر.
- ويعتبر الحب قدر لأنه احتياج إنساني وغريزة فطرية حيث يعتبر العمل الذي يكون نابع من الحب هو أفضل الأعمال لأنه يكون برغبة وإرادة الإنسان حيث يسعد الإنسان عندما يكون أدائه لأعماله كلها بالحب.
هل الحب اختيار أم شعور؟
وهناك رأيين للمجتمعات الحديثة في الحب، ويشملا:
- الرأي الأول يرى أن الحب هو صدفة وقدر يقابله الإنسان ويتعرض له خلال حياته ويكون نصيب له أي ليس بيده.
- أما الرأي الآخر فيرى أن الحب هو قرار ومهارة مكتسبة من الحياه دون تدخل القدر وسيطرته عن طريق التعلم والتدرب مثل تعلم المهارات الأخرى كالفنون والعلوم.
ويدلل الذين يثبتون أن الحب قرار بأن المتزوجون يمكنهم الانفصال وبدء علاقات جديدة أو لا يدخلون في علاقات جديدة فيكون الأمر هنا اختياري.
الحب قدر والأقدار لا تناقش
كل شيء يحدث لنا في حياتنا مكتوب ومسجل عند الله تعالى في كتاب والحب قدر يأتي دون اختيار، فكل إنسان له كتاب حياته يضم كل الأفعال التي قام بها بداية من يوم ولادته وحتى مماته، وعندما يتساءل البعض كيف يكون الحب قدر ونحن نسعى ونختار الشخص الذي سوف نرتبط به ونقرر هل سنكمل معه أم لا، وتشمل الإجابة:
- أن الحب قدر بالفعل ولكننا نختار قدرنا فعندما يسير شاب في طريقه ويذهب لخطبة فتاة قد تواجهه في طريقه بعض العقبات أو يمنعه شيء قهري أو سبب لا يمكن أن يجعله يسير في طريقه ويكمله إلى منزل الفتاة.
- وقد يقابله شخص آخر ويدله في نفس اليوم على فتاة أخرى فيغير رأيه وبعد أن كان يريد خطبة الفتاة الأولى أصبح يريد خطبة الفتاة الثانية فهل تساءلتم لماذا لم يكمل طريقه في هذا اليوم ولم يذهب لخطبة الفتاة الأولى؟
- الإجابة واضحة وضوح الشمس هو لم يذهب لأن الفتاة الأولى ليست من نصيبه وأن قدره سيطر عليه وجعله يختار الأخرى، فيرد أحد ويقول الشاب من الممكن أن يرى الثانية ولا يحبها فنرد أيضاً ونقول أنها أيضاً ليست من نصيبه وأنه عندما يأتي نصيبه فإنه سوف يحب.
ماهي أنواع القدر؟
يجب أولاً أن نفهم معنى القدر لكي نستطيع أن نحدد بالفعل هل الحب قدر أم قرار، ومن أنواع القدر:
القدر المحتوم أو الثابت
- وهو قدر لا يمكن فيه تغيير مثل قدر الإنسان في الحياة أو الموت، وقدره في الرزق، حيث أن هذا القدر يكون ثابت لا يمكن أن يتغير.
القدر المقيد
- وهو القدر الذي يمكن أن يتغير بتغير المواقف والأزمنة، ويكون الحب من الأشياء التي يمكن أن تتغير لذلك يمكن القول بأن الحب هو قدر مقيد.
متى يكون الحب قدرا؟
- الحب يكون قدر عندما يقع الإنسان فيه دون تخطيط أو سابق علم فيجد الشخص نفسه ذهب لقضاء فعل ما أو لشراء احتياجات وفجأة وجد شخص وأعجبه ثم وقع في حبه ثم حدث الزواج بعد ذلك، وفي هذه الحالة يكون الحب قدر ومن الممكن أن يكون الشخص لا يعلم أنه يحب ويعلم بعد فترة من الوقت.
متى يكون الحب قرارا؟
- يكون الحب قرار عندما يتزوج شخص ما من امرأة لا يحبها وبعد فترة يتفق هو وزوجته أن يعيشان قصة حب فيحددان خطة لتطبيقها ليستمروا في التقرب لبعضهم البعض ومن ثم الحب يأتي بإرادتهما فيكون قرار.
الحب قرار ولا صدفة
- لا يمكن الجزم أن الحب يمكن أن يكون اختيار وقرار فعلي يتخذه الفرد اتجاه شخص ما فالقلوب لا يمكن أن تساق، ولكن هناك العديد من الطرق التي تساعدها على تغير مسارها، وهناك عبارة مشهورة تردد حول قَبُول ومحبة أشخاص بأعينهم دون أن نشعر لماذا هذا الشعور ولماذا جاء إلينا، وهذه المقولة تقول" القلوب تتلاقى" حتى إن بُعدت المسافات وتغيرت الأحوال لا يمكننا تحديد المكان والزمان الذي يمكن أن نلتقي فيه بأحباتنا.
- وهذا يعني أن الحب يأتي بمحض الصدفة ولا نسعى له، ولا يمكننا أن نبعده عنا، لأننا لا نملك رَفَاهيَة التحكم في قلوبنا فهي من تسوقنا وليس العكس.
هل الحب قدر أم ابتلاء؟
- إن الحب كما سبق وأشرنا هو قدر مكتوب علينا أن نواجهه، وخاصة انه يجعلنا نشعر بالسعادة والاطمئنان بجوار من نحب، وإذا كان هذا الحب لا يخالف تعاليم الإسلام ولا ينتج عنه أي معصية، فهو من الأمور المستحبة التي دعا إليها الله ورسوله.
- ولكن متى يكون الحب ابتلاء، عندما يكون الحب نابع من وسواس الشيطان من التعلق الشديد والإعجاب غير المبرر والهيام والعشق بأشخاص بطرق غير شرعية، وأن يكو هذا الله سبب في ضعف الإيمان وقاة التقرب إلى الله والقيام بالمعاصي والفواحش في هذه الحالة يصبح الحب ابتلاء يسوق صاحبه إلى المهالك.
نصائح في الحب
هناك بعض النصائح التي نوصي بالتفكر فيها عن الإقبال على الحب واختيار الشريك، ومن هذه النصائح ما يلي:
- عندما تفكر في الحب فكر جيداً ليس في رغبة عابرة أو متعة سريعة بل فكر في الإنسان الذي سوف تقضي معه باقي عمرك.
- لا تتعجل في اختيارك في الحب ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة، فكر جيداً قبل أن تخطو أي خطوة قد تكون سبب تعاستك.
- اختار الشخص المناسب لك مهما كان الثمن الذي سوف تدفعه أو مهما قابلتك من صعوبات فلا تتخلى عن الشخص الذي يكون مناسباً لك.
- فكر بعقل وبحكمة قبل أن تتصرف في أي أمر فلا تخدعك المظاهر وكن عميقاً تفهم كل الأمور وخباياها.
- عندما تقرر وتتأكد أنك وجدت نصفك الآخر ضع لنفسك خطة لتحاول تنفيذها مع شريك حياتك وحبك وقدرك بحيث تشمل الخطة على جميع معاني الألفة والرحمة والحب والحنان والتسامح والعطف والإحسان حتى تكونوا وتصبحوا شخصاً واحداً لا يفرقكما إلا الموت.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_4182