كتابة :
آخر تحديث: 16/11/2022

‎هل الحب قدر أم قرار؟ وهل هو فطري أم مكتسب؟

فئة من الناس تصف قصص حبهم على أنها من تنظيم القدر، بينما ترى فئة أخرى أن قصة حبها كانت نتيجة اختيار تم اتخاذه بناء على مجموعة من النقاط. وهنا قد نتساءل جميعا ونقولهل الحب قدر أم قرار؟ ولإيجاد جواب لهذا السؤال يأخذكم مفاهيم من خلال هذا المقال إلى مجموعة من الأطروحات التي توضح كل واحدة على حدة مدى كون الحب قرارا أو قدر.
‎هل الحب قدر أم قرار؟ وهل هو فطري أم مكتسب؟

‎هل الحب قدر أم قرار؟

‎هل الحب قدر أم قرار؟ الحب اختيار وقرار لأن أفعالك تحدد ما إذا كان يعيش أم سينتهي. الطرف في العلاقة هو الذي يتحكم في كيفية تصرفه في علاقاته ومدى دفعه للنزاع والتحديات الماضية.

  • عندما تقرر العمل على التواصل أو الثقة أو العلاقة الحميمة أو الأمان العاطفي، فأنت هنا تختار الحب.
  • ماذا عن الهرمونات؟ إذا كان الحب مدفوعًا جزئيًا بالبيولوجيا، فقد يبدو وكأنه شيء خارج عن إرادتك وسيستمر إلى أجل غير مسمى. ولكن في حين أن الهرمونات يمكن أن تكتسحك في الأيام الأولى من الحب، توضح إليزابيث إيرنشو، أخصائية الزواج والأسرة، أن الحب الدائم يتطلب اتخاذ قرارات واعية.
  • قد تستمر الهرمونات في جعل المحب يشعر بالانجذاب الجنسي للشريك، على سبيل المثال، لكن هذا يختلف عن الحب، فمع نمو العلاقة، لن تكون الهرمونات هي المحرك للمشاعر. إلا أن بناء الحب، الذي يتضمن العلاقة الحميمة العاطفية، يتطلب الجهد والعمل.
  • من الشائع التفكير في الحب على أنه شعور يشعر به المرء تجاه الآخر. في حين أن المشاعر هي بالتأكيد أحد جوانب الحب، لكن الأمر الذي يبدو جليا ومنطقيا أكثر هو أن الحب اختيار وقرار، حيث تعرف المشاعر مدًا وجزرا في جميع العلاقات، ومع ذلك فإن قرار التصرف بالحب هو خيار ممكن دائمًا. إذا كنت تفكر في الأشخاص الذين تحبهم والذين يحبونك، فمن المحتمل أن تدرك أن التعبير عن هذا الحب قد تضمن قرارات لا حصر لها بمرور الوقت عبرت عن اللطف والصبر والكرم والأمل.

كيف يكون الحب لا إرادي؟

يمكن القول بأن شعور الحب لا إرادي. حيث يخبرنا علم الدماغ أنه دافع مثل العطش. إنه شغف لشخص معين. من الطبيعي أن "تفقد السيطرة" في المرحلة المبكرة من الرومانسية. الحب، مثل العطش، سيجعلك تفعل أشياء غريبة.

أطلق الإغريق القدماء على الحب اسم "جنون الآلهة". يعرّفها علماء النفس الحديثون على أنها رغبة قوية في الاتحاد العاطفي مع شخص آخر. لكن ما هو الحب في الواقع؟ إنه يعني أشياء كثيرة مختلفة لأناس مختلفين. حاول الكثيرون على مرور التاريخ وصف هذه المشاعر وتحديدها في كلمات محددة إلا أنها لا تكون دقيقة بما يكفي. وهنا نتذكر مقولة شكسبير: "الحب أعمى والعشاق لا يستطيعون الرؤية" وقال أرسطو "الحب يتكون من نفس واحدة تسكن جسدين."

هل الحب فطري أم مكتسب؟

بعد جدل هل الحب قدر أم قرار؟ هناك جدل آخر حول السمات النفسية العضوية أو المكتسبة والذي ظل محتدماً لعدة قرون. وعندما يتعلق الأمر بالحب هل هو مكتسب أو فطري يمكن الجزم بأن النقاش حول ذلك لم ينتهي بعد، حيث استمر هذا الجدل الذي بدأه فلاسفة مثل ديكارت ولوك إلى يومنها هذا. فكيف يكون الحب مكتسبا أو فطري؟

الحب بالفطرة

خلصت إحدى الدراسات التي أجريت في بيركلي في الأيام الأولى من دراسة العواطف وعلم النفس إلى أن العواطف هي ردود فعل عالمية مدفوعة بيولوجيًا لمجموعة متنوعة من المواقف التي تم تغييرها عن طريق التطور لتحسين فرصنا في البقاء على قيد الحياة. بغض النظر عن المكان الذي نشأ فيه الناس أو يعيشون فيه، فإن الأشخاص الذين وُضِعوا في مواقف خطيرة يعانون من الخوف، والآباء الذين نظروا إلى أولادهم شعروا بالحب بشكل فطري. وجدت دراسة أخرى أجراها روبرت ل.ناديو أن الناقلات العصبية في الدماغ "تجعل تجربة الحب أكثر شمولية بكثير مما كنا نتخيله سابقًا" وتؤدي إلى "حالات عاطفية وجسدية متشابهة لدى جميع البشر".

الحب المكتسب

مع مرور الوقت، ومع تطور علم النفس ودراسة المشاعر، تغيرت المعتقدات حول الحب العضوي أو المكتسب. وفي هذا الإطار يشكك كتاب من عالمة النفس والباحثة ليزا فيلدمان باريت، "كيف تصنع العواطف"، في فكرة أن مشاعرنا تولد معنا. بدلاً من ذلك، تشير أبحاثها إلى أن العواطف يتم تعلمها من معرفتنا وخبراتنا ونماذجنا التي يحتذى بها وغير ذلك. نتعلم أيضًا إظهار الحب من خلال مشاهدة الآخرين.

ما الذي يقتل الحب؟

لأن الحب بنسبة كبيرة يكون اختيار، فإن القيام بأشياء تتعارض مع مبادئ الحب قد يضر بالعلاقة. وقد تتضمن هذه التصرفات والمواقف المدمرة للحب أشياء تتحدى الانجذاب أو الارتباط العميق أو الثقة أو الاحترام وكذلك:

  • تجاهل احتياجات ومخاوف الشريك
  • انعدام التواصل
  • التخلي عاطفيًا عن الشريك
  • التعامل مع الشريك كأمر مسلم به
  • النقد والأحكام المسبقة
  • الأسرار
  • دفع الشريك لتغيير طريقته لإرضاء الآخر
  • التقليل من شأن الشريك في السر أو أمام الآخرين
  • عدم إظهار المودة

كيف تختار الحب؟

إذا كنت لا تعرف اختيار الحب، فهناك استراتيجيات بسيطة يمكنك تطبيقها على الفور لإظهار الحب كاختيار وتشمل التالي:

إظهار الامتنان

يقول أحد خبراء العلاقات بأن أقوى نصيحة لاختيار الحب بنشاط هو اختيار النظر إلى الامتنان في العلاقة، ومساءلة النفس عن الأمر الذي قام بها الطرف الآخر في العلاقة وكان مساعدا ومحفزا، حتىالأشياء الصغيرة، مثل تحضير القهوة، تستحق إظهار الامتنان لها من خلال الشكر والعناق والتقبيل. في بعض الأحيان، فقط الاعتراف بالشخص الآخر والامتنان له كافي.

إظهار المودة

إظهار المودة من خلال المعانقة والتقبيل واللمس من الأمور البديهية والمهمة في العلاقة وعند اختيار الحب، ولكنها لا تأتي بسهولة للجميع. كما لا يجب أن تكون المودة جسدية فقط. يمكن أيضًا إظهاره من خلال التفكير. فعلى سبيل المثال، ترك البطانية المفضلة لشريكك في يوم بارد، أو تنظيف سيارته قبل العمل في الشتاء، يمكن أن تكون تعبيرًا عن المودة.

إظهار التقدير للشريك

يمكن أن يكون حب الشخص وليس الفعل جانبًا مهمًا من جوانب الحب. هذا يعني أنك تحب شريكك على ما هو عليه، وليس ما يفعله من أجلك أو ما يقدمه لك في الوقت الحالي. يمكنك إظهار تقديرك للشريك من خلال مجاملة أو إعادة تأكيد ما يجعله مميزًا. إذا لاحظت أن لديه أخلاقيات عمل رائعة، على سبيل المثال، يمكنك إخباره بذلك.

الاعتناء بالنفس

الاعتناء بالنفس هو أيضًا طريقة لاختيار الحب، ويمكن أن يعكس الاعتناء بنفسك أنك تريد أن تكون أفضل نسخة من نفسك لنفسك ولشريكك. يمكن أن يكون تناول الطعام بشكل صحي وممارسة الرياضة والتركيز على الصحة طرقًا لإظهار أنك تتطلع إلى التقدم في العمر معًا.

يمكن أن يكون الوقوع في الحب زوبعة هرمونية من الإثارة والسعادة، لكن الحب الدائم هو خيار يتم اتخاذه من خلال الأعمال اليومية، وهذا ما لخصنا له بعد الإجابة عن هل الحب قدر أم قرار؟ هذا لا يعني أن الحب يجب أن يكون عدوًا سريعًا مملًا، وإنما يعني أنه عليك أن تقرر بوعي الإجراءات التي تبني وتحمي العلاقة الحميمة والثقة والمودة باستمرار.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع