كتابة :
آخر تحديث: 18/01/2025

معلومات عن فدوى طوقان وأهم إنجازاتها

تعتبر الشاعرة الفلسطينية فدوى من أشهر الشاعرات الفلسطينيات في القرن العشرين وذلك بسبب روعة وعظمة القصائد التي قامت الشاعرة بتنظيمها وبخاصة تلك القصائد التي تغنت فيها بوطنها فلسطين، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن فدوى طوقان. وقد وجدت فدوي طوقان في الشعر وتنظيم القصائد الطريق من أجل التعبير عن ذاتها وعن ما يدور بداخلها من خواطر.
معلومات عن فدوى طوقان وأهم إنجازاتها

تعريف فدوى طوقان

  • هي أديبة وشاعرة ولدت في فلسطين وبالتحديد في مدينة نابلس الفلسطينية، وقامت بتنظيم مجموعة جيدة من القصائد المميزة والتي اعجبت الشعوب العربية والشعب الفلسطيني علي وجه الخصوص، وبخاصة القصائد التي تغنت فيها بالوطن.
  • وولدت فدوي طوقان في وسط عائلة تتميز بالتشدد في الأعراف والعادات والتقاليد ويعتبر الشاعر إبراهيم طوقان الأخ الشقيق للشاعرة.
  • اتخذت فدوي طوقان الشعر كوسيلة للتعبير عما تشعر به وعما يدور بخاطرها وعن المشاعر الدفينة الموجودة بها فكانت دائماً ما تكتب عن آلامها وآمالها ورغبته في نيل الاستقلال كما استخدمت الشعر كوسيلة للتعبير عن رغباتها.

نشأة فدوى طوقان

يمكننا توضيح أهم المعلومات عن نشأة الشاعرة فدوى الفلسطينية من خلال الآتي:

حياة بدايتها رفض من الوالدين:

  • كان ميلاد الشاعرة فدوي طوقان قصة تركت أثراً كبيراً بداخلها حيث إنها عندما كانت جنين في بطن أمها كانت أمها رافضة لفكرة الانجاب وحاولت أن تقوم بإجهاض الحمل لمرات عديدة في تمسك من فدوي بحقها في الحياة ورفضت مغادرة بطن أمها وأصرت على القدوم للدنيا.
  • سبب ميلاد فدوي طوقان خيبة أمل كبيرة بالنسبة لأسرتها وبخاصة والدها وذلك لكونها أنثي وكان دائماً والدها ما يتمنى إنجاب ذكر.
  • الغريب في الأمر أن تاريخ ميلاد فدوي طوقان غير محدد بدقة وأن تاريخ ميلاد الشاعرة غير معروف وذلك بسبب اللامبالاة الكبيرة من جانب الأسرة وقلة الاهتمام بها.

عوامل أثرت في شخصية فدوى:

  • وكان لكل تلك الأمور الأثر السلبي الواضح في شخصية فدوي طوقان والذي عمل على تكوين شخصيتها التي تميزت بالسلبية بدرجة عالية وذلك بسبب والديها الذين لم يرحبوا بقدومها إلي الدنيا ولم يشعران بأي أهمية للطفلة لدرجة أنهم نسوا تاريخ ميلادها. لذلك عاشت فدوي طوقان طفولة مكبوتة وبائسة ويخيم عليها الحزن بدرجة كبيرة.
  • إن تجاهل والدي فدوي أثر على نفسيتها وذلك من خلال حرمانها من مظاهر الحنو والمحبة التي يحتاج إليها كل طفل من الوالدين وبالتالي ظلت كل هذه الذكريات محفورة في داخلها. وذلك لأن شعور الطفل بالكره من قبل والديه من أهم المشاكل التي تؤثر بشكل سلبي على شخصيته وعلى حياته ككل وقد أخبرتنا فدوي في سيرتها الذاتية عن كل تلك الآلام التي مرت بها منذ نعومة أظافرها وكيف أثرت عليها تلك المشاعر عندما كبرت.

تجاهل والدها التام

  • كانت الأم بعد ميلاد الطفلة قد أعطتها إلي خادمة تسمي سمراء لتعتني بها وكانت هذه الخادمة هي مصدر المحبة والحنان الوحيد الذي تلقاه الطفلة في الصغر.
  • لم يكن بين فدوي ووالدها أي تواصل فقد كان يكرهها وكان دائما ما تجاهلها بأعلى درجة وكان سؤاله عنها عن طريق والدتها ولم يكن يسأل عنها بشكل مباشر.
  • وبالرغم من العلاقة الباهتة بين فدوي ووالدها إلي أنها ورثت منه حب الوطن والتفاني من أجل خدمته وقالت في سيرتها الذاتية أن وفاة والدها أثرت فيها بشكل كبير وذلك بالرغم من أن العلاقة بينهم كانت شبه منعدمة.

حياة فدوى مع عمها

  • وتشكلت شخصية فدوي أيضاً عن طريق أسرة عمها الذين كانوا يعيشون مع أسرتها وقد كان عمها من الشخصيات ذات النفوذ والتي تتمتع بالسلطة والجاه وكان عمها يحبها ويقدرها ويقدم لها الحنان والمحبة.
  • ولكن كاسبر المتاعب لفدوى ابنة عمها التي تسمي شهيرة حيث حصلت شهيرة على طفولة تتميز بالحب والحنان والرعاية والاهتمام من قبل والديها والتي تربت على الانفتاح والحرية بعكس طفولة فدوي التي تميزت بالكبت وقلة الاهتمام.

خصائص شعر فدوي طوقان

هناك مجموعة من الخصائص لشعر فدوى الفلسطينية ،ويمكن توضيحها من خلال الآتي:

1. الألفاظ في شعر فدوي طوقان

  • كانت دائماً تتميز بأنها ألفاظ ذات دلالة ويظهر ذلك واضحًا في عناوين دواوين فدوي طوقان فمثلًا ديوان قامت بتأليف يسمي وحدي مع الأيام وهذا تعبيرًا منها عن حياتها وعن فترة طفولتها التي كانت تقضيه بمفردها بعيدًا عن اهتمامات الوالدين، وديوان بعنوان وجدتها.
  • وهو يعبر عن فرحتها بعثورها على ذاتها ووصولها لمستوي عالي من النجاح والرقي وتعبيرًا عن إثباتها لنفسها بالرغم من التهميش الذي تعرضت له.

2. تميز شعر فدوي دائما بالتكرار

  • وهو من الظواهر الأسلوبية والبلاغية في مجال الشعر وقامت فدوي في هذا المجال بتقسيم التكرار إلي خمس أقسام رئيسية وهي تكرار خاص بالحروف ويسمي تكرار الحروف، وتكرار الكلمة، وتكرار العبارة، تكرار السطر، تكرار المقطع، وكل أنواع التكرار دائمًا ما تدل على الإلحاح.

3. كثرة استخدام الأساليب الإنشائية

  • وتميز أيضًا شعر فدوي طوقان باستخدام الأساليب الإنشائية بكثرة وخصوصًا أسلوب النداء وهو ذلك الأسلوب اللغوي الذي يهدف إلي تنبيه الشخص المنادي من أجل الاستماع إلى المتحدث وذلك عبر التنويع في أدوات النداء(يا- الهمزة- أيا) وغيرها من أدوات النداء.

4. استخدام الاستفهام في الشعر

  • كما إنها اعتمدت على استخدام أساليب الاستفهام في شعرها وهو أيضاً نوع من أنواع الأساليب الإنشائية المهمة في مجال الشعر وذلك من خلال الاستعلام عن شيء معين لم يكن معلوم من قبل المستفهم وهو أسلوب يعطي للنص الشعري الكثير من المعاني الجمالية والصور البديعية.

5. التنوع في استخدام الصور الشعرية

  • وكانت فدوي طوقان استخدم الصور الشعرية في شعرها بشكل دائم وتعتبر تلك الصور الشعرية من العناصر الفنية المهمة والتي تعطي الشعر والنثر بريق خاص وتضفي عليه الجمال.

6. التعبير عن القضايا الوطنية والقومية

  • عُرف شعر فدوى طوقان بمقاومة الاحتلال والدفاع عن القضية الفلسطينية.
  • عالجت معاناة الشعب الفلسطيني من التشرد والقهر، كما يظهر في قصائدها مثل "إلى صامد" و*"أخي جاوز الظالمون المدى"*.

7. البعد الإنساني والعاطفي

  • تناولت في شعرها معاناة الإنسان، مثل الألم، الوحدة، والخسارة.
  • برزت مشاعر الحزن والحسرة في قصائدها نتيجة تجاربها الشخصية، خاصة فقدان الأحبة.

8. العمق النفسي

  • تميزت قصائدها بالغوص في أعماق النفس البشرية، مستكشفةً المشاعر والأفكار الداخلية.
  • عكست أحيانًا صراعها مع الذات وحاجتها للتحرر.

9. التحرر من القيود الاجتماعية

  • دافعت عن حقوق المرأة ورفضت القيود التي تحد من حريتها.
  • عبرت عن تمردها ضد الأعراف التقليدية بأسلوب شعري حازم.

10. أسلوبها الشعري

  • البساطة والوضوح: تستخدم لغة سهلة، ولكنها غنية بالإيحاءات والمعاني.
  • الموسيقى الداخلية: تهتم بالإيقاع الشعري دون تقييد نفسها بالوزن التقليدي.
  • التعبيرية: تستعين بالصور الفنية المبتكرة لتعبر عن أحاسيسها وأفكارها.
  • التنوع في الأشكال الشعرية: كتبت الشعر العمودي وشعر التفعيلة.

11. الرمزية

  • استخدمت الرموز الشعرية للتعبير عن قضاياها، مثل الأرض، الزيتون، والطيور كرموز للوطن والحرية.

12. التأثر بالطبيعة

  • الطبيعة حاضرة في شعرها بقوة، وتوظفها كوسيلة لتوصيل مشاعرها وأفكارها.

مؤلفات فدوى طوقان

سنوضح أشهر مؤلفاتها خلال مسيرة حياتها من خلال الآتي:

  • أولا: من الناحية الشعرية ديوان وحدي مع الأيام والذي قامت بتأليفه فدوى طوقان عام 1952م وتتميز النصوص الشعرية في هذا الديوان بالاعتماد على الذاتية كما عبرت فيه عن شعورها بالضياع نتيجة عدم الاهتمام بها.
  • ثانيا: ديوان الرحلة المنسية وهو ديوان أنشأته للتعبير عن فترة طفولتها والتي تميزت بالتجاهل والتهميش وعدم الاهتمام.
  • ثالثا: ديوان أعطنا حبا وهو ديوان شعري تم إصداره عام 1960م وصدر هذا الديوان من خلال دار الأدب في بيروت.
  • ربعا: ديوان أمام الباب المغلق والذي صدر عام 1967م من خلال دار الأدب في بيروت.
  • خامسا: أما فيما يخص المؤلفات النثرية لفدوى فهي كثيرة ومتنوعة ومنها كتاب أخي إبراهيم والذي صدر عام 1942، وكتاب رحلة جبلية والذي يعبر عن سيرتها الذاتية، وكتاب الرحلة الأصعب والذي صدر عن دار الشروق في عمان عام 1933م.

إنجازات فدوى طوقان

فدوى طوقان، الشاعرة الفلسطينية الراحلة (1917-2003)، تُعتبر واحدة من أبرز الشخصيات الأدبية في العالم العربي، وقد حققت العديد من الإنجازات الثقافية والوطنية، وفيما يلي أهم إنجازاتها:

1. إنتاجها الأدبي

  • قدمت إرثًا أدبيًا غنيًا تضمن العديد من الدواوين الشعرية والمجموعات النثرية.

2. التعبير عن القضية الفلسطينية

  • كرّست شعرها ونثرها للتعبير عن النكبة الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني.
  • ساهمت في نقل صورة واضحة عن الظلم والاحتلال إلى العالم العربي والغربي.

3. ريادتها في الدفاع عن حقوق المرأة

  • استخدمت شعرها للدعوة إلى التحرر من القيود الاجتماعية، وتمكين المرأة، ورفض التقاليد المقيدة.
  • أصبحت رمزًا للنضال النسوي الفلسطيني والعربي.

4. التميز في الأدب العربي

  • استطاعت المزج بين الشعر التقليدي وشعر التفعيلة بأسلوب فني مميز.
  • تميزت بلغتها السلسة، العميقة، والمليئة بالموسيقى الشعرية.

5. حصولها على الجوائز والتكريمات

حازت على عدة جوائز أدبية مرموقة، منها:

  • جائزة الزيتونة الفضية الثقافية لحوض البحر الأبيض المتوسط، باليرمو، 1978م.
  • جائزة عرار السنوية للشعر، رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 15 حزيران 1983م.
  • جائزة سلطان العويس، الإمارات العربية المتحدة، 1989م.
  • وسام القدس، منظمة التحرير الفلسطينية، 1990م.
  • جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة، ساليرنو، ايطاليا 1992م
  • جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة، إيطاليا، 2000م.
  • وسام الاستحقاق الثقافي، تونس، 1996م. جائزة البابطين للإبداع الشعري، الكويت، 1994م.
  • جائزة كفافيس الدولية للشعر، القاهرة، 1996م.
  • جائزة الآداب منظمة التحرير الفلسطينية، 1997م.

6. تمثيل الثقافة الفلسطينية عالميًا

  • ساهمت في تعزيز الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية من خلال مشاركتها في مؤتمرات أدبية وثقافية دولية.

7. تأثيرها الثقافي

  • أصبحت مصدر إلهام لأجيال من الشعراء والكتّاب الفلسطينيين والعرب.
  • بقيت قصائدها تُدرّس في المناهج التعليمية، مما يثبت دورها في تشكيل الوعي الأدبي والثقافي.

8. دورها كأيقونة وطنية

  • جمعت بين الإبداع الأدبي والنضال الوطني، مما جعلها رمزًا ثقافيًا للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال.
  • وسام أفضل شاعرة للعالم العربي مدينة الخليل.
وأخيرًا... فقد توفت فدوى طوقان عن عمر يناهز السادسة والثمانين عاما في إحدى المستشفيات في مدينة نابلس وقد كتب على قبرها عنوان قصيدة قامت بتأليفها بعنوان كفاني أظل بحضنها

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ