شرح قصيدة هذا البحر لي للشاعر محمود درويش
جدول المحتويات
كلمات قصيدة هذا البحر لي
- هذا البحر لي
- هذا الهواء الرٌطْب لي
- هذا الرصيف وما عليْهِ
- من خطاي وسائلي المنويٌ... لي
- ومحطٌة الباصِ القديمة لي.
- ولي شبحي وصاحبه.
- وآنية النحاس وآية الكرسيٌ ، والمفتاح لي
- والباب والحرٌاس والأجراس لي
- لِي حذْوة الفرسِ التي طارت عن الأسوار لي ما كان لي.
- وقصاصة الورقِ التي انتزِعتْ من الإنجيل لي
- والملْح من أثر الدموع على جدار البيت لي
- واسمي ، إن أخطأت لفْظ اسمي
- بخمسة أحْرف أفقيٌةِ التكوين لي :
- ميم / المتيٌم والميتٌم والمتمٌيم ما مضي
- حاء / الحديقة والحبيبة ، حيرتانِ وحسرتان
- ميم / المغامِر والمعدٌ المسْتعدٌ لموته
- الموعود منفيٌا ، مريض المشْتهي
- واو / الوداع ، الوردة الوسطي ،
- ولاء للولادة أينما وجدتْ ، ووعْد الوالدين
- دال / الدليل، الدرب،
- دمعة دارةٍ درستْ، ودوريٌ يدلٌلني ويدْميني /
- وهذا الاسم لي
- ولأصدقائي ، أينما كانوا ، ولي
- جسدي المؤقٌت ، حاضرا أم غائبا
- مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن
- لي مِتْر و75 سنتمترا
- والباقي لِزهْري فوْضويٌ اللونِ ،
- يشربني علي مهلي ، ولي
- ما كان لي : أمسي ، وما سيكون لي
- غدِي البعيد ،
- وعودة الروح الشريد
- كأنٌ شيئا لم يكنْ
- وكأنٌ شيئا لم يكن
- جرح طفيف في ذراع الحاضر العبثيٌ
- والتاريخ يسخر من ضحاياه
- ومن أبطالِهِ
- يلْقي عليهمْ نظرة ويمرٌ
- هذا البحر لي
- هذا الهواء الرٌطْب لي
- واسمي
وإن أخطأت لفظ اسمي علي التابوت- لي.
- أما أنا وقد امتلأت
- بكلٌ أسباب الغياب
- فلست لي.
- أنا لست لي
- أنا لست لي
شرح قصيدة هذا البحر لي
ظهر هذه الأبيات من القصيدة إلتزام الشاعر بالانتماء إلى مكانه وتاريخه وهويته الشخصية. يُعبّر الشاعر عن حقه في الملكية الروحية للعديد من العناصر المحيطة به، وكأنه يعتبر كل شيء حوله جزءًا من ذاته وملكًا له. فيما يلي تفسير لبعض العبارات:
"هذا البحر لي" و "هذا الهواء الرطب لي":
- يعبر الشاعر عن حقه في ملكية العناصر الطبيعية مثل البحر والهواء، وهو يُظهر الانتماء الشديد للمكان الذي يعيش فيه، وأن أي شيء يحيط به فهو ملكه.
"هذا الرصيف وما عليه... لي":
- يُعبّر عن ملكيته للرصيف وكل ما يحتويه من ذكريات وأحداث.
"ولي شبحي وصاحبه":
- يُظهر الشاعر الانتماء لذاته ولروحه، وأن الشبح والصاحب يُمثّلان جزءًا من وجوده.
"آنية النحاس وآية الكرسي... والمفتاح لي":
- يعبّر عن ملكيته للعديد من الأشياء اليومية والعادية، مثل آنية النحاس ومداومته على قراءة آية الكرسي بشكل يومي أيضا هي من يمتلكها والمفتاح الذي يفتح به الأبواب المغلقة ملكه.
"واسمي، إن أخطأت لفظ اسمي... لي":
- يظهر الشاعر اهتمامه بلفظ اسمه بشكل صحيح، ويُظهر ملكيته لاسمه والطابع الخاص الذي يمنحه لشخصيته.
"دال / الدليل، الدرب،... دوري يدللني ويدميني":
- يرتبط الشاعر بحرف "دال"، ويعبر عن دور الدليل والطريق في حياته، ويظهر كيف يُوجِّهها ويؤثر في مشواره.
"جسدي المؤقت، حاضرا أم غائبًا":
- تُظهر هذه البيتان فكرة عابرة الحياة والجسد الذي يكون مؤقتًا في هذا العالم، والتناقض بين الحاضر والغياب.
"مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن لي مِتْر و75 سنتمترا":
- يشير الشاعر إلى فكرة أن جسده الذي سيُدفن في التراب لن يحتاج إلى مساحة كبيرة، ما يُظهر التواضع وقصر الحياة مقارنة بالتاريخ الذي يبقى.
"والباقي لِزهْري فوْضويٌ اللونِ، يشربني علي مهلي، ولي ما كان لي: أمسي، وما سيكون لي غدِي البعيد":
- يشير الشاعر إلى فكرة الحياة الباقية بعد الموت، حيث يُمثل الزهر اللون المتساوي للحياة والموت، والاستمرار في الحياة على شكل ألوان جديدة.
"وعودة الروح الشريد كأنٌ شيئا لم يكن وكأنٌ شيئا لم يكن":
- يتحدث الشاعر عن عودة الروح بعد الموت، وكيف أن الوجود يعود بشكل يشبه عدم الوجود.
"جرح طفيف في ذراع الحاضر العبثي":
- يعبّر الشاعر عن قساوة الحاضر وتعابيرها العابثة من خلال وصف الجرح الطفيف.
"والتاريخ يسخر من ضحاياه ومن أبطالِه":
- يشير إلى كيفية استمرار التاريخ في تسجيل الأحداث، ويُظهر التناقض بين الضحايا والأبطال.
"هذا البحر لي، هذا الهواء الرُطْب لي واسمي وإن أخطأت لفظ اسمي علي التابوت لي":
- يُعبّر الشاعر عن حقه في الملكية للبحر والهواء وحتى اسمه، وكيف أنهم جميعًا له حتى في لحظة الموت.
"أنا لست لي، أنا لست لي":
- يُكرّر هذا البيت للتأكيد على أن الشاعر يعتبر نفسه مؤقتًا في هذا العالم وأنه ليس له ملكية حقيقية.
المضمون العام لقصيدة هذا البحر لي
تعبر المعاني العامة لقصيدة هذا البحر لي على الاضطراب العاطفي الذي يمتلك الشاعر بين الحنين والعودة للماضي والفراق والحزن والرغبة في التحرر والحصول على الحرية بمفهومها المطلق، وهذه أهم النقاط العامة للقصيدة:
- يُظهر الشاعر في هذه القصيدة حبه وانتماؤه العميق لكل جزء من حياته وبيئته.
- يعتز الشاعر في هذا القصيدة بهويته وشخصيته ووطنه وكل جزء في حياته ويعتبر ملكية خاصة لا يمنكن لأحد التعدي عليها.
- تتنوع مشاعر الشاعر بين الحنين والفراق وحب التملك والرغبة بالتحرر والتخلص من كافة القيود الحياتية التي تجعله في حالة من الزهد مع الحياة.
- يتطرق الشاعر في نهاية القصيدة إلى موضوع الحياة والموت وتأملات الشاعر في مكانته وملكيته في هذا الوجود مؤقته تزول بانتهاء حياة الإنسان.
الصور الفنية لقصيدة هذا البحر لي
لقد اعتمد محمود درويش على العديد من الصور التعبيرية والمحسنات البديعية التي تبرز تمكنه من صياغة جمل شعرية سهلة وواضحة وتعبر عن المعنى، ومن أهم هذه الصور الفنية:
- الاستعارة المكنية: تعدد استخدام الشاعر للاستعارة المكنية في اعتبار الأشياء المعنوية أشياء مادية يمكن امتلاكها، هذا البحر لي وهذا الهواء لي، وهذا الرصيف وغيرها.
- اعتمد على الأبيات العمودية ذات المقاطع القصيرة التي تنتهي بقافية موحدة.
- تنوعت الأساليب التعبيرية بين التعجب والإثبات والاستفهام والحيرة والاضطراب.
- اعتمد على اختيار كلمات بسيطة وسهلة وأقرب للعامية.
نبذة عن الشاعر محمود درويش
- الشاعر محمود درويش شاعر فلسطيني ولد في قرية البروة قرب ساحل عكا بفلسطين (1941 -2008م).
- عُرف درويش بأنه شاعر الثورة فلسطينية والوطن، وذلك لجراءة كتاباته ومؤلفاته الثورية والوطنية التي تحفز الشعوب على الدفاع عن الوطن بكل ما يملكون.
- رغم حب محمود درويش لوطنه الكبير إلا أنه ذاع عنه أنه وقع في حب فتاة يهودية واكتشف في النهاية أنها من الموساد الإسرائيلي.
- تعرض للاعتقال أكثر من مرة من قبل السلطات الإسرائيلية نتيجة لنشاطه السياسي المفرط.
- تقلد العديد من المناصب القيادية في العديد من الصحف، مثل مجلة شؤون فلسطينية، جريدة الكرمل، جريدة الأنوار وغيرها.
قصائد محمود درويش
لقد تعدد موضوعات وأشكال قصائد محمود درويش وتعددت أيضا الصور التعبيرية والحالة الفنية لكل قصيدة ومن ضمن موضوعات القصائد التي كتب عنها الوطن والحياة والمقاومة والحب والحزن والحرية والحرب وغيرها، ومن أشهر هذه القصائد ما يلي:
"الجسر":
- تتناول هذه القصيدة تجربة الوجود على الحدود وتأثيراتها على الإنسان.
"رجعت الشتوية":
تعبّر عن الأحوال الجوية والفصول في الوطن بطريقة تعكس الحالة العاطفية للشاعر.
"نزل على البحر":
- تستخدم البحر كرمز للوطن والحرية، وتتناول التحديات التي يواجهها الفلسطينيون.
"رسالة من المنفى":
- تعبر عن رؤية محمود درويش للوضع السياسي والاجتماعي وتوجيه رسالة إلى القادة.
"الأرض":
- تعبر عن الهوية الوطنية والانتماء إلى الوطن بشكل قوي.
"عاشق الوطن":
- تتناول الحب العميق للوطن والانتماء إليه.
"تنسى كأنك لم تكن":
- تعبر عن النسيان وتأثيره على روحه.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20902