كتابة :
آخر تحديث: 11/08/2025

شرح قصيدة ابن الرومي في سليمان ابن الاخفش

قصيدة ابن الرومي في سليمان ابن الاخفش تعد من أشرس نصوص الهجاء في التراث العربي، حيث جمع فيها الشاعر بين قوة التعبير وحدة السخرية ودقة التصوير. وقد تناول ابن الرومي في هذه القصيدة خصمه سليمان بأسلوب هجائي لاذع، لم يترك فيه عيبًا جسديًا أو خُلقيًا إلا وأبرزه بأسلوب تهكمي مليء بالتشبيهات والمجازات. جاءت الأبيات مثالاً حيًا على براعة الشاعر في توظيف الصور البلاغية لإبراز الملامح السلبية لخصومه، مع تداخل الذم الجسدي والاجتماعي والأخلاقي، مما يجعل القصيدة وثيقة أدبية مهمة لفهم أسلوب الهجاء في العصر العباسي. وفيما يلي في هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على كلمات وشرح ومعاني أبيات القصيدة وأهم الصور البلاغية، تابعونا.
شرح قصيدة ابن الرومي في سليمان ابن الاخفش

نبذة عن قصيدة ألا قُل لنحويك

  • عنوان القصيدة: ألا قل لنحويك الأخفش (ابن الرومي في هجاء سليمان ابن الاخفش)
  • مؤلف القصيدة: الشاعر العباسي ابن الرومي
  • عدد أبيات القصيدة: 61 بيتًا
  • بحر القصيدة: بحر المتقارب
  • الغرض الشعري: الهجاء
  • شكل القصيدة: عمودية
  • قافية القصيدة: حرف الشين (ش)

شرح قصيدة ابن الرومي في سليمان ابن الاخفش

إليكم كلمات وشرح قصيدة ابن الرومي في هجاء سليمان ابن الاخفش، وتشمل:

ألا قُل لنحويِّكَ الأخفشِ أنِسْتَ فأقصِرْ ولم تُوحِشِ

وما كنتَ عن غيَّةٍ مُقصِراً وأشلاءُ أُمك لم تُنْبَشِ

تحدّيتَ صَلّاً وفي نفْثه نذيرٌ فأقلِع ولم تُنهش

أبا حسن إنّني سائلٌ فأعدد جواباً ولا تَدْهش

أليسَ أبوك بني آدمٍ فأنَّى طُمسْتَ ولم تُنقَش

ولمْ جئتَ أسودَ ذا حُلكةٍ ولم تأتِ كالحية الأرقش

لقد غُشّ فيك أبٌ غافلٌ فما دُهمةٌ فيك لم تُغشَش

أبٌّ ذو فِراشٍ ولكنه لأيِّ البرية لم يُفرَش

أما والقريض وأسواقه ونَجْشك فيه من النُّجَّش

ودعْواك عرفان نُقَّاده بفضلِ النَقيِّ على الأنمش

ابن الرومي يوجّه هجاءً مباشرًا إلى سليمان بن الأخفش — وكان نحويًّا — مستخدمًا أسلوبًا لاذعًا مليئًا بالصور البلاغية، فيسخر من مظهره ولونه وأصله، ويصوّر حضوره وكأنه غير مرحب به، بل يشبّهه بالكائنات الضارة أو المخيفة.
القصيدة تقوم على:

  1. الافتتاح بالنصح المبطّن بالسخرية: يبدأ بقوله "أقصِر ولم تُوحِش" وكأنه ينصحه أن يتوقف عن الجدال أو الكلام لأنه لم يسبب وحشة ولكن أيضًا لم يأتِ بخير.
  2. التهكم على شخصيته ومظهره: يشبهه بالحية أو الصلّ، ويستهزئ بلونه الأسود الشديد (ذا حلكة)، ويقارنه بألوان أخرى للحيات كالأرقش، في إشارة إلى أنه حتى في القبح لم يأتِ بما هو متقن أو مميز.
  3. التقليل من شأن أصله أو مكانته: يتساءل عن نسبه إلى آدم ساخرًا من شكله، ويتهم أباه بالغفلة لأنه لم يورثه صفات جيدة، بل أعطاه ملامح مشوهة.
  4. الطعن في علمه وشعره: يلمّح إلى أن معرفته بالشعر ونقده ليست أصيلة، وأنه يدّعي معرفة فضل الشعر الجيد على الرديء، بينما هو في الحقيقة غير مؤهل لذلك.

لئنْ جِئتَ ذا بَشرٍ حالكٍ لقد جئتَ ذا نسب أبرش

وما واحدٌ جاء من أمه بأعجب من ناقدٍ أخفش

ألا يا ابن تلك التي كارمتْ أيورَ الزناةِ ولم تَرتش

وأضحتْ تَعِيرُ مع العائِري نَ في زُمرة البَقَش الأبقش

ولمْ لا تَعيرُ ولم تضربُوا عليها حجابَ بني دَنقَشِ

ولم تحرسوا خَلَواتِ استِها برقبةِ زَخْشٍ ولا خُتَّش

فما ظَنُّكمْ بالتي لم تزم مُ يا للرجال ولم تُخْشَش

أليستْ تسيرُ على وجهِها بسيرة سَيْدوكَ أو دَنْهش

وأنَّى تعفُّ وفي طيزها سعيرٌ يهرُّ على الحُشَّش

تظلُّ إذا قلَّ قثَّاؤها تَموشُ البقايا مع الموَّش

ابن الرومي يسخر من شكل المَهجوّ (سليمان بن الأخفش) ولونه ونسبه، ثم ينتقل للطعن في سمعة أمه وأخلاقها بألفاظ جارحة جدًا، متعمّدًا استخدام التشبيهات الفاضحة والحيوانية، ليجعله في صورة شخص وضيع الأصل سيئ السمعة. كثير من الألفاظ مقصودة للإهانة البالغة ولا تخلو من البذاءة المتعمّدة، وهذا شائع في هجاء العصر العباسي عندما يكون العداء شديدًا بين الشاعر والمَهجوّ.

تُناك ودَيُّوثُها نائمٌ يَفُشُّ الفُسَيّا مع الفُشّش

وكم جَاهَرتْه وقالت له تَغَافل كأنَك في مَرْعش

إذا ما احْتشتْ لم تَخف سُخطَهُ لأن الفتى مثلها مُحتش

وماذا ينيكُون من شيخةٍ قد استكْرشَتْ كلَّ مُستَكرَش

كسا طيزها شمطٌ لابدٌ على القمل كالصوف لم يُنْفش

إذا ذُكرتْ لم يكن ذِكرها بأيسر نتناً من المَنْبَش

عذيري من ابن التي لم تزل تُقلَّبُ كالطائر المَرْعش

لهما كلَّ يوم إلى فاسقٍ حَنينُ قطامٍ إلى جَحْوَش

إلى أن قَرى في حشاها الزَنا حنيناً من الرنَش الأرنش

أُسَيْوِدُ جاءَت به قردةٌ سُوَيداءُ غاويةُ المفْرَش

ابن الرومي يرسم صورة فاحشة ومهينة جدًا لخصمه من خلال السخرية من أمه، فيصفها بأنها بلا حياء، فاسدة السلوك، عجوز فقدت شبابها لكنها لا تزال على فسادها، وأن أبا المَهجوّ شخص ديّوث لا يغار عليها، بل يتغافل عن فجورها.
يستعمل أوصافًا مقززة (كالريح، والقمل، والرائحة الكريهة) ليجعل السامع يتخيّلها بأبشع صورة ممكنة، ويضيف تشبيهات بالحيوانات (قردة، طائر يرتجف، جحش) لزيادة الإهانة.

أتتنا به في سَواد استها وأذناه في صفرة المشمش

عظيمَ كَشاخِنةٍ قائداً طويل السلامة لم يُخدَش

كأن سنا الشَّتم في عرضه سنا الفجر في السحَر الأغبش

تسمَّعْ أحاديثَها صاحياً فإنك من حُمقٍ مُنْتَش

أتت بك أمك من أمةٍ فإن كنت أعمى فلا تطرش

أتأكُلُ مني ولمّا تَجُعْ وتشربُ مني ولم تَعْطش

ولؤْمُكَ لؤمٌ له فضلُهُ رَوَيناهُ قِدماً على الأعْمش

تَبَيّنَ والشمس معدومة وأظلمَ والليلُ لم يَغْطَش

أقولُ وقد جاءني أنه ينوشُ هِجائي مع النوَّش

إذا عكس الدهرُ أحكامَهُ سطا أضعفُ القوم بالأبطش

  1. أتتنا به في سواد استها وأذناه في صفرة المشمش: يسخر من لون المَهجوّ، فيقول إن أمه أنجبته من سواد مؤخرتها ولون أذنيه أصفر كالمشمش، في صورة هجائية مقززة.
  2. عظيمَ كشاخنةٍ قائداً طويل السلامة لم يُخدَش: يشبّهه بحيوان ضخم (كالجمل الكشاخنة) سليم من الجراح، في سخرية من ضخامته أو مظهره الغريب.
  3. كأن سنا الشتم في عرضه سنا الفجر في السحر الأغبش: يقول إن لمعان الشتم في عرضه (أي أنه يليق به الشتم) كضياء الفجر الذي يشق الظلام الخفيف.
  4. تسمع أحاديثها صاحياً فإنك من حمقٍ منتش: ينصحه أن يسمع كلام أمه حتى وهو صاحٍ لأنه في غاية الحماقة وكأنه سكران.
  5. أتت بك أمك من أمةٍ فإن كنت أعمى فلا تطرش: يقول له إن أمك أمة (جارية) فإن كنت لا ترى (أعمى) فلا تكن أصمّ أيضًا (لا تتجاهل الحقيقة).
  6. أتأكل مني ولما تجع وتشرب مني ولم تعطش: يتهمه بالجحود والنهم، يأخذ منه ما يريد دون حاجة أو شكر.
  7. ولؤمك لؤمٌ له فضله رويناه قدماً على الأعمش: يقول إن لؤمه عريق وقديم حتى كأنه مروي عن الأعمش (راوي مشهور في الحديث).
  8. تبين والشمس معدومة وأظلم والليل لم يغطش: يسخر من تناقضه، إذ يظهر الحق بدون شمس ويظلم بدون ليل.
  9. أقول وقد جاءني أنه ينوش هجائي مع النوش: يذكر أن المَهجوّ يحاول الرد على هجائه، لكنه لا ينجح.
  10. إذا عكس الدهر أحكامه سطا أضعف القوم بالأبطش: يقول إنه إذا انقلبت أحوال الدنيا، فإن أضعف الناس قد يتجرأ على الأقوى، في إشارة إلى أن ردّه لا قيمة له إلا في زمن مقلوب.

أما ومُحلِّيك بالأسوَدَي ن لون الدُجى والعمى الأغطش

لتعترفنَّ هجاءً يُري ك مَوْتك عيْشَك في العُيَّش

رويداً تَزُرك على رِسلها وتَجري كعهدِك لم تُنكش

قواف إذا أنت أُسمِعتهما ضحكت إليها ولم تَبْشش

كما ضحِكَ البغلُ لوَّى الزيا رُ جحْفَلةً منْه لم تهشش

تروحُ بها سيداً نابهاً وإن كُنتَ في الوَبَش الأوبش

ولهفي ربِحتَ وأخسرْتني نَبلْتَ وطشتُ مع الطيَّش

وقد كان في الحلم لي فُسحةٌ ولكن عثرتَ ولم تُنعش

وإنّي لمِبْرىً لمن كادني وما شِئتَ من صَنعٍ مِريَش

أحينَ غدا مِقْولي مبرَداً حجشت شباه ألا فاجْحَش

  1. أما ومُحلِّيك بالأسودين لون الدجى والعمى الأغطش: يقسم ساخرًا بلونك المظلم الذي يجمع بين سواد الليل والعمى الشديد.
  2. لتعترفن هجاءً يُريك موتك عيشك في العيّش: يقول إن هجاءه لك سيكون شديدًا حتى ترى حياتك كأنها موت.
  3. رويدًا تزورك على رسلها وتجري كعهدك لم تُنكش: يصف زياراتك أو أفعالك بأنها بطيئة وروتينية، لا تغيير فيها.
  4. قواف إذا أنت أسمعتهما ضحكت إليها ولم تبشش: إذا سمعت أبيات شعره فيك، قد تضحك بسخرية لكنها لا تُفرحك أبدًا.
  5. كما ضحك البغل لوى الزيار جحفلةً منه لم تهشش: يشبه ضحكك بضحك بغل يلوّي لجامه دون أن يظهر عليه أي انبساط.
  6. تروح بها سيدًا نابها وإن كنت في الوبش الأوبش: قد تحاول أن تبدو محترمًا ونبيهًا، لكنك في الحقيقة من أحطّ القوم.
  7. ولهفي ربحت وأخسرتني نبلت وطشت مع الطيش: يعبر عن أسفه لأنك ربما أصبت مرة، لكنك خسرت كثيرًا مع تهورك.
  8. وقد كان في الحلم لي فسحة ولكن عثرت ولم تُنعش: كان يمنحك فسحة من الصبر والحلم، لكنك أسأت التصرف ولم تستفد.
  9. وإني لمِبرىً لمن كادني وما شئت من صنعٍ مريش: يصف نفسه بأنه بريء من العيوب، لكنه قادر على رد الكيد بحرفية.
  10. أحين غدا مقولي مبرّدًا حجشت شباه ألا فاجحش: يقول إن كلامه كان ليّنًا في البداية، لكن الآن سيزيده فحشًا وسخرية.

أُخيَّك لا تستطِش حِلمَهُ فما سَهمُهُ عنك بالأطيش

عرضْتَ لشوك قتاداته وما شَوْكُهُنّ بمستنقش

غدا الحارِشُون معاً للضَبا ب لا للمُقرَّنة النُهَّش

وأغداك حَيْنُك من بينهِم لحرش الأفاعي مع الحُرَّش

وأنت قليب لها مَستقىً ولكنَّ جالك لم يُعرش

ظريفٌ وفي الظُرف مستأنسٌ وفي الجهل موضعُ مستوحش

ونُبِّئتُ أنك في مَلطمٍ لحرِّ هجائي وفي مَخمَش

وأنت المعوَّد أمثالها فأنى نَفَشْتَ مع النُّفَّش

غُررت ببارقةٍ أنْذَرَتْ بصاعقةٍ من لَظى مُحْمَش

أراك توهَّمتَها بُغشَةً صُعِقتَ لعمري ولم تُبغش

وما كل من أفحشَتْ أُمُّهُ تعرَّض للقذَع الأفحش

  1. أُخيَّك لا تستطش حلمه فما سهمه عنك بالأطيش: يحذّره من استثارة صبره، فسهامه ليست طائشة.
  2. عرضت لشوك قتاداته وما شوكهن بمستنقش: واجهت أمرًا صعبًا جدًا، كمن يحاول نزع شوك القتاد المستحيل.
  3. غدا الحارشون معًا للضباب لا للمقرنة النهش: المهيّجون توجهوا لأمر هين، لا للأفاعي المقرنة الشديدة السم.
  4. وأغداك حينك من بينهم لحرش الأفاعي مع الحرش: لكن نصيبك أنت وقع على أخطر الأفاعي وأشدها سمًّا.
  5. وأنت قليب لها مستقى ولكن جالك لم يُعرش: يشبّهه ببئر يُستقى منه لكن بلا جدار يحميه.
  6. ظريف وفي الظرف مستأنس وفي الجهل موضع مستوحش: أنت لطيف وتحب الظرف، لكنك تجهل وتستوحش من المعرفة.
  7. ونبئت أنك في ملطم لحر هجائي وفي مخمش: بلغه أنك تعرضت لمكان ضربه في هجائه وكأنك دخلت ساحة خصام.
  8. وأنت المعوَّد أمثالها فأنى نفشت مع النفَّش: أنت معتاد على مواقف كهذه، فلماذا تستغرب مشاركتك فيها؟
  9. غررت ببارقة أنذرت بصاعقة من لظى محمش: انخدعت ببريق أنذر بعاصفة نارية محرقة.
  10. أراك توهمتها بغشة صعقت لعمري ولم تبغش: ظننتها غارة ليلية سهلة، لكنك صُعقت بالواقع ولم تتحرك بذكاء.
  11. وما كل من أفحشت أمه تعرّض للقذع الأفحش: ليس كل من كانت أمه فاحشة يتحمل الفحش الأقسى في الكلام.

معنى قصيدة ابن الرومي في سليمان ابن الأخفش

إليكم أهم معاني الكلمات التي وردت في قصيدة ابن الرومي في هجاء سليمان ابن الاخفش، وتشمل:

  • أقصِر: توقف أو كفَّ.
  • غيَّة: الضلال أو الخطأ.
  • أشلاء: الأجزاء الممزقة من الجسد.
  • الصَّلّ: نوع من الحيات السامة.
  • نفثه: ما يخرجه الحيّة أو الساحر من فمه من هواء أو سم عند النفخ.
  • الأرقش: الحيّة التي في جلدها بقع مختلفة الألوان.
  • غُشّ: خُدع أو غُرّ.
  • دُهمة: السواد الشديد.
  • النَّجْش: التحريض أو الإغراء لشراء شيء، وهنا كناية عن المبالغة في الترويج للشعر أو مدحه.
  • النَّقيّ: الأبيض النظيف أو النقي من العيوب.
  • الأنمش: الذي به نمش، أي نقاط أو بقع لونية على الجلد.
  • حالك: شديد السواد.
  • أبرش: فيه بقع بيضاء وسوداء (غالبًا في اللون أو النسب المختلط).
  • أخفش: صفة في العين، وهي صغر العين مع ضعف النظر، وهنا يقصد اسم المَهجوّ.
  • كارمت: عاشرت أو خالطت.
  • أيور: جمع "أير"، كلمة نابية تشير إلى العضو الذكري (استخدمها هجاءً).
  • ارتش: أخذ رشوة، وهنا بمعنى تلقي منفعة.
  • العائري: من فقد ستره (من "العري").
  • البقش الأبقش: حيوان مرقش اللون، ويقصد به هنا تشبيه بالفضيحة المتنوعة الألوان.
  • بنو دنقش: اسم قبيلة أو أسرة، يضرب بها المثل في قلة المروءة.
  • خلوات استها: أوقاتها أو أماكنها الخاصة (مجاز عن العفة).
  • زخش/ختش: أسماء أشخاص أو أوصاف على سبيل السخرية، قد تكون رموز لأناس بلا شأن.
  • تزم: تربط أو تشد (يقصد ضبط النفس أو العفة).
  • سيدوك/دنهش: أسماء على سبيل السخرية، ترمز لأشخاص ذوي سمعة سيئة.
  • طيزها: كلمة نابية تشير إلى المؤخرة.
  • يهِرّ على الحُشَّش: يشبه الكلب الذي ينبح على من يجمع الحشيش، وهو تعبير ساخر للإثارة الجنسية المستمرة.
  • قثّاؤها: نبات القثاء (الخيار الصغير)، وهنا مجاز عن الشباب أو الرغبة.
  • تموش: تبحث وتنقر في.
  • الموّش: الشخص الذي يجمع بقايا الطعام أو الأشياء.
  • تُناك: كلمة نابية بمعنى "يُجامَع" (يستخدمها هجاءً).
  • ديُّوث: الرجل الذي لا يغار على أهله.
  • يفش الفسيّا: يُخرج ريحًا (ضرطة صغيرة).
  • الفشّش: ريح أو صوت الريح، غالبًا أكبر من الفُسَيّا
  • مرعش: مكان في الشام، والمقصود "يتغافل وكأنه في مكان بعيد أو غريب".
  • احتشت: وضعت الحِشوة (الفوطة أو الحماية النسائية)، وهنا مجاز.
  • مُحتش: من يقوم بنفس الفعل أو يعيش بنفس الطريقة.
  • يُنيكون: يجامعون (كلمة فاحشة).
  • شيخة: عجوز.
  • استكرشت: كَبُر بطنها أو سمنت.
  • مستكرش: سمين أو ضخم البطن.
  • كسا طيزها شمط: غطّى مؤخرَتها شعر أبيض (شيبة).
  • المنبش: ما يُستخرج من المزابل أو الحفر، وهو كناية عن القذارة الشديدة.
  • المرعش: الطائر الذي يرتجف أو يهتز، أو اسم مكان.
  • قطام: اسم امرأة عربية مشهورة بخيانتها (تُضرب بها الأمثال في الفجور).
  • جحوش: جمع جحش (صغير الحمار).
  • الرنش الأرنش: كائن أو وصف غريب يدل على القبح الشديد أو السلوك الرديء.
  • أُسيوِد: تصغير أسود (لون داكن).
  • غاوية المفرش: التي تضل وتفسد في فراشها (مجاز عن الفجور).
  • استها: مؤخرتها.
  • كشاخنة: نوع من الحيوانات الضخمة أو الجِمال الكبيرة.
  • سنا: ضوء أو لمعان.
  • الأغبش: الذي فيه غبش، أي ظلمة خفيفة قبل الفجر.
  • أطرش: أصمّ (لا يسمع).
  • الأعمى: الذي لا يبصر.
  • النوَّش: جمع ناش، أي الذي يمد يده إلى شيء أو يقترب منه، وهنا كناية عن الاغتياب أو الهجوم.
  • ينوش: يحاول أن ينال أو يمد يده.
  • الأبطش: الأقوى أو الأشدّ بطشًا
  • الأسودين: السواد الشديد (هنا لون الليل و/أو لون العمى)
  • العمى الأغطش: العمى الشديد مع ضعف البصر حتى في النور.
  • العُيَّش: تصغير "عيش" للدلالة على حياة قليلة القيمة أو حقيرة.
  • على رسلها: بهدوء ورويّة.
  • لم تُنكش: لم تُحرَّك أو تُبدَّل.
  • البغل لوى الزيار: أي شدّ لجامه أو التوى به.
  • الجحفلة: الشفة العليا للبغل أو الفرس.
  • تهشش: تفرح أو تبتهج.
  • الوَبَش الأوبش: القذر أو الرديء جدًا.
  • لهفي: أسفي وندمي.
  • نبلت: أصبت الهدف.
  • طشت: أخطأت.
  • مِبْرى: بريء من العيب أو مصفّى.
  • مِريَش: مزوّد بالريش أو محسَّن الصنعة (كالسهم بعد تجهيزه).
  • حجشت: كشطت أو حككت بشدّة.
  • شُباه: جمع شَبه، ويُراد بها هنا أمور متشابهة أو شبه الحقيقة.
  • فاجحش: زد في الفحش أو المبالغة في القبح.
  • تستطِش حلمه: تستخفّ أو تستثير صبره.
  • الأطيش: الأقل إصابة أو غير الحصيف.
  • قتاداته: نبات القتاد، شوكه صلب جدًا.
  • مستنقش: مأخوذ أو منتزع.
  • الحارِشون: المهيّجون أو المثيرون للشر.
  • المقرَّنة النهَّش: الأفاعي المقرنة كثيرة العضّ.
  • حَيْنُك: نصيبك أو حظك.
  • حرش الأفاعي: أخبث أنواعها وأشدها سمًّا.
  • الحُرَّش: الأفاعي الشديدة السموم.
  • قليب: البئر.
  • جالك: جدار البئر.
  • لم يُعرش: لم يُبنَ له جدار أو حماية.
  • مستأنس: يألف ويحب الصحبة.
  • مستوحش: يشعر بالوحشة أو النفور.
  • ملطم: مكان الضرب على الوجه.
  • مخمَش: مكان الخمش أو الخدش.
  • المعوَّد: المعتاد.
  • نَفَشْت مع النُّفَّش: شاركت من يثير الفوضى أو العبث.
  • بارقة: لمعان السيف أو البرق.
  • بُغشَة: الغارة في الليل.
  • بُغش: تحرّك في الظلام.
  • القذَع الأفحش: أشد الكلام فحشًا ووقاحة.

الصور البلاغية في قصيدة ابن الرومي في سليمان ابن الاخفش

قصيدة ابن الرومي في هجاء سليمان بن الأخفش مليئة بالصور البلاغية، خصوصًا التشبيه والاستعارة والتصوير الكاريكاتوري الساخر، لأنها في الأصل هجائية هدفها التشويه المبالغ فيه. سأذكر لك أهم الصور البلاغية مع أمثلة من الأبيات:

1. التشبيه (التصوير المباشر)

  • "كأن سنا الشتم في عرضه سنا الفجر في السحر الأغبش" → شبه لمعان أثر الشتم في وجهه بلمعان الفجر في وقت السحر المظلم.
  • "كما ضحك البغل لوى الزيار جحفلةً منه لم تهشش" → شبه ضحك المخاطَب بضحك البغل عندما يكشر عن أنيابه دون مرح حقيقي.
  • "كأنك في مرعش" → تشبيه حاله بالمتواجد في مرعش (مكان مشهور بالبرودة) كناية عن التبلد أو البرود.

2. الاستعارة (تصوير غير مباشر)

  • "غررت ببارقة أنذرت بصاعقة" → جعل "البارقة" (البرق أو البريق) استعارة لظاهر الأمور المضلل، و"الصاعقة" استعارة للعاقبة المدمرة.
  • "حرش الأفاعي" → استعارة عن أخطر المواقف وأشدها ضررًا، لا يقصد أفاعي حقيقية بل شدة العداء.
  • "جالك لم يعرش" → استعارة لضعف الحماية وانكشاف صاحبه.

3. الكناية (التعبير غير المباشر)

  • "وأنت قليب لها مستقى" → كناية عن كونه مصدرًا لما يريده الآخرون (ربما للشر أو السوء).
  • "لم تضربوا عليها حجاب بني دنقش" → كناية عن انعدام العفة والستر.
  • "في طيزها سعير يهر على الحشش" → كناية فاحشة عن شدة الشهوة والفجور.

4. الطباق والمقابلة

  • "تبيّن والشمس معدومة وأظلم والليل لم يغطش" → جمع بين النور والظلام في مقابلة لإبراز التناقض.

5. المبالغة

في أغلب أبيات القصيدة نجد مبالغة شديدة لتكبير العيوب، مثل:

  • "لقد غشّ فيك أب غافل" → مبالغة في وصف قبحه بأن والده خُدع في ولادته.
  • "أليس أبوك بني آدم" → تهكم بإنكار إنسانيته.

6. التصوير الكاريكاتوري

ابن الرومي يضخم العيوب الجسدية والأخلاقية حتى تتحول الصورة إلى مشهد فكاهي فاضح، مثل:

  • تصويره أسود البشرة بـ"لون الدجى"،
  • وصف أذنيه بلون "المشمش"،
  • ودمج صفات الحيوان (البغل، القرد، الأفعى) في وصفه.

تحليل قصيدة ألا قل لنحويك الأخفش

إليك تحليلًا فنيًا كاملًا لقصيدة ابن الرومي في سليمان بن الأخفش، مع التركيز على توظيف الصور البلاغية لخدمة غرض الهجاء:

1. الغرض الشعري

  • القصيدة من شعر الهجاء اللاذع، وهو هجاء شخصي مباشر مليء بالسخرية، حيث يتعمد ابن الرومي تشويه صورة سليمان بن الأخفش أمام السامع باستخدام ألفاظ جارحة وصور صادمة.

2. الأسلوب العام

  • ابن الرومي هنا لا يكتفي بالهجاء اللفظي المباشر، بل يخلق عالمًا تصويريًا ساخرًا مليئًا بالتشبيهات والاستعارات التي تمزج بين الحيوان، والقبح الجسدي، والفجور الأخلاقي.
  • الأسلوب مركّب بين الهجاء التقليدي القائم على الذم، وبين الكاريكاتير الشعري الذي يضخم الصفات حتى تتحول إلى لوحة هزلية.

3. استخدام الصور البلاغية

  • التشبيه: يقارن ملامح سليمان أو سلوكه بصفات حيوانات (البغل، القرد، الأفعى) لربطه بالقبح أو الغباء أو الخبث.
  • الاستعارة: يستخدم ألفاظًا مأخوذة من عالم الطبيعة (بارقة، صاعقة، حرش الأفاعي) كرموز للمخاطر أو الصفات المدمرة في شخصية المهجو.
  • الكناية: يوظف التلميح والإيحاء، خصوصًا في الإشارات الفاحشة، لإيصال اتهامات أخلاقية دون التصريح المباشر.
  • المبالغة: يضخم الصفات الجسدية والسلوكية حتى تصبح غير واقعية، مما يضاعف أثر السخرية.

4. النغمة الشعورية

  • النغمة هجومية عدائية بشكل واضح.
  • مليئة بالتهكم والاستهزاء، مع لحظات من التشفّي والشماتة.
  • أحيانًا تتحول النغمة إلى فكاهة سوداء حين يجمع بين القبح والغرابة في نفس الصورة.

5. الابتكار الفني

  • ابن الرومي يبتكر هجاءً تصويريًا، فبدل أن يكتفي بالذم، يخلق "بورتريه" شعري لسليمان بن الأخفش، مليء بالألوان القاتمة والتفاصيل المضحكة المقززة.
  • الصور البلاغية ليست مجرد زينة لغوية، بل أدوات هدم وتشويه منهجي لسمعة المهجو.

6. أثر الصور البلاغية على المتلقي

  • الإضحاك مع الإهانة: القارئ أو السامع يضحك من غرابة الصور، لكنه في نفس الوقت يشعر بالقسوة الموجهة للمهجو.
  • الإقناع بالتصوير: الصور الحسية تجعل الهجاء أكثر تأثيرًا من الذم المجرد، فيتخيل السامع القبح والفساد كأنه يراه.

هجاء ابن الرومي

ابن الرومي (221هـ–283هـ) اشتهر بأسلوب هجائي شخصي ودقيق، حيث لا يكتفي بالشتائم العامة، بل يدرس شخصية المهجو دراسة دقيقة، ثم يضرب في مواضع الضعف الجسدية أو النفسية أو الأخلاقية، وهجاؤه مزيج بين النقد الاجتماعي والتشويه الكاريكاتيري، وتتمثل ملامح هجائه، فيما يلي:

  • التحليل النفسي: يصف طباع المهجو وسلوكه بعمق، وكأنه يرسم له تقريرًا شخصيًا.
  • التصوير الحسي: يستخدم أوصافًا ملموسة من الطبيعة أو الحيوان أو الأشياء لتجسيد القبح.
  • الفحش المتعمد: أحيانًا يتعمد استخدام ألفاظ صادمة أو إيحاءات جنسية لتشويه سمعة المهجو.
  • المبالغة (الغلو): يضخم الصفات القبيحة حتى تصبح ساخرة ومضحكة.
  • الدقة في الملامح: يرسم صورة واضحة المعالم للمهجو حتى يعرفه السامع بلا ذكر اسمه أحيانًا.

هجاء ابن الرومي لزوجته

  1. التصوير الجسدي القاسي: يصفها بالدمامة أو الثقل أو الكسل بطريقة مبالغ فيها.
  2. التلميح إلى الطبع السيئ: يشتكي من سوء خلقها أو كثرة الشكوى أو الجدال.
  3. المفارقة الساخرة: قد يذكر شيئًا يُعد في العادة صفة حسنة، لكن يقدمه كأنه عيب.
  4. الإيحاء الفكاهي: حتى مع القسوة، يضفي على هجائه طابعًا يجعل المستمع يضحك أكثر مما يغضب.
  5. مثال على هجائه لزوجته: ورد أنه قال فيها أبياتًا يصف فيها هيئتها إذا غضبت، مشبهًا إياها بحيوان أو مشهد مضحك، مثلما كان يفعل مع خصومه، لكنه يخفف النبرة لأن الأمر يبقى في إطار البيت.

هجاء ابن الرومي لوالده

  • يقول ابن الرومي في هجاء والده البخيل: لو كانَ مِثْلُكَ في زمانِ محمدٍ ما جاءَ في القرآنِ بِرُّ الوالِدِ وابن الرومي مضرب المثل في النحاسة.

هجاء ابن الرومي للانف

من أشهر الأبيات التي يُستشهد بها في هجاءه للأنف قوله في أحد أعدائه:

  • له أنفٌ كـالبرجِ أو كـالذُّرى تُرى تحتهُ المِصْرُ أو تُستَرى

هجاء ابن الرومي لعمرو

ابن الرومي في هجاء عمرو:
  • وجهُكَ يا عَمرُو فيهِ طولُ
  • وفي وجُوهِ الكِلابِ طُولُ
  • فأيْنَ مِنكَ الحيَاءُ؟ قُل لِي
  • يا كَلبُ، والكَلبُ لا يَقُولُ
  • والكَلبُ وافٍ وفِيكَ غَدرٌ
  • فَفِيكَ عَن قدْرِهِ سُفُولُ
  • وقدْ يُحَامِي عَن الموَاشِي
  • وما تُحامِي ولا تَصُولُ
  • وأنتَ مِن أهْلِ بيْتِ سُوءٍ
  • قِصَّتُهمْ قِصَّةٌ تَطُولُ
  • وجُوهُهمْ لِلوَرَى عِظاتٌ
  • لَكِنَّ أقفَاءَهُمْ طبُولُ

هجاء ابن الرومي ابن حرب

هجا شخص يُكنّى "بابن حرب" وكان ابن حرب هذا كبير الأنف فقال ابن الرومي:
  • "لك أنفٌ يابن حربٍ
  • أنِفت منه الأنوف
  • أنت في القُدسِ تصلي
  • و هو في البيت يطوف".

هجاء ابن الرومي الفاحش

هجاء فاحش قال ابن الرومي:

  • رأيتُ عبيدَ اللَّه في كلّ ليلةٍ
  • تبيتُ الأيورُ العُجْرُ حَشْوَ حقيبتِهْ
  • بخيلٌ على إخوانهِ غيرَ أنَّهُ
  • يجودُ على من ناكَهُ بخَريبتهْ
  • هو البحرُ حدِّث عنه كلَّ عجيبةٍ
  • فليس على المُغتاب وِزرٌ بِغِيبتهْ
  • فيا ربنا أكرِمْ أباه بثُكلهِ
  • وواللَّه ما يَسْوَى ثوابَ مُصِيبته
من خلال قصيدة ابن الرومي في سليمان ابن الاخفش، نلمس قدرة الشاعر على استخدام الهجاء كأداة نقدية حادة تمزج بين الطرافة واللاذعة. لقد أبدع ابن الرومي في رسم صورة ساخرة لخصمه مستخدمًا ثراء اللغة العربية وطاقتها التصويرية. وبذلك، تبقى هذه القصيدة شاهداً على أسلوبه الفريد الذي جمع بين البلاغة والفكاهة السوداء، لتخلّد مكانته في سجل كبار شعراء الهجاء.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ