كتابة :
آخر تحديث: 17/07/2020

أشهر شعراء العصور القديمة

تفرد العرب عن غيرهم من الأمم بفصاحتهم الفائقة ولغتهم البليغة، وقدرتهم الخارقة على تصوير المعاني وصياغتها في أبدع القوالب اللغوية وأصعبها، وقد برزت براعتهم أكثر ما برزت في الشعر الذي رافقهم منذ القدم، فمن هم شعراء العصور القديمة؟ هذا ما نستعرضه من خلال الأسطر القليلة المقبلة، قراءة ممتعة!
أشهر شعراء العصور القديمة

شعراء العصور القديمة

الأعشى الأكبر 530 ــ 629 م

هو أبو بصير ميمون بن قيس البكري، من شعراء الجاهلية الكبار أصحاب المعلقات، ولد باليمامة عام 530 م، ونشأ سكيرا لاهيا منحلا منغمسا في المجون والقمار، فرض الشعر وبرع فيه واشتهر في كل القبائل.

وكان بقصيدة واحدة يرفع هذا وينزلبذاك، عرف برحلاته وتجواله في البلدان، وتوفي عام 629م وعمره والي 59 سنة.

ترك الشاعر شعرا كثيرا من بينه المعلقة اللامية، من 65 بيتا طبعت عام 1825 وترجمت إلى عدة لغات، أكثر في قصائده من مديح الخمر التي أحبها كثيرا وكان لا يفارق الأقداح.

وهو شديد الاعتناء بالموسيقى في شعره، فقد اتسم غالبيته بإيقاعات راقصة وجميلة، وربما هذا السبب أطلق عليه لقب "صناجة العرب".

الأخطل 640 ــ 710م

هو أبو مالك غياث بن غوث بن الصلت الملقب بالأخطل، شاعر قبيلة تغلب، ولسان بني أمية الشعري، ولد بالحيرة 640م، ماتت أمه وهو صغير فعانى أشد المعاناة من زوجة أمه التي كانت تقسو عليه وتحرمه من الطعام، فهجاها ثم هجا الأنصار.

ولما أراد الأنصار معاقبته فر واتصل بالأمويين الذين أكرموه وشجعوه على النيل من الأنصار في شعره، وعاش في قصورهم معززا مكرما.

ولقبه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ب "شاعر بني أمية" لمناصرته لهم ومدحه إياهم، وتحقيره لأعدائهم من الأنصار والعلويين وآل الزبير وبني قيس، توفي في عهد الخليفة الوليد عام 710م وله من العمر حوالي 70 عاما.

ترك الأخطل ديوانا ضخما طبع ببيروت عام 1891م وترجم لعدة لغات، وتنوع شعره بين المدح والهجاء والفخر والوصف والخمريات.

جرير 653 ــ 733م

هو أبو حرزة جرير بن عطية بن حذيفة ابن كليب اليربوعي التميمي المعروف بالخطفي، من فحول شعراء عصر بني أمية، وصاحب القريحة الشعرية الفياضة، ولد باليمامة ونشأ في بيئة فقيرة محرومة.

ومع ذلك قرض الشعر وهو بعد غلام، اشتهر بحدة ذكائه وقدرته الفائقة على الهجاء، ولما اشتد عوده وأحس في نفسه قدرة على البراعة في قول الشعر، تنقل بين عدة بلدان: العراق، الحجاز، البحرين ودمشق.

واتصل بعدد من الأمراء يمدحهم وينال عطاياهم، ولقي عند الحجاج بن يوسف في العراق كل ما يصبو إليه فمدحه بقصائد اشتهرت كثيرا.

ثم اتصل بخلفاء بني أمية وفي قصورهم التقى بالأخطل بعد سنوات من الحرب اللسانية بينهما، حيث احتدم التهاجي من جديد، وتوفي تقريبا عام 733م.

الحارث بن حلزة (توفي نحو عام 580م)

هو الحارث بن حلزة اليشكري من شعراء الجاهلية أصحاب المعلقات، لا يعرف بالضبط مكان وتاريخ ولادته بشكل محقق، عاش الحارث طويلا وتوفي عام 580م تقريبا.

جوهرة شعره هي معلقته الهمزية الشهيرة، وقد عدها النقاد من أجمل ما قال الحارث، لجزالتها ونفسها الطويل، وألفاظها الفخمة، وهي تقع في 85 بيتا، طبعت عام 1821م وترجمت إلى لغات عدة.

الحطيئة ( توفي نحو 679م)

هو جرول بن أوس المعروف بالحطيئة شاعر من بني عبس من مضر عاش في الجاهلية وأدرك الاسلام فأسلم وشارك في حروب المسلمين.

كان سيء الأخلاق يطلق لسانه في هجو كل من يرفض منحه ويمدح من يعطيه، وقيل أنه هجا أمه وهجا نفسه أيضا في لحظة يأس شديدة انتابته، توفي عام 679م.

ترك الحطيئة شعرا كثيرا جمع في ديوان وطبع عام 1892م في القسطنطينية، كان بارعا جدا في الهجاء والمدح، ولكنه لم يصل في هجائه إلى القول الفاحش.

الحسين بن الضحاك 779 ــ 846م

هو الحسين بن الضحاك بن ياسر مولى باهلة، الملقب ب"الخليع" ولد بالبصرة عام 779م، ونشأ بها، اتصل بالخلفاء : الأمين والمعتصم والواثق ومدحهم ونال عطاياهم، توفي ببغداد عام 864م.

انغمس ابن الضحاك في المجون واللهو، ونظم الشعر في الهجو والمدح وأكثر شعره في الخمر والغزل المذكر، شعره جميل وعذب ورقيق، التكرار في شعره كثير، وشعره يتأرجح ما بين الجودة والضعف.

حسان بن ثابت ( توفي نحو عام 674م)

هو الوليد بن حسان بن ثابت الخزرجي، شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولد بمدينة يثرب، قرض الشعر وهو صغير، فاشتهر في كل القبائل خاصة بعد أن راح ينشد الشعر في مفاخر قومه وشجاعتهم وكرهمهم.

اتصل بالغساسنة ومدحهم ونال عطاياهم وكانت كثيرة، في العقد السادس من عمره اتصل بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فأسلم، ثم جند شعره في خدمة الدعوة الإسلامية فنال حظوة عند الرسول وقربه إليه، وتوفي عام 674م.

الخنساء 575 ــ 663م

هي تماضر بنت عمرو بن الشريد السلمي المعروفة بالخنساء والملقبة بأم عمر، شاعرة تنتمي إلى قبيلة مضر، تربت وسط أسرة مشهود لها بالفصاحة والدراية بفن القول (شعر، خطابة..).

احتلت مكانة متقدمة في شعر الرثاء، وموقعا بارزا في شعر النساء، عاشت حتى أدركت الاسلام فاعتقنته هي وسائر أولادها، قالت الكثير من الشعر في رثاء أخيها صخر.

الخليل بن أحمد 718 ــ 786م

هو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الأزدي اليحمدي، إمام اللغة العربية بلا منازع، وواضع علم العروض في الشعر العربي، وأديب من أعظم أدباء اللغة العربية.

إليه يرجع الفضل كله في تنظيم موسيقى وإيقاع الشعر العربي، ولد بالبصرة بالعراق عام 718م، من أسرة فقيرة، ورغم ذلك ثقف الخليل نفسه، وحصل على ثقافة لم يصل إليها غيره من علماء عصره، توفي بالبصرة عام 786م.

ترك الخليل بن أحمد الكثير من الكتب أهمها: "العين" في اللغة وسمي بالعين لابتدائه بحرف العين، وله أيضا "النغم" وهو في ضبط أصول الغناء، وكتاب "الإيقاع" في الأوزان الشعرية أو علم العروض.

دعبل الخزاعي 765 ــ 860م

هو أبو علي محمد بن علي بن رزين الخزاعي، شاعر من أصل عربي يرجع نسسبه إلى قحطان، ولد قي الكوفة عام 765م، ونشأ بها صعلوكا، قصد بغداد وتقرب إلى هارون الرشيد قنال إعجابه.

وولي على مدينة سمنجان عام 790م، وذهب إلى الحج عام 815م، ومنها هرب إلى مصر فولاه أميرها المطلب بن عبد الله بن مالك على مدينة أسوان، ولكنه هجاه فطرد من مصر شر طردة.

وتوفي عام 860م. لم يبق من شعر دعبل إلا القليل أكثره في مدح العلويين.

زهير بن أبي سلمى 530 ــ 627م

هو زهير بن أبي سلى ربيعة بن مزينة من مضر، شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات، ولد بنجد عام 530م، نشأ وقضى طفولته في غطفان.

وعرف منذ صغره بحبه للشعر وملازمته للحكماء والشعراء.. قرض الشعر وهو طفل صغير، تتلمذ على زوج والدته أوس بن حجر وتأثر به وبأفكاره ورؤيته للشعر، توفي عام 627م وديانته النصرانية.

أهم قصائده وأشهرها المعلقة الميمية التي يبلغ عدد أبياتها 66 بيتا، وطبعت في ديوان خاص وترجمت إلى لغات عديدة.

تميز شعره بالجدية المفرطة والعقلانية، فهو الشاعر الجاهلي الأكثر احتفاءا بإضفاء خاصيات العقلانية على شعره، وعرف عنه الاعتناء الشديد بشكل شعره ومضمونه.

الشنفري ( توفي نحو عام 510م)

هو ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفري، شاعر جاهلي صعلوك، غير معروف تاريخ ولادته، هجر قومه وعاش متشردا وصاحب مجموعة من الصعاليك قطاع الطرق.

فكانوا يهجمون على القبائل ويثيرون الرعب والفزع في قلوب الناس ويسلبونهم أمتعتهم ثم يفرون إلى الجبال، مات قتيلا نحو عام 510م.

ترك الشنفري الكثير من الشعر في الفخر والحماسة، وأشر قصائده المعروفة هي "لامية العرب" وهي تقع في 68 بيتا من البحر الطويل.

طرفة بن العبد 543 ــ 569م

هو عمرو بن العباد لقب بطرفة، ولد عام 543م تقريبا في البحرين في الخليج الفارسي، أصله يرجع إلى بكر بن وائل، وأسرته معظم أفرادها شعراء، مات والده وهو طفل صغير فكفله أعمامه وعاملوه بقسوة ووحسية، فهجر قومه وراح يتجول في القبائل.

ووصل إلى الحيرة واتصل بملكها عمرو بن هند، فوجد عنده حسن الاستقبال والكرم والجود، ولكن لم يلبث الملك أن انقلب عليه وقتله وعمره في حدود الثلاثين السنة.

لم يترك طرفة إلا حالي 655 بيتا من الشعر طبع في ديوان عام 1870م وترجم إلى لغات عديدة، وله معلقة دالية مؤلفة من 104 أبيات.

عبيد بن الأبرص ( توفي نحو عام 554م)

هو عبيد بن الأبرص الأسدي شاعر قبيلة مضر، شاعر فحل من أصحاب المعلقات، لا يعرف بالضبط مكان وتاريخ ولادته بشكل محقق، اتصل بملك الحيرة المنذر بن ماء السماء، فقربه إليه زمنا ثم انقلب عليه وقتله نحو عام 554م.

ترك الشاعر قصائد كثيرة طبعت في ديوان عام 1912م، أشهر شعره البائية وهي من المعلقات أبياتها حوالي 47 بيتا، وهي قصيدة ممتازة تبرز قدرة الشاعر على الوصف وسلاسة التعبير ودقة التصوير.

عنترة بن شداد العبسي 525 ــ 615م

من أشهر شعراء العصور القديمة، وهو عنترة بن شداد العبسي المضري من نجد، ولد عام 525م من أب من أشراف قبيلة عبس، وأم حبشية، عانى الشاعر أشد المعاناة مع والده الذي رفض الاعتراف به كإبن شرعي له.

حيث عاش عبدا كالعبيد تماما في بيت والده، وقام بأحقر الأعمال، واكتسب بذلك فروسية وشجاعة وغقدام، الشيء الذي جعل قومه يمنحونه قيادة جيشهم في الحروب ليحقق انتصارا تلو الانتصار.

وليصبح فارس عبس وبطلها بلا منازع، وتوفي عام 615م بعد حياة حافلة بالفروسية والشعر..

ترك الشاعر مجموعة كبيرة من القصائد طبعت في ديوان عام 1500م ببيروت وضمنها معلقته الميمية التي تقع في 89 بيتا، ترجمت إلى لغات عديدة.

عمر بن أبي ربيعة 644 ــ 711 م

هو عمر بن أبي ربيعة المخزومي إمام الغزل في الشعر العربي، وشاعر السلاسة والرقة بامتياز، ولد في المدينة عام 644م، كان أبوه من قادة الجيش باليمن.

في عهد الرسول صلى الله عليه السلام والخلفاء الأربعة من بعده، نظم الشعر وهو صغير وانتقل بين الأقطار يتعرف على الشعراء والأدباء.

كان في شبابه يعاشر أقرانه ويقلدهم في لهوهم ومجونهم، وعندما كبر في السن ترك اللهو وعاش حياة جدية أشبه بالنسك، توفي باليمن عام 711م وعمره 70 عاما.

ترك الشاعر مجموعة كبيرة من قصائد الشعر طبعت في ديوان في مصر عام 1893م، أغلبها في الغزل فقد كان الشاعر غواصا في نفسية المرأة ماهرا في تجسيد جمالها وكشف أسرارها، وأكثر ما حفل به في شعره هو المرأة، ويتمتع شعره بخفة وموسيقى ناعمة راقصة أحيانا.

هذه إذن كانت لائحتنا لبعض من كبار شعراء العصور القديمة، من الذين خطت أناملهم ونطقت أفواههم ببعض من القصائد البديعة والخالدة. نتمنى أن تكون قد نالت إعجابكم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ