كتابة :
آخر تحديث: 14/11/2021

ما هو عقد الزواج العرفي؟ وما هي أركان وأنواع الزواج العرفي؟

عقد الزواج العرفي يتم بين الرجل والمرأة في وجود شهود وولي المرأة، والفرق بينه وبين عقد الزواج الرسمي هو أنه لا يسجل في دفتر الزواج الخاص بالمأذون الشرعي أو في جهة التوثيق الرسمية بالدولة.
الكثير من علماء الشريعة يقولون أن الزواج العرفي حرام شرعا في حال تم بدون علم وموافقة ولي الفتاة، ويستدلون على هذا الأمر بقول النبي عليه الصلاة والسلام: " أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له".
ما هو عقد الزواج العرفي؟ وما هي أركان وأنواع الزواج العرفي؟

ما هو عقد الزواج العرفي؟

عقد الزواج العرفي هو اتفاق بين طرفين على الزواج، ويكون هذا الاتفاق مكتوبا على ورق بصيغة معينة.

وهذا العقد يكون في حضور شهود وولي الفتاة أو الزوجة، وفي بعض الأحيان لا يكون بحضور هؤلاء الأشخاص.

وفي بعض الأحيان الأخرى يكون بحضور شهود فقط دون حضور ولي الفتاة.

في هذا العقد لا تكون هناك أي حقوق للزوجة به، حيث لا يتم كتابة نفقة ومؤخر صداق أو مقدم للزوجة.

كما أن معظم الزيجات العرفية تكون سرية، ولا يكون أهل الفتاة على علم بها.

ولذلك هناك رأيين في هذا الزواج أحدهما يحلله والآخر يحرمه.

ولكن من هذين الرأيين أسبابا أو دوافع معينة له أو شروط يجب توافرها في هذا العقد حتي يكون حلالا.

أهم ركنين يجب أن يتوفرا في عقود الزواج العرفية حتى تصبح شرعية أو حلال هما موافقة ولي الفتاة على الزواج، والركن الآخر هو إشهار هذا الزواج.

أنواع الزواج العرفي

أولا: الزواج العرفي المعلن

  • هنا يكون ولي أمر الفتاة موافق وعلى علم بزواجها العرفي من الرجل، ويكون هذا الزواج برضا كل من الرجل والمرأة طرفي عقد الزواج.
  • كما أن هذا النوع من الزواج العرفي يكون معلنا للجميع مثله مثل الزواج الشرعي، أي يكون عامة الناس على علم به.
  • كان هذا النوع من الزواج منتشرا بين الناس قبل ظهور الإسلام، ويتم العمل به حاليا خاصة في القرى والمناطق النائية خاصة في دولة السودان.
  • كما أن العقد العرفي للزواج يتم عقده في المساجد في عقود خاصة به تسمى عقود الزواج العرفي.
  • وهذا النوع من الزواج العرفي هو زواج صحيح وغير مخالف لقواعد الدين الإسلامي.
  • ولكن في حال تم توثيق عقود الزواج العرفية في المؤسسات الرسمية بالدولة الخاصة بذلك، فيصبح هذا الزواج قانونيا.
  • أما إذا تم تحويل هذا الزواج من عقد عرفي إلى عقد رسمي ففي هذه الحالة يكون زواجا رسميا.
  • وفي كل الحالات هو زواج حلالا وغير مخالف للشريعة الإسلامية طالما كان معلنا للجميع، وبموافقة ولي الفتاة.

ثانيا: الزواج العرفي السري

  • هذا النوع من الزواج العرفي يتم على ورق أبيض أي بدون صيغة معينة وبدون رقم.
  • هذا النوع من الزواج العرفي يتم بين طرفي العقد بحضور الشهود، ولكن لا يكون ولي الفتاة على علم بهذا الزواج.
  • كما أن الزواج العرفي السري يكون غير معلنا للجميع حتى لأهل الفتاة أو الزوج.
  • يقول علماء الفقه والشريعة أنه هذا النوع من الزواج العرفي حرام شرعا لعدم توفر أهم ركن للزواج به وهو الإعلان أو الإشهار.
  • كما يستند هؤلاء الفقهاء في تحريم هذا النوع من الزواج العرفي على الآية رقم 25 من سورة النساء، والتي يقول الله فيها : " فانكحوهن بإذن أهلهن".
  • أي يجب أن يكون ولي الفتاة على علم بهذا الزواج، وموافقًا عليه.

هل عقود الزواج العرفي شرعية أو حلال حتى بدون ولي

  • هنا اختلف الفقهاء في كون عقود الزواج العرفية شرعية أو حلال في حال كان ولي الفتاة لا يعلم شيء عن زواجها أو غير حاضرا عند كتابة العقد.
  • حيث يقول الفقهاء أنه في حال كان ولي الفتاة غير حاضرا أو موافقا على عقد الزواج العرفي، ولكن تم إعلان هذا الزواج.
  • فهذا الزواج حرام وباطلا من الناحية الشرعية أو الدينية، واستند جمهور الفقهاء في هذا الأمر إلى حديث السيدة عائشة رضى الله عنها عن النبي الكريم.
  • حيث قال عليه الصلاة والسلام: " أيما امرأة نُكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ".
  • لكن هناك رأي آخر مخالف تماما للرأي السابق وهو رأي الإمام أبو حنيفة النعمان.
  • حيث يقول أن هذا الزواج شرعي وصحيح ولكن بشرط ألا وهو أن تكون المرأة هنا بالغة وراشدة.
  • ويكون الرجل الذي تتزوجه كفؤا لها أو مناسبا لها من الناحية المادية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية.
  • وفي حال كانت الفتاة أو المرأة هنا غير بالغة أو عاقلة، وكان الزوج غير مناسبا أو كفؤا لها يكون الزواج هنا باطل وحرام شرعا.

هل عقود الزواج العرفي شرعية في حال عدم وجود شهود

  • يوجد هنا رأيان في هذه المسألة، فهناك جمهور من الفقهاء يقول أن هذا الأمر يُلغي شرعية عقود الزواج العرفي.
  • حتى لو تم الزواج العرفي بحضور ولي الفتاة، وموافقته على هذا الزواج، وإشهار هذا الزواج على الجميع.
  • ويرى البعض الآخر من الفقهاء أن الزواج العرفي في هذه الحالة شرعي وحلال، وذلك لأن ولي الفتاة كان موافقا وحاضرا عند توقيع العقد العرفي.
  • بالإضافة إلى أنه تم إشهار هذا الزواج، واعتبروا أن هذين الشرطين كافيين لجعل هذا الزواج شرعي أو حلالا.

صيغ عقود الزواج العرفي

  • توجد صيغتين من صيغ عقود الزواج العرفي، أولهما يكون من خلال قيام شخص ما أو طرف ثالث غير الرجل والمرأة طرفي عقد الزواج.
  • مثل محامي مثلا بكتابة صيغة زواج بين هذين الطرفين، ويوقع على هذا العقد شاهدين رجلين، على ألا يكونوا بالغين راشدين.
  • كما يتم كتابة المهر الذي دفعه الزوج للزوجة في هذا العقد، وعلى الأغلب هذا النوع من صيغ عقود الزواج العرفية تتم بدون علم ولي الفتاة.
  • ويكون هذا الزواج العرفي في السر أو غير معلن.
  • أما النوع الثاني من صيغ العقود العرفية للزواج فهو النوع الذي يقوم بكتابته محامي أو شيخ مسجد.
  • وله صيغة معينة تضمن حقوق المرأة الشرعية في هذا الزواج مثل المقدم والمؤخر والمهر الذي يدفعه الزوج للزوجة.
  • كما يكون ولي الفتاة على علم بهذا الزواج، وموافقا عليه، ويكون هناك شهود على عقد الزواج، هذا بالإضافة إلى أنه يتم إشهار الزواج على الملأ.
  • كما أن صيغة كتابة هذا النوع من عقود الزواج العرفي تكون مشابهة كثيرا لعقد الزواج الرسمي، ولكن هذا العقد غير موثق في الجهات الرسمية بالدولة.
كانت هذه بعض المعلومات الخاصة بعقد الزواج العرفي، والتي تتعلق بأركان وشروط هذا العقد ليصبح عقدا شرعيا، حيث أن ظاهرة الزواج العرفي في مجتمعاتنا العربية من المواضيع الحساسة التي انتشر بها الجدل خاصة في السنوات الأخيرة، إلا أنها تعتبر أمرا عاديا في بعض الدول مثل السودان طالما أن ولي الفتاة موافقا على الزواج العرفي، وهذا الزواج العرفي يكون معلنا للجميع، ويضمن الحقوق الشرعية للزوجة أثناء الزواج أو حتى بعد طلاقها من الزوج مثل النفقة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ