ماهو الشك وأنواع الشك؟ وما اهميته في حياتنا؟
ما هو الشك؟
الشك هو نقيض اليقين، حيث أن الشك هو عملية عقلية تتصل بقضية عائدة إلى أصل محدد متيقن منه، ثم يبدأ هذا الأصل بالتفرع إلى العديد من الأفكار الأخرى غير المتيقن ومنها والتي تحمل خللاً يؤثر على هذا الأصل الأول، في الواقع، يبدو الشك أشبه بعمليك فيروسية تصيب التفكير العقلي عند الإنسان، حيث أن الشك يحمل العديد من الاحتمالات الأخرى المتأصلة من أمر واحد.
وربما يكون الأمور المشكوك بها تحمل واجهاً من الصواب، لذلك فإن أكثر علماء النفس والفلسفة لم ينكروا الشك ولا لم يصنفوه كنوع من العيوب، لأن الشك هو أصل متأصل في ماهية العقل البشري، ولقد قامت العديد من النظريات العلمية والفقهية على قضية الشك، لذلك فإن أكثر علماء الفقه يعدون علم الشك كنوع من أنواع التخمين وفرض النظريات العلمية الجديدة.
حيث إنه قد يحمل هذا الفرض المبعوث من الشك وجهة أقرب إلى الصواب أو ربما يوصل المرء إلى قضية جديدة غامضة لم يتم التطرق إليها من قبل، وعلى ذلك فقد اختلف العلماء في أنواع الشك كثيراً.
الشك المنهجي
استكمالات لمعرفة ما هو الشك وأنواع الشك يعتبر الشك المنهجي نوع من أنواع الشك الفلسفي الذي يحمل قالب فكري حول كيفية البحث عن الأدلة اليقينية من خلال النظريات الشك، وهذا النوع من أنواع الشك يتعلق تعلق وثيق بالنظريات العلمية المتعلقة بالعلوم الفلسفية أو العلوم المنطقة والرياضية وما يحاذيها، حيث أن أكثر العلماء يعتبرون الشك العلمي هو الأساس في الوصول إلى حقائق متيقن منها من خلال الأدلة والنظريات الناتجة عن الشك، وهذا النوع من أنواع الشك لا يكذب أي نوع من النظريات المفروضة من خلال الشك المنهجي.
حيث إنه يحمل أي نوع من الفروع الناتجة عن الشك كالأصل تماماً، لأنها قد تحمل واجهاً من الصواب، وعلى ذلك فإن الشك المنهجي قد يحمل نظريات وفرائض متعددة مستحيلة اليقين، إلا أنه لا يمكن إنكارها أو النظر إليها بمنظور أقل من الأصل، فحتى وإن كانت نظريات الشك خاطئة، فهي كانت بمثابة مدخل رئيسي إلى اكتشاف الحقيقة المتيقن منها من خلال نظرية الفرائض المشكوك بها.
ويجد أكثر العلماء فإن هذا النوع من أنواع الشك يتصل اتصال وثيق بمعنى التفكير، فكل شك هو تفكير عقلي وليس كل تفكير هو شك، والشك المنهجي هو أبرز أنواع النظريات الفلسفية التي انتباه إليها أكثر العلماء المتخصصين في علم النفس وعلم الفلسفة والمنطق، ويجد العلماء أن هذا النوع من الشك هو أساس في بنية العقل البشري، وبلا هذا النوع من التفكير يكون المرء بلا قيمة، فإذا كنت تشك.. فهذا يدل على أنك تفكر.
الشك غير الفلسفي (المذهبي)
استكمالا لمعرفة ما هو الشك وأنواع الشك يعتبر الشك غير الفلسفي يسمى علمياً باسم الشك الاعتيادي أو الشك البشري، وهو نوع لا يتعلق بالنظريات أو العلوم الافتراضية، بل أن الشك غير الفلسفي هو الشك الأقرب إلى التفكير الإنساني الاجتماعي وما يتعلق به من ظواهر اجتماعية، حيث أن هذا النوع من الشك يرتبط ارتباط وثيق بالحالة الإنسانية وما يؤثر به في المجتمع المحيط من حولنا، وإلى نحو ذلك.. فقد قام علماء النفس بتقسيم الشك غير الفلسفي إلى ما يلي:
- الشك المؤقت:هو نوع من أنواع الشك الاجتماعي المخصص من أجل النظر إلى الأمور جيداً قبل الحكم عليها أو خوضها، حيث أن هذا النوع من الشك يبنى على التأكد من جميع الاحتمالات الواردة قبل اتخاذ القرار النهائي تجنباً من الوقوع في الأخطاء، وغالباً ما يحمل الشك المؤقت نظريات صائبة في نهايته، حيث أن هذا النوع من الشك يهدف إلى البحث والتأكد التام من دقة الأمر المشكوك به أو فشله.
- الشك غير المنقطع:وهذا القسم من الشك غير الفلسفي يبدو نوعاً مرضياً للكثير من الأشخاص، حيث أن هذا النوع من الشك دائماً ما يحمل نظريات أقرب إلى الوجه الخاطئ، إلا أن المصاب به لا يكون مدركاً لذلك، بل يكون مقتنعا به اقتناع تام بما يحمل من نظريات الشك داخل عقله، وغالباً ما يبدو هذا النوع من الأشخاص مكروهاً بشدة في المجتمع نظراً لأنه يقتنع بما هو غير مرئي تماماً.
- الشك المتلازم:وهذا نوع آخر من أنواع الشك المرضى، إلى أن هذا النوع يكون متداخلاً بشكل كبير في حالة تسمى الهوس أو الوسواس القهري، بحيث إن المريض بالشك خلال هذه الحالة يفرض نظريات خاطئة من وجهة نظرة ثم يبرهن العقل الباطن الخاص به عليها بمشاهد غير حقيقة تماماً وغير متصلة بالواقع، إلا إنها تحدث في العقل الباطن للشخص فقط، مما يجعله يبدو في حالة مرضية في جميع وقته، وغالباً ما يتم إرشاد هذا الشخص إلى ضرورة التوجه إلى طبيب نفسي من أجل الخضوع إلى العلاج من حالته المرضية قبل أن يؤثر في المجتمع.
- الشك المعرفي:وهو حالة أقرب إلى الشك الفلسفي، حيث أن المرء خلال هذا النوع من الشك يقوم بربط العديد من النتائج والأحداث الواقعية في سلسلة من الحقائق من أجل الحصول على حقيقة واحدة متيقن منها، وهذا النوع من الشك لا يحمل أي نوع من الضرر، فقط هو نوع مطلوب من أجل المعرفة الاجتماعية حول الأمور المتعلقة بالفرد أو ما حوله من ظواهر اجتماعية.
هل للشك أهمية في حياتنا؟
بعد التعرف على "ماهو الشك وأنواع الشك؟" يمكننا إلقاء الضوء على أهميته من خلال الآتي:
- في الواقع يرى أكثر العلماء أن الشك بنوعيه سواء كان الفلسفي وغير الفلسفي فهو أمر واقع لا بد منه، فالإنسان إذا كان يحيى فعليه أن يفكر، فإذا فكر فرض وخمن وشك في النظريات والبدائل والأدلة من حوله، فالفرق بين الشك واليقين يكمن في بعض الدلائل الصغيرة التي لا بد من أجل التوصل إليها أن يمر المرء بعملية الشك.
- إذا فإنا عقولنا البشرية لا بد لها أن تتصل بالشك في كل حين، وإن المرء الذي لا يفكر أو لا يعرض نفسه لتساؤل حول حقيقة الأشياء من حوله فهو إنسان ميت التفكير، فالشك هو عامل مساعد لإيجاد الحلول اليقينية التي تكون غالباً مستمرة خلف العديد من النظريات الظنية الأخرى والتي تحتمل جزء من الصواب.
- إلا أن أكثر العلماء يرون أن الشك ليس في جميع أحوله مفيداً للبشرية والحياة العامة، فالإنسان الذي يخضع إلى نوع الشك المرضى هو بلا أدنى شك يمثل نوع من العبء على المجتمع والحياة العامة، حيث إنه يسبب بشكل غير مباشر الأضرار إليه ولمن حوله من الأشخاص، ومن أجل ذلك فإن الإقرار بالشك يجب أن يكون في ما هو يفيد البشرية وليس بما يجعلها تبدو أسوأ.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16686