كتابة :
آخر تحديث: 21/06/2025

ما هي المؤشرات العالمية الرائدة التي انضم اليها السوق السعودي؟

شهد السوق المالية السعودية (تداول) نقلة نوعية في السنوات الأخيرة، خاصة بعد انضمامه إلى أبرز المؤشرات المالية العالمية. هذا الانضمام لم يكن مجرد إجراء شكلي، بل خطوة استراتيجية وضعت السوق السعودي في مصاف الأسواق الناشئة الأكثر جاذبية للاستثمار. وقد فتح هذا التطور أبوابًا واسعة أمام الاستثمارات الأجنبية وساهم في تعزيز مكانة المملكة عالميًا ضمن رؤية 2030. وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على ما هي المؤشرات العالمية الرائدة التي انضم اليها السوق السعودي.
ما هي المؤشرات العالمية الرائدة التي انضم اليها السوق السعودي؟

ما هي المؤشرات العالمية؟

المؤشرات العالمية هي أدوات مالية تمثل أداء مجموعة من الأسهم (أو الأوراق المالية الأخرى) في أسواق معينة أو قطاعات اقتصادية محددة، وتُستخدم كمقياس لقياس أداء الأسواق المالية العالمية أو الإقليمية. هذه المؤشرات تُدار عادة من قبل شركات مالية مرجعية مثل MSCI أو FTSE Russell أو S&P Dow Jones.

ماذا يستفيد المستثمر من المؤشرات العالمية؟

  1. قياس الأداء: مقارنة أداء المحافظ المالية بالسوق ككل.
  2. الاستثمار غير المباشر: عبر صناديق المؤشرات (ETFs) المرتبطة بها.
  3. تنويع الاستثمارات عالميًا.
  4. تحديد المخاطر ومناخ السوق.

ما هو المؤشر العام للسوق السعودي؟

  • المؤشر العام للسوق السعودي يُعرف باسم "تاسي" (TASI)، وهو اختصار لـ Tadawul All Share Index. هذا المؤشر يُمثّل الأداء العام لجميع الشركات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول)، ويُعد المقياس المحلي الرئيسي لحركة السوق.
  • ورغم أن "تاسي" هو المؤشر الرسمي داخل المملكة، إلا أن المؤسسات المالية العالمية مثل MSCI وFTSE Russell وS&P Dow Jones تنظر للسوق السعودي من خلال مؤشرات خاصة بها.

فعلى سبيل المثال:

  • قامت MSCI بإنشاء مؤشر MSCI Saudi Arabia، وهو يمثل الأسهم السعودية ضمن تصنيف الأسواق الناشئة لديها.
  • كما أدرجت FTSE Russell السعودية ضمن مؤشرها للأسواق الناشئة من خلال مؤشر "FTSE Saudi Arabia".
  • وكذلك أطلقت S&P Dow Jones مؤشرًا خاصًا بالسوق السعودي يعرف باسم S&P Saudi Arabia BMI.
  • هذه المؤشرات لا تشمل كل الشركات كما يفعل "تاسي"، بل تعتمد على معايير عالمية محددة لاختيار الشركات المدرجة فيها، مثل السيولة والحوكمة والانفتاح على المستثمر الأجنبي.
  • انضمام السوق السعودية لهذه المؤشرات رفع من مكانتها الدولية، وساهم في جذب استثمارات أجنبية كبيرة، كما جعلها أكثر تكاملاً مع الأسواق المالية العالمية.
  • ويمثل المؤشر العام للسوق السعودي وفقا لمستوى TASI الحالي: حوالي 10,610 نقطة، مع ارتفاع يومي طفيف بنسبة +0.18% يوم 19 يونيو . خلال الأسبوع، سجّل السوق تقلبات بلغت نحو ‑2.1% وسط تأثيرات جغرافية وسيولة متذبذبة.

هل المؤشر مرتفع أم منخفض؟

  • ليس عند أعلى مستوياته التاريخية سابقًا، ففي ذروته عام 2006 وصل إلى ما يزيد على 20,600 نقطة .
  • ولكن مقارنة بمستويات ما قبل 2021، فإن المؤشر يُظهر أداءً قويًا، فقد ارتفع من نحو 8,400 نقطة في 2019 إلى بين 11,000 و12,000 نقطة خلال 2021–2023.
  • التأرجح الحالي حول 10,600 نقطة يعني أنه في مستوى معتدل إلى مرتفع ضمن الإطار القصير–المدى.

لماذا وصل TASI إلى هذا المستوى؟

  1. انتعاش أسعار النفط ومساهمته في أداء الشركات الكبرى (أرامكو، البنوك… إلخ) .
  2. تحسن ظروف السوق العالمية، خاصة استقرار الفائدة الأمريكية وزخم النمو في الأسواق الناشئة .
  3. تحول السوق السعودي: ضم للمؤشرات العالمية (MSCI ،FTSE)، وزيادة التدفقات الأجنبية.
  4. أداء جيد في قطاعات معينة مثل البنوك، الصناعة، والخدمات الاستهلاكية التي أظهرت نموًا فنيًا وموسميًا .

ما هو ترتيب السوق السعودي عالمياً؟

  • ترتيب السوق السعودي بين أكبر البورصات عالميًا حسب بيانات يوليو 2024، تُعتبر السوق السعودية (Tadawul) العاشرة عالميًا من حيث إجمالي القيمة السوقية للأوراق المالية، بأكثر من 3 تريليونات دولار
  • لاحقًا، أظهرت بيانات مايو 2025 أن السوق تقدمت إلى المرتبة الإحدى عشرة عالميًا برصيد حوالي 2.45 تريليون دولار (9.21 تريليون ريال سعودي)
  • إذًا، بناءً على أحدث البيانات، الترتيب تقريبًا بين المرتبة 10 و11 عالميًا من حيث الحجم.

مقارنة موجزة مع كبار العالم (نهاية 2024):

  • NYSE الأولى (~25 تريليون دولار)
  • NASDAQ الثانية (~20.6 تريليون)
  • ثم بورصات كبيرة أخرى: شانغهاي، يابان، Euronext، هونغ كونغ، لندن...
  • السوق السعودية تحتل تقريبًا المراتب 10–11 عالميًا في الحجم.

ما معنى ذلك؟

  1. مكانة مرموقة في الأسواق الناشئة والعالمية، مما يعكس تطورًا سريعًا.
  2. جذب المزيد من السيولة العالمية، خاصة بعد إدراج السوق ضمن مؤشرات MSCI، FTSE، وS&P.
  3. تحوّل تداول إلى أكبر سوق إقليميًا (62% من قيمة أسواق دول الخليج).

السوق السعودية تصنف حاليًا ضمن أفضل 11 بورصة في العالم حسب القيمة السوقية، وهذا الترتيب يتغير مع التقلبات في أسعار الشركات الكبرى مثل "أرامكو"، وأسواق العالم، ويعكس ذلك حجم السوق ونموه المتسارع منذ إدراجه للمؤشرات العالمية.

ما هي المؤشرات العالمية الرائدة التي انضم اليها السوق السعودي؟

إليك أبرز المؤشرات العالمية الرائدة التي انضم إليها السوق المالية السعودية (تداول)، وهي مؤشرات يُتابعها مستثمرون عالميون وتُعد من المعايير الأساسية في تصنيف الأسواق وجذب الاستثمارات:

1. مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة (MSCI EM Index)

  • تاريخ الانضمام: يونيو 2019 (بشكل كامل).
  • الأهمية: مؤشر MSCI السعودي من أكثر المؤشرات تتبعًا في العالم من قبل المستثمرين الأجانب.
  • الأثر: جذب استثمارات أجنبية ضخمة إلى السوق السعودية.

2. مؤشر فوتسي راسل للأسواق الناشئة (FTSE Russell EM Index)

  • تاريخ الانضمام: مارس 2018 (بشكل تدريجي حتى 2020).
  • الأهمية: ثاني أهم مؤشر للأسواق الناشئة عالميًا.
  • الأثر: زيادة السيولة في السوق وتحسين التقييم العالمي للأسهم السعودية.

3. مؤشر ستاندرد آند بورز داو جونز للأسواق الناشئة (S&P Dow Jones EM Index)

  • تاريخ الانضمام: سبتمبر 2019.
  • الأهمية: يُدار من قبل أكبر شركات المؤشرات في الولايات المتحدة.
  • الأثر: تعزيز ثقة المستثمرين الدوليين وزيادة حجم التداول المؤسسي.

4. مؤشر FTSE Global Equity Index Series (GEIS)

  • مؤشر عالمي واسع النطاق للأسهم يضم فئات مختلفة: الأسواق المتقدمة والناشئة والحدودية.
  • السوق السعودي أُدرج ضمن فئة "الأسواق الناشئة الثانوية".

5. مؤشرات ESG العالمية

تشمل مؤشرات تقيس التزام الشركات بـ:

  • البيئة (Environment)
  • الاجتماع (Social)
  • الحوكمة (Governance)

بعض الشركات السعودية الكبرى أُدرجت ضمن MSCI ESG Leaders Index وFTSE4Good Index.

فوائد انضمام السوق المالية السعودية إلى مؤشرات الأسواق العالمية

انضمام السوق المالية السعودية (تداول) إلى مؤشرات الأسواق المالية العالمية الرائدة يُعدّ خطوة استراتيجية كبرى عززت من جاذبية السوق السعودية على المستوى العالمي. إليك أهم الفوائد التفصيلية لهذا الانضمام:

1. زيادة تدفقات الاستثمارات الأجنبية:

  • الانضمام يُجبر صناديق الاستثمار العالمية المرتبطة بهذه المؤشرات على ضخ استثمارات في الأسهم السعودية.
  • قدّرت هيئة السوق المالية أن حجم التدفقات الأجنبية زاد بمليارات الدولارات بعد كل مرحلة انضمام.

2. رفع مستوى الشفافية والكفاءة:

  • يتطلب الانضمام التزامًا قويًا بـ معايير الإفصاح، الحوكمة، وممارسات التداول.
  • أدى إلى تطوير البنية التحتية للسوق وتحسين آليات التسوية والحفظ.

3. تحسين تصنيف السعودية كمركز مالي عالمي:

  • عززت هذه الخطوة مكانة السوق السعودي كأكبر سوق مالي في الشرق الأوسط.
  • باتت السعودية تحتل مرتبة متقدمة في التصنيفات العالمية للأسواق الناشئة.

4. زيادة الفرص الاستثمارية وتنويع المستثمرين:

  • ساهمت في تنويع قاعدة المستثمرين بين محليين، مؤسساتيين، وأجانب.
  • وفرت للشركات السعودية وصولاً أوسع لرؤوس الأموال العالمية.

5. تقليل تقلبات السوق وتحسين السيولة:

  • دخول مستثمرين عالميين ذوي رؤى طويلة الأمد يعزز الاستقرار والسيولة.
  • تنوع المشاركين يُقلل من تأثير التذبذبات الناتجة عن التداول الفردي.

6. دعم أهداف رؤية السعودية 2030:

  • يتماشى الانضمام مع برنامج تطوير القطاع المالي أحد برامج الرؤية.
  • يُعدّ أحد الأدوات الفعالة لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
في الختام بعد معرفة ما هي المؤشرات العالمية الرائدة التي انضم اليها السوق السعودي؟ يمكن القول أن انضمام السوق المالية السعودية إلى مؤشرات عالمية كبرى مثل MSCI وFTSE Russell وS&P Dow Jones لم يكن مجرد اعتراف دولي بقدرة السوق وكفاءته، بل انعكاس واضح لتحولات اقتصادية شاملة تشهدها المملكة. هذا الإدماج رفع من مستوى السيولة، وزاد من ثقة المستثمرين الدوليين، وجعل من السوق السعودي عنصرًا مهمًا في حركة رؤوس الأموال العالمية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ