كتابة :
آخر تحديث: 07/08/2025

ما هي عقوبة القذف في السعودية؟

يُعد القذف من الجرائم التي حظيت بعناية خاصة في الشريعة الإسلامية والنظام القضائي السعودي، نظراً لما يترتب عليه من أذى نفسي واجتماعي للمقذوف، وتدمير للروابط الأسرية والمجتمعية. وتطبق المملكة العربية السعودية أحكام الشريعة الإسلامية المستمدة من القرآن والسنة، والتي تُقر عقوبة صارمة لجريمة القذف، سواء كانت قذفاً صريحاً أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. في هذا المقال في موقع مفاهيم، نستعرض عقوبة القذف في السعودية، أنواع القذف، وشروط إثبات الجريمة وفقاً للنظام السعودي.
ما هي عقوبة القذف في السعودية؟

ما هي عقوبة القذف في السعودية؟

عقوبة القذف في السعودية هي إحدى العقوبات المنصوص عليها في نظام الجرائم المعلوماتية ونظام الإجراءات الجزائية والأنظمة الشرعية المستمدة من الشريعة الإسلامية، وهي تُفرض على كل من يتهم شخصًا آخر بالفاحشة دون دليل أو بينة شرعية.

تعريف القذف شرعًا ونظامًا:

القذف هو: "رمي شخص بالزنا أو اللواط صراحة أو ما في معناه، دون تقديم أربعة شهود عدول على ذلك".

عقوبة القذف في السعودية (وفقًا للشريعة الإسلامية):

وفقًا للمادة (1) من نظام الإجراءات الجزائية، يُعتمد على أحكام الشريعة الإسلامية، والتي تنص على ما يلي:

عقوبة القذف الشرعي (حد القذف):

  • الجلد 80 جلدة علنًا.
  • ردّ الشهادة وعدم قبولها مستقبلاً.
  • يعتبر القاذف فاسقًا إلا إذا تاب توبةً نصوحًا.
  • يُعاقب الجاني أيضا إذا كان جسده لا يتحمل الجلد بالسجن وبغرامة تصل إلى 500,000 ريال.
  • وفي حالة إدانة الجاني بجريمة القذف الإلكتروني بإساءة للقيم الدينية، الحياة الخاصة، الآداب العامة، أو النظام العام، يمكن فرض عقوبة بالسجن لمدة لا تزيد عن خمس سنوات وغرامة تصل إلى 3,000,000 ريال.
  • كما يحصل المجني عليه على تعويض في حالة إثبات التهمة على القاذف.

قال تعالى: "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة، ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون" (سورة النور، آية 4).

عقوبة القذف في السعودية للقاصر

إذا كان القاذف قاصرًا (دون 18 سنة) لا يُقام عليه الحد الشرعي (الجلد)، لأن الحد لا يُقام على غير البالغ، ويُعاقب بـ عقوبة تعزيرية يقررها القاضي، مثل:

  • التوبيخ.
  • التعهد الخطي.
  • الحبس في دار الملاحظة.
  • إلزام ولي الأمر بالتأديب.

ويُراعى في الحكم عمر القاصر وسابقته والنية.

عقوبة القذف بالزنا عبر الإنترنت (جرائم معلوماتية)

إذا وقع القذف عبر وسائل إلكترونية (تويتر – واتساب – سناب…)، وتنطبق المادة 6 من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية:

"يعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن سنة، وبغرامة لا تزيد عن 500,000 ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من قام بالتشهير بالآخرين أو إلحاق الضرر بهم عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة."

  • يُنظر أيضًا في ما إذا كانت الجريمة قذفًا يستوجب الحد الشرعي أو تشهيرًا فقط.

عقوبة السب والشتم في السعودية

إذا كان السب أو الشتم فقط (بدون قذف بالزنا):يعامل كجريمة تعزيرية، والعقوبة تقديرية من القاضي، وقد تشمل:

  • السجن من يوم إلى سنتين حسب جسامة السب.
  • غرامة مالية قد تصل إلى 100,000 ريال أو أكثر.
  • التشهير بالقاذف.
  • جلد تعزيري (غير الحد) في بعض الحالات.

عبر الإنترنت:

  • تطبق عقوبات الجرائم المعلوماتية أيضًا.
  • وخاصة إذا كان هناك إهانة أو ضرر معنوي علني.

عقوبة التشهير

التشهير بالمواطنين أو المقيمين:

  • إذا كان بدون قذف أو سب، لكنه أدى للإساءة لسمعة شخص، فالعقوبة:
  • سجن + غرامة (بموجب نظام الجرائم المعلوماتية – المادة 3 و6).
  • إزالة المحتوى المسيء.

ملاحظات مهمة:

  • إذا ثبت أن القذف كيدي أو بلاغ كاذب، يُعاقب صاحبه.
  • التوبة قد تُسقط الفسق، لكنها لا تسقط الحد إلا بشروط.
  • في حال لم يتحمل الجاني الجلد (كِبر سن – مرض مزمن)، يُستبدل العقاب بـ تعزير مناسب (مثل الحبس أو الغرامة).

متى تسقط دعوى القذف في السعودية؟

في النظام السعودي، دعوى القذف تخضع لأحكام الشريعة الإسلامية، ويتم تنظيمها وفقًا لنظام الإجراءات الجزائية، ويُشترط لرفعها شروط معينة. أما عن سقوط دعوى القذف، فإليك التفاصيل:

1. مرور مدة التقادم (المدة القانونية لرفع الدعوى):

  • تسقط دعوى القذف بمرور ثلاثة أشهر من تاريخ علم المجني عليه بالجريمة ومن هو مرتكبها، وفقًا لنص المادة الثالثة والعشرين من نظام الإجراءات الجزائية.
  • هذا يعني أن المجني عليه يجب أن يتقدم بالشكوى خلال ٣ أشهر من معرفته بالقذف والشخص الذي صدر عنه.

2. تنازل المجني عليه:

  • إذا تنازل المجني عليه (المقذوف) عن الدعوى، تُسقط الدعوى ولا يُعاقب الجاني.
  • لكن في حال كان القذف علنيًا أو فيه إساءة للمجتمع أو للهيئات العامة، فقد تستمر القضية بصفتها حقًا عامًا حتى لو تنازل المجني عليه، حسب تقدير المحكمة.

3. وفاة أحد الأطراف:

  • في الحق الخاص: إذا توفي المجني عليه (المقذوف)، تسقط الدعوى الخاصة.
  • لكن الحق العام قد يستمر حسب ظروف الجريمة وتقدير النيابة العامة.

كيف أبلغ على شخص يقذفني؟

للإبلاغ عن شخص قذفك في السعودية، يمكنك اتخاذ الخطوات التالية بشكل رسمي عبر الجهات المختصة، وتتمثل الخطوات الرسمية لتقديم بلاغ عن القذف في السعودية:

1. تجهيز الأدلة:

اجمع الأدلة التي تثبت واقعة القذف، وتشمل:

  • تسجيلات صوتية.
  • رسائل نصية (واتساب، تويتر، إنستغرام...).
  • شهود عيان.
  • صور أو مقاطع فيديو.

تنبيه مهم: يجب أن تكون الأدلة واضحة، ولا يتم تزويرها أو تعديلها، لأن تقديم بلاغ كيدي أو تزوير الأدلة يُعرضك للمساءلة القانونية.

2. تقديم البلاغ إلكترونيًا عبر تطبيق “كلنا أمن”:

  • قم بتحميل تطبيق كلنا أمن على جوالك (متوفر على Android وiOS).
  • اختر الجهة المعنية (الشرطة – الجرائم المعلوماتية).
  • قدم البلاغ وارفق الأدلة (صور/مقاطع صوتية/روابط).
  • سيُدرس البلاغ من قبل المختصين وسيتم التواصل معك.

3. أو الذهاب شخصيًا إلى أقرب مركز شرطة:

  • اشرح الواقعة بالتفصيل.
  • قدم ما لديك من إثباتات.
  • اذكر أسماء الشهود (إن وجدوا).
  • اطلب تسجيل البلاغ رسميًا.

4. البلاغ الإلكتروني عبر أبشر (للجرائم المعلوماتية):

  • سجّل الدخول إلى أبشر.
  • اختر خدمات الأمن العام > بلاغات الجرائم الإلكترونية.
  • املأ النموذج وحدد نوع الجريمة: "قذف" أو "تشهير".
  • أرفق الأدلة.

ما العقوبة المتوقعة للقذف؟

  • إذا كان القذف عبر الإنترنت أو وسائل التواصل: تطبّق أنظمة الجرائم المعلوماتية، وغرامة تصل إلى 500 ألف ريال وسجن حتى سنة.
  • إذا كان القذف لفظيًا مباشرًا: تطبّق أحكام القذف في الشريعة، والتي قد تصل إلى 80 جلدة حدًا أو التعزير بحسب الحالة.

ما حكم القذف بالشرف؟

إذا قذف شخصٌ غيره بالزنا أو المساس بشرفه، وثبت ذلك عليه، ولكن لم يكن يتحمل تنفيذ حد الجلد لمرضٍ أو ضعفٍ شديد أو كبر سن مثلاً، فإن الحكم الشرعي في هذه الحالة يكون كما يلي:

1. الأصل في العقوبة: الجلد 80 جلدة

كما قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً﴾ (سورة النور، الآية 4)

2. لكن إذا لم يتحمل الجلد، فماذا يحدث؟

اختلف العلماء في هذه المسألة، لكن يمكن تلخيص الرأي الراجح والمعمول به في بعض المحاكم الشرعية على النحو التالي: الراجح: التعزير بما يحقق الزجر إذا لم يكن القاذف قادرًا على تحمل الجلد، فإن الحد لا يسقط، لكن يُستبدل بما يعادله من العقوبة التعزيرية، ويكون ذلك من صلاحيات القاضي الشرعي، أمثلة على التعزير البديل:

  • السجن مدةً مناسبة.
  • التغريم المالي (عند بعض الفقهاء).
  • الحرمان من بعض الحقوق (مثل الشهادة).
  • التشهير به (بحسب المصلحة).

القذف بالشرف من الكبائر، وثبوت العقوبة فقط إذا توفرت الشروط (مثل عدم وجود أربعة شهود، وكون المقذوف محصنًا، إلخ)، ولا يجوز التهاون فيها، لأن فيها انتهاكًا لعرض المسلم/المسلمة.

في الختام، تعكس عقوبة القذف في السعودية حرص النظام العدلي على حماية الأعراض وصون الكرامة الإنسانية، وردع كل من تسوّل له نفسه الإساءة إلى الآخرين دون وجه حق. وبما أن القذف من الكبائر التي لها تبعات دينية واجتماعية وقانونية، فإن من الضروري نشر الوعي بين الأفراد بأهمية ضبط اللسان واحترام حريات الآخرين، والتأكيد على أن العدالة في المملكة لا تتهاون مع أي فعل يُهدد السلم الاجتماعي.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ