كتابة :
آخر تحديث: 16/08/2025

ما هي زيارة الاربعين عند الشيعة وقصتها؟

تُعد زيارة الأربعين واحدة من أبرز الشعائر الدينية عند المسلمين الشيعة، حيث يحيي الملايين ذكرى مرور أربعين يومًا على استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في واقعة كربلاء سنة 61 هـ. هذه المناسبة لا تقتصر على البعد التاريخي فحسب، بل تمثل قيمة روحية كبرى تعكس معاني التضحية والصبر والثبات على المبادئ. وقد تحولت إلى أكبر تجمع بشري سنوي في العالم، حيث يقصد الزوار مدينة كربلاء المقدسة سيرًا على الأقدام من مختلف أنحاء العراق والعالم، في أجواء من الإيمان والتلاحم الإنساني والخدمة المتبادلة. وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف بالتفصيل عن ما هي زيارة الاربعين؟
ما هي زيارة الاربعين عند الشيعة وقصتها؟

ما هي زيارة الاربعين؟

زيارة الأربعين هي واحدة من أكبر المناسبات الدينية عند المسلمين الشيعة، وتحديدًا عند أتباع مدرسة أهل البيت. تُقام في العشرين من شهر صفر من كل عام هجري، وتُحيي ذكرى مرور أربعين يومًا على استشهاد الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) في معركة كربلاء سنة 61 هـ.

المغزى الديني:

  • يُعتبر إحياءً لمظلومية الإمام الحسين وأهل بيته وأنصاره.
  • تجديدًا للولاء لمبادئه التي ثار من أجلها مثل العدل والحق ورفض الظلم.
  • تذكيرًا برسالة كربلاء التي أراد لها أن تبقى حيّة في وجدان الأمة.

المسيرة المليونية:

  • تُعد زيارة الأربعين أكبر تجمع بشري ديني في العالم، حيث يسير ملايين الزائرين من مختلف أنحاء العراق والعالم إلى كربلاء مشيًا على الأقدام، حاملين شعارات الولاء والتضحية.
  • تنتشر مواكب الخدمة على طول الطرق لتقديم الطعام والشراب والمبيت مجانًا للزوار.

البعد الاجتماعي:

  • مناسبة تُظهر روح التكافل والتضامن بين الناس.
  • تعكس وحدة الملايين رغم اختلاف جنسياتهم ولغاتهم.

لماذا سميت زيارة الأربعين بهذا الاسم؟

سُمِّيت زيارة الأربعين بهذا الاسم لأنها تتم في اليوم الأربعين بعد استشهاد الإمام الحسين بن عليّ رضي الله عنه في واقعة كربلاء (10 محرّم من سنة 61هـ)، والسبب في التسمية:

  • عادةً ما يُعتبر اليوم الأربعون من وفاة أي إنسان يومًا مهمًّا عند العرب، حيث يُختَتم فيه الحِداد ويُقام فيه الذكر والدعاء للميت.
  • وعند الشيعة خصوصًا، أصبح يوم الأربعين مناسبة عظيمة لزيارة الإمام الحسين وأهل بيته الذين استشهدوا في كربلاء، ويُروى أن أول من زاره في هذا اليوم هو الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه سنة 61هـ.
  • منذ ذلك الحين ارتبطت الزيارة باسم الأربعين أي مرور أربعين يومًا على استشهاد الحسين.

لماذا نحيي يوم الأربعين؟

إحياء يوم الأربعين للإمام الحسين عليه السلام له مكانة عظيمة عند المسلمين وخصوصًا عند الشيعة الإمامية، وهو يوم 20 صفر من كل عام، ويمثل مرور أربعين يومًا على واقعة الطف (كربلاء) في عاشوراء سنة 61 هـ.

وأسباب إحياء يوم الأربعين تعود إلى عدة أمور:

  1. رمزية الوفاء لثورة الحسين: الأربعين هو يوم تجديد العهد مع الإمام الحسين الذي ضحى بنفسه وأهل بيته وأصحابه من أجل نصرة الدين وإحياء القيم الإسلامية.
  2. زيارة الإمام الحسين عليه السلام: وردت روايات كثيرة في فضل زيارة الحسين يوم الأربعين، ومن أهمها ما روي عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام: "علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم" بحار الأنوار، ج 98].
  3. عودة السبايا من الشام: يوافق هذا اليوم وصول ركب السبايا من أهل بيت الحسين إلى كربلاء لزيارة القبور الطاهرة بعد رحلة الأسر والمعاناة، مما يعطي لهذا اليوم بعدًا مأساويًا وروحيًا.
  4. إحياء الذاكرة والتاريخ: الهدف من إحياء الأربعين هو منع طمس قضية الحسين، فالشعائر والزيارات تحفظ ثورته حيّة في قلوب الأجيال.
  5. التربية الروحية والأخلاقية: المشاركة في مسيرات الأربعين والمجالس تعزز معاني الصبر، التضحية، العدل، والوحدة بين المؤمنين.

لهذا نرى أن يوم الأربعين لا يُعد مجرد ذكرى تاريخية، بل هو مدرسة إيمانية وتربوية وروحية متجددة.

قصة الأربعين مكتوبة

بعد واقعة كربلاء في العاشر من محرّم سنة 61 هـ، حيث استشهد الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه دفاعًا عن الحق، بقيت جراح القلوب تنزف على تلك الفاجعة العظيمة.

وبعد المعركة، أُخذت السبايا من آل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) أسيرات إلى الكوفة، ثم إلى الشام. وبعد فترة من الأسر والمعاناة، سُمح لهنّ بالعودة إلى المدينة المنورة.

وعند رجوعهم، مرّوا بكربلاء في اليوم الأربعين من استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام). وهناك، زاروا القبور الطاهرة وبكوا بحرقة، مجددين عهد الوفاء والتضحية.

في نفس اليوم، يُقال إن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري، وكان شيخًا كبيرًا، جاء إلى كربلاء مع عطية العوفي، ليكون أوّل من زار قبر الإمام الحسين (عليه السلام). وعندما وقف عند القبر الشريف، اغتسل في الفرات، وتطيّب، ثم بكى بكاءً شديدًا وهو يقول:

"السلام عليكم يا آل الله... أشهد أنّكم قد جاهدتم وصبرتم حتى أتاكم اليقين."

منذ ذلك اليوم أصبح الأربعين ذكرى خالدة، يجتمع فيها المؤمنون ليجدّدوا العهد مع الإمام الحسين (عليه السلام) ويُعلنوا وفاءهم لمبادئه في مقاومة الظلم وإحياء العدالة.

ولهذا، يُعدّ يوم الأربعين من أعظم الشعائر التي يحييها المسلمون، حيث يسير الملايين مشيًا على الأقدام إلى كربلاء، في مشهدٍ يجسد التضحية والوحدة والإيمان.

ما هي فوائد زيارة الأربعين؟

زيارة الأربعين لها مكانة كبيرة عند الشيعة الإمامية، وتُعدّ من أهم الشعائر الدينية المرتبطة بذكرى الإمام الحسين بن عليّ (عليه السلام) واستشهاده في معركة كربلاء (10 محرّم سنة 61 هـ). وقد وردت في بعض الروايات أنها من علامات المؤمن، وأما فوائدها فهي تنقسم إلى جوانب روحية، اجتماعية، ونفسية:

1. الفوائد الروحية والدينية:

  • إحياء أمر أهل البيت (ع): تجديد الولاء للإمام الحسين وأهل بيته.
  • تكفير الذنوب وزيادة الأجر: حيث تُعتبر من أعظم القربات التي تقرّب الإنسان إلى الله.
  • تربية النفس على الصبر والثبات: باستحضار معاناة الحسين وأصحابه.
  • تأكيد على القيم الدينية: كالعدل، التضحية، رفض الظلم، نصرة الحق.

2. الفوائد الاجتماعية:

  • تعزيز الوحدة بين المسلمين: حيث يلتقي ملايين الزائرين من مختلف الجنسيات والثقافات.
  • مظاهر التكافل والتعاون: مثل تقديم الطعام، الشراب، والخدمات مجاناً للزائرين.
  • إحياء التراث الديني والتاريخي: والتعريف برسالة كربلاء للأجيال القادمة.

3. الفوائد النفسية والإنسانية:

  • تقوية الإحساس بالانتماء: من خلال مشاركة الملايين في شعيرة واحدة.
  • منح الطمأنينة والسكينة: لأن الزيارة تُعتبر تعبيراً عن الحب لأهل البيت.
  • تعليم الصبر على المشاق: خاصة أن كثيراً من الزائرين يقطعون مسافات طويلة سيراً على الأقدام.

ما هو ثواب المشي للحسين عليه السلام؟

وردت في الروايات الشريفة نصوص كثيرة حول ثواب المشي إلى الإمام الحسين عليه السلام خصوصاً في زيارة الأربعين، ومن أبرزها:

  • عن الإمام الصادق عليه السلام:

"من أتى قبر الحسين ماشيًا كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة، ورفع له ألف درجة" (كامل الزيارات، ص134).

  • وعن الإمام الباقر عليه السلام:

"من زار قبر الحسين عليه السلام ماشياً كتب الله له بكل خطوة يخطوها حجّة وعمرة"(ثواب الأعمال، ص 52).

خلاصة الثواب للمشي إلى الحسين (عليه السلام):

  1. مغفرة الذنوب.
  2. رفع الدرجات في الجنة.
  3. حسنات عظيمة بعدد الخطوات.
  4. أجر حجة وعمرة عن كل خطوة.
  5. دخول في شفاعة الحسين عليه السلام يوم القيامة.

كم عدد زوار كربلاء سنويًا في زيارة الاربعين؟

  • وفق المعلومات المتوفرة في ويكيبيديا، فإن مسيرة الأربعين تحولت من حوالي 2 مليون زائر عام 2003 إلى 20 مليون عام 2014، ثم ارتفعت إلى أكثر من 22 مليون زائر عام 2015. وتُعد هذه المناسبة ثاني أكبر تجمع بشري سنوي في العالم بعد مهرجان كُومبه ميلا في الهند.
  • في عام 2023 (العام الهجري 1445هـ)، سجّلت العتبة العباسية المقدسة رقمًا قياسيًا، حيث تجاوز عدد الزائرين 22 مليوناً و19 ألفاً و146 زائراً.
  • في السنوات الأسبق، كانت الأعداد تتراوح بين 16 إلى 21 مليون زائر. على سبيل المثال:
  • عام 1443هـ: 16,327,542 زائراً.
  • عام 2022: أكثر من 21 مليون زائر وفقًا لتقرير قناة BBC.
  • بعض المصادر تشير أيضًا إلى توقعات تتراوح بين 22 إلى 23 مليون زائر في مواسم معينة.

طرق زيارة الأربعين

طرق زيارة الأربعين تختلف باختلاف نية الزائر ومكان انطلاقه، وأهمها:

1. المشي إلى كربلاء

  • وهي الطريقة الأشهر، حيث يسير الملايين من مختلف المحافظات العراقية ومن دول الجوار مشياً على الأقدام نحو مرقد الإمام الحسين (ع).
  • يقطع البعض مئات الكيلومترات، ويُعتبر ذلك تعبيراً عن الحب والولاء.

2. الزيارة من البعيد (زيارة عن بُعد)

  • لمن لا يستطيع الوصول إلى كربلاء، يمكنه أداء زيارة الأربعين من مكانه بقراءة نصوص زيارة الأربعين الواردة عن الأئمة (ع).

3. الزيارة بالنيابة

  • حيث يوصي المؤمنون غير القادرين على السفر بعضَ الزوار بأن يزوروا عنهم، فيذكرون أسماءهم عند الضريح أو أثناء المسير.

4. الزيارة بالوسائل الحديثة

  • السفر إلى كربلاء باستخدام وسائل النقل (السيارات، القطارات، الطائرات) للوصول ثم أداء مراسيم الزيارة.

5. الزيارة الروحية

  • عبر المشاركة في المجالس الحسينية، وخدمة الزوار، وإحياء الشعائر في المدن والقرى البعيدة عن كربلاء.

عبارات عن زيارة الأربعين

إليك مجموعة عبارات جميلة عن زيارة الأربعين يمكن استخدامها للتعبير عن قدسية المناسبة:

  • "زيارة الأربعين تجديد للعهد مع الإمام الحسين (عليه السلام) ونصرة لرسالته الخالدة."
  • "كل خطوة في طريق كربلاء هي بيعة وولاء للحسين وأهل بيته."
  • "الأربعين ليس مجرد مسيرة، بل مدرسة تعلم الصبر، التضحية، والوفاء."
  • "في زيارة الأربعين تمتزج دموع الحزن بدموع الفرح بلقاء الحسين."
  • "يا زائر الأربعين، طوبى لقدميك التي خطت نحو الحسين حباً وولاءً."
  • "الأربعين مناسبة تعيد للأمة وعيها وتجمع القلوب على نهج الحق."
  • "الحسين يوحد الملايين في الأربعين، فلا جنسية ولا قومية، الكل ينصهر في حبه."
  • "الطريق إلى كربلاء ليس طريقاً أرضياً فحسب، بل طريق إلى الجنة."
  • "الأربعين عهد يتجدد بأن الحسين ما زال حياً في قلوب الأحرار."
  • "زيارة الأربعين تعني أن رسالة عاشوراء لا زالت نابضة بالحياة."

عبارات شوق لزيارة الأربعين

إليك مجموعة عبارات شوق لزيارة الأربعين، وتتمثل فيما يلي:

  • "قلبي يحنّ إلى دروب كربلاء، شوقي لزيارة الأربعين يزداد كل يوم."
  • "يا أبا عبد الله، ليتني أكون بين زوّارك في الأربعين، أُجدّد العهد وأبكي عند ضريحك الطاهر."
  • "كل خطوة نحو كربلاء حلمٌ، وكل دعاء للزيارة رجاءٌ، اللهم ارزقني زيارة الأربعين عاجلاً غير آجل."
  • "أشتاق لزحام العاشقين، لأصوات التلبية، لأقدام تمشي حباً نحو الحسين في الأربعين."
  • "زيارة الأربعين ليست سفراً، بل عودة الروح إلى موطنها الأصيل عند الحسين."
  • "يا كربلاء، متى أراك؟ ومتى أُقبّل ترابك في الأربعين مع عشاق الحسين؟"
  • "شوقي للأربعين نار في قلبي، لا يُطفئها إلا رؤية قبة الحسين وزيارة قبره الشريف."
  • "سلام على العيون التي تبكي شوقاً، والقلوب التي تذوب حباً، والأقدام التي تمشي ولاءً في الأربعين."
ختامًا، بعد معرفة إجابة سؤال ما هي زيارة الاربعين؟ يمكن القول إن زيارة الأربعين ليست مجرد مسيرة دينية، بل هي رسالة عالمية تجسد قيم العدالة والحرية والتضحية التي ثار من أجلها الإمام الحسين عليه السلام. ومع توافد الملايين من الزوار سنويًا، تتحول كربلاء إلى نقطة التقاء للشعوب والثقافات المختلفة، في مشهد يعبّر عن قوة الإيمان ووحدة الهدف. وهكذا تبقى زيارة الأربعين مدرسة حيّة تجدد العهد مع المبادئ الإنسانية السامية وتخلّد ذكرى الإمام الحسين كرمز خالد للمقاومة والإصلاح.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ
ذات صلة من مقال

ما هي زيارة الاربعين عند الشيعة وقصتها؟