كتابة : fatimazohra
آخر تحديث: 12/03/2020

معلومات شاملة عن طرق توظيف الخيال ومدى أهميته

بالأمس كان التساؤل عن مدى توافق الخيال مع الواقع وهل يمكن أن يكملا بعضهما البعض؟ الآن تغير السؤال ليصبح الاهتمام أكثر وضوحا. حيث أصبح منصبا عن سبل توظيف الخيال بطرق سليمة تثمر نتائج حميدة تحقق مستقبلا زاهرا سواءا على مستوى الفرد أو المجتمع.
معلومات شاملة عن طرق توظيف الخيال ومدى أهميته

تعريف الخيال

الخيال هو تلك المهارة التي تسمح لنا بتوظيف الواقع كمادة خام لتحويلها إلى عوالم جديدة، هذه العوالم تتخذ أشكال صور يبدعها كل من العقل والروح وذلك من خلال الاعتماد على مامررنا به من تجارب وما تعلمناه من مدارك وتراكم خبرات.

أهمية قوة الخيال

الخيال صور ذهنية يصنعها العقل وفق المعطيات التي نوفرها له، وهنا تكمن أهمية قوة الخيال، فنحن نستطيع الاستفادة من هذه القوة إن تعلمنا توظيف الخيال واستخدامه بالشكل الصحيح.

الوعي بأهمية الخيال هو بداية البحث السليم عن كيفية الاستفادة منه، هناك العديد من المراجع والكتب التي تتحدث عن الخيال وعليك ببساطة الإطلاع عليها حتى تستفيد من هذه الهبة التي ميزنا بها الخالق عن المخلوقات الأخرى.

لا تعتقد أن الخيال مجرد لعبة أطفال ولا أهمية لها؛ بل كن يقينا أنه نجاتك إن أحسنت استخدامه جيدا. ويكفي القول هنا أن مملكة الخيال هي الإمبراطورية العظمى والقاعدة الأساسية للمعرفة، لتدرك ما عليك أن تدركه

دور الخيال

يسعى الخيال لمنحنا تصورات عن عوالم من الزمان القديم باستخدام المعلومات والمعطيات التي تتوفر لدينا لنبني ملامح ذاك الزمان مثلا، هو أيضا من يمنح الممثل ملامح الشخصية التي يريد تجسيدها وإقناع المشاهد بها. وكل هذا وذاك لا يتحقق دون توفر معطيات يجعلنا نخلق تصور لما نريد تحقيقه دونما إعمال الخيال.

أيضا للخيال دورا مهما في ابتكار وتطوير المجتمع حيث وكما نعلم أن كل الاختراعات المبهرة التي وصل إليها العلم الآن كانت فيما مضى مجرد خيال تم توظيفه والعمل عليه بشكل دؤوب ومتكرر، رغم الأخطاء استمر الصمود ليتحقق.

ممارسة الخيال ما يمنح العقل إمكانية تحقيق الفكرة، حيث يبدأ في تصورها وخلق لها أبعاد تجعلها قابلة للتحقق على أرض الواقع.

استخدامات الخيال

علاج الخوف عند الأطفال

حين غاب الوعي عن أهمية الخيال وطرق توظيفه السليم، سعى الكثير من الآباء لاعتماده كمادة لزجر الطفل عن بعض الممارسات أو فرضه عليه، حيث وكما حدث معنا جميعا ونحن أطفالا، تخيلنا أشياء كثيرة لا أساس لها من الصحة لكنها لعبت دورا مهما في حياتنا وخاصة على مستوى بناء الشخصية.

بنفس المهارة لكن هذه المرة بحسن توظيف لها استطاع الكثير من الأطفال التخلص من كوابيسهم المخيفة ومخاوفهم الكثيرة، حيث اعتمد العلم الحديث و باستخدام تقنية الخيال مساعدة الأطفال على تخطي الخوف.

فقط بتغيير المفاهيم في عقولهم الصغيرة واستبدالها بأخرى جديدة تحقق تخيلات جديدة وبالتالي ترسم ملامح حياة في مخيلاتهم تجعلهم يتمكنون من تخطي الرعب الليلي مما يجعلهم ينعمون بنوم جيد، ولا يخفى أن الحصول على نوم جيد هو مفتاح من مفاتيح الحصول على حياة صحية ومتوازنة.

تجسيد الأدوار التمثيلية

قبل أي أداء يقوم الممثل بتصور الشخصية التي سيقوم بها من خلال ممارسة مهارة التخيل، حيث يرسم تلك الملامح بحيث تبدو شخصية واقعية ومقنعة، ومع القليل من البحث والإطلاع ينجح في ذلك.

الاختراعات

كل الاختراعات التي نستمتع بوجودها الآن لم تكون سوى فكرة تصورها دهن المخترع وجعلها تتحقق على أرض الواقع، وهنا نضيف أن تكرار الفشل في نقل الخيال إلى واقع شيء وارد ولكن الفرق هو أن المخترع الناجح يتعامل مع الفشل على أنه تجربة منحته سبلا أخرى لإتمام مشروعه بشكل وتصور أفضل.

الروايات والكتابة عموما

هل تعتقد حقا أننا كنا سنستمتع بقراءة الروايات في غياب الخيال؟ وهل كانت هناك رواية دون مادة الخيال وتصور مجريات الأحداث والشخصيات والتأثيث الزمكاني والوصفي لكل تفصيل من تفاصيل الرواية؟

أكيد لا. لا يمكن تحقيق الإبداع الفني دون استخدام خيال، ودونه أيضا ما تم تحويل العديد من الروايات لأفلام ناجحة تحصد أكبر وأغلى الجوائز العالمية.

الإبداع الفني

ما كانت لتكون أشهر اللوحات الفنية ولا المعزوفات الموسيقية ولا كل تلك المنحوتات الفنية المصقولة بمهارة لولا عملية التخيل التي نسجت صورا ترجمتها إلى أفكار قابلة للتنفيذ ثم دون تردد تحققت لينبهر بها العالم على مر التاريخ. مات أصحابها لكن لم تمت إبداعاتهم الفنية.

وغيرها من الأمور التي ما أمكنها التحقق دون استخدام وتوظيف الخيال، لذا نكاد نجزم أن الخيال مهارة لا يستهان بها ويجب التمرن عليها حتى تتحقق الاستفادة وإلا أصبحت نقطة مظلمة ترمي بنا نحو الهاوية!

أنواع الخيال

من منظور العلم الخيال ثلاثة أنواع:

الخيال الإبداعي

هو ذاك التفكير الذي يحقق إنجازات عظيمة التي تحدث تغييرات كبيرة سواء في المفاهيم أو الحقائق. يمتاز هذا النوع من الخيال بكونه نادر ولايمكن لأي شخص بلوغ مرحلة الإلهام هاته؛ لكن يمكن صقله لدى الأطفال إن تم التركيز على تنميته لديهم وذلك من خلال الاحتكاك مع المحتوى الإبداعي والتمرن عليه بحيث يصبح جزء لا يتجزأ من طريقة تفكيرهم.

مراحل الخيال الإبداعي

للوصول إلى الالهام الإبداعي المتميز لابد من المرور من مرحلتين أساسيتين، وهما:

  • التفكير المتباعد "معتمد على التفكير العفوي".
  • التفكير المتقارب.

الخيال الوهمي

يساعد التخيل الوهمي استيعاب الفكرة ووضع اللمسات الأخيرة عليها بحيث تصبح جاهزة لتحقيقها واقعا، هذا إن تم توظيفه واستخدامه بشكل علمي ينير العقل ويحفزه على الابتكار والقدرة على السرد بحيث ينتج عنه تبني أفكار وآراء جديدة. كما يساعد على تحسين جودة الذاكرة وتجويد طرق إيجاد حلول مجدية والقدرة على التخطيط السليم.

هذا من جهة وإلا تضيع هذه الفوائد في نفق مظلم إن لم نحسن استخدام هذا النوع من الخيال.

التخيل العرضي

يساعد هذا النوع من الخيال على عرض الأحداث التي وقعت بشكل يستطيع العقل نقدها والتعديل عليها، وبالتالي الاستفادة من الأخطاء التي حدثت في الماضي والاستعداد لها بشكل جيد مستقبلا. خاصة وأن التخيل العرضي يهتم كثيرا بالتفاصيل ولهذا ينصح بتوظيفه في مراحل تحقيق الهدف وليس تخيل نتائج حصول الهدف.

طرق تطوير ملكة الخيال

لا تترك عملية التخيل للصدف؛ بل قم بتطويرها وتحفيزها بشكل يجعل من الخيال نعمة تسخرها لتحقيق مساعيك وتطوير حياتك وحياة من حولك.

فيما يلي نقدم تقنيتين من تقنيات تطوير الخيال، هاتين التقنيتين ستساعدك كثيرا في أسلوب توظيف خيال بالشكل السليم والصحيح. وهذا أمر إن تحقق تحققت معه الكثير من المزايا والفضائل:

تحفيز الحواس

لإعمال الخيال لابد من توظيف الحواس، لهذا كان من الضروري الاهتمام بممارسة بعض التمارين التي من شأنها تحفيز الحواس، خاصة حاستي السمع والبصر.

  • تحفيز حاسة البصر

يعتمد هذا التمرين على التعامل مع الصور، فتأخذ صورة لمنظر جميل تحبه وآخر للشيء تبغضه، التفاعل العاطفي مع هاتين الصورتين يعزز الخيال والإبداع لديك، من خلال تأثير المشاعر المتناقضة والقوية على العقل.

  • تحفيز حاسة السمع

كثيرا ما نصادف مقاطع فيديو على النت لموسيقى أو محاضرات أو كلمات تحفيزية، هذه المقاطع تعمل على تحفيز همم العقل للقيام بعمل ما أو تشجيع على ذلك. لهذا إن صادفت من بين هذه المقاطع ما يساعدك على تحفيز الخيال لديك بشكل يجعلك تبدع وتفكر في حلول وأساليب مبتكرة فعليك باستخدامها دائما.

أساليب توظيف الخيال بالطرق السليمة

الخيال نقطة ضوء قد تنير لك طريقا وقد تغدو سرابا، لهذا فهذه النقطة أشبه بعملة نقدية ثمينة قد تشتري بها أفكارا تلهمك للمضي نحو الأفضل وقد تقتني بها ملهيات تضيع من وقتك ولا تعود عليك بالنفع.

الأسلوب السليم لتوظيف الخيال هو استخدامه بشكل جيد في الأمور التي ستفيدك مستقبلا. وهذا لن يتحقق دون إعمال الفكر والحواس عليه لهذا يجب التعرف على ماهي التخيل؟ ثم فيما تريد توظيفه؟ وما العائد المرجو نيله من هذا التوظيف؟

إذن الأسلوب الأمثل لتوظيف الخيال هو معرفته عن وعي وعلم وليس العكس، وإلا لا يصبح مضيعة للوقت لا غير.

غياب الخيال

ماذا سيحدث إن غابت مهارة الخيال؟

سؤال يأخذنا لتعرف بشكل آخر عن أهمية وجود الخيال في حياتنا اليومية وفي كل الأزمنة أيضا.

عودة إلى الوراء إلى الرجل البدائي الذي يعيش حياة بدائية بأدوات بسيطة جدا، يقتات من الصيد ولا يملك كل ما تملكه الآن من رفاهية أو ما تراه عبر مواقع التواصل على النت من حياة تبهرنا وتجعلنا في ذهول طوال الوقت. أشياء محت تكرار تلك الحياة البدائية البسيطة لتصبح ما عليه الآن من رغد العيش.

التفكير هنا يقودنا نحو ما الشيء الذي منعنا وعبر عقود من الزمان للتكرار نفس الشيء؟ ما الشيء الذي مزق نسخة الماضي؟ أكيد أن الأمر له علاقة بالخيال لكن من منظوره الإيجابي والسلبي أيضا. كيف ذلك؟ ببساطة نحن لا نرى النعيم فقط بل نرى ونواكب نشرات الأخبار التي تنقل صورا للقصف هنا وهناك بآليات متطورة لم تكن في الماضي.

الخيال ببساطة هو من منح الحياة سبلا جديدة بمختلف فروعها وأنماطها، هو من منع التكرار، هو من فك القيد عن الأزمنة التي خلت. لذا فلا يمكن تحقيق أي أمر سواء كان إيجابي أو سلبي دون خيال. غياب الخيال هو غياب التغيير.

نصائح تطوير مهارة الخيال

عبر هذه النقاط المختصرة سنوضح لكم بعض النصائح المهمة والتي ستساعدكم في تطوير مهارة الخيال لديكم:

  • انفتاح العقل على الأفكار الإبداعية والإطلاع عليها بشكل منتظم بحيث يصبح عادة لا يمل منها.
  • لا تكن مجرد متلقي للفكرة بل اعمل على مناقشتها ونقدها بشكل يجعلك تتفاعل مع الفكرة وتساعد عقلك على استنتاج أو ابتكار أفكار جديدة.
  • محاورة الأطفال تمنح سبلا لا تنتهي من التخيلات فكما نعلم أن الطفل ينغمس في الخيال بشكل يدهش ويثير إعجاب الكبار كثيرا. وذلك لكونهم لا يضعون حواجز أو عوائق لتخيلاتهم.
  • ممارسة التأمل يقوي ملكة التخيل ويسمح للعقل بتصور أشياء كثيرة تساعد على بلورة أفكار جديدة يمكن إسقاطها على أرض الواقع.
  • مطالعة الروايات والكتب وقصائد الشعر تعمل على تحفيز دماغك على التخيل وتصور الأحداث أكثر مما يزيد من قوة وفاعلية مهارة الخيل لديك.
  • ممارسة الرياضة من أجمل التمارين التي تساعد على التخلص من الطاقة السلبية والسماح للطاقة الإيجابية بالدخول إلى ذاتك.
  • الاستمتاع بممارسة هوايات مثل: الرسم، الرقص، العزف على آلات موسيقية مثل الكمان مثلا.
الخيال وكما جاء في مقالنا هذا هو ملكة فكرية تحدث على مستوى العقل، له أهمية عظيمة ودور فعال إن نحن تعرفنا على أساليب توظيفه بالطرق السليمة خاصة وأن للخيال استخدامات كثيرة لا حصر لها وإن كنا أشرنا للبعض منها أعلاه.
أنواع الخيال محددة في ثلاث تصنيفات، لكل صنف مميزاته وخصائصه، لحسن الحظ أننا يمكننا اكتساب مهارة الخيال من خلال التمرن عليها كما جاء في النصائح وأساليب توظيفه. كما أوضحنا ما يمكنه أن يحدث في حال تم نفي وتغييب الخيال عنا.
الخيال ليس حكرا على الأطفال؛ بل مادة تمتلك من القوة والقدرة إن تم توظيفها بالشكل السليم على منح التغيير الإيجابي للحياة سواء على مستوى الفرد أو العالم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ