آخر تحديث: 07/06/2023
من شروط المسح على الخفين والجوربين: رحلة إلى عالم الطهارة
من شروط المسح على الخفين والجوربين؛ تعتبر الطهارة من الأساسيات التي يجب على المسلم الالتزام بها في أداء العبادات، ومن ضمن أبواب الطهارة يأتي المسح على الخفين والجوربين، فهو استثناء مهم في حال عدم توفر الماء أو وجود عذر شرعي، ومعرفة شروط المسح يساعدنا على تحقيق الطهارة والسهولة في العبادة. في موقع مفاهيم، سنكتشف معًا الشروط التي يجب توفرها لصحة المسح على الخفين والجوربين ومدى أهميتها في الشرع الإسلامي.
معنى المسح في الإسلام وأهميته الشرعية
يعد المسح من الأعمال الدينية التي تُمارس في الإسلام، وهو عمل يتضمن تمرير يد مبللة على جزء معين من الجسد، ويشمل هذا الفعل المسح على الخفين والجوربين، وهي إحدى الأشكال المعترف بها شرعًا لتحقيق الطهارة والاستعداد للصلاة أو لأداء العبادات الأخرى.
تكمن أهمية المسح في الإسلام في عدة جوانب:
- التيسير والمرونة الشرعية: يعد المسح على الخفين والجوربين بديلًا عن غسل الرجلين في حالات محددة، مما يسهل على المسلمين تنفيذ الطهارة في ظروف صعبة أو في حالات عدم توفر الماء بسهولة، وهذا يبرز المرونة والتسامح الشرعي في الإسلام، حيث يسعى لتيسير أداء العبادات وتخفيف العبء على الأفراد.
- رمزية الطهارة: يعتبر المسح على الخفين والجوربين رمزًا للطهارة والنقاء الروحي في الإسلام، حيث يُعتقد أنه ينقي الفرد ويُزيل الشوائب الروحية، مما يمكنه من التقرب إلى الله وأداء العبادات بروحانية وتأمل.
- الالتزام بالسنة النبوية: يعد المسح على الخفين والجوربين أحد الأعمال التي فعلها النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ ومن ثم، أصبحت سنة مؤكدة في العبادة، فعندما يقوم المسلم بتنفيذ المسح، فإنه يتبع سنة النبي ويقرب نفسه من سيرته الحميدة وأعماله الصالحة.
- تحقيق الطهارة: يهدف المسح على الخفين والجوربين إلى تحقيق الطهارة الجزئية لأجزاء معينة من الجسد، مما يتيح للمسلم الاستعداد لأداء الصلاة وغيرها من العبادات، ويعتقد المسلمون أن الطهارة تعكس النقاء الروحي والاستعداد الصحيح للتفاعل مع الله.
من شروط المسح على الخفين والجوربين في الاسلام
المسح على الخفين والجوربين هو واحد من أشكال التطهير المشروعة في الإسلام، وهناك بعض الشروط التي يجب توفرها لصحة وصواب المسح، وإليك بعض من شروط المسح على الخفين والجوربين:
- طهارة الخف والجورب قبل القيام بالمسح عليهما.
- تغطية للقدمين والكعبين، بحيث يكون ملتصقًا بالقدمين بشكل جيد، وإذا كان يكون قصيرًا جدًا أو لا يلتصق بالقدمين بشكل صحيح، فلا يكون صالحًا للمسح.
- صنع الخف والجورب من جلد حلال، مثل جلد الإبل أو البقر أو الغنم وغيرها من الحيوانات الطاهرة، وإذا كان الخف والجورب مصنوعين من جلد حرام، مثل الخنزير، فإنه لا يجوز المسح عليهما.
- المسح بعد الوضوء أو الغسل، فالمسح لا يكون صحيحًا إلا إذا تم تنفيذه بعد أداء الطهارة الكاملة.
- المسح باليد المبللة بالماء الطاهر بما يكفي؛ للتأكد من رطوبتها وقدرتها على تمريرها على الخف والجورب.
شروط المسح على الجورب القصير
تختلق شروط المسح على الجورب القصير قليلاً عن شروط المسح على الخفين، وتتمثل بعض من شروط المسح على الخفين والجوربين ذوي الطول القصير:
- طهارة الجورب القصير قبل تنفيذ المسح.
- تغطية الجورب القصير للجزء الأسفل من الساق.
- صنع الجورب مصنوعًا من مادة طاهرة.
- المسح بيد مبللة بماء طاهر.
عدد مرات المسح على الجورب
يختلف عدد مرات المسح على الجورب بين المقيم والمسافر وفقًا للأحاديث النبوية المروية عن الصحابة، وحسب الحديث الذي أوردته عائشة، زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويومًا وليلة للمقيم"، وذلك وفقًا لرواية شريح بن هانئ.
- إذًا، للمقيم يُسمح بالمسح على الجورب لمدة يومٍ وليلة واحدة، أي يتم المسح مرة واحدة في اليوم والليلة. أما للمسافر، فهو مُسموح له بالمسح على الجورب لمدة 3 أيام ولياليها، أي يتم المسح مرة واحدة في كل يوم وليلة لمدة 3 أيام.
- من المهم التأكيد على أن هذا العدد المحدد للمسح هو الأقصى، ويُشجع المسلمون على الاجتهاد في الطهارة والنظافة، وفي حالة وجود شوائب أو نجاسة على الجوارب، يجب غسلها بالماء وإزالة تلك الشوائب قبل إعادة المسح عليها.
هل يجوز المسح على الجوارب بدون عذر؟
- حسب المذاهب الفقهية الرئيسية في الإسلام (المذهب الحنفي، المالكي، الشافعي، الحنبلي)، فإن المسح على الجوارب غير مشروع إلا في حالة وجود عذر مشروع يمنع الشخص من غسل قدميه بالماء، مثل عدم توفر الماء أو وجود مشقة أو مرض يمنع الاستعمال العادي للماء.
- يجب على المسلم أن يلتزم بتقييد هذا الاستثناء بشروط محددة، مثل توفر الطهارة السابقة للجوارب والجسم، وضرورة التأكد من أن الجوارب نظيفة ولا تحتوي على أي نجاسة قبل المسح. كما يجب أن يتم المسح على الجوارب بيد مبللة بالماء الطاهر.
من مبطلات المسح على الخفين
من المبطلات التي تُبطل المسح على الخفين في الشرع الإسلامي:
- نزول الحدث الأكبر، مثل الجنابة أو الحيض، فإنه يُبطل المسح على الخفين، ويتطلب غسل القدمين بالماء.
- إزالة الخفين الخفين عن القدمين، سواءً للإصلاح أو لأي سبب آخر، فإن المسح يُبطل، ويجب إعادة المسح عند ارتداء الخفين مرة أخرى.
- انتهاء مدة المسح، حيث يجب غسل القدمين بالماء ولم يعد جائزًا المسح على الخفين.
- الوضوء غير صحيح، سواء بسبب ترك فرض واجب أو تحقق إحدى مبطلات الوضوء.
هل الغائط يبطل المسح على الخفين؟
- يبطل الغائط (البراز) المسح على الخفين، فعندما يحدث خروج البول أو البراز، يجب على المسلم غسل القدمين بالماء؛ لإعادة الطهارة قبل أداء الصلاة أو أي عبادة أخرى.
- يستند هذا الحكم إلى الأدلة الشرعية والأحاديث النبوية التي تُفيد بأن البول والبراز يُبطلان الوضوء، وبالتالي فإنهما يُبطلان أيضًا المسح على الخفين.
في ختام مقال من شروط المسح على الخفين والجوربين، يمكننا أن نستنتج أن فهم شروط المسح على الخفين والجوربين يلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على طهارتنا وسهولة أداء العبادات. لهذا، يجب علينا أن ندرك الأحكام الشرعية المتعلقة بالمسح، وأن نلتزم بتطبيقها بدقة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20089
تم النسخ
لم يتم النسخ
