كتابة :
آخر تحديث: 07/08/2025

من هو اليتيم يتيم الأب أم الأم ؟ وكم عمره؟

يعد اليُتم من أصعب الابتلاءات التي قد يواجهها الإنسان في صغره، لما يحمله من فقدٍ للرعاية والعطف والأمان. وقد أولى الإسلام عنايةً خاصة باليتيم، فأوصى برعايته والإحسان إليه، واعتبر كفالته من أعظم القربات إلى الله، لما لذلك من أثرٍ كبير في تعويضه عما فقده من حنان الوالدين. وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على إجابة سؤال من هو اليتيم، تابعونا.
من هو اليتيم يتيم الأب أم الأم ؟ وكم عمره؟

من هو اليتيم؟

اليتيم هو:

الطفل الذي فقد والده قبل بلوغه سن الرشد.

إليك تعريف اليتيم في القرآن، والإسلام، والشرع، وعند الشيعة، وعند الشيخ ابن عثيمين:

أولًا: من هو اليتيم في القرآن الكريم؟

في القرآن، ذُكر اليتيم في مواضع متعددة، وأُمر بالإحسان إليه، ومن ذلك:

قال الله تعالى: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ" (الضحى: 9)، وقال تعالى: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ..." (البقرة: 220)

  • يفهم من سياق الآيات أن اليتيم هو من فقد والده قبل البلوغ، وهو في حاجة للرعاية والعدل والإحسان.

ثانيًا: من هو اليتيم في الإسلام؟

  • اليتيم في الإسلام: هو الطفل الذي توفي والده قبل أن يبلغ الحُلم (البلوغ).
  • لا يُعد الطفل يتيمًا إذا فقد أمه فقط.
  • ولا يُعد يتيمًا إذا بلغ سن البلوغ، حتى لو لم يتجاوز 18 عامًا.

ثالثًا: من هو اليتيم في الشرع (الفقه الإسلامي)؟

  • اليتيم شرعًا: من مات أبوه وهو دون سن البلوغ.
  • ويزول حكم "اليُتم" عند البلوغ، لا عند سن معينة (مثل 15 أو 18 سنة).
  • يُعد اليتيم أحد مصارف الزكاة في قوله تعالى: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ..." [التوبة: 60] (إذا كان اليتيم فقيرًا).

رابعًا: من هو اليتيم عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية؟

اليتيم عند الشيعة: هو نفس التعريف السني، أي:

من فقد أباه قبل البلوغ، ويستمر وصفه بـ"اليتيم" حتى يبلغ سن التكليف الشرعي (البلوغ)، والذي يحدده الفقه الشيعي بـ:

  • للذكر: إما بظهور علامات البلوغ أو إكمال 15 سنة قمرية.
  • للأنثى: إما بظهور علامات البلوغ أو إكمال 9 سنوات قمرية.
  • ويؤكد فقهاء الشيعة على حرمة أكل مال اليتيم، ويوجبون العدالة في رعايته.

خامسا: التعريف اللغوي

  • في اللغة العربية، اليتيم يُطلق على من فقد أباه فقط، أما من فقد أمه فيُقال له "اللطيم".
  • ولا يُقال للإنسان "يتيم" إذا فقد والديه أو أحدهما بعد البلوغ.

من هو اليتيم وكم عمره؟

  • في اللغة العربية: اليتيم هو من مات أبوه وهو صغير.
  • في الشرع الإسلامي: هو من توفي والده وهو دون البلوغ.
  • لا يُقال "يتيم" لمن فقد أمه فقط، بل يُقال له "لطيم".
  • لا يُعد الإنسان يتيمًا بعد البلوغ، حتى لو لم يبلغ 18 سنة.

عمر اليتيم

يُعد الطفل يتيمًا حتى يبلغ واحدة من علامات البلوغ، وهي:

  • نزول المني (للذكور).
  • الحيض أو الحمل (للفتيات).
  • أو إتمام 15 سنة قمرية (حوالي 14 سنة و7 أشهر ميلادية) إذا لم تظهر علامات البلوغ.

أيهما أصعب يتيم الأم أم يتيم الأب؟

ك "أيهما أصعب: يتيم الأم أم يتيم الأب؟" هو سؤال إنساني عميق، والإجابة عليه تعتمد على عدة عوامل، منها عمر الطفل، والبيئة، ومن يتولى تربيته، لكن دعنا نوضح الفرق من جوانب متعددة:

أولًا: يتيم الأب

ما الذي يفقده؟

  • الدعم المالي (غالبًا).
  • الحماية والمسؤولية والسلطة الأسرية.
  • التوجيه الذكوري في الحياة.
  • يصبح الطفل في كثير من الحالات تحت رعاية الأم أو الأقارب.

التحديات:

  • قد تواجه الأسرة صعوبات اقتصادية.
  • قد يُستغل مال اليتيم من قبل الأقارب إن لم يكن هناك رقيب.
  • مسؤولية التربية تقع بالكامل على الأم، وقد يكون الحمل كبيرًا عليها.

ثانيًا: يتيم الأم

ما الذي يفقده؟

  • الحنان والعاطفة والرعاية اليومية.
  • الارتباط النفسي العميق.
  • الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة في الحياة: الطعام، النظافة، الملابس، المواساة.

التحديات:

  • غالبًا ما يعاني الطفل من فراغ عاطفي عميق.
  • حتى لو كانت هناك زوجة أب صالحة، فإن "الأم لا تُعوّض". يُقال: "يموت الحنان إذا ماتت الأم".

هل الكبير يعتبر يتيم؟

لا، الكبير لا يُعتبر يتيمًا شرعًا.

  • قال النبي ﷺ: "لا يُتمَ بعد احتلام" – رواه أبو داود.
  • أي أن اليتيم هو من فقد والده وهو لم يبلغ الحلم (أي لم يبلغ سن البلوغ).
  • فإذا بلغ الإنسان، لم يُطلق عليه لقب "يتيم" شرعًا، وإن كان قد فقد والديه أو أحدهما.
  • لكن من الجانب الإنساني: قد يُقال عن شخص كبير إنه "يتيم" على سبيل التعبير العاطفي، خاصة إذا كان فقد والدَيه في سن صغيرة وظل يتيمًا طيلة حياته، لكن ذلك ليس تعريفًا شرعيًا.

مكانة اليتيم في الإسلام

أوصى الإسلام باليتيم خيرًا، ومن أعظم الأدلة:

قال الله تعالى:ى"فأما اليتيم فلا تقهر" [الضحى: 9]، "ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيما وأسيرا" [الإنسان: 8]
وقال النبي ﷺ: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بالسبابة والوسطى وفرّج بينهما.

أنواع اليُتم

"اليُتم" ليس نوعًا واحدًا، بل تتفاوت درجاته في الشدة والألم بحسب من فُقد، والمرحلة العمرية، والظروف الاجتماعية والنفسية للطفل، إليك تفصيلًا لأشد وأقسى أنواع اليُتم:

  1. اليتيم الأبوي: فقد والده.
  2. اليتيم الأموي: فقد والدته (يُقال له "لطيم" لغويًا).
  3. اليتيم الكامل: فقد كلا والديه.

أشد أنواع اليتم

خلاصة أشد الأنواع:

نوع اليُتم سبب الشدة
يُتم الأب والأم (كامل) فقدان كامل لكل أشكال الدعم والحنان
يُتم الأم في الطفولة المبكرة انعدام الحنان والاحتواء العاطفي
يُتم الأب مع الفقر فقدان المعيل + الخطر الاجتماعي
يُتم عاطفي (مع وجود الوالدين) شعور بالرفض والإهمال – خطره طويل الأمد
فقدان بعد البلوغ (غير شرعي) صدمة نفسية قوية حسب الارتباط

ما الفرق بين اليتيم واللطيم والعجي؟

  • اليتيم: هو من فقد أباه قبل أن يبلغ سن البلوغ.
  • اللطيم: هو من فقد أمه. قيل إن "اللطيم" هو: من ضربته الدنيا حتى لا يجد من يمسح دموعه أو من فقد أمه، لأنه يُلطَم (يُصفع) من دون من يحميه.
  • العجي: هو من فقد أبويه معًا (الأب والأم).ويُقال أيضًا: "العجيّ أيتَمُ الأيتام" لأنه فقد كل ما له من سند.

من هو اللطيم والسخيم واليتيم؟

  • اليتيم: من فقد أباه وهو صغير لم يبلغ الحلم (سن البلوغ).
  • اللَّطيم: من فقد أباه وأمه معًا.
  • السَّخيم: من فقد أمه فقط.

كيف يعوض الله اليتيم؟

يعوّض الله اليتيم بطرق عظيمة تحمل في طياتها الرحمة والكرم الإلهي، ومنها ما يظهر في الدنيا، ومنها ما يدّخر له في الآخرة، إليك كيف يكون تعويض الله لليتيم:

  1. عناية الله الخاصة به: قال النبي ﷺ: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بالسبابة والوسطى وهو دلالة على قرب اليتيم من النبي في الجنة، لمن كفله وأحسن إليه، وهذا يدل على عظمة مكانة اليتيم عند الله.
  2. حب الناس وقلوبهم تميل إليه: الله يزرع في قلوب الخلق محبة ورحمة لليتيم، فيُهيئ له من يعطف عليه ويسانده.
  3. الأجر المضاعف للكافل: من يكفل اليتيم ينال الأجر العظيم، وهذا يجعل اليتيم محاطًا بالخير والعطاء، لأن النفوس تميل إلى نيل الأجر من خلال خدمته.
  4. التربية الإلهية الخاصة: يحرم اليتيم من الأب أو الأم، لكن الله يتولى تربيته بنفسه أو عبر عبادٍ صالحين، فينمو على عين الله.
  5. الرفعة والمكانة في الدنيا: كثير من العظماء والأنبياء كانوا أيتامًا، مثل: النبي محمد ﷺ: توفي والده قبل ولادته، وأمه وهو طفل، وموسى عليه السلام: رُمي في اليم وهو رضيع، وتكفل الله برعايته في قصر فرعون، عيسى عليه السلام: ولد بلا أب، وهذا يدل أن اليتم لا يعني النقص، بل قد يكون سببًا في التميز والرفعة.
  6. فيض الرحمة واللين من الله: قال تعالى: ﴿فَأَمَّا ٱلۡيَتِيمَ فَلَا تَقۡهَرۡ﴾ [الضحى: 9] أي أن الله يدافع عن اليتيم، ويغضب لقهره، ويوصي به في كتابه.
  7. تعويض نفسي وروحي: يفتح الله لليتيم أبوابًا من الصبر، والنضج المبكر، والتوكل على الله، مما يصقله نفسيًا وروحيًا.
  8. دعوة مظلومة مستجابة: إذا ظلم، فدعاء اليتيم مستجاب، والله يدافع عنه وينصره، لأن الله وعد بنصرة المظلوم، وخاصة من لا ناصر له إلا هو.
  9. تعويض بالجنة لمن صبر واحتسب: إذا صبر اليتيم ورضي بقضاء الله، فإن له أجرًا عظيمًا في الجنة، ودرجات عالية.
بعد معرفة إجابة سؤال من هو اليتيم، يمكننا القول أن اليتيم ليس مجرد لقبٍ يُطلق على من فقد والديه، بل هو حالة إنسانية تستوجب منا جميعًا التعاطف، والدعم، والرعاية. إن العناية باليتيم ليست مسؤولية فردية فقط، بل هي واجب مجتمعي يساهم في بناء جيل سليم نفسيًا واجتماعيًا. ولنتذكر دائمًا أن كفالة اليتيم طريق إلى الجنة، ورحمةٌ تُجلب لصاحبها في الدنيا والآخرة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ