كتابة :
آخر تحديث: 06/10/2020

أبرز أشكال إهمال الزوج لزوجته

إن الله سبحانه وتعالى أمر الرجل بأن يحسن إلى زوجته كما أمرها هي أيضاً بطاعته، ويعد إهمال الزوج لزوجته أمراً محرماً في ديننا الإسلامي لأن كثير من الآيات القرآنية بينت أحكام المعاملة بين الزوجين وأمر الله الرجل بالإنفاق على زوجته وحمايتها ومعاملتها معاملة طيبة وقال (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)صدق الله العظيم.
وفي هذا المقال سوف نتعرف على أصول المعاملة بين الزوجين وأضرار إِهمال الزوج لزوجته وأضرار ذلك على الحياة الزوجية وعلى الأبناء.
أبرز أشكال إهمال الزوج لزوجته

إهمال الزوج لزوجته في الاسلام

لقد أوصى الله سبحانه وتعالى ورسوله الرجال بحسن معاملة النساء وعدم اهمالهن، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيراً).

وقال أيضاً ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد أوصى الإسلام الرجل بأن يكون لطيفاً مع زوجته ويعاملها بود وإحسان وأن يحسن معاشرتها إلا أن يسمع عنها ما يكره أو أن تغضبه في شيء فيقلل من اللطف معها دون أن يجرحها أو يخذلها حتى تفهم هي أن تقليل الود كان لسبب معين فتسأله عن سبب بعده ثم تتجنب ذلك الشيء بعد ذلك.

ومن أشكال إِهمال الزوج لزوجته ما يلي:

إهمال الزوج لزوجته في الفراش

إنه من أخطر صور الإهمال التي يمكن أن تتعرض لها الزوجة من زوجها وفيه عدم إشباع رغبات المرأة جنسياً مما قد يجعلها تنظر إلى غيره من الرجال.

وقد أوصى الدين بأن من حق الزوجة على زوجها أن يجامعها بما يعفها ولا يجعلها تشعر بالحرمان العاطفي، وقد قال الشيخ بن تيمية ( يجب على الزوج أن يطأ زوجته بالمعروف.

وهو من أوكد حقها عليه أعظم من إطعامها، ومقدار الواجب في ذلك بحسب حاجتها وقدرته).

ويعد الجماع من الأمور التي يجب ألا يغفل عنها الرجل لأنها داعي من دواعي العفة والبعد عن الرزيلة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

إِهمال الزوج لزوجته عاطفياً

إن النساء بطبيعتهن عاطفيات ويحبون الزوج العاطفي والذي يدللهن ويعطف عليهن، وكلما كان الزوج عاطفي كلما أحبته زوجته وأصبحت قريبة له.

ويعد الإهمال العاطفي من أخطر أنواع الإهمال بين الزوج والزوجة لأنه يؤثر على الاستقرار في العلاقة الزوجية وقد يترتب عليه الطلاق والتفكك الأسري وتشريد الأبناء.

ويتمثل الإهمال العاطفي في عدم قول كلمات حنونة للزوجة أو كلمات حب ورومانسية.

كما يتمثل الإهمال العاطفي أيضاً في بعد الزوج عن زوجته عند الجلوس أو النوم أو عدم لمسها أو المساس على شعرها أو تقبيلها من جبينها وكلها أمور هامه وغيابها يؤثر على نفسية المرأة ويشعرها بالحرمان.

ومن أضرار إِهمال الزوج لزوجته عاطفياً كثرة المشاكل الزوجية وغيرة الزوجة وقد تتطور وتصل إلى الطلاق وتفكك الأسرة.

اهمال الزوج لزوجته في مرضها

تقول الحكمة ( الصديق وقت الضيق) وهي تعني أن أكثر مواقف تبين الحب والرجولة هي مواقف الألم أو مرض الزوجة.

فأي رجل يحب الزوجة وهي سليمة وجميلة وتخدمه وتهتم به وبأولاده أما إن مرضت أو احتاجت من يرعاها فقد يهرب بعض الرجال الغير مخلصين ويبتعدون عن الزوجة أو يهملونها في أهم وقت تحتاجه فيه، وهنا يكون الرجل منافق وكاذب في حبه فهو لم يكن يحبها بل كان يكذب عليها.

أما الواجب هنا هو الاهتمام بالزوجة وعدم اهمالها وبخاصة في مرضها لأن هذه المواقف تبرز الحب الحقيقي والمعاملة الحسنة، فهناك من الأزواج من يترك زوجته مريضة ويذهب ليتزوج من أخرى.

كما أن هناك من يعامل زوجته معاملة سيئة في مرضها ولا يتحملها أو يصبر عليها مما يجعلها تكرهه ولا تنسى له هذه المواقف مطلقاً.

أما الواجب على الرجل في فترة مرض زوجته أن يحضر لها الطعام والشراب ويقدم لها الدواء ويساعدها على القيام والجلوس ويراعيها ولا يجرحها بكلمة أو ينفر منها وأن يظل بجوارها دائماً حتى تشفى من مرضها.

وأن يقدم لها الحنان والعطف والكلمات الطيبة وأن يدعو لها بالشفاء العاجل، والرجل الذي يفعل ذلك يكون من أصل طيب ويرضى عنه الله عز وجل.

اهمال الزوج لزوجته واولاده

إن الزوجة لها حقوق على زوجها كما أن له حقوق عليها لذلك فإن الرجل العادل يعطي بمثل ما يأخذ لأنه لا يرضى على نفسه الإهمال، كما أن إهمال الأولاد أمراً في غاية الخطورة لأنه يدمر شخصية الأبناء ويفقدهم الثقة بنفسهم ويخرجهم أشخاص مرضى نفسيين.

ومن حقوق الزوجة على الزوج ما يلي:

حقوق الزوجة على الزوج

  • الانفاق عليها وعلى أولادها من طعام وشراب وملبس ومأوى، فقد قال رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام ( تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت) صدق رسول الله.
  • أن يطأها زوجها بالقدر المعقول ولا يجب أن تزيد المدة الزمنية عن أربعة أشهر بين المرة والأخرى، وقال الله تعالى ( للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم)
  • مهما وصل حد الزعل بينهم يجب أن يبيت عندها كل أربعة ليالي ليلة واحدة، وأن يعدل بينها وبين الزوجات الأخريات إن له غيرها.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان له امرأتان يميل لأحدهما على الأخرى جاء يوم القيامة يجر أحد شقيه ساقطاً أو مائلاً) لذلك فإن العدل بين الزوجات من أهم حقوقهما.

حقوق الزوج على زوجته

مثلما للزوجة من حقوق فعليها واجبات تجاه زوجها وقال الله تعالى(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) صدق الله العظيم. ومن أهم حقوق الزوج ما يلي:

  • طاعة الزوجة للزوج طالما أن هذه الطاعة لا تخالف الدين والشرع.
  • أن تحفظ ماله ولا تنفق منه أو تتصرف فيه إلا بإذنه، كما يجب أن تصون عرضه في غيابه فلا تتحدث مع الرجال الأغراب في غيابه أو تفعل أي شيء يكرهه زوجها ولا يجب أن تخرج من المنزل إلا بإذنه، فقال الله تعالى ( حافظات للغيب بما حفظ الله) وقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام( خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك)
  • من حق الزوج أن تسافر زوجته معه إن أراد السفر لظروف هامة كالعمل واضطره العمل للغياب فترة كبيرة في مكان آخر.
  • أن تسلم له نفسها عندما يطلبها للفراش وذلك لقول الرسول ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)
إن إهمال الزوج لزوجته وإهمالها له أمراً مكروه جداً ويؤثر على العلاقات وعلى تربية الأبناء، والأسرة هي عضو من أعضاء المجتمع فكلما كانت الأسر سليمة كلما كان المجتمع صحيح وخالي من الأمراض النفسية، لذلك يجب أن يتقي كلاً من الرجل والمرأة الله سبحانه وتعالى.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ