أبرز فوائد اكتساب لغة جديدة
محتويات
فوائد اكتساب لغة جديدة
الدماغ يصبح أكثر فعالية
وجدت دراسة أجريت عام 2014 بعنوان "تعلم اللغات يشكل بنية الدماغ"، أن سمك القشرة الدماغية - والتي ترتبط عمومًا بالذكاء العالي - يزداد لدى من يتعلمون لغة جديدة بشكل تدريجي ومع الممارسة المكثفة، طبعا بعد تطوير الكفاءة في لغتهم الأم.
ووجدت الدراسة أنه كلما تم التمكن من لغة ثانية لاحقًا، زاد التأثير على بنية الدماغ. أيضًا، فالمتحدثون بلغتين اثنتين يكون لديهم المزيد من المواد الرمادية في مناطق الدماغ المسؤولة عن الانتباه والتنشيط والذاكرة قصيرة الأجل، هذا وفقًا للبحث الذي أجراه مؤخرًا المركز الطبي بجامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولقد تم إجراء العديد من الدراسات حول هذا الموضوع، وكانت النتائج دائما متسقة. فتعلم اللغات يبقي عقلك بصحة جيدة. فبالنسبة للبالغين أحاديي اللغة، أي من لا ينطقون إلا بلغتهم الأم، فمتوسط العمر لديهم لأولى علامات الخرف هو 71.4. أما بالنسبة للبالغين الذين يتحدثون لغتين أو أكثر، فإن متوسط العمر لتلك العلامات الأولى هو 75.5. ومن أهم هذه العلامات مرض الزهايمر أو فقدان الذاكرة.
وقد صرحت الأكاديمية الأمريكية في تعليل هذا التفاوت قائلة: "إن التحدث بأكثر من لغة يزيد من مقدار المسارات العصبية في الدماغ، مما يسمح بمعالجة المعلومات من خلال مجموعة أكبر من القنوات".
يحسن القدرات الرياضية
أكدت دراسة أجريت عام 2007 من جامعة ماساتشوستس أن الأطفال الذين يدرسون لغة أجنبية يحصلون على نتائج أفضل في الرياضيات من أولئك الذين لا يفعلون.
تم تأكيد هذا الاستنتاج من خلال التجارب المختلفة التي حققتها جامعة ميشيغان. حيث درسوا مختلف الطلاب الذين كانوا يدرسون لغة أجنبية لمدة تسعين دقيقة خلال فصل دراسي. وكانت النتيجة أن هناك تحسينات ملحوظة في قدراتهم الرياضية.
تحسين اليقظة العقلية لديك
الأبحاث تشير إلى أن فترة قصيرة من تعلم لغة جديدة تكفي لتعزيز خفة الحركة العقلية. وجدت دراسة أجرتها جامعة أدنبرة عام 2016 والتي قيمت 33 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 18 و 78 عامًا وشاركوا في دورة اللغة الغيلية الأسكتلندية لمدة أسبوع واحد، زيادة واضحة في العديد من جوانب اليقظة العقلية -بغض النظر عن العمر- عند الطلاب، وذلك بالمقارنة مع مجموعة كانت تأخذ دورة في مجال آخر ومجموعة لم تأخذ أي دورة منهما.
تعزيز الثقة بالنفس
من أبرز فوائد تعلم لغة جديدة، هي تعزيز الثقة بالنفس. فمجرد قول أنك تريد أن تتعلم لغة جديدة يجعلك أكثر ثقة بالنفس.
يوضح إريك هولتزكلو، وهو مدرب مشهور في مجال ريادة الأعمال، ما يلي: "إن مجرد محاولة إقناع نفسك بمواجهة إحدى التحديات التي تخرجك من منطقة الراحة خاصتك ... كفيل بمنحك الدفعة التي تحتاجها لمواجهة هذا التحدي".
علاوة على ذلك، فإن محاولة إجراء محادثة مع متحدث أصلي، خاصةً في البدايات، يجعلك خارج منطقة الراحة الخاصة بك، ويقود بك لأن تكون أكثر شجاعة ويجعلك تشعر بمزيد من الثقة في نفسك، وبالتالي يساعدك على المخاطرة ويعودك على اتخاذ القرارات الصعبة.
صناعة القرار أبسط بلغة أجنبية
وجد الباحثون في جامعة شيكاغو أننا قادرون على التفكير بطريقة أكثر عقلانية، وبقدر أقل من التحيز، عندما نستخدم لغة أجنبية لتقييم خياراتنا وقراراتنا. والمثير للدهشة أن اعتماد لغة أجنبية يمنح واقعية أفضل. ولقد تم عزو هذه النتائج، إلى حقيقة أن اللغة الأجنبية تسمح بمسافة فاصلة بين الشقين العاطفي و الإدراكي لدينا، عند تقييم خياراتنا و اتخاذ القرارت الصعبة.
القدرة على مجارات تعدد المهام
وجدت دراسة أجريت بجامعة ولاية بنسلفانيا أن المتحدثين بلغتين يمكنهم التفوق على ذوي اللغة الأحادية عند العمل في مشاريع متعددة في وقت واحد. من الطبيعي أن يقوم الدماغ ثنائي اللغة بالتخلص من المعلومات التي لا صلة لها بالموضوع بشكل سريع ويركز فيما هو مهم.
عزا الباحثون مصدر هذه المهارات المعززة في تعدد المهام، إلى الطريقة التي يمزج بها ثنائي اللغة عقليا كلتا اللغتين. حيث يقوم بتدريب الدماغ على إدراك وتقييم الأولويات بسرعة.
التمكن أكثر من اللغة الأم
يعلم الجميع أن اللغة الأصلية للناس هي دائمًا اللغة التي يتقنونها أكثر من غيرهم. ولكن، ماذا لو استطعنا إتقانها أكثر؟
تساعد ممارسة لغة ثانية واستيعابها في فهم بنية لغتك وقواعدها، لأنك لا تفكر أبدًا في لغتك الأم قبل معرفة لغة أخرى، لأن على ضوء تلك اللغة الأخرى تعقد المقارنات الكفيلة بتبيان أوجه التميز في لغتك الام.
الانفتاح على ثقافات العالم
لو شئنا الاكتفاء بهذه الفائدة من بين كل فوائد اكتساب لغة جديدة، لكفت، فتعلم اللغات المختلفة يساعدك على التعرف على ثقافات مختلفة عن ثقافاتك. في النهاية لا يوجد شيء أفضل من الانفتاح على العالم لتكون قادرًا على فهم طرق تفكير جديدة وثقافات جديدة.
أن تتحدث لغة ما بطلاقة يسمح لك بالولوج إلى كل من قلوب وعقول ثقافة وشعب آخر. ما يمنحك الفرصة لتكوين صداقات مع أولئك الذين يتحدثون اللغة التي تتعلمها ولا تدري أي الفرص قد يتيح لك هذا الامر. لكنه على الأقل سيؤدي إلى تنويع أذواقك وجعلك شخصًا أكثر عالمية وانفتاحا!
أيضا فتجربة السفر تختلف تماما عندما تعرف لغة البلد التي تزوره، حتى عندما لا تتحدث اللغة بطلاقة. يتيح لك التحدث باللغة المحلية الانغماس أكثر في الثقافة من خلال القدرة على التواصل مع السكان المحليين.
يمكنك القيام بأشياء مثل المقايضة، وطلب الطعام الصحيح والحصول على الاتجاهات إذا تهت! كما يمكنك بسهولة إجراء محادثات مكثفة مع الأشخاص والتعرف عليهم بدلاً من مجرد البقاء على السطح والاكتفاء بالإشارات و الإيماءات. ستكون تجربة سفرك أكثر ثراءً وغنى بهذه الطريقة.
يجعلك أكثر جاذبية
بالطبع، كونك ثنائي اللغة لن يجعلك أكثر جاذبية من الناحية البدنية. ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يتحدثون بلغتين غالبًا ما يُنظر إليهم على أنهم أكثر ذكاءً وبالتالي أنجح في المنظور الاجتماعي العلائقي. أيضا تعتبر رحلة تعلم اللغة الخاصة بك أيضًا قصة رائعة ومثيرة لتخبر بها الناس وتخلق بها المحادثات.
تعزيز فرصك في سوق العمل
تظهر فوائد اكتساب لغة جديدة بشكل كبير في السياق الدراسي والمهني، فكونك قادرًا على التحدث بأي لغة إضافية يساعد سيرتك الذاتية على التميز عن غيرها. وسيجع أصحاب العمل المحتملين على إجراء مقابلة معك أكثر من الآخرين الذين يعرفون لغة واحدة فقط. بالإضافة إلى ذلك، يوجد لدى العديد من الشركات في هذا العصر مكاتب دولية وتبيع أو تقدم خدماتها في الخارج، مما يعني أنهم مهتمون بتعيين موظفين يمكنهم التحدث بأكثر من لغة واحدة ويعرفون الثقافات المختلفة في أرجاء العالم.
ووفقًا لمعهد إيتون للغات في دراسة استقصائية للقوى العاملة (سبتمبر 2014)، صرح 89٪ من الذين تم اختبارهم بأن الموظفين متعددي اللغات يضيفون قيمة إلى القوة العاملة، وذكر 88٪ أن تعيين أعضاء الفريق ذوي المهارات اللغوية أمر مهم لمنظمتهم. القدرة على التواصل بعدة لغات هي بالتأكيد ميزة تنافسية في عالم اليوم.
يساعد تعلم اللغة على تطوير مهارات إدراكية قوية، مثل تكوين مفاهيم أفضل، وتوفير المرونة العقلية، وتعدد المهام، ومهارات الاستماع وحل المشكلات، بالإضافة إلى تحسين التفاعل الاجتماعي وتشجيع الاتصال بين الزملاء في العمل..
التغلب على المشتتات و التركيز الكامل
من المعروف أن من شروط تعلم أي شيء بشكل أفضل هو القدرة على التركيز وتجنب المشتتات. في هذا العصر، مع وجود هاتف ذكي في متناول يديك، وفي ظل أصوات وسائل التواصل الاجتماعي التي تشكل مصدرًا دائمًا للهاء، فالقدرة على التركيز أصبحت أكثر فأكثر تحديا قائما بذاته. في الوقت الحاضر، بتنا بحاجة إلى تطوير مهارات محددة للتعامل مع هذه المشتات التي تحيط بنا يمينا وشمالا. من الهواتف المحمولة والموسيقى والإعلانات...
ووفقًا لدراسة علمية أجريت حديثا، فإن الأطفال ثنائيي اللغة يطورون القدرة على إدارة المعلومات المتضاربة في عمر مبكر جدًا. لماذا ا؟ ببساطة لأنه يتعين عليهم اختيار اللغة ذات الصلة بسرعة عندما يسمعون الكلمات أو العبارات. هذه القدرة لها تأثير مفيد جدا على مرونة دماغهم، وتساعدهم على إدارة المواقف المتعارضة وتجنب المشتات و تحافظ على تركيزهم وانتباههم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_2863