كتابة :
آخر تحديث: 21/04/2022

أثر التكنولوجيا على الأسرة... أشهر السلبيات وحلولها

يشهد عصرنا الحالي تطور وطفرة علمية تكنولوجية كبيرة في شتى المجالات الخاصة بالإتصالات وتطورها التقني لما يشمل الأنترنت ووسائل التواصل الأجتماعي والألعاب؛ وغيرها من الوسائل التكنولوجية الأخرى، ولا شك أن هناك انعكاس من التكنولوجيا على الأسرة والمجتمع بشكل كبير سواء بالإيجاب أو بالسلب، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن أثر التكنولوجيا على الأسرة والمجتمع ككل.
أثر التكنولوجيا على الأسرة... أشهر السلبيات وحلولها

دور التكنولوجيا

الآن انتقل الاهتمام إلى الإنترنت والهواتف المحمولة والألعاب الإلكترونية، بدلاً من الحوار والمحادثة بين أفراد الأسرة نفسها، لتحل محل الحياة الطبيعية التكنولوجيا وتأثيرها على العلاقات الأسرية، حيث تسببت في اتساع الفجوة والصراع بين الآباء والأطفال، أدى ظهور الإنترنت وأدوات التنقل الخاصة به إلى ظهور أدوات اتصال مثل Facebook و Twitter وInstagram وبرامج الاتصال والمحادثات الهاتفية مثل WhatsApp وViber وغيرها.

أدت هذه التحولات التكنولوجية إلى تفاعلات جديدة في العلاقات الأسرية وأدت إلى تعزيز العزلة وعدم التوافق بين أفرادها، واختفاء قيم التواصل داخل الأسرة، واستبدال الإنترنت بآباء الأطفال كمصدر للمعلومات.

هذا بالإضافة إلى حقيقة أن التكنولوجيا تؤثر سلبًا بشكل مباشر على العلاقة بين الآباء والأطفال، حيث يفقد الكثير منهم الاتصال نتيجة الانشغال المستمر بالأجهزة الإلكترونية، طالما أن الآباء يشغلون الأطفال بها، فإنهم يبقون بعيدون عنهم وعدم قضاء الوقت معهم، فبينما تتاح للأطفال على هذه الأجهزة فرصة أن يكونوا بمفردهم، فهم لا يجيدون التعامل مع الآخرين وتكون لهم شخصيات منعزلة منذ سن مبكرة.

وبما أن هذه الأجهزة تعزز الشك بينهما وتسبب العديد من الخلافات التي قد تؤدي إلى الانفصال والطلاق، فإنها تشكل أيضًا خطرًا على الأسرة، وخاصة العلاقة بين الزوجين، لذلك فإن هذه التقنية تشكل خطرا كبيرا لأنها تسبب انهيارا كبيرا في العلاقات الأسرية.

كما تهدد التكنولوجيا الحديثة الأسرة، خاصة من حيث عدم القدرة على إقامة الرابطة العاطفية بين الوالدين والأبناء، كما يمكن بهذه الأجهزة أداء الواجبات المنزلية من خلالها ويكونوا في غنى عن التواصل مع الأهل.

الآن، تم نقل جزء كبير من هذا الدور إلى الإنترنت والهواتف المحمولة والألعاب الإلكترونية التي حلت محل التكنولوجيا، وأدى تأثير التكنولوجيا على العلاقات الأسرية في الحوار والمحادثة بين أفراد الأسرة إلى اتساع الفجوة بينهم وزيادة الصراع بين الآباء والأطفال.

التأثيرات على الأطفال

أصبح الأطفال أكثر فأكثر يشاركون في مختلف وسائل الاتصال، من ظهور الإنترنت وأدوات التصفح إلى ظهور أدوات الاتصال مثل Facebook و Twitter وInstagramوالدردشة الهاتفية وغيرها... حيث تؤثر التكنولوجيا أيضًا على الأطفال، ونتحدث عن بعض آثارها على النحو التالي:

  • صعوبة التعرف على مشاعر الأطفال والميل إلى العزلة حيث أثر الانتشار الهائل للتكنولوجيا والأجهزة الذكية بشكل سلبي على العلاقات الأسرية والاجتماعية بشكل عام.
  • أظهرت بعض الدراسات أن الأطفال الذين يتوقفون عن استخدام الأجهزة الذكية يظهرون تحسنًا في التعرف على مشاعرهم تجاه الصور المعروضة عليهم، مقارنة بالأطفال الآخرين.
  • وفقًا لهذا البحث، فإن الاستخدام المفرط وغير العقلاني للأجهزة التكنولوجية الحديثة يؤثر سلبًا على قدرة الأطفال على إقامة علاقات اجتماعية مع المجتمع وأسرهم، وبالتالي يميلون إلى أن يكونوا أكثر انعزالًا ووحدة عن الآخرين.

يسبب مشاكل النوم عند الاطفال

يمكن أن يؤدي الاستخدام المتزايد للأجهزة التكنولوجية مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية خاصة في الليل إلى تعطيل الإنتاج الطبيعي لهرمون الميلاتونين الذي يحتاجه الأطفال للنوم، وغالبًا ما يتسبب في مشاكل النوم وحياة صعبة.

كما يفضل الابتعاد عن الأجهزة التكنولوجية قبل الذهاب إلى الفراش، حيث يحتاج الطفل إلى فترة راحة بعيدًا عن أي جهاز حتى ينعم بنوم صحي وهادئ.

ولعل أبرز أدوات التواصل الاجتماعي التي تزيد من الاختلاف هي:

غرفة الدردشة

هذه أداة فنية تساعد على إضعاف العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة نفسها، فمن بين السلبيات في غرفة الدردشة؛ العزلة الاجتماعية الناتجة عن استخدام الشباب المفرط للإنترنت، وخاصة في غرف الدردشة؛ وهذا يعزل الشاب عن دائرته الاجتماعية.

حتى أنه قد يعرف فقط أصدقاء وصديقات وهميين في غرفة الدردشة؛ وهذه العزلة لها آثار سيئة على الشباب، منها: الانشغال عن الدراسة والرسوب، أو الانقطاع من المدرسة، وفقدان مستقبلهم الأكاديمي، وإضعاف الروابط الاجتماعية بينهم وبين أفراد الأسرة.

الفيسبوك

حذر العلماء والباحثون من إدمان الشباب والأطفال للأجهزة التكنولوجية - وخاصة الإنترنت - وصفحة الفيسبوك بشكل خاص؛ معللين أنه يعزلهم عن دائرتهم الاجتماعية ويسمح لهم بالتعامل مع أصدقاء افتراضيين.

وكانت غرفة الدردشة هي المنفذ الوحيد للشباب للتواصل مع الشباب الآخرين حتى ظهور (Facebook)مما جعلهم أكثر اعتمادًا على الإنترنت وعزلهم أكثر عن عائلاتهم؛ حيث يستغرق وقتًا طويلاً حتى يكون على الإنترنت طوال الوقت، ويعرض صوره، وينظر إلى صور الآخرين، ويكتب التعليقات، ويرى الآخرين، ولا يحصل على فرصة للتحدث مع أي شخص!

موقع تويتر

وجدت دراسة حديثة أن الإقلاع عن التدخين والكحول أصعب من الإقلاع عن تويتر، وقاد الدراسة فريق بحثي من الجامعة الأمريكية في شيكاغو، وهو متابعة إرادة 205 مواطن ألمانيتتراوح أعمارهم بين 18 و 85 عامًا.

فوجدوا أن الناس يضعفون يومًا بعد يوم، وأن الإرادة البشرية تزداد قوة لمقاومة الرغبة في ممارسة الرياضة والاحتياجات الجنسية والرغبة في الشراء، قال هوفمان: "لقد أصبح من الصعب للغاية مقاومة التواصل الاجتماعي".

أيضاً مواقع التواصل الاجتماعي، وإن كانت ظاهريًا، لا تقوي علاقة الشخص بجنسه،ولكنه غالبًا ما تعزله عن دائرته الاجتماعية ويمكن أن يؤدي به إلى التعامل مع أشخاص مزيفين أو مخادعين ويسقطون في أفخاخهم للابتزاز والمكر.

الهواتف المحمولة

الأجهزة التقنية لها عيوب كثيرة، وتشمل هذه: الآثار الصحية وساعات الانشغال الطويلة بالحديث الراكد للشباب تمنعهم من متابعة تعليمهم، وتضعف تواصلهم الاجتماعي، وتنشر الشائعات.

ومع ذلك، من المهم إيجاد حل حتى لا تحدث فجوة في العلاقات الأسرية يصعب حلها في المستقبل، فمن الضروري:

الحوار بين أفراد الأسرة

يجب على الآباء والأزواج اتباع نظام عائلي منظم معين؛ مثل:

  • عندما يجتمع أفراد الأسرة في غرفة الطعام وقت الطعام، يجب إغلاق جميع الهواتف أو أجهزة التلفزيون لخلق فرصة للمحادثة والمناقشة.
  • أيضا، قم بإغلاق الهواتف عند دخول المنزل واحتراما لقدسية هذا البيت على الزوجة والأولاد.
  • ابحث عن وقت فراغ - حتى مرة واحدة في الأسبوع - لجميع أفراد الأسرة للجلوس لحضور نشاط ترفيهي أو الدردشة.

نصائح مهمة للتخلص من الآثار السلبية للتكنولوجيا على الأسرة

إدارة الوقت

غالبًا ما يعاني الناس من إضاعة وقتهم؛ خاصة لوجود فترات فراغ كثيرة بعد التطورات التكنولوجية ولا يقدرون الوقت، خاصة الوقت الذي ضاع وسوف نحاسب عليه يوم القيامة، فمن الضروري التوعية على أثر التكنولوجيا على الأسرة.

دورات تدريبية

هناك تدريبات يجب حضورها في مجال التواصل الاجتماعي والوئام الأسري، خاصة لمن لديهم مشاكل في العزلة والانطوائية بسبب الأجهزة التكنولوجية، وندعو أولياء أمورنا للتسجيل في هذه الدورات؛ التغلب على ضعف العلاقات الاجتماعية في الأسرة.

وسائل الإعلام

تلعب وسائل الإعلام - الرسمية والخاصة - دورًا في تثقيف الناس حول إيجابيات وسلبيات الأدوات التكنولوجية، ولا ينبغي التخلي عن هذا الوعي بحجة نقل الانفتاح الحضاري والثقافي، وجميع أنواع التفكك والانهيار الأخلاقي من خلال الأفلام والبرامج التلفزيونية والإنترنت.

منظمات غير حكومية

يجب على المؤسسات التي تتعامل مع قضايا الطفولة والشباب والأسرة بشكل عام تكثيف جهودها بالتنسيق والتعاون فيما بينها بشكل خاص؛ للمحافظة على سلامة الأسرة وتربية أبنائها.

ومما سبق يتضح لنا أن أثر التكنولوجيا على الأسرة كبير ولابد من إيجاد حلول حقيقية قبل أن نكون بصدد كارثة تفكك كبير في الأسرة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ