أثر التكنولوجيا على الأطفال في ظل التقنيات والأجهزة الحديثة
جدول المحتويات
لماذا ينجذب الأطفال إلى استخدام التقنيات الحديثة؟
عندما يتم العمل على تصميم أي برنامج أو منتج تكنولوجي حديث فسوف يكون الاعتبار الأول سوف يعطى في هذه المرحلة عناصر الجاذبية لكي يتم لفت الانتباه إلى هذا المنتج ويكون الهدف من ذلك أن يتم تسهيل عملية تسويق هذا البرنامج وتشجيع المستهلك على تجريبه، فعندما يتم تصميم لعبة حديثة للأطفال فسوف نرى أن المصممين سوف يقوموا بالكثير من الدراسات لكي يتم اكتشاف أفضل الألوان والمؤثرات الصوتية والتي تكون أكثرها جاذبية بالنسبة للمرحلة العمرية التي يتم تصميمها لهذه اللعبة.
حيث يلجأ الكثير من الأطفال لكي يقوموا باستخدام الوسائل التكنولوجية التي تكون بهدف التسلية حيث أن بعض الأهالي يقوموا بمنع أولادهم من الذهاب إلى اللعب خارج المنزل وهم في ذلك سوف يشجعوا الأطفال على ملئ وقت فراغهم من خلال استخدام هذه الوسائل.
فوسائل التكنولوجيا سهلة للغاية عندما يتم استخدامها من قبل الأطفال، حيث أنه يتناسب مع أفكارهم ورغباتهم وخيالهم وبالتالي أن ذلك سوف يؤدي إلى استمتاعه فيما تقدمه من برامج وألعاب، فبعض الأطفال يكون لديهم وقت فراغ كبير ولا يجدون ما يفعلونه به في خلال يومهم كما أنهم سوف يشعروا بالملل فانهم لم يجدوا طريقة للتسلية إلا وسائل التكنولوجيا المتعددة التي تكون مثل ألعاب الفيديو والإنترنت أو التلفزيون والهواتف الذكية، ومن هنا ظهر أثر التكنولوجيا على الأطفال.
أثر التكنولوجيا على الأطفال
لا يقتصر أثر التكنولوجيا على الأطفال على أن يتم استخدام وسائل التكنولوجيا، فأيضا هذه الآثار متعددة من حيث أنواعها والتي يكون منها المادي والاجتماعي والنفسي والصحي والتعليمي والتربوي، ولكن يمكننا أن نقوم بتقسيم هذه الآثار إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
أولا: الآثار الصحية لاستخدام الوسائل التكنولوجية على الأطفال
توجد دراسة أمريكية جاءت ضمن بيان يعمل على تحديد مجموعة من التوصيات حول آثار الإدمان على مشاهدة التلفاز من قبل الأطفال والمراهقين والتي وضعته الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فهي أكدت وجود علاقة بين إدمان الطفل على مشاهدة التلفزيون وإصابته بالبدانة وحدوث ضعف في بعض عضلاته ومفاصله بسبب قلة الحركة كما أن ذلك سوف ينعكس على نشاطه ويمكن أن يسبب في كسله.
كما أن التحديق المركز والمستمر في شاشات التلفاز أو الهاتف أو الكمبيوتر وما يصدر عن هذه الأجهزة من أضواء مختلفة وألوان كثيرة بمستويات تكون متباينة بين المعتم والناصع يمكن أن يؤدي إلى إرهاق العين وقصورها الوظيفي مع الزمن، فبجانب ذلك يتم استخدام الأطفال للأدوات والأجهزة التي تحتوي على أزرار سواء في الألعاب أو وسائل الدردشة فسوف يكون لها أثار ضارة على أصابعه ومهاراته الحركية.
كما أن الجلوس لوقت طويل أمام شاشات التلفزيون أو الكمبيوتر سوف يؤدي إلى ضعف التركيز بشكل كلي وأيضا سوف يتم خلق شخصية عصبية متوترة دائما تشعر بالاكتئاب, وهذا سوف يؤدي إلى كثرة الشرود عند بعض الأطفال أو التعرض إلى مشاكل واضطرابات في النوم.
ثانيا: الآثار التربوية والتعليمية التي يتركها الاستخدام المفرط لوسائل التكنولوجيا على أطفالك
عندما يقوم الطفل بالتقصير في واجباته المدرسية بسبب وجود رغبته في اللعب أو مشاهدة التلفزيون أو أن يتم استخدام الإنترنت يجب العلم بأن ذلك من أكثر المشاكل التي يمكن أن تؤثر على الأطفال، كما أن بعض المشاهد العنيفة التي يمكن أن يراها الطفل في برامج التلفزيون أو الألعاب يمكن أن تلقي أعجاب لديه فبالتالي سوف يقوم الطفل بتقليد هذه المشاهد كما أن ذلك سوف يؤدي إلى نمو شخصية عنيفة وعدوانية عنده وربما يمكن أن يزيد خطر ذلك إلى المستقبل عندما يكبر.
كما يمكن أن يتعلم الأطفال بعض القيم والأخلاقيات الخاطئة سواء من خلال البرامج التلفزيونية التي يمكن ألا تتناسب مع سنهم أو من مواقع الأنترنت وأيضا بعض وسائل التواصل التي يمكن ألا تخضع تحت أي رقابة في ما يتم عرضه على الأطفال والمراهقين وذلك ما قامت بإثباته دراسة أمريكية أجريت في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال في ولاية كاليفورنيا في المدارس الثانوية حول أثر وسائل الأعلام على معدل الإدمان على الكحول من قبل المراهقين.
كما يمكن أن تتطور بعض السلوكيات الخاطئة لكي تصبح تصرفات بطولية تثير إعجاب الأطفال فبالتالي فانه سوف يحاول أن يقوم بتقليدها كما يمكن أن يخطط للسرقة بعد أن رأى شخصية تلفزيونية تقوم بذلك وتتمتع بالذكاء والاحترام.
عندما يقوموا الأطفال بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لكي يقوموا بإتمام واجباتهم المدرسية فان ذلك سوف يضعف من نمو مهاراتهم الذهنية، مثل إن يتم الاعتماد على الحاسبة الآلية لكي يتم القيام ببعض العمليات الحسابية, كما أن سهولة الوصول إلى المعلومات التي يريدها الطفل من خلال الإنترنت سوف يؤدي ذلك إلى خلق شخصية اتكالية لا يكون لها القدرة على العلم والدراسة والبحث.
ثالثا: الآثار الاجتماعية التي قد تتركها الوسائل التكنولوجية على حياة الطفل الاجتماعية
يجب العلم بأن الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة يعتبر وسيلة تسلية من قبل الأطفال سوف يعمل على التقليل من الوقت الذي سوف يقضيه الطفل لكي يقوم باللعب مع الأطفال الآخرين وأيضا سوف يؤدي إلى ضعف قدرته على القيام بتكوين علاقات الصداقة والمشاركة.
وأيضا عندما يدمن الطفل ألعاب الفيديو أو مشاهدة التلفاز فان ذلك سوف يقلل من الوقت الذي سوف يقضيه مع الأسرة فذلك سوف يؤدي إلى ضعف الروابط الأسرية في المستقبل، كما أن ذلك يؤدي إلى ارتفاع حالات التفكك عند بعض الأسر التي يرتفع لديهم معدل استخدام التكنولوجيا.
كما أنه العزلة الاجتماعية وعدم الرغبة في الاختلاط مع الآخرين سوف يجعل الطفل يجد متعة أكبر في قضاء وقته مع الكمبيوتر والألعاب، كما أنه يمتلك مستوي أعلى من السيطرة على هذه الأجهزة وسوف تظهر لديه خيارات أوسع في نوع التسلية التي يريد أن يقوم بها.
كيف يمكن أن تستفيد من التقدم التكنولوجي في تربية طفلك؟
فعن طريق هذه التقنيات سوف يتمكن الطفل من:
البحث عن المعلومات التي يريدها بنفسه من دون أن يحتاج لمساعدة أحد, فكل ما يحتاج معلومة جديدة تجاه شيء معين سوف يكون من السهل إيجادها من خلال شبكة الأنترنت.
أيضا يمكن للآباء أن يقوموا بتوسيع معارف وثقافة طفلهم من خلال بعض الألعاب التي تقوم بالاعتماد على فكرة الأسئلة والأجوبة لكي يتم الانتقال بين مراحلها المختلفة والى مستويات أعلى من خلال الإجابة على هذه الأسئلة مثل البرنامج التلفزيوني من سيربح المليون الذي أصبح على شكل تطبيق يمكن أن يتم استخدامه على الكمبيوترات أو الهواتف الذكية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12370