آخر تحديث: 29/06/2019

أسرار حضارة المايا ونهايتها الغامضة

امتدت حضارة المايا لما يزيد عن 2000 سنة قبل الميلاد أي أن تاريخها يضرب في عرض التجربة الإنسانية ما يربو عن 4000 ألاف سنة ومع هذا فإن الحضارة لا تنتج فجأة ولكنها تكون نتاج استقرار مجموعة بشرية ما في أرض ما لمدة طويلة

أسرار حضارة المايا ونهايتها الغامضة

نشوء الحضارة

مع توافر عناصر الحياة الرئيسية تبدأ الحضارة في النشوء وهذا يدل ببساطة على أن شعب المايا تواجد قبل نشوء حضارته بفترة بعيدة لا تقل عن الألف سنة ومما لا شك فيه أن المايا استطاعوا بدء حياة زراعية _ والتي هي عصب الحياة الرئيسي للإنسان _ في البداية ثم بدأت تلك الفترة الممتدة من الإحتياج إلى عناصر تطويع الحياة والبيئة المحيطة ببدء العملية الصناعية البدائية واستحضار طرائق الإنتاج للأدوات المساعدة _ في البدء _ على العيش ثم الأدوات الماسعدة على رفاهية العيش وعند هذه الخطوة تبدأ فترة الإنتاج الحضاري بالتجريب والتوسع ثم التبادل التجاري ثم التبادل الثقافي ثم الاندماج مع الثقافات المحيطة أو السيطرة عليها وتطويعها لحساب الثقافة الناشئة .

مكان سكنى شعب المايا

استوطن شعب المايا المنطقة الوسطى من أمريكا الوسطى والتي انقسمت في عصر الدول إلى عدة دول هي جواتيمالا والهنداروس وبيليز والسلفادور وجنوب الكسيك .

حياة المايا وبداية حضارتها

قسمت حياة المايا حديثا إلى ثلاث فترات رئيسية وهي فترة ما قبل الكلاسيكية ثم الفترة الكلاسيكية ثم فترة ما بعد الكلاسيكية فكان الوقت الذي استقر فيه الشعب من أجل الزراعة هي فترة ما قبل الكلاسيكية وتأرجح المؤرخون في تحديد بداية هذه الفترة فقال البعض بأنها كانت زمنيا في عام 2600 قبل الميلاد ومكانيا كانت في بيليز الحالية وكويلو وقال بعض المؤرخون أن بداية هذه الفترة كانت في عام 3114 قبل الميلاد وهو عام بداية التأريخ في التقويم المطول لشعب المايا وقال جزء آخر من المؤرخون أن بداية فترة ما قبل الكلاسيكية كانت في عام 1800 قبل الميلاد زمنيا أما مكانيا فكانت في المنطقة المسماة حاليا باسم سوكونسكو على المحيط الهاديء وقد قدمت فترة ما قبل الكلاسيكية الوقت الكافي لشعب المايا لتطوير اللغة وصناعة الفخار كأواني للحفظ والطهي وصناعة التماثيل التي يصور بها الشعب معتقداته الدينية واكتساب الخبرة من حالة التبادل التجاري والمعرفي والثقافي مع الأماكن المحيطة .

أما عن الفترة التالية وهي الفترة الكلاسيكية فتقدر بحوالي سبعة قرون وتبدأ في سنة 320 ميلادية حتى سنة 987 ميلادية وهي فترة الازدهار الحضاري كما سميت بالفترة الدينية وذلك لسيطرة السلطة الدينية على الحياة السياسية والكهنوتية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية كما اتضح الشكل التقسيمي للمدن في هذه الفترة وهي ليست مدن كالتي توجد في العصر الحديث تتبع إرادة سياسية واحد بل لكل منها إرادتها السياسية المستقلة وتقوم بينها وبين المدن الأخرى علاقات تبادل تجارية ومعاهدات خاصة .

نهاية المايا

تعددت الأراء والفرضيات العلمية حول نهاية حضارة المايا ولكن اتفق الجميع على أنه بحلول سنة ألف ميلادية كانت هذه الحضارة قد اندثرت وكانت الأسباب المطروحة لانهيارها وانهيار أي حضارة هي الحروب المتتالية أو ثورات الفلاحين على طبقة الملاك أو الأمراض والأوبئة ولكن ظهرت دراسة أجرتها جامعتا كامبريدج وفلوريدا على وجود آثار لفترة طويلة تمتد لمئتي عام من الجفاف الشديد حيث قلت نسبة هطول الأمطار وهو ما يؤدي لعدم توافر البيئة المناسبة للحياة بانهيار أحد أهم أسبابها وهو الزراعة فتمت الهجرات الواسعة من المدن العملاقة بسبب هذا العامل الذي قد لا يكون الوحيد ولكنه أساسي في انهيارها .

المنتج الحضاري لشعب المايا

انتج شعب المايا في الفترة الكلاسيكية منتج فني رفيع المستوى بدءا من التصوير التي نجت بعض رسوماته على بعض الجداريات وعلى بعض التشكيلات الفخارية كما ظهر ما يسمى بالمايا الزرقاء وهو لون له خصائص كيميائية فريدة استمر رغم تداعيات الزمن والبيئة بنفس بهائه ورونقه كما انتج هذا الشعب عدد كبير من الأهرامات للاستخدام الديني وهو الداعي لسؤال مهم جدا هل كان لهم مع الفراعنة علاقات تبادلية أم أن فكرة الأهرامات هي فكرة أصيلة في وجدان الشعوب القديمة كما انتجوا المدن الكبيرة التي تم تخطيطها على المرتفعات الجبلية .

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ