كتابة :
آخر تحديث: 03/12/2023

نبذة عن تاريخ فتح الاندلس وأهم محطاته التاريخية وكيف انتهى

شهدت الفترة ما بين711م و714م حقبة العصر الإسلامي الذهبي الذي تجسد في فتح الاندلس بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير، هذا الفتح الذي قام به الأمويون لشبه جزيرة ايبيريا وأسقطوا به دولة القوط الغربية. إنه تاريخ من الهيمنة الإسلامية الذي تمتد مدته ل800 عام. يقدم مفاهيم فيما يلي جردا بأهم المحطات التاريخية في فتح الأندلس وكيف انتهى وأبرز الشخصيات التاريخية التي ساهمت فيه.
نبذة عن تاريخ فتح الاندلس وأهم محطاته التاريخية وكيف انتهى

كيف بدأ فتح الاندلس؟

كان معقل الحكم الإسلامي هو جنوب إسبانيا أو الأندلس، يأتي اسم الأندلس من مصطلح الأندلس الذي يستخدمه العرب، وهو مشتق من الوندال الذين استوطنوا المنطقة.

  • قبل توسع الفتح الإسلامي باتجاه إسبانيا، كانت هذه الأخيرة في عام 710 تحت سيطرة ملكية القوط الغربية وتحت حكم الملك روديريك
  • بدأ السكان المسلمون المضطهدون في رفض طريقة حكم الملك روديريك شيئا فشيئا وناشدوا موسى بن نصير لمنحهم الدعم ضد الملك المستبد
  • في المغرب، أقصى شمال أفريقيا وغير بعيد عن إسبانيا، كان العرب قد استقروا وأرادوا السيطرة على مضيق جبل طارق ومواصلة توسع الإسلام نحو أوروبا الغربية.
  • كانت ثورة السكان ضد ملكهم في إسبانيا أحد العوامل المساعدة والتي فتحت ثغرة استغلها على وجه السرعة الفتح الإسلامي والذي توسع باتجاه إسبانيا.

من فتح الاندلس؟

القائد الأمازيغي الإسلامي طارق بن زياد هو من فتح الأندلس قائدًا لجيش قوامه 7000 رجل، معظمهم من الأمازيغ والسوريين واليمنيين، وكان مقولته الشهيرة أثناء الفتح "أيها الناس أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم"

  • ولد طارق بن زياد في 50 للهجرة، وجاء إسلامه على يد موسى بن النّصير(الذي يتولى حكم شمال افريقيا)، هذا الأخير الذي يعتبره أشد رجاله وجنده.
  • بعد فتح طنجة تولى طارق بن زياد إمارتها عام 89 هجرية ويعد أهم القادة العسكريين في الخلافة الأموية
  • عُرف طارق بن زياد بشجاعته وإقدامه وقوته في المعارك والفتوحات التي خاضها وكان قائدا لها
  • هناك اختلاف حول أصوله وروايات كثيرة منها ما يحكي أنه أمازيغي مغربي وأخرى تقول أنه فارسي
  • بعض المصادر التاريخية وصفت طارق بن زياد قائلا أنه كان ذا بشرة شقراء، طويل القامة، ضخم الهامة
  • توفي طارق بن زياد سنة 102 هجرية وترك بصمة في تاريخ الجهاد والفتوحات الإسلامية وبطلا من الأبطال الأمازيغ الذي مازال التاريخ يذكر بسالتهم.

محطات تاريخية من فتح الاندلس

فتح الاندلس سبقته مجموعة من التحولات والتغيرات في الحكم بشمال افريقيا والتي أدت وساهمت بدورها في ذلك التوسع الإسلامي، وتشمل المحطات التاريخية مايلي:

التغيرات في الحكم التي سبقت الفتح

  • تراجعت المعاقل البيزنطية في شمال إفريقيا أمام التقدم العربي في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي (القرن الأول الهجري)، وسقطت قرطاج عام 698.
  • في عام 705، عين الوليد الأول، الخليفة السادس من الأسرة الأموية، أول سلالة إسلامية عظيمة تركزت في دمشق، موسى بن نصير حاكمًا على الغرب
  • ضم موسى كل شمال أفريقيا حتى طنجة (شمال المغرب) وأحرز تقدمًا في المهمة الصعبة المتمثلة في نشر الإسلام بين الأمازيغ.
  • توصل الحاكم المسيحي لسبتة (مدينة على الساحل المغربي)، الكونت جوليان (هناك اختلاف عن هويته فهناك من قال أنه بيزنطي أو أمازيغي محلي أو قوطي غربي)، في النهاية إلى اتفاق مع موسى لشن غزو مشترك لشبه الجزيرة الأيبيرية.

مناشدة سكان جزيرة ايبيريا لموسى بن نصير

  • كان غزو إسبانيا نتيجة لاستعداد المسلمين في جزيرة ايبيريا للغزو وطلبهم المساعدة من إحدى فصائل القوط الغربيين، "الويتزانيين".
  • فبعد أن تم تجريدهم من ممتلكاتهم بعد وفاة الملك ويتيزة عام 710، وتعرضهم للاضطهاد من الملك رودريك، ناشدوا موسى للحصول على الدعم.
  • في أبريل أو مايو من عام 711، أرسل موسى جيشًا أمازيغيًا تحت قيادة طارق بن زياد عبر الممر الذي اشتق اسمه منه، مضيق جبل طارق،
  • وفي يوليو تمكنوا من إلحاق الهزيمة بالملك رودريك في معركة حاسمة.

فتح طليطلة

  • بعد ربح المعركة ضد الملك، لم يعد طارق زياد لأفريقيا، بل زحف شمالًا وفتح طليطلة، عاصمة القوط الغربيين، حيث أمضى شتاء عام 711.
  • في العام الموالي، قاد موسى بنفسه جيشًا عربيًا إلى شبه الجزيرة وفتح ميريدا بعد فترة طويلة من القتال.

فتح شبه الجزيرة الايبيرية

  • بعد فترة زمنية، التحق موسى بن نصير بطارق في طليطلة في صيف 713.
  • ومن هناك تقدم نحو الشمال الشرقي، واستولى على سرقسطة وغزا البلاد حتى الجبال الشمالية؛ ثم انتقل من الغرب إلى الشرق.
  • تم استدعاء كل من موسى وطارق إلى سوريا من قبل الخليفة، وغادرا عام 714 في نهاية الصيف؛ بحلول ذلك الوقت كانت معظم شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سيطرة المسلمين.

غالبًا ما توصف الفترة الإسلامية في إسبانيا بأنها "العصر الذهبي" للتعلم حيث تم إنشاء المكتبات والكليات والحمامات العامة وازدهر الأدب والشعر والهندسة المعمارية، وقد قدم كل من المسلمين وغير المسلمين مساهمات كبيرة في ازدهار هذه الثقافة.

من سكن الأندلس بعد الفتح؟

  • في الشريحة المجتمعية في الأندلس، كان العرب هم العنصر الحاكم، تم التمييز بين البلديين (أي العرب الذين دخلوا إسبانيا عام 712 تحت حكم موسى) والسوريين (الذين وصلوا عام 740 تحت حكم بلج بن بشر)، ويأتي بعدهم في المكانة الأمازيغ، الذين شكلوا غالبية القوات الغازية، الذين استمرت أعدادهم ونفوذهم في النمو على مر القرون بسبب تدفقهم المستمر من أفريقيا. ثم جاء السكان الأصليون الذين أسلموا، وهم المسلمة، وذريتهم المولدين؛ وكان العديد منهم أيضًا مواليًا (أي مرتبطين برعاية عربي) أو حتى من أصل أمازيغي، وشكلت هذه المجموعة غالبية السكان.

معقل الحكم الإسلامي هو جنوب إسبانيا أو الأندلس.

أسباب حدوث فتح الاندلس

لاشك أن عند قراءتك للتاريخ وعن الهيمنة الإسلامية للأندلس ونجاحهم في عدة معارك، ستتساءل عن السبب الرئيسي الذي أدى في المقام الأول لهذه الخطوة، وهناك روايات مختلفة بهذا الخصوص لكن حسب مؤرخين عرب السبب هو:

  • تقول الرواية العربية بأن لهذا الفتح الإسلامي العظيم، الذي يخلد العصر الذهبي، تعود شرارته إلى سبب شخصي دافعه الانتقام
  • يحكى أن حاكم سبتة الذي يدعى الكونت يوليان كانت له ابنة تدعى فلورندا فقام بأرسالها الى القصر الملكي القوطي الموجود في مدينة طليطة، حلكم سبتة ارسل ابنته بهدف أن تتعلم كالفتيات الاخرى من الطبقة العالية والراقية، إلا أن الملك وقع في حبها و حاول الاعتداء عليها واعتدا عليها بالفعل
  • ما وقع لابنة حاكم سبتة بسبب الملك جعل الكونت يوليات ينتشيه الغضب والرغبة الشديدة في الانتقام، وأقرب الطرق وأكثرها تأثيرا كان هو التواصل مع موسى بن النصير، الذي يتولى حكم شمال افريقيا كلها، وأقنعه بأن يغزو الأندلس، الأمر الذي وافق عليه موسى بن النصير وأرسل فورا تحت قيادة طارق بن زياد جيشا باتجاه الأندلس.

سقوط الحضارة الإسلامية في الأندلس

  • لم يأتي انهيار الحكم الإسلامي في إسبانيا نتيجة العدوان المتزايد من جانب الدول المسيحية فحسب، بل كانت الضربة القوية من الداخل بسبب الانقسامات بين الحكام المسلمين.
  • في أوائل القرن الحادي عشر، كانت بوادر النهاية والانقسام في صف الحكم الإسلامي تظهر، حيث تحطمت الخلافة الإسلامية الواحدة إلى عشرات الممالك الصغيرة، وكانت جاهزة للانطلاق. وكان أول مركز إسلامي كبير يسقط في أيدي المسيحية هو مدينة توليدو عام 1085.
  • كان رد المسلمون بقوات من أفريقيا هزمت المسيحيين بقيادة القائد يوسف بن تاشفين بشكل مدوٍ عام 1086، وبحلول عام 1102 استعادوا معظم الأندلس، وتمكن الجنرال من إعادة توحيد العديد من المسلمين في إسبانيا.
  • هذا النصر لم يدم طويلا، توفي يوسف عام 1106، وكما يقول أحد المؤرخين، "بدأ حكام الدول الإسلامية بقطع رقاب بعضهم البعض مرة أخرى".
  • أدت الثورات الداخلية في عامي 1144 و1145 إلى تمزيق الوحدة الإسلامية، وعلى الرغم من النجاحات العسكرية المتقطعة، انتهت هيمنة الإسلام على إسبانيا.

عام 1492 فقد المسلمون كل سلطتهم في إسبانيا. وبحلول عام 1502، أصدر الحكام المسيحيون أمرًا يطلب من جميع المسلمين التحول إلى المسيحية، وعندما لم ينجح ذلك، فرضوا قيودًا وحشية على المسلمين الإسبان المتبقين.

كانت تلك أبرز المحطات التاريخية التي تبرز لنا محطة ذهبية من الفتح الإسلامي، الذي بدأ عام 711 حيث غزت القوات الإسلامية شبه الجزيرة الأيبيرية وفي سبع سنوات احتلتها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ