آخر تحديث: 26/09/2023

الحياة في العصر الإيوسين عصر ما قبل التاريخ

الفترة الفجرية أو العصر الإيوسين هي واحدة من الفترات التي دمجت ما بين العصر الباليوجيني وعصر السينوزويك، وشهدت تلك الحقبة الزمنية تغييرات كبيرة من الناحية الجيولوجية والبيولوجية، حيث بدأ خلالها تشكل السلاسل الجبلية الضخمة نتيجة تصادم الكتل القارية الكبيرة ببعضها البعض بفضل الانجراف القاري، وكذلك حدث خلالها الانفصال؛ مما تكون معه شبه جزيرة بانجيا الكبيرة، ومن وجهة النظر البيولوجية أيضاً كان هناك العديد من الحيوانات التي تنوعت وتطورت خلال هذا الوقت، كل هذا وأكثر نتعرف عليه من خلال موقع مفاهيم تابعوا معنا.
الحياة في العصر الإيوسين عصر ما قبل التاريخ

الحياة خلال العصر الإيوسين ما قبل التاريخ

  • العصر الإيوسين أو عصر ما قبل التاريخ بدأ بعد مرور 10 ملايين سنة من انقراض حيوانات الديناصورات، قبل نحو 65 مليون سنة ثم استمر هذا العصر لمدة تصل إلى 22 مليون سنة أخرى حتى ما يصل إلى نحو 34 مليون سنة.
  • وهذا العصر كان كما هو حال الحقبة السابقة له وهو عصر الباليوسيني حيث اتسمت بتكيفها المستمر وانتشار الكثير من الثدييات التي عملت على ملء المنافذ الإيكولوجية التي خلفتها انقراض الديناصورات.
  • ويعد هذا العصر هو الجزء الأوسط من العصر الباليوجيني الذي يسبقه العصر الباليوسيني وما يخلفه أيضاً عصر الأوليجوسين، وكافة تلك العصور والفترات تعد جزءًا لا يتجزأ من عصر السينوزويك الذي يستمر حتى الآن.

الخصائص العامة لعصر الإيوسين

من أهم الخصائص والسمات المميزة لعصر الإيوسين، ما يلي:

مدة العصر

  • استمر عصر الإيوسين حوالي 23 مليون سنة، وكانت تلك الفترة أو الحقبة موزعة على أربعة أعمار.
  • خلال هذا العصر مر الكوكب بالعديد والكثير من التغيرات التي شكلتها وجهة نظر جيولوجية، أهمها تمزق شبه جزيرة بانجيا القارية ليكون معها العديد من القارات المعروفة حتى الآن.

الأحداث المناخية

  • خلال هذا الوقت حدثت بعض الأحداث المناخية التي شكلت أهمية كبيرة عملت على جلب الكثير من العواقب على الكائنات الحية التي كانت تعيش على هذا الكوكب في هذا الوقت.

الطيور

  • من أكثر أنواع الكائنات الحية والحيوانات التي شهدت تنوعاً كبيراً في ذلك الوقت هي مجموعة من الطيور التي سكنت الكوكب في هذا الزمن، وكان بعضها حيوانات مفترسة مخيفة للغاية وبعضها الآخر كان كبير الحجم بشكل غير معقول.

المناخ في العصر الإيوسين

كانت الظروف المناخية في بداية العصر مستقرة للغاية، حتى شهدت بعد ذلك زيادة مفاجئا وارتفاع في درجات الحرارة يتراوح ما بين 7 إلى 8 درجات، وكان هذا يعرف باسم الحرارة القصوى، وفي نهاية العصر أيضاً وقع حدث آخر أدى إلى حدوث تعديل كبير في الظروف البيئية، وهذان الحدثين هما:

أقصى درجة حرارة بالوسين - ايوسين

وفقاً للعديد من المتخصصين ظهر هذا الحدث المناخي قبل 55 مليون عام، حيث اعتقدوا أن الزيادة المفاجئة في درجات الحرارة حدث بسبب انبعاث كبير في غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وكذلك تواجد غاز الميثان في قاع البحار بكميات كبيرة، ومن المعروف أن كلا من الميثان وثاني أكسيد الكربون هما غازات دفيئة وانطلاقا في الغلاف الجوي تسبب في ارتفاع درجة الحرارة، مما جعل مناخ الكوكب بشكل عام حار وندرة سقوط الأمطار، ولكن مع الوقت بدأت تلك الظروف المناخية تستقر وتهطل الأمطار مرة أخرى بفضل زيادة الترسبات، وأصبح المناخ رطباً ودافئا.

حدث أزولا

في منتصف العصر الإيوسين حدث تغير مناخي آخر يعرف باسم حدث أزولا، أدى إلى انخفاض تركيز على ثاني أكسيد الكربون، وترتب عليه انخفاض درجات الحرارة وسقوط كميات كبيرة من الأمطار والمياه العذبة في المحيط المتجمد الشمالي، وأشارت العديد من السجلات أن انخفاض درجات الحرارة في القطب الشمالي وصلت إلى نحو 9 درجات، وظلت كذلك لمدة مليون عام.

الحياة الأرضية في العصر الإيوسين

في العصر الإيوسين تنوعت الحيوانات بنطاق واسع للغاية، فكانت هناك مجموعات كبيرة من الطيور والثدييات التي سيطرت على المشهد ومنها:

اللافقاريات

  • حافظت تلك المجموعات على تنوعها خاصة في البيئة البحرية.
  • ومن أمثلة تلك الرخويات التي كانت تتواجد في هذا الوقت، الباستروبودس، الأديم الحبيبي، الكنيديان، المصارعون الثنائيين.
  • كما تطورت المفصليات أيضاً، وكان النمل أكثرها تمثيلاً.

الطيور

  • كانت الطيور في هذا العصر متنوعة للغاية، وكان منها أنواع شرسة ومفترسة.
  • ومن بين أنواع الطيور التي كانت تتواجد في هذا العصر طيور رعب، غاستورنيس جايسلينسيس، البطاريق.
  • تميزت طيور الرعب بحجمها الكبير حيث وصل ارتفاعها إلى نحو 3 متر، كان لها قدرة على الطيران بسرعة كبيرة تصل إلى نحو 50 كم في الساعة.
  • أما طيور غاستورنيس سميت بطائر الإرهاب يصل طولها إلى نحو مترين، وتزن أكثر من 100 كجم ولها رأس كبير للغاية، ويشبه منقارها إلى حد كبير منقار الببغاوات.
  • بينما طيور البطريق من الطيور الغير طائرة التي نجت حتى الآن، وتتواجد في القارة القطبية الجنوبية، ووصل حجمها خلال هذا الوقت نحو 1.5 متر.

الزواحف

  • من أمثلة الزواحف التي تواجدت في هذا الوقت الثعابين التي وصل طولها إلى نحو 10 أمتار.

الثدييات

  • واصلت تلك المجموعة تنوعاً كبيراً ما بين الحيتان والثدييات البحرية وبعض الأنواع من الثدييات آكلة اللحوم وأنواع أخرى تتغذى على النباتات.

ذوات الحوافر

  • تميزت تلك الأنواع وجود حوافر تدعم تحركها في نهاية الأصابع، وفي بعض الأحيان يتم تغطيتها به منها الخنازير والإبل والأبقار والأغنام والماعز.

الحيتان

  • تواجدت منها أنواع متنوعة للغاية في الحقبة الإيوسينية، وبدأت بالتطور بخصائص متنوعة تسمح لها بالتكيف مع الحياة المائية في هذا العصر.
  • منها ambulocétidos وكانت من أول الأنواع التي تواجدت بحجم كبير للغاية يصل إلى نحو 3 أمتار ووزنه 120 كجم، وكانت تشبه في جسدها بعض التماسيح مع أطراف طويلة وكانت من الحيوانات آكلة اللحوم.
  • حيتان protocétidos كانت مشابهة للدلافين الحالية ولها عيون كبيرة وأطراف قصيرة، وكانت تعيش في البحار ذات درجات الحرارة الدافئة.
  • أما حيتان Remingtonocétidos من الأنواع الكبيرة التي تشبه التماسيح أو السحلية، وكانت تقع أنفه في منطقة الجبهة.

سمات الحياة النباتية خلال عصر الإيوسين

تسبب الرطوبة والحرارة في بداية هذا العصر نمو الكثير من الغابات المطيرة والكثيفة، التي امتدت حتى وصلت إلى القطبين الشمالي والجنوبي ط، ثم أحدث التبريد العالمي تغييراً كبير في الحياة النباتية حيث اختفت معظم الغابات تدريجياً، وحل محلها غابات نفضية استطاعت أن تتكيف بشكل أكبر مع تقلبات درجات الحرارة الموسمية، كما تطورت الحشائش المبكرة خلال هذا العصر، ولكنها لم تنتشر بشكل كثيف في جميع أنحاء العالم، وكانت بمثابة تغذية طبيعية للخيول والحيوانات المتجولة حتى ملايين السنوات.

تقسيمات العصر الإيوسيني

انقسم هذا العصر إلى نحو أربعة تقسيمات وهي:

  • الإيوسين السفلي الذي استمر نحو 7 ملايين عام.
  • العصر الإيوسين الأوسط، والذي استمر حتى 8 ملايين سنوات.
  • سنوات Bartoniense التي استمرت نحو 3 ملايين سنوات.
  • البريابوني، والتي بدأت قبل 37 مليون عام، وانتهت قبل ما يصل إلى نحو 33 مليون عام، وشكلت الإيوسين العليا.
وبهذا نكون قد تحدثنا باستفاضة كبير حول العصر الإيوسين وأهم التطورات والأحداث التي شهدها هذا العصر، عصر ما قبل التاريخ من حيث التغيرات المناخية والأحداث التي أدت إلى تطور الكثير من الجوانب والسجلات البحرية والبرية في هذا العصر الجيولوجي.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ