كتابة :
آخر تحديث: 06/02/2022

أشهر 3 أمراض نفسية تصيب الأذكياء وطرق الوقاية منها

كل منا قد خضع لاختبار الذكاء في مرحلة ما من حياتنا، أو على الأقل فكرنا فيه، لكن ماذا عن الجانب الآخر من حياة الأذكياء؟ لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن أمراض نفسية تصيب الأذكياء، تابعوا..
ارتفاع معدل الذكاء، أي "أن تكون ذكيًا" هو سمة يتم الإشادة بها ويرغب الكثيرين في امتلاكها اليوم في ظل التنافسية والكمال ووصولهم للذروة في سباق الحياة ومع ذلك، يمكن أن يكون عبء الذكاء ثقيلًا على العديد من الأشخاص ويمكن أن يسبب أمراضًا نفسية مختلفة، ناهيك عن أنه لا يمكن للمرء أن يشعر بسعادة حقيقية، لذا نتعرف في هذا المقال على أمراض نفسية تصيب الأذكياء.
أشهر 3 أمراض نفسية تصيب الأذكياء  وطرق الوقاية منها

أمراض نفسية تصيب الأذكياء

تؤكد العديد من الدراسات الحديثة أن الأشخاص الأذكياء أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات والأمراض العقلية مقارنة بالأشخاص الأقل ذكاءً، وغالبًا ما يعانون من القلق المفرط، والاكتئاب، ومن أهم الأمراض الأخرى التي تصيب الأذكياء ما يلي:

الاكتئاب

  • سواء كان عالمًا حائزًا على جوائز أو فنانًا مشهورًا، فإن النظر إلى قصص حياة العباقرة، والاكتئاب الشديد والألم والشعور بالوحدة يلفت الانتباه.
  • على الرغم من كل نجاحاتهم، فإن هؤلاء الناس يشعرون أنهم لا يستطيعون التكيف مع الحياة، بل قد يقولون عبارة "الجهل نعيم" لكن هم في الواقع لا يؤكدون على فضيلة الجهل، لكن يلفتوا الانتباه إلى عدم الاهتمام كثيرًا بجوانب الحياة الصعبة والمؤلمة وعدم إدراك الناس من حولهم لمثل هذه التفاصيل.
  • ويعتبرون أنه لا يمكن الشعور بالأسف أو الخجل تجاه الآخرين إذا كنا غير مدركين لأي شيء، وهذا بالظبط ما يتعذر على العباقرة الذين نقرأ قصصهم الحياتية تحقيقه وهو السلام الداخلي المتمثل في الشعور بالراحة.

الاضطرابات المزاجية المتكررة

  • وجدت الدراسات فروق كبيرة بين مجموعة الأشخاص فائقي الذكاء، والأشخاص الطبيعيين في الاضطرابات المزاجية، واضطرابات القلق، أفاد أكثر من ربع عينة الدراسة بأنهم قد تم تشخيصهم رسمياً باضطراب مزاجي، في حين أبلغ 20 في المائة منهم عن اضطرابات قلق وهي نسبة عالية بشكل كبير.
  • بالنسبة لمعظم الاضطرابات الأخرى، كان معدل انتشار الحساسية البيئية ثلاثة أضعاف المتوسط ​ (33 في المائة مقابل 11 في المائة) والمتمثلة في الإحساس بالتهديد، أو الإهانة، و ميلا عاليا للقلق والضغط مما يؤدي لإحداث خلل نفسي وعقلي، على سبيل المثال:
  • قد يقوم شخص ذكي للغاية بتحليل التعليقات المرفوضة التي أدلى بها رئيسه، متخيلًا النتائج السلبية التي لن تحدث ببساطة لشخص أقل ذكاءً، قد يؤدي ذلك إلى استجابة الجسم للإجهاد، مما قد يجعل الشخص أكثر قلقًا.

الاضطراب ثنائي القطب

  • في حين تُظهر بعض الدراسات وجود صلة بين الاضطراب ثنائي القطب وانخفاض الذكاء، تشير دراسات أخرى إلى وجود صلة بالذكاء العالي، وتربط بعض الدراسات الذكاء العالي لدى البشر قبل وبعد الاضطراب ثنائي القطب.
  • ففي دراسة أجريت على 2000 طفل بعمر 8 سنوات، قام الباحثون بقياس معدل الذكاء لديهم، ووجد الباحثون أن درجات الذكاء المرتفعة لدى الأطفال ارتبطت بزيادة معدل الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب.
  • في دراسة أخرى لمليون رجل سويدي خضعوا لاختبار الذكاء عند التوظيف وتتبعوا التغيرات النفسية على مدى 22 عامًا، وجد الباحثون أن الرجال الذين لديهم معدل ذكاء مرتفع وقت التجنيد كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطراب ثنائي القطب في وقت لاحق.
  • قامت دراسة حديثة بتحليل الحمض النووي للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب والفصام ووجدت أن 12 موقعًا وراثيًا مرتبط بكل من الاضطراب ثنائي القطب والذكاء ومن بين هؤلاء، ارتبط 9 بذكاء عالٍ و 3 بذكاء منخفض.

العلاقة بين الذكاء والمرض الجسدي

وللحصول على إجابات، تحول الباحثون إلى مجال علم المناعة العصبية النفسية، حيث يدرس علم المناعة العصبية النفسية كيف يؤثر الإجهاد الناجم عن العوامل البيئية على التواصل بين الدماغ والجهاز المناعي، وهذا ما يؤكد هذه العلاقة الوطيدة بالإضافة إلى الآتي:

  • دراسة جديدة نشرت في مجلة Intelligence توضح لنا الآلية الكامنة وراء هذا الرابط، حيث قارن مؤلفو الدراسة البيانات من 3715 عضوًا من الأعضاء (2 ٪ من الأشخاص ذوي أعلى معدلات الذكاء) مع بيانات من الدراسات الاستقصائية الوطنية التي نظرت في انتشار اضطرابات معينة لدى الأشخاص ذوي معدلات الذكاء المرتفعة مقارنة بالأشخاص العاديين.
  • عندما يتعلق الأمر بالأمراض الفسيولوجية، فقد وجد أن الأشخاص ذوي القدرات الإدراكية العالية كانوا 213٪ أكثر عرضة للإصابة بالحساسية البيئية، و 108٪ أكثر عرضة للإصابة بالربو، و 84٪ أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية.

وأشار الباحثون إلى أن الأشخاص ذوي الذكاء العالي يكونون عرضة لـ "استثارة مفرطة" ولديهم تفاعل عالي في الجهاز العصبي المركزي.

  • وهذا يعطي الأشخاص ذوي الذكاء العالي وعيًا متزايدًا يساعدهم في مساعيهم الإبداعية والفنية.
  • وفي الواقع، يشير مجال القدرات المعرفية إلى أن الأشخاص الأذكياء لديهم "قدرة أوسع وأعمق لفهم بيئتهم".
  • كما أن هذا النشاط المفرط يمكن أن يؤدي إلى اكتئاب حاد وضعف الصحة النفسية كما هو منتشر بين الشعراء والروائيون.
  • تزيد شدة استجابتهم العاطفية تجاه البيئة من ميلهم إلى الإفراط في التفكير والقلق، وكلاهما نذير للاكتئاب واضطرابات القلق.

كما يقول الباحثون إن الاستجابة النفسية المتزايدة قد تؤثر على المناعة، وقد يكون لدى الأشخاص الذين يفرطون في التحفيز استجابة أقوى للمنبهات الخارجية غير الضارة، مثل علامة الملابس المزعجة أو الصوت.

  • يمكن أن يتطور رد الفعل هذا إلى إجهاد مزمن منخفض المستوى، مما يتسبب في استجابة مناعية غير مناسبة.
  • عندما يكتشف الجسم تهديدًا، سواء كان تهديدًا حقيقيًا مثل السم أو تهديد وهمي مثل الضوضاء المزعجة، فإنه يبدأ سلسلة من الاستجابات الفسيولوجية التي تشمل العديد من الهرمونات والناقلات العصبية وجزيئات الإشارات.
  • عندما تحدث ردود الأفعال هذه بشكل مزمن، يمكن أن تتسبب هذه التفاعلات في حدوث خلل وظيفي في الجسم والدماغ، مما يؤدي إلى ضعف وظائف المناعة وحالات مثل الربو والحساسية وأمراض المناعة الذاتية.

أثبت البحث العلمي العلاقة بين الأطفال الموهوبين وزيادة الإصابة بالحساسية والربو، وأظهرت إحدى الدراسات أن 44٪ ممن لديهم معدل ذكاء أعلى من 160 يعانون من الحساسية، مقارنة بـ 20٪ من أقرانهم من نفس العمر، وقد أكد مؤلفو أحدث الدراسات العمل الاستكشافي الذي يقود هذه العلاقة.

ما هو السبب وراء ظهور أمراض نفسية للأذكياء؟

السبب الرئيسي الذي يجعل الأشخاص الأذكياء يعانون من مشاكل نفسية مختلفة هو الآتي:

  • أنهم يدركون الأشياء السيئة في العالم ويجعلونها مشكلة وجودية ومثال على ذلك هو اكتئاب الكاتب الناجح ستيفن زويج، الذي انتحر بسبب اليأس الشديد والحزن لأنه لم يستطع التوصل من أين أتى العالم.
  • سبب آخر هو أن الأشخاص الأذكياء والمدركين لقدراتهم لديهم توقعات عالية جدًا لأنفسهم ويعتقدون أنهم لا يستطيعون تحقيق ذلك أبدًا.
  • كشفت دراسة أجريت في كندا أن الطلاب الذين يتمتعون بمعدلات ذكاء عالية لديهم أيضًا مستوى عالٍ من القلق بشأن المشاكل الدنيوية واليومية، ويمكننا جميعًا تخمين الشعور بالذعر والقلق لدى الطالب الذي يعتقد أنه يعرف كل شيء وهو دائمًا في المقدمة.
  • وذلك لأن ذكائه يتم الإشادة به باستمرار عندما لا يفهم درسًا، أو تقل درجات اختباره المدرسي أو الجامعي، ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى العديد من الأمراض، من نوبات الهلع إلى الاضطراب ثنائي القطب.

الوقاية من أمراض نفسية للأذكياء

  • بدلاً من رؤية الذكاء والنجاح والسعادة كميزات حصرية للطرفين، نحتاج إلى قبول ما نحن عليه الآن.
  • وأن نكون أفضل نسخة ممكنة من أنفسنا وأن نكون سعداء بهذه الطريقة إذا كان هذا هو ما تعنيه الحياة بالنسبة لنا، فنحن لسنا في سباق.
يميل الأشخاص الأذكياء إلى أن يكونوا أكثر نجاحًا في العمل، على الرغم من أن الأسباب غير مفهومة تمامًا، فإن الأشخاص الأذكياء أقل عرضة لأحداث الحياة السلبية مثل الإفلاس، ولكن هناك بعض الأشياء السيئة التي يواجهها الأذكياء مثل الاكتئاب والقلق وغيرهم من الأمراض النفسية والفسيولوجية والعقلية، كما وضحنا أشهر أمراض نفسية تصيب الأذكياء أعلاه.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ