كتابة :
آخر تحديث: 05/02/2023

احذر! لصوص الوقت

تعاني من انتهاء يومك دون إنجاز ما كنت تخطط له، وتتساءل لماذا جعلوا اليوم 24 ساعة فقط؟ وتعتقد أنه لا سبيل للنجاح طالما أن اليوم لا يكفي لإنجاز المهام، ما يصيبك بإحباط شديد وعدم قدرة على التركيز والإبداع. ولا تعرف أين الخلل في نظامك اليومي الذي لم يتكلل بالنجاح قط. عزيزي القارئ: "من ما الذي يسرق مني وقتي؟ ، و من هم لصوص الوقت؟ وهذا محور حديثنا اليوم، في هذا التقرير في موقع مفاهيم سنتطرق إلى "لصوص الوقت"، وكيف لا يشعر الإنسان بأنه يتعرض للسرقة وكيف يُساعد نفسه على الوقوف في وجه هؤلاء اللُصوص.
احذر! لصوص الوقت

ما هي لصوص الوقت؟

هي عبارة عن بعض الأشخاص أو الأشياء أو الأفعال التي تجعل الوقت يمر دون تحقيق استفادة منه، وعادة ما تقترن فكرة سرقة الوقت بالمتعة والاستجمام عند الإنسان، وهذا ما يجعل الوقت يمضى دون أن نشعر بل نتمنى أن تظل هذه المتعة مستمرة، على سبيل المثال قد يمضى الإنسان وقت طويلا في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يشعر انه جلس أمامها ساعات ولم يدرك حجم الوقت المهدور.

من هم لصوص الوقت ومضيعاته؟

هناك العديد من الأشياء التي تحيط بنا وتسرق الوقت دون أن نشعر بقيمة الوقت إلا بعد فوات الأوان، ومن أهم لصوص الوقت الذين يحيطون بنا هما الآتي:

1. أقرب الناس إليك

  • لصوص الوقت هم أقرب الناس إليك، وأولهم أنت، نعم أنت أكبر لص لوقتك، دون أن تدري، ويأتي من بعدك أكثر الأشخاص الذين تحبهم، وأكثر الأشياء التي تحبها.
  • ومن ضمن لصوص الوقت كذلك أقرب الناس إليك الذي يشغلونك عن إنجاز مهام يومك، فإذا قررت تخصيص يوم لحساب الوقت الذي يعطلك فيه المقربون منك عن إنجاز مهامك، ستجده وقتا طويلا جدا… لا أنت تشعر به ولا هم يشعرون به… لذا عليك الحذر من أقرب المقربين إليك، وتعلم الابتسام وقول "لا… لدي من المهام ما يحول دون تعطيلك لي".

2. وسائل الإعلام والتواصل الحديثة

  • فهل تعلم أنك وأنت تشاهد مباراة كرة القدم، فأنت تضيع ساعتين، هذا دون التطرق إلى تحليل ما قبل وما بعد المُباراة، وبحسبة بسيطة لو كنت تشاهد مباراة واحدة يوميا، دون تحليل، فهذا يعني أنه يسرق من وقتك 14 ساعة أسبوعيا، و728 ساعة في العام الواحد!
  • ونفس القياس فيما يتعلق بالهاتف المحمول ومواقع التواصل الاجتماعي التي تنهب وقتك دون أن تشعر.
  • ولو افترضنا أنك تقضي ساعتين فقط مع هاتفك المحمول، فهذا يعني 728 ساعة أخرى في العام، فهل هذا هو الاستغلال الأمثل لساعاتك، أم أنها قد سرقت، والسارق أنت وأعز ما تملك؟!

3. الانتظار

  • قد يكون الانتظار وحش مميت لا يسرق الوقت فقط، ولكنه يقتله، انتظار شخص ما دون الاستفادة من الوقت المهدور، انتظار مكافأة في العمل وعادة لا يأتي، انتظار مكالمة من شخص هام بالنسبة لك، انتظار النجاح دون وجود جهد مبذول، كلها أشياء تسرق الوقت منا دون أن نشعر.

4. التخطيط غير الصحيح

  • عند تحديد الأهداف والتخطيط لها قد يختار الفرد بعض الأهداف التي لا تتناسب مع الواقع أو التي لا يمكن تحقيقها ويضيع وقت الفرد هباءا وراء السعي نحو الوصول للهدف، وعادة ما يقابله الفشل، لأن البداية كانت غير صحيحة.

5. عدم القدرة على اتخاذ القرارات

  • هذه مشكلة كبيرة يقع غيها الأفراد الذين يعانون من قلة الثقة بالنفس والخوف وعدم التركيز عند اتخاذ القرارات المناسبة، ومن ثم يبدأو في تأجيل اتخاذ القرار مرار وتكرارا، لأنهم ليس لديهم الشجاعة على المضي قدما نحو قرار معين فيبدأ بالتأجيل أو ترك الأمر على ما هو عليه.

6. التأجيل والتسويف

  • هناك حكمة مأثورة تقول لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، وذلك لأن التأجيل يسرق الوقت منا ويجعلنا نترك الأمور معلقة دون تحقيقها.

7. الرحلات والتنقلات العديدة

  • قد يكون في السفر والرحلات سبع فوائد، ولكن السفر دون أي غرض لمجرد الاستمتاع وقضاء وقت دون فائدة، فإن هذا يهدر الوقت والمال، ولا يجنى منه الفرد ألا قليل من المتعة والكثير من ضياع الوقت.
  • إضافة إلى الوقت الذي يقضيه الفرد من الانتقال في المواصلات والزحمة الشديدة التي تملا الطرق والشوارع، تجعل الفرد يقضى ساعات عديدة منعمره في سبيل الانتقال من مكان لأخر.

8. القيام بأكثر من مهمة في وقت واحد

  • قد يعتقد البعض أن هذا أمر يساعد على الاستفادة من الوقت في تحقيق أكثر من مهمة في وقت واحد، ولكن هذا غير صحيح، لأنك عندما تنشغل بمهمة وتفكر في الأخرى، لا تعطي تركيزا لما تفعله، ومن ثم قد تخطأ في القيام بالمهمة، أو لا تفعلها كما تبغي أن تكون، وقد يتطلب منك الأمر إعادة القيام بها مرة أخرى، وهذا ما يضيع الوقت، فالتركيز في أمر واحد يجعلك توظف كل إمكانياتك للقيام بها على الوجه المطلوب.

ترتيب الأولويات

  • ما المهم وما الأهم؟ سؤال بسيط يسهل عليك مهمة ترتيب الأولويات، لكن هل تعلم أن عدم إجابتك بدقة متناهية على هذا السؤال تؤدي بلا شك إلى سرقة وقتك؟ نعم وأنت في قمة عملك تهدر وقتك.
  • فإن كان لديك أمور كثيرة عليك فعلها في نفس الوقت، ولا تعرف بماذا تبدأ، ففي الغالب سوف تستيقظ في اليوم التالي متوترا وقلقا للغاية، وسوف ينتهي الحال بأنك لن تفعل شيئا.
  • عزيزي القارئ، يجب عليك جدولة الأولويات والعمل على تحديد المُهم من الأهم، ومعرفة بما تبدأ.
  • وتذكر أنه من الخطأ أن تبدأ في عمل ما وتعطيه كل تركيزك، ثم تتركه قبل إتمامه وتدخل في عمل آخر وتتركه قبل إتمامه، وهكذا.
  • لأنه ستجد نفسك في نهاية الأمر وقد استنزفت كل تفكيرك وتركيزك دون أن تنجز شيئا واحدا ما يصيبك بالإحباط وانعدام التركيز، وفي النهاية ستجد يومك قد انتهى ولم تنجز ما خططت له.

تجنب المماطلة ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد

  • لا أحد لا يعرف حكمة "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد"، ورغم هذا تجد معظم الأشخاص يؤجلون ما عليهم فعله، عزيزي القارئ المماطلة هي اللص الأكثر شهرة وتأثيراً، فمعظم البشر يعشقون التَّأجيل والمماطلة، وذلك يرجع إلى عدد من الأسباب عددها خبراء علم النفس.
  • أبرزها: "أن الإنسان بطبعه يتهرب دائما من الأعمال التي تم إلزامه بها رغما عنه، وكذا يتهرب حين لا يكون العمل به كثير من الحماس والرغبة، كما أن الإنسان يؤجل دائما ما إذا خشي من الفشل أو نظرة الآخرين السلبية له".

التنظيم وتحديد الأهداف

  • قبل البدء في يومك الذي تريد، انظر إلى مكتبك… ما هي درجة ترتيبه، هل الأوراق مبعثرة والكتب في كل مكان، ولا تعرف أين قلمك، وما الشيء الذي ستبحث عنه بعد دقائق؟ إن كان مكتبك كذلك فلا تنتظر أن ينتهي يومك بالنجاح الذي تريد.

وضع محدد زمني

  • يمكن تحديد فترة زمنية تعمل فيها على أهداف وتلتزم بهذه المدة الزمنية، وهذا ما يجعلك تنظم وقتك بشكل جيد، وتضع لخطة عملك وقت محدد للبداية والنهاية، ما يخلق لديك تحفيز نحو إنجاز أهداف بكل سهولة.

ضرورة الحصول على استراحة بين المهام

لا يعني إدارة الوقت أن نعمل ليل ونهار ومهمة وراء الأخرى دون أن نأخذ استراحة، ولكم من الضروري أعطاء راحة للجسم والعقل حتي يستطيع أن يفكر ويقوم بالمهمة التالية بكل أريحية.

عزيزي القارئ لا تدع لأي شيء فرصة لسرقة وقتك ويومك، إن عشت 60 عاما فقط، فهذه السنوات بها 43 ألفا و680 ساعة، رقم عملاق، يمكن أن تقوم بأي شيء تريده في هذه الساعات ولكن احذر "لصوص الوقت".

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع