آخر تحديث: 26/03/2022
الفرق بين الإعاقة المتوسطة والإعاقة الشديدة
تجدر الإشارة إلى أن أهمية هذا الموضوع تنبع من الحاجة الماسة إلى التفرقة بين مستويات الإعاقة، فكل مستوى معين من المستويات له ما يناسبه من تعاملات على كافة المستويات، فما يناسب طفل من الناحية التعليمية لا ينسب طفلاً آخر من مستوى آخر من الإعاقة، ومن الناحية الاجتماعية فتكليف طفل بمهام في المنزل تختلف من طفل لآخر، ومن شخص لآخر، فالإعاقة المتوسطة والإعاقة الشديدة تختلف في تفصيلاتها اختلافاً كبيراً على النحو الذي سنعرضه في تلك المقالة.
الإعاقة المتوسطه والإعاقة الشديدة
في البداية يجب أن ننوه على أننا سوف نقوم بتصنيف مستويات الإعاقة الذهنية وفقاً للـ DMS5 وهو تصنيف صادر من جمعية الطب النفسي الأمريكية، وذلك عام 2013، والإعاقة الذهنية أو ما يطلق عليه اضطراب النمو الذهني صدر لها العديد من التعريفات، ولكن يمكن القول بأنها:
- اضطراب يبدأ خلال فترة التطور يشتمل على العجز عن الأداء الفكري والأداء التكيفي في عدة مجالات.
- وفي تلك المجالات هي المجالات الفكرية والاجتماعية والعملية، حيث أن تلك المجالات هي التي تعد من أهم المجالات التي يحتاج المعاق إلى المساندة بشأنها سواء كانت على المجال الفكري والمفاهيم والاجتماعي والعملي.
- وهنا يمكن القول بأن هناك تصنيفات وتقسيمات يمكن أن تقوم بتبسيط المعلومات عليك عزيزي القارئ، حيث أن هناك مرحلة زمنية يمكن تقسيم الإعاقة بشأنها.
الإعاقة التي تحدث قبل الثمانية عشر عاماً
- وهو اضطراب يحدث بسببه اضطراب في النمو يظهر من خلال عجز الطفل في مجالات الذهني والتكيفي، ويمكن رصد هذا الاضطراب من خلال ردود فعل الطفل في المجال الفكري والمفاهيم وقدرته على فهمها فتجد أن هذا الطفل غير قادر على فهم العديد من المفاهيم من المفترض أن يفهمها كل من هم في نفس سنه.
- المجال الاجتماعي أيضاً من المجالات التي تظهر قدرة الطفل على التكيف، فقدرة الطفل على التكيف مع أقرانه في اللعب مثلاً له مدلول كبير على رصد مدى ودرجة إصابته بالإعاقة الذهنية.
- فهناك العديد من الآباء والأمهات يقمعون أطفالهم عند اللعب، ويتم توجيه الأطفال وإجبارهم على ترك اللعب والمذاكرة أطول فترة ممكنة، رغم أن اللعب مع الأطفال والتكيف معهم له أهمية نفسية كبيرة جداً في رصد مستوى قدرة الطفل الذهنية والعقلية.
- ففي البداية قد نجد الطفل لا يحب اللعب مع نفس الأطفال المتساوون معه في الفئة العمرية، ولكن سرعان ما نجد هذا التباطؤ قد تلاشى ليقوم الطفل بالاندماج مع أقرانه في تفاعلات اجتماعية.
- وقد يفهم البعض قيام الطفل بالتشاجر مع أقرانه في اللعب نوع من أنواع عدم التكيف، ولكن الحقيقة أن ليس كل شجار يعتبر عدم تكيف أو قصور في التكيف، فهناك عوامل كثيرة نفهم من خلالها أسباب هذا الشجار وعناصره، فربما كان الطفل المتهم بعدم التكيف لديه من الأعذار القوية والأسباب الوجيهة التي تمنعه من الاندماج.
- مثل رؤيته لحالة ضرب عنيفة لطفل أمام عينيه جعلته يشعر بالخوف والاشمئزاز، فمعرفة سبب عدم التكيف عنصر هام لفهم طبيعة الطفل، فربما كان الطفل معرضاً لصدمة نفسية عنيفة تمنعه من الاندماج مع أقرانه ولكن قدراته الذهنية عالية جداً.
الإعاقة الذهنية الغير محددة
- ويطلق هذا التقسيم على الطفل الذي يتم اكتشاف الإعاقة لديه بعد عمر الخمس سنوات وتكون الإعاقة لديه في الحواس أو حسية.
- ومن أمثلة الإعاقات الحسية الطفل الذي فقد السمع أو الطفل الذي فقد البصر، أو فقد القدرة على تحريك أحد أطرافه، وهذه الإعاقة يمكن رصدها بأدوات التقييم والاختبار النفسية المتعارف عليها، ولا توجد مشكلة في الكشف عنها.
- حيث أن تلك الإعاقة تكون واضحة جداً للمختصين ويكون الإجراء الذي يتم اتخاذه بشأنها بعد تحديد تلك النوعية من الإعاقات واضحاً للمختصين.
تأخر في النمو شامل
- وهنا يكون الطفل أقل من خمس سنوات، وهنا تجدر الإشارة إلى صعوبة التقييم لمثل هذا السن وعدم دقته، وذلك لأن هناك بعض المهارات التي لا يمكن قياسها في هذا السن.
- ويؤكد علماء النفس على أهمية إعادة التقييم مرة أخرى بعد مرور عدة سنوات للطفل وذلك لترك فرصة للطفل لاكتساب المهارات التي يمكن قياسها بعد ذلك للتأكد من قدراته الذهنية.
- ولكن هناك بعض المؤشرات الغير حاسمة في هذا السن، مثل عدم التكيف مع الأطفال، أو تأخره في فهم بعض المفاهيم السهلة، ولكن كلها تعتبر مؤشرات غير حاسمة في سن أقل من خمس سنوات.
- وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية متابعة بيئة الطفل التي نشأ فيها، حيث أنه من المحتمل جداً أن يكون الطفل غير محصل للمفاهيم اللازمة عن التكيف أو عن التواصل مع الآخرين بسبب بعيد عن الإصابة بالإعاقة الذهنية.
- فربما كان التأخر في فهم بعض المفاهيم يرجع إلى البيئة المنغلقة التي نشأ فيها الطفل، أو بسبب الخطأ في المعلومات التي حصلها الطفل من بيئته التي يعيش فيها، وعند تصحيح تلك المفاهيم وتحصيلها نجد الطفل قد استفاد من قدراته العقلية الكامنة.
- ولكن الإعاقة الذهنية المقصودة هي الإعاقة التي تتسبب في عدم فهم المعلومات رغم توافرها بشكل صحيح، أو عدم التكيف مع البيئة المحيطة مع توافر عناصر محفزة للتكيف، أما في حالة عدم وجود عوامل تساعد على التكيف فإن الطفل يكون لديه عذر اجتماعي لعدم التكيف يختلف عن حالتنا الخاصة بوجود إعاقة ذهنية تمنع التكيف.
مستويات الإعاقة الذهنية
يجب أن ننوه على أن مستوى الإعاقة الذهنية لم يعد يعتمد على مستوى الذكاء، وأن التقييم يكون من خلال الآتي:
- قياس المفاهيم والتكيف وأداء الطفل في القيام ببعض المهام.
- وهي تنقسم إلى خفيفة متوسطة شديدة عميقة، وفي كل مستوى صور مختلفة لصور الإعاقة تتطلب تدخلاً مختلفاً عن الأخرى.
- ففي كل درجة من تلك الدرجات يتم النظر في مستوى المفاهيم الخاصة بالطفل وكذلك مستوى تفاعله الاجتماعي والمجال العملي الذي يظهر منه درجة تفاعل الطفل مع تلك المجالات.
مستويات الشدة في الإعاقة الذهنية
هناك مجموعة من الأعراض والمظاهر التي ترصد درجة تكيف الطفل مع المجتمع وبناء عليه يتم الكشف عن مستوى الإعاقة الخاصة به إن وجد، وتتمثل فيما يلي:
- فمثلاً عندما نقول أن طفل ما لديه إعاقة خفيفة فهذا يعني أن هذا الطفل بطيء في فهم وإدراك بعض المفاهيم وفي التكيف مع البيئة المحيطة، وبطيء في تعلم بعض المهارات الهامة، وهو يحتاج لتعلم بعض المهارات البسيطة والدعم البسيط ليقوم بنشاطه في الحياة بشكل طبيعي.
- أما الإعاقة المتوسطة فهم أطفال يمكنهم الاعتناء بأنفسهم بشكل سليم، ويمكنهم السفر لأمكان أخرى في بلادهم، ويتم تقديم الدعم لهم.
- أما أصحاب الإعاقات الشديدة فهم يعانون من التأخر الشديد في فهم المفاهيم والتكيف الاجتماعي والعملي فهم قادرون على فهم بعض المفاهيم البسيطة والسير على بعض العادات البسيطة اليومية ولكنهم عاجزون عن تطوير أدواتهم بشكل كبير.
- أما أصحاب الإعاقات العميقة فهم لديهم تشهوهات خلقية في أجسامهم وكذلك لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم في توفير المتطلبات الحياتية الأساسية، وهم يحتاجون إلى إشراف دقيق جداً في أنشطتهم اليومية.
وفي النهاية، فإن وجود الإعاقة المتوسطه أو الإعاقة الشديدة ذهنياً في أسرة من الأسر لا يعد نهاية العالم بل هو مرض يمكن التعامل معه وتطوير أصحابه بشكل يجعلهم قادرين على الحياة في المستقبل.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16526
تم النسخ
لم يتم النسخ