آخر تحديث: 13/10/2021
الاستغفار والرزق كلمتان تجلبان لك الرزق
ما هي علاقة الاستغفار والرزق؟ هل يمكن للاستغفار أن يكون بابا للرزق؟ هناك العديد من الأقاويل التي تدور حول دور الاستغفار في زيادة الرزق والبركة، فما هي حقيقة ذلك، وما هي أفضل أدعية الرزق؟
إن الاستغفار من أعظم الذكر، وبجانب ذلك فهو باب للرزق، في هذا المقال سنقدم لكم الدلائل من القرآن والسنة على دور الاستغفار في الرزق، كما سنقدم لكم أفضل صيغ الاستغفار.
الاستغفار والرزق في القرآن والسنة
هناك العديد من الأدلة القرآنية والحديث الشريف على أن الاستغفار من أعظم أبواب الرزق للمؤمن، ومنها:
أولًا- الأدلة في القرآن الكريم:
- "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا" سورة نوح.
- "وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ" سورة هود.
- "وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى" سورة هود.
ونفهم من الآيات السابقة التالي:
- الاستغفار كان السبب في إنزال المطر الغزير، وذلك في كلمة "مدرارًا" أي يتبع بعضه بعضً.
- الاستغفار كان سبب في زيادة البساتين والجنات النضرة.
- الاستغفار سبب في زيادة المال والبنين.
- الاستغفار سبب لتزويد الله لعباده بالأنهار العذبة الجارية.
ثانيًا- الأدلة من الحديث الشريف:
- "من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجا،ً ورزقه من حيث لا يحتسب" (رواه أحمد في المسند).
- روي مطرف عن الشعبي أن عمر -رضي الله عنه- خرج يستسقي بالناس فلم يزد على الاستغفار حتى رجع فقيل له: "ما سمعناك استسقيت" فقال: طلبت الغيث بمجاديح السماء التي يتنزل بها القطر ثم قرأ" وأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا".
- والحديث الشريف يخبرنا بثلاثة بركات يجنيها الإنسان من الاستغفار، ومنها الرزق، فالله هو الرزاق المتين، وثانيهما تفريج الكرب، والهم، والثالث فك كرب المؤمن.
ما هو فضل الاستغفار؟
الاستغفار هو :
- أن يطلب الإنسان من ربه مغفرة الذنوب، وأن يسأله الستر على الذنوب التي قام بها، وأن يتجاوز الله عن خطاياه وآثامه، والاستغفار هي دواء كل الذنوب، وعلاج كل الخطايا، وهي وسيلة المؤمن للتكفير عن سيئاته وزيادة حسناته، ورفع درجاته.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحب أن تسرّه صحيفته يوم القيامة فليكثر فيها من الاستغفار)، وعن ابن ماجه بسند صحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً).
- والاستغفار هو منهج الأنبياء، حيث عملوا به وعلموا قومهم الاستغفار، حيث كان نبينا هو من يحثنا على الاستغفار وكان يقول: (يا أيها الناس استغفروا ربكم وتوبوا إليه فإني أستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مئة مرة أو أكثر من مئة مرة).
- وقال وعن ابن عمر رضى الله عنه: (كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مئة مرة: رب اغفر لي، وتب عليّ، إنك أنت التواب الرحيم).
ومن فضل الاستغفار :
- أيضًا أنه يحصن الإنسان من فعل الذنوب، فهو ليس فقط سببًا للتكفير عن الذنوب وإنما حصنًا للمؤمن، وما يثبت ذلك ما روي عن علي رضي الله عنه أنه قال:
- "إني كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني به، وإذا حدثني رجل من أصحابه استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وإنه حدثني أبو بكر، وصدق أبو بكر، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجل يذنب ذنباً، ثم يقوم فيتطهر، ثم يصلي، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له.
- ثم قرأ هذه الآية: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون)."
- كما أن المستغفرون هم أقل الناس وزرًا وذنوبًا يوم القيامة، وأكثرهم حسنات، ويكون ذلك بإخلاص النية لله تعالى عند التوبة والاستغفار، لقول الله تعالى (ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً).
- وكانت هذه وصية سيدنا لقمان لابنه "يا بني عوّد لسانك الاستغفار فإن لله ساعات لا يردّ فيها سائلاً"، فمع كل استغفار يغيظ المسلم الشيطان، ويبعده عنه، وهي من المنح الإلهية التي خصها الله لعباده المسلمون، وبشرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم:
- (يقول إبليس لله (عز وجل) بعزتك وجلالك لا أبرح أغويهم ما رأيت الأرواح فيهم، فيقول الحق جل وعلا: (فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني).
- والاستغفار هو باب الخير، وسبب نزول المطر، وسبب كثرة الزرع ووفرة المياه، وسبب الرزق في المال والأبناء، كما أن أثر الاستغفار على القلب هو حمايته من الوقوع في الشبهات، ووقاية المؤمن من الوقوع في الفتن والمحرمات.
- عن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا أذنب ذنباً نكتت في قلبه نكتة سوداء؛ فإذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن عاد زاد زادت حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}.
- لذا من المهم أن يطهر المؤمن قلبه عندما يذنب أي ذنب بالاستغفار فورًا حتى يقي من أن يمتلأ قلبه بالذنوب ويعتاد عليها وتصبح عادة لديه أن يقع في الذنوب كل يوم دون الاستغفار.
- قال تعالى: (قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد، الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار). سورة آل عمران.
صيغ الاستغفار والرزق
هناك صيغ كثيرة للاستغفار منها ما ذكر في القرآن الكريم، أو على لسان أعظم الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها ما يلي:
- اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير.
- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبد وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
- استغفر الله العظيم وأتوب إليه.
الاستغفار هو باب عظيم للتوبة، كما أنه باب عظيم للرزق، في هذا المقال ذكرنا لكم صيغ الاستغفار والرزق وفضل الاستغفار.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12963
تم النسخ
لم يتم النسخ