ما هو مفهوم الكفاءة؟ وأبرز خصائصها؟

مفهوم الكفاءة تعتبر أمثل استخدام للموارد المتاحة، وذلك من أجل تحقيق مستوى أو حجم معين من أفضل النواتج وبأقل التكاليف، إن مفهوم الكفاءة إنها أحد أهم المقاييس الخاصة لأي مؤسسة لتحقيق أهدافها، وتعتبر الكفاءة الاستغلال العقلاني والاقتصادي والأمثل لكافة موارد المؤسسة ويوجد ارتباط وثيق بين الكفاءة والفعالية، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على أنواع وتعريف الكفاءة ومستوياتها، تابعونا...

للنشر

واتس اب شارك غرد شارك

جدول المحتويات

• مفهوم الكفاءة اللغوية
• مفهوم الكفاءة اصطلاحاً
• ما هي مكونات الكفاءة؟
• خصائص الكفاءة
• مستويات الكفاءات
  • الكفاءة الفرديّة
  • الكفاءة الجماعيّة
  • الكفاءة التنظيميّة (الاستراتيجيّة)
• أنواع الكفاءة
  • الكفاءات السلوكية
  • الكفاءات الشخصية
  • الكفاءات الوظيفية
  • أنواع الكفاءة في التعليم
  • أنواع الكفاءة الإنتاجية
  • الكفاءات الاجتماعية
• العلاقة بين الكفاءة والفاعلية
• ما هي العلاقة بين الكفاءة والاستحقاق؟
• ما الفرق بين الكفاءة القاعدية والكفاءة المستهدفة؟
• الكفاءة في الإسلام

مفهوم الكفاءة اللغوية

ورد تعريف مفهوم الكفاءة في معجم لسان العرب علي إنها المساوي أو النظير، ومصطلح الكلمة باللغة الإنجليزية هي Efficiency، كما تم تعريفها داخل المعجم الوسيط، بأنها:

• كلمة مشتقة من كلمة (كَفَأَ)، فمثلاً نقول شخص ما: لديه كَفَاءةٌ عِلْمِيَّةٌ؛ أي يمتلك قُدْرَةٌ، وبالإضافة إلي مُؤَهِّلاَتٌه العِلْمِيَّةٌ, ونقول مثلاً: يَتَمَتَّعُ بِالكَفَاءةٍ العَالِيَةٍ؛ أن يمتلك الفرد القُدْرَةٍ العَالِيَةٍ عَلَى العَمَلِ، وبِجَدَارَةٍ، وَاستحقاق.
  وبناء عليه، فإن تعريف الكفاءة لغوياً تعني: الحالة التي يكون فيها الشئ مُساوياً لشيءٍ آخر، مع العلم أنّ مفاهيمها الخاصة تختلف باختلاف مجالاتها المتعددة، رغم أن جميعها متَّفقة في التركيز على تحقق النتائج الأفضل بأقلّ التكاليف، وبذل مجهود أقل؛ فتختلف فالكفاءة الإنتاجيّة عن الكفاءة الفنّية.
• فعلى سبيل المثال، نلاحظ أنّ الكفاءة الإنتاجيّة تعني في اللغة العربية: تحقيق القدر الأكبر من الإنتاج مع أقلّ قَدرٍ من التكاليف المُدخلات، وأدنى تكلفة مُمكِنة، ولكن الكفاءة الفنّية تعني في اللغة العربية: المقياس الذي يقدر مقدرة الصانع لبلوغ أعلى مستوى في الإنتاج، مع تحقيق الجودة الجيدة بأقل المدخلات والتكاليف والمجهود.

مفهوم الكفاءة اصطلاحاً

وردت العدّيد من التعريفات حول تعريف الكفاءة اصطلاحاً، وهي كما يلي:

• بناء على تعرَّيف (لويس دينوا) فهي: "مجموعة من السلوكيّات الاجتماعيّة، والوجدانيّة، والمهارات نفسيّة، والحسّية، والحركيّة التي تسمح للفرد بممارسة دور ما، أو شغل وظيفة ما، أو أداء نشاط ما بشكل فعّال".
• كما عرَّفت المجموعة المهنيّة في فرنسا الكفاءة بأنّها: "المزيج من المعارف النظريّة المختلفة، والخبرة المُمارَسة، والمعارف العمليّة، هذا وبالإضافة إلي الوضعيّة المهنيّة لكونها الإطار الذي يسمح من خلاله بملاحظتها، والاعتراف بها، ويجب على المؤسَّسة تقييمها، وتطويرها بشكل دائم ومستمر".
• وتم تعريف الكفاءة من قبل الجمعيّة الفرنسيّة الخاصة بالمعايير الصناعيّة بأنّها: "الاستخدام الأمثل للقدرات في الوضعيّة المهنيّة؛ بهدف الوصُّول إلى الأداء الأمثل للوظيفة، أو النشاط بشكل عام".
• ومن خلال كافة التعريفات السابقة، يمكننا يمكن استخلاص تعريف الكفاءة: بأنها العمليّة الخاصة بالمقارنة بين الوضع الحالي والإنتاج، والقدر الذي يتمّ إنتاجه، وتحقيقه، وذلك من خلال استخدام نفس الموارد المتاحة، مثل نفس الموارد الماليّة، ونفس الجهود المبذولة، ونفس الوقت والمدة، وغيرها.

ما هي مكونات الكفاءة؟

إذا كنت ترغب في الوصول للكفاءة المطلوبة في أي مجال ينبغي أن تتعرف على مكونات الكفاءة المطلوبة والتي تساعدك على الوصول الكفاءة المطلوبة، وتتمثل فيما يلي:

• تطوير وصقل المهارات الشخصية.
• الاهتمام بعامل الوقت.
• العمل والمثابرة والعزيمة.
• حب التعلم.
• تحديد الأهداف والتخطيط المدروس.

خصائص الكفاءة

يوجد العديد من المُميِّزات والخصائص التي بواسطتها ومن خلالها سوف تساهم في التعرُّف على الكفاءة، ومن أهم خصائص الكفاءة ما يلي:

1. أن تكون ذات الهدف المُحدَّد: حيث أنّ الكفاءة تهدف دائماً إلى تحقيق غاية مُعيَّنة، وإنجاز الأهداف المُحدَّدة، وذلك من خلال استثمار كافة المعارف المختلفة؛ من أجل تحقيق هذا الهدف بشكل كامل.
2. أن تكون مُكتسَبة: وهذه الخاصية تعني عدم ولادة الكفاءة مع الإنسان، بل يتم اكتسابها من خلال تعرضه للتدريب الموجه له.
3. أن تكون مُدرَكة: حيث أنّ الكفاءة التي لا تدرك، لا تستطيع تحقيق أي نفع للمؤسسة، بالإضافة إلى أن عملية إدراكها بواسطة من يملكها، يعزز ويدعم الحفاظ عليها، وتحقيق الاستفادة منها والعمل على تطويرها.
4. أن تكون ذات التشغيل الديناميكيّ: ومعني ذلك أنّ تحصيل الكفاءة معتمد اعتماداً كلياً على التفاعُل بين جميع مُكوِّناتها المختلفة، وعناصرها المتعددة، وذلك ضمن أبعادها مثل المعارف العمليّة والسلوكيّة، وغيرها خلال الزمن.
5. أن تكون مفهوم مُجرَّد: حيث أن الكفاءة لا يتم رؤيتها، ولا حتى التمكن من لَمسها، ولكن تتمّ ملاحظتها، وذلك من خلال نتائجها في الأنشطة المختلفة، وتحليل تلك النتائج والوسائل التي تم استخدامها من أجل تحقيق هذه النتائج.
6. أن تكون الكفاءة مُتقادمة: عدم استخدام الكفاءة لفترة طويلة يُؤدّي إلى تقادُمها، وفي حالة عدم السماح للأشخاص ممن يُشكّلون مصدراً للكفاءة وذلك بإظهارها، فإنّ ذلك سوف يُؤدّي إلى تَلاشيها بمرور الوقت.

مستويات الكفاءات

على الرغم من وجود اختلاف بين آراء الباحثين حول تصنيف أنواع الكفاءات، إلّا أنّ أبرز التصنيفات هو تصنيف (Celile Dejoux)؛ فتم فيه تصنيف الكفاءة ضمن 3 مستويات هي:

الكفاءة الفرديّة

• وهي عبارة عن المُؤهّلات والمهارات التي يمتلكها الفرد، وذلك من خلال تجاربه الشخصيّة أو المهنيّة، وكذلك التكوين بشكل متواصل ومستمر، حيث يتم استخدامها في تحقيق الأهداف المُعيَّنة، وبشكل فعّال وناجح.
• والجدير بالذكر أنّ التكوين المُتواصل أمر في غاية الأهمية؛ وذلك بسبب المؤهلات والمهارات التي تم ربطها بمدة معينة، وقد لا تكون نافعة في وقت آخر، وخاصّة مع ظهور التطوُّر الحادث في المعلوماتيّة، ممّا يعني انخفاض مستوى الكفاءات، أو حتى انعدامها.

الكفاءة الجماعيّة

• هي الكفاءة التي تنشأ بواسطة الاشتراك وتضافُر كافة الجهود بين الكفاءات الفرديّة وتعاوُنها مع بعضها البعض لتحقيق الأهداف المشتركة بينهم، وذلك من خلال القيام بعملية التواصُل الفعّال أو المثمر بين كافة الأعضاء داخل العمل.
• بالإضافة إلى توفير كافة المعلومات المناسبة لهم، كما تعتبر الكفاءة حلقة الوصل بين الاستعدادات والمعارف المختلفة، وكذلك تمثل الكفاءة الجماعية قدرات الفريق الموجودة لديهم، فهم يشكِّلون الفريق
• المهنيّ، الذي بدوره يعتبر قادراً على تحقيق كافة الأهداف المطلوبة للتحقيق وبكفاءة عالية.
• والجدير بالذكر أننا نستطيع تعريف الكفاءة بشكل دقيق، وذلك بناء على تعريف (Le boterf) وهي: "النتيجة، أو المُحصِّلة التي تنشأ نتيجة للتعاون، مع أفضل الأكفاء داخل المجموعة من الكفاءات الفرديّة.
• وتتلخص كافة المعارف، مثل معرفة تحضير أو عرض الأجزاء أو التقديم المُشترك، والمعرفة بالاتِّصالات، أو المعرفة بالتعاون، أو التعليم الخاص بالخبرة الجماعيّة".

الكفاءة التنظيميّة (الاستراتيجيّة)

• هي أحد أنواع الكفاءة والتي تتم من خلال إيجاد التنظيم والتكامُل بين كافة الكفاءات الفرديّة، وذلك من خلال اتّباع جميع الآليّات المُعيَّنة الخاصة بالتنسيق فيما بينها.
• مع العلم بأنّها يمكن تُعرَّيفها حسب (Prahalad et hamel) على أنّها: "التوليفة أو التجميعة من المهارات والتكنولوجيّات التي سوف تساهم بطريقة تفسيريّة معينة في قيمة المنتج الإضافية النهائيّة".
  وهي تُشكِّل وتكون التعلُّم الجماعيّ والعمل ضمن المُنظَّمة. والجدير بالذكر أنّ جميع الكفاءات الاستراتيجيّة تتضمّن العديد من الكفاءات المرتبة تِبعاً للمستوى المتسلسل داخل المُؤسَّسة.
• ولديها وظائف متعددة، مثل: الإدارة، الرقابة، التخطيط، التنفيذ، إذ تتمثّل في الكفاءة الخاصة بالعلاقات الإنسانيّة، والكفاءة الخاصة بالتقنيّة، والكفاءة الفنية الإداريّة، والكفاءة المسؤولة عن التخطيط، والرقابة والتقييم والتنفيذ.
• مع العلم أن تنظيم كل هذه الأشياء تتم على حسب المؤسسة نفسها، ونوع العمل لديها، ودرجة إدراكها لكافة العلاقات القائمة بينها وبين البيئة المحيطة.

أنواع الكفاءة

الكفاءات السلوكية

• تشير الكفاءة السلوكية إلى مجموعة من المعارف والمهارات والمواقف والإجراءات التي تميز الأداء الجيد الذي يقوم به الإنسان، ويمكن الوصول لمثل هذا النوع من الكفاءات من خلال التطوير الشخصي المستمر والتعلم واكتساب الخبرات، واكتساب مهارة التواصل مع الآخرين، العمل الجماعي والقدرة على التغيير والمرونة والتكيف مع الظروف المتغيرة.
• قد يكون ثمار الكفاءة في السلوك عظيمة وينتج عنها، العديد من الإيجابيات ومنها، بناء الثقة بالنفس، واكتساب المعرفة والخبرات، وإقامة علاقات اجتماعية جيدة، تفهم وجهات النظر المختلفة واحترام الآخرين، والقدرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات والاعتمادية والقيادة.

العلاقة بين الكفاءة والفاعلية

• يعتبر مفهوم الفعالية متلازم لمفهوم الكفاءة ولكن لا يصح أن نستخدم المفهومين بالتبادل بينهم، حيث أن المنظمة قد تكون فعالة على الرغم من أنها ليست كفء بالدرجة التي تحقق أهدافها على الوجه الأمثل والأكمل.
• وعدم تحقيق الأهداف بكفاءة منظمة سوف يؤثر بالسلب على فعالية المؤسسة أو المنظمة بأكملها، وللتفريق بين المفهومين في الكفاءة تعتبر الإنجاز للعمل بالشكل الأمثل الصحيح، أما الفعلية هي إتمام العمل أو الشيء الصحيح بذاته، والإتمام فيها مجرد تنفيذ الخطوات.

ما هي العلاقة بين الكفاءة والاستحقاق؟

• العلاقة بين الكفاءة والاستحقاق هي علاقة طردية تكاملية وترابطية، بمعنى أنه لا يمكن للفرد الوصول للكفاءة المطلوبة دون أن يستحق هذا المكانة، وكلما زادت الكفاءة كلما كان الشخص أول واستحق هذه الكفاءة، وبذلك نلاحظ أن الشخص الكفؤ دائما ما يستحق المرتبة العالية والوظيفة المرموقة والمكانة المشهودة مقارنة بالآخرين.

الكفاءة في الإسلام

الكفاءة في الإسلام تشمل السعي نحو اتباع السلوك الأفضل والتمكن من المعرفة والخبرة في مناحي الحياة جميعها، والتي تضمن للإنسان حياة أفضل وبذلك قد وضع الإسلام أساسيات للكفاءة في الزواج والنسب والعمل والحياة بصة عامة، وذلك من خلال:

• الكفاءة في الزواج في الإسلام : قد وضع الإسلام شروط للوضول إلى الكفاءة في الزواج من خلال الالتزام بالعهود والوعود وصحة وسلامة الزواج واستدامته، والرفقة الطبية والمودة والرحمة بين الأزواج، والتقارب والتحابي بين الناس، وتحمل المسؤولية وتوفير متطلبات الزواج.

إنَّ أكرمَكمْ عندَ اللهِ أتقاكمْ [الحجراتُ:13]

• الكفاءة في العمل في الإسلام: قد وضع الإسلام بعض المعايير التي من خلالها يتم اختيار شخص ما يستحق ويكون أولى وظيفة ما، ومنها عدم إسناد العمل لشخص لا يستحق أو غير أهل بالوظيفة، ولا يمتلك القدرة على التعلم أو العمل بجهد، أو لا يسعى لتطوير مهاراته الشخصية لصق مكانته في العمل.

{لا يستوي القاعدونَ منْ المؤمنينَ غيرِ أولي الضررِ والمجاهدونَ في سبيلِ اللهِ} [النساءُ: 95]

﴿اجعلْني على خزائنِ الأرضِ إِني حفيظٌ عليمٌ﴾ [يوسف: 55]، في هذه الآية الكريمة يبرر يوسف عليه السلام أنه يمتلك مهارة حفظ الخزائن وأنه كفؤ على تولي هذه الوظيفة في قوله إني حفيظ عليم.

• الكفاءة في النسب في الإسلام: النسب يمتد للأجيال، لقد كان الإسلام واضحا عندما وضع الشروط لاختيار الأزواج، وهذا ما جاء في هذا الحديث.

قال صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: إذا جاءَكمْ منْ ترضونَ دينَهُ وخلقَهُ فأنكحوهُ، إلا تفعلوا تكنْ فتنةً في الأرضِ وفسادٍ كبيرً. رواهُ الترمذيُّ