آخر تحديث: 02/10/2023

ما هي نظرية الانجراف القاري؟ ومن الذي اكتشفها؟

مما لا شك فيه أن نظرية الانجراف القاري ساعدت بشكل كبير على شرح الطريقة التي تغيرت وتبدلت بها الكثير من أماكن القارات على سطح الأرض، كما أن لها دور كبير في حركة الصفائح التكتونية، والجدير بالذكر أن تلك النظرية تم صياغتها عام 1912 بواسطة عالم الجيوفيزياء الكبير والمختص بالأرصاد الجوية ألفرد فيجنر، وتمكنا من خلال تلك النظرية فهم الكثير من آلية التشابه بين الحفريات الموجودة للنباتات والحيوانات، إلى جانب التشابهات الجيولوجية المختلفة للصخور رغم تواجدها في مختلف القارات بشكل متباعد عن بعضها البعض، ومن خلال موقع مفاهيم نتعرف بشكل أكثر قرب وتفصيل على هذه النظرية وعلاقتها بما سبق الحديث عنه.
ما هي نظرية الانجراف القاري؟ ومن الذي اكتشفها؟

من وضع نظرية الانجراف القاري؟

في ضوء استمرار تطور العقل البشري تمكن من الكشف عن أبرز وأدق التفاصيل في حياة الإنسان وما حولها، إلى جانب ظهور الجيولوجيا الحديثة تمكن الكثير من العلماء بإطلاق أدق النظريات وأكثرها مهارة وتوسعت نطاقات كبيرة في دراسة القشرة الأرضية ومحاولات فهمهم لتاريخها وتركيبها، وفي ضوء ذلك بدأ الكثير من العلماء في رحلة تفسير نشأة المحيطات والقارات، حتى تم الكشف عن نظرية الانجراف القاري عام 1915 على يد عالم الفيزياء الألماني فجنر.

ما هو السبب في الانجراف القاري؟

  • تشير نظرية الانجراف القاري بأن الكرة الأرضية كانت عبارة عن قارة واحدة ضخمة يحيط بها محيط واحد ضخم، وأطلق عليها في ذلك الوقت اسم بانجيا، وهي عبارة عن كلمة يونانية قديمة معناها كافة القارات، وفي ظل تعرض الأرض للكثير من التغيرات الجيولوجية المختلفة مع مرور الزمن انقسمت القارة الكبيرة إلى قارتين، قارة شمالية تسمى لوراسيا وقارة أخرى جنوبية تسمى جندوانا.
  • وكان يفصل بين القارتين بحر يسمى تيثس، ثم بدأ في الانكماش حتى أصبح هناك البحر الأبيض المتوسط الموجود حتى الوقت الحالي، ومن ثم تعرضت القارتين إلى انكسار وتصدع آخر فانقسمت إلى السبع القارات الموجودة في الوقت الحالي، وحتى الآن لم تأخذ موضع ثابت منذ ولادة الكرة الأرضية.
  • أشار فيجنر من خلال نظريته أنه أثناء انقسام القارة الكبيرة كانت أجزائها في ناحية الشمال أكبر من الناحية الجنوبية فكان يضم الجزء الشمالي قارة آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، بينما الجزء الجنوبي كان يحتوي على القارة الأمريكية الجنوبية وأستراليا وأفريقيا والقطب الجنوبي، ومن ثم أخذت قاراتنا الحالية الشكل النهائي لها بعد مرور 140 مليون سنة من التغير والتحول الكبير.

نبذة عن العالم فيجنر

  • اسمه الفريد لوثر فيجنر.
  • عالم جيوفيزيائي وفلكي ألماني.
  • ولد فيجنر في 1 نوفمبر عام 1880 ميلادياً.
  • ومنذ نشأته كان مهتماً بدراسة الأرصاد الجوية والفيزياء حيث ذاع صيته بشكل كبير لاكتشاف نظرية الانجراف القاري عام 1912 ميلادياً.
  • والتي تشير كما ذكرنا سابقاً أن كافة القارات انجرفت ببطء كبير حول الكرة الأرضية.
  • توفي هذا العالم في 3 نوفمبر 1930 ميلادياً.

هل نظرية الانجراف القاري صحيحة؟

أثبتت العديد من الاكتشافات الحديثة صحة نظرية الانجراف القاري للعالم فجنر، على الرغم من أنها لم تلقى القبول الكامل في الوسط العلمي في الوقت الذي ظهرت فيه، وذلك لأنه لم يتمكن من تقديم السبب المقنع والكافي الذي يفسر به مصدر الطاقة الكبيرة التي ساعدت في تلك التحركات الهائلة للقارات.

ولكن هناك بعض الشواهد الحقيقي التي تدعم تلك النظرية ومنها:

  • هناك تصور بأن القارات الخمس عبارة عن كتلة واحدة من خلال تجميع الحدود الخارجية لها، وفي حالة اقترابها من بعضها البعض سوف تتلاحم بسهولة لتكون القارة الأم.
  • هناك تشابه كبير بين الصخور والحفريات الموجودة على جانبي المحيط الأطلسي بالقرب من المناطق الشرقية للأمريكتين وكذلك أفريقيا وأوروبا.
  • التشابه المناخي الكبير، حيث تتواجد بعض رواسب الفحم والشعب المرجانية تتواجد في مناطق حارة، وشهد تواجدها كذلك في مناطق باردة مما يعني تزحزح القارات.
  • استنتاج الباحثون اتجاه حركة القارات كم خلال دراسة الصخور في كل قارة، ثم تحديد مواقع الأقطاب المغناطيسية لها، ومع تجميع كافة الاتجاهات لحركة القارات مع بعضها لوحظ وجود تشابه كبير في مواقع الأقطاب المغناطيسية لكافة القارات وهذا أيضاً يشير إلى أن كافة القارات كانت قارة واحدة.
  • إلى جانب وجود سلاسل جبال في قاع المحيطات والبحار، وهذا دليل واضح على حدوث انفراج كبير في القشرة الأرضية مثل أخدود البحر الأحمر.

انتقادات حول نظرية الانجراف للقارات

واجهت تلك النظرية الكثير من الانتقادات السلبية من قبل كافة العلماء في ذلك الوقت، إلى جانب ظهور نظريات أخرى معاكسة لما أشار إليه العالم فيما يخص الانجراف.

مما دعا إلى انتقاد تلك النظرية ونفيها بشكل تام لقلة وجود تفسير علمي مقنع لها حيث اعتمد فجنر على تفسيرين فقط:

  • أولهما وجود الطرد المركزي أو القوة النابذة التي نتجت عن دوران الأرض، وهذه الظاهرة غير موجودة ويصدق وجودها عدد ضئيل من العلماء.
  • التفسير الثاني يعتمد على علاقة المد والجزر بجاذبية القمر والشمس.

وعلى الرغم من محاولات العالم من توفير إثباتات أخرى إلى أن نظريته لم تشهد إقبال كبير ولم تقنع كافة النقاد، الذين اعتقدوا أنها كانت مجرد تمهيد لنظرية أخرى وهي الصفائح التكتونية، والتي شهدت قبول واسع من قبل الكثير من علماء الجيولوجيا.

ما الفرق بين الإنجراف القاري ونظرية الصفائح التكتونية؟

الإنجراف القاري

  • تكشف عن نظرية أن الأرض أكنت كتلة واحدة، ثم انفصلت عن بعضها البعض وشكلت عدة قارات، بسبب انجرافها عبر المحيطات.
  • قدم مكتشف تلك النظرية العالم فيجنر الكثير من الأدلة التي تدعم نظرية إلا أنه فشل في إيجاد تفسيرات مقنعة توضح كيفية انجراف القارات، لذا رفضت نظريته.

الصفائح التكتونية

  • تشير تلك النظرية إلى حركة الصفائح السبع الواسعة بجانب بعضها البعض مع الكثير من الصفائح الأصغر التي تشكل غلاف الأرض الصخري.
  • وتستند تلك النظرية على مفهوم نموذج الانجراف للقارات.
  • حيث تنص على أن الغلاف الصخري أو طبقة الأرض الصلبة الخارجية تتكون من بضع العشرات من الصفائح التي تتحرك على سطح الأرض، في ظل تحرك ألواح جليدية على سطح البحيرات.

نظرية الإنجراف القاري في القرآن

  • خلق الله تعالى الأرض وقسمها فجعل البحار تمثل نحو 71% من مساحة الكوكب، أما اليابسة فلا تتعدى 29%، وبهذا حدد الله دورة الماء والحياة في الأرض، قال تعالى: "وجعلنا من الماء كل شيء حي".
  • ضرب الله لنا مثلاً في القرآن عن اتساع البحر، قال تعالى: "قل لو كان البحر مجدداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً".
  • يقول الله تعالى في القرآن أن الأرض تتغير، مما يثبت نظرية أسباب زحزحة القارات الممكنة، قال تعالى: "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون".
وبهذا قدم لنا العالم الجيولوجي فينجر نظرية الانجراف القاري التي أضافت الكثير لعلم الجيولوجيا، وافترض خلالها أن انقسام القارات وابتعادها عن بعضها البعض بسبب تأثرها بعمليات إزاحة استمرت ملايين السنين، ولكنها أثارت بلبلة واسعة بسبب قلة الأدلة عليها وواجهت الكثير من الانتقادات لتكون بذلك إضافة مهمة في مجال العلوم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ