كتابة :
آخر تحديث: 25/05/2022

أبرز فوائد واستخدامات البلوك تشين في التعليم بكل مراحله

هل من الممكن تطبيق تقنية البلوك تشين في التعليم؟ تم طرح هذا السؤال العديد من المرات من قبل حكومات ومنظمات عالمية مختلفة حول العالم. حيث أجمع العديد من الناس على أن إدخال مفاهيم تقنية البلوك تشين إلى القطاعات المختلفة، سيحدث نقلة نوعية في كفاءة عمل هذه القطاعات. وبسبب أهمية قطاع التعليم ودوره الكبير في نهضة المجتمعات، اتجهت الأنظار إلى إمكانية استخدام تقنية Blockchain في التعليم وتطبيقات عملية التعليم.
أبرز فوائد واستخدامات البلوك تشين في التعليم بكل مراحله

البلوك تشين Blockchain أو سلسلة الكتل

  • هي شبكة لا مركزية تضم بيانات مرتبطة مع بعضها البعض على شكل كتل أو بلوك موجودة ضمن أجهزة الحاسوب المختلفة. بحيث تتطابق تلك البيانات في كل بلوك مع البلوكات الأخرى، وفق ما يسمى دفتر الحسابات الموزع.
  • وقد عانى الكثير من المهتمين بتقنية البلوك تشين من صعوبة بالغة في تعلم كيفية فصل مفهومها العام عن مجال العملات الرقمية، حيث أن ولادة تقنية البلوك تشين Blockchain جاءت تلبية لاحتياجات أنظمة العملات الرقمية، ممّا نتج عنه خلط دائم بين المفهومين. ومع ذلك أدركت الكثير من الجهات التعليمية أهمية تسخير هذه التقنية في مجال التعليم، حيث بدأت بعض تلك الجهات بتطبيق هذه التقنية على نطاق خجول، وعُقدت الكثير من الندوات والمؤتمرات تمهيدًا لاستقبال البلوك تشين في التعليم. وذلك بهدف تحقيق قفزات نوعية في عمل المؤسسات التعليمية، والتي بطبيعة الحال تنعكس إيجابًا على حالة المجتمع ككل.
  • ويتم عبر تقنية البلوك تشين Blockchain إجراء المعاملات المالية المختلفة بين الأشخاص. وترتبط مسألة إضافة بلوك جديد إلى سلسلة الكتل بما يسمى بعملية تعدين العملات الرقمية.
  • حيث يتمثل مفهوم التعدين بتسخير مجموعة من الأجهزة الحاسوبية ذات الميزات العالية أو أجهزة التعدين المختلفة، لحل مجموعة من الخوارزميات المعقدة والتي يتم بموجبها إضافة بلوك جديد للسلسلة، والتي بنتيجتها سيتم تلقي مكافأة محددة على شكل عدد أو نسبة من العملة المعدَّنة للمعدِّن. ولتكوين فكرة أشمل عن طريقة توظيف تكنولوجيا البلوك تشين Blockchain في التعليم، يجب شرح آلية عمل البلوكتشين.

آلية عمل سلسلة الكتل

  • بالعودة لمفهوم العملات الرقمية تقوم تقنية البلوك تشين Blockchain على مبدأ تخزين كافة البيانات للمعاملات المالية، حيث تتنوع تلك البيانات من تاريخ حدوث المعاملة إلى بيانات المعاملة والجهات التي قامت بها وغير ذلك من البيانات الدقيقة جدًا ضمن بلوك أو كتلة. ترتبط تلك الكتل مع بعضها ببيانات خاصة كالأختام، حيث تحدد هذه الأختام تسلسل تلك الكتل وارتباطها مع بعضها البعض على شكل سلسلة.
  • ونظرًا إلى أن تقنية البلوك تشين لا مركزية فهذا يعني بأنها لا تتشابه مثلًا مع السجل المركزي للعمليات المالية في شركة ما! حيث من الممكن للسجل المركزي الموجود في شركة ما أن يصيبه التلف أو غير ذلك. ولهذا اتجهت البلوك تشين إلى مبدأ اللامركزية، والذي يقوم على أن كل بلوك من بلوكات السلسلة يحتوي السجل المركزي للمعاملات المالية كاملة. وبالتالي من الصعب إتلافها أو اختراقها.

أهمية البلوك تشين في قطاع التعليم

نظرًا لما تحققه تقنية البلوكتشين Blockchain من درجة أمان وخصوصية ومصداقية عالية، تم الاتجاه لتطبيق البلوك تشين في التعليم عامة ومجال التعليم العالي خاصة، وذلك لأهميتها البالغة والتي من الممكن تلخيصها في مجموعة من النقاط الأساسية وهي:

  • لا داع لوجود الورق! فتقنية البلوك تشين كي يتم استخدامها يجب تحويل تلك الوثائق الورقية إلى ملفات حاسوبية، وبالتالي يتم تجنب جميع الحوادث المحتملة والتي من الممكن أن تصيب الوثائق الورقية.
  • يوفر تطبيق هذه التقنية في مجال التعليم سهولة بالغة في الوصول للمعلومات والبحث عن بيانات الأشخاص، وبالتالي توفير الكثير من الوقت والجهد الذي يتم بذله في البحث ضمن الورقيات.
  • من غير الممكن عند تطبيق تقنية البلوك تشين Blockchain أن تُنتهَك خصوصية بيانات أحد الأشخاص، وبالتالي توفر هذه التقنية درجة خصوصية استثنائية.
  • توفر هذه التقنية إمكانية التعديل على بعض الوثائق، مثل الأسئلة الامتحانية وبكل سرية وبعيدًا عن أعين الطلاب بشكل مضمون.
  • تسهيل إدارة كافة المعاملات المالية المطلوبة ضمن قطاع التعليم.

أهمية البلوك تشين في قطاع التعليم العالي

  • يتميز قطاع التعليم العالي بخصوصية أكبر من بقية قطاعات التعليم، وذلك لأن التعليم العالي يمثل اقتصاد أي بلد في المستقبل. فعندما تتوفر التقنيات المتطورة لرعاية التعليم العالي فهذا يعني مستقبل باهر للبلد ككل.
  • وبالإضافة إلى ما سبق سرده من النقاط التي تشرح أهمية تقنية البلوك تشين Blockchain في قطاع التعليم بشكل عام.

يضاف إلى تلك النقاط بعض الجوانب التي تعكس بوضوح أهمية استعمال تقنية البلوك تشين في التعليم العالي وهي:

  • إمكانية الربط بين البيانات المالية والبيانات الحكومية والوثائق التعليمية بكل سهولة، ممّا يتيح توزيع المنح التعليمية للطلاب بعدل وأمانة، بالإضافة إلى تحديد نسب الالتحاق المطلوبة لدراسة الماجستير والدكتوراه وحسم النتائج بسرعة وسهولة بالغة.
  • تصديق الوثائق التعليمية في المرحلة الجامعية بسهولة وسرعة ومن دون الاعتماد على العنصر البشري وبشكل تلقائي وموثوق عبر تقنية البلوك تشين Blockchain.
  • التحقق من الوثائق التعليمية إلكترونيًا عن طريق البلوك تشين التي يمكن اعتبارها منصة ضخمة وموثوقة للبيانات، وبالتالي رفض أية معاملة تحتوي على بيانات مزيفة أو غير حقيقية.

تطبيقات البلوك تشين في التعليم

ولهذه التقنية العديد من التطبيقات الفعلية في مجالات التعليم ومنها:

  • تطبيق تقنية العقود الذكية، حيث تم إطلاق هذه التسمية على مجموعة العقود القانونية التي يتم إنشاؤها بشكل تلقائي عند توفر شروط إنشاء العقد كاملة، ومن ثم حفظ العقود وإضافتها بشكل أتوماتيكي إلى البلوك تشين.
  • تقنية المعرف الرقمي، حيث تقوم هذه التقنية على إنشاء هوية رقمية لكل فرد تماثل مبدأ البصمة الخاصة، حيث يتم في هذه التقنية عملية دمج بين البيانات الموجودة ضمن سلسلة الكتل وبين خاصية التحقق من هوية الفرد، ممّا يعطي لكل طالب أو موظف إمكانية إثبات هويته ومعرفة جميع الوثائق والمعاملات التي قام بها في لمح البصر.
  • لا داعي لوجود موظف في منصب مراقب الدوام، حيث يمكن من خلال البلوك تشين Blockchain متابعة الحضور والغياب بدون الحاجة للتواجد الفعلي لإحصاء الطلاب.
  • توفير الأمان المطلق بالنسبة لكل الملفات المخزنة سابقًا سواء كانت شهادة أو معاملة أو وثيقة ضمن ما يسمى بالأرشيف، حيث ينتقل هذا الأرشيف إلى الحواسيب ويتم تنسيقه عبر تقنية البلوك تشين وحفظه من التلاعب أو الفقدان.
  • إمكانية إجراء المعاملات التي تتم بين جهتين متباعدتين مباشرة وبمصداقية وأمان عالٍ جدًا.
  • إن تطبيق تقنية البلوك تشين في التعليم لا تقتصر فوائده على تحقيق الشفافية المطلقة في المستندات والوثائق والشهادات والمعاملات المالية فقط، بل يتعدى ذلك إلى كونه عاملًا أساسيًا في تخفيف النفقات وتقليل الأعباء المادية على الحكومات بشكل عام.
  • حيثُ تتيح هذه التقنية إمكانية الاستغناء عن مجموعة من الوظائف البشرية وبالتالي مجموعة كبيرة من الرواتب، بالإضافة إلى توفير تكاليف عمليات البحث والتدقيق وملاحقة التزييف وغيرها من المهام التي يمكن إنجازها من خلال تطبيق البلوك تشين في قطاع التعليم، بالإضافة إلى ضمان إنجاز تلك المهام بدقة عالية.
وبمجرد أن يتم تعميم البلوك تشين Blockchain في مجال التعليم، فإن عدوى البلوك تشين ستنتقل إلى القطاع الصحي والقطاع التجاري والمدني أيضًا. يتحول العالم بفضل التقنيات المتطورة كتقنية البلوك تشين إلى قرية صغيرة إلكترونية، ولكن يبقى السؤال.. هل سيبقى العالم يحتفل بتحويل كافة معاملاته إلى معاملات رقمية بتقنيات متطورة كالبلوك تشين ؟ بحيث تتحول المهن بمعظمها إلى مهن يمكن الاستغناء فيها عن العامل البشري ؟ أم سيأتي اليوم الذي سيتمنى فيه العالم أن تعود عجلة الزمن إلى الوراء مع كافة عقبات الماضي، وذلك مقابل أن تعود فعالية الجنس البشري كما السابق؟ لا أحد يعلم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع