كتابة :
آخر تحديث: 10/03/2022

ما هو التفكير فوق المعرفي؟

التفكير فوق المعرفي، كما يقول الخبراء فن صعب، ومع ذلك، بمجرد أن تتقن هذا الموضوع، لن يكون أي شيء كما كان من قبل، تابعوا المقال لتتقنوا هذه المهارة المميزة.
يمثل هذا النوع من التفكير قدرتنا على صياغة خطة عمل ومراجعتها، ومراقبة تقدم التنفيذ نحو تلك الخطة، وتحديد أخطاء العمل ومعالجتها، والتفكير في أفكارنا قبل وأثناء وبعد العمل، ثم تقييم تفكيرنا بدقة، كما يمكن القول أنه يؤدي إلى الإدارة العملية، وإليكم التفاصيل أكثر على موقعكم مفاهيم.
ما هو التفكير فوق المعرفي؟

ما هو التفكير فوق المعرفي؟

يتم التعبير عنه على أنه الوعي المعرفي، ويمكن تعريفه بأنه أقصر طريقة لإدراك عمليات التفكير الخاصة بالفرد والقدرة على التحكم في هذه العمليات، وفيه يسأل الشخص عن موضوع ما: "ماذا أعرف؟"، "ما الذي أحتاج إلى معرفته أكثر؟"، "ما هي الاستراتيجيات التي يجب أن أستخدمها للتعلم بشكل فعال؟" وعندما يبدأ الشخص في هذا الشكل من التفكير، فهذا يعني أنه بدأ في التفكير فوق المعرفي.

  • يعرّف جون فلافيل هذا النوع من التفكير، بأنه فهم قدرات المرء والتحكم فيها، وتنشيط العمليات المعرفية التي يجب على المرء تعلمها على أعلى مستوى، والتي تتضمن الخبرات، والأهداف، والمهام، والإجراءات، والاستراتيجيات التي تكون في تفاعل مستمر أثناء التحكم في الإدراك، وقد قسمها أيضًا إلى المتغيرات الفردية، وهي معتقدات الفرد عن نفسه كطالب ومعرفته بنفسه، وكذلك متغيرات المهمة وهي امتلاك الفرد لمتطلباته المهمة، ثم المعلومات الإستراتيجية، وهي معرفة الفرد بالاستراتيجيات التي يمكنه استخدامها أثناء أداء مهمة ما أو حل مشكلة.

ما هي التجارب في هذا النوع من التفكير؟

التجارب فوق المعرفية، هي التجارب المصاحبة للتجربة المعرفية ومشاعر تلك التجربة، على سبيل المثال، قد يشعر الطالب بالارتباك بعد قراءة صيغة رياضية جديدة، وستؤثر هذه التجارب أيضًا على اهتمام الطلاب والتعلم المماثل في المستقبل، وتتطلب تحديد أهداف، أو نتائج العمل المعرفي، والتخطيط، والمراقبة، وتنظيم الإدراك، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تساعد إستراتيجية الطالب على فهم كيفية عمل صيغة الرياضيات وكيفية تطبيقها.

  • في السنوات الأخيرة، برزت مفاهيم مثل التعلم والتعلم النشط، والتعلم الذاتي، وفي هذا السياق، يساعد مفهوم هذا النوع من التفكير الطالب على اكتساب القدرة على التعلم الذاتي، ويدعم الطالب، وقد وجدت الدراسات حول هذا الموضوع أيضًا علاقة إيجابية بين هذا التفكير والتنظيم الذاتي، ولقد لوحظ أن الطلاب الذين يستخدمون استراتيجيات هذا التفكير، يكونون أكثر ثباتًا في مواجهة المهمات الأكاديمية الصعبة، أو الغير مثيرة للاهتمام، بغض النظر عن نجاحهم السابق أو قلقهم من الاختبار.
  • المدرسة بيئة مناسبة للطلاب لتنمية قدراتهم، ولإنشاء هذه البيئة، يجب على المعلمين والطلاب تطوير لغة تفكير يستخدمونها جميعًا باستمرار، كما يجب على المعلمين استخدام مصطلحات مثل "الإستراتيجية" و"العملية" و"ما فوق المعرفة" بشكل متكرر، لنقل أهميتها للطلاب، وإبراز العمليات المهمة للتعلم الفعال، كما ستساعدهم دفاتر التعلم التي يحتفظ بها الطلاب على تحديد الاستراتيجيات التي يستخدمونها، ثم تقييمها.
  • قد تشمل موارد التدريس التي تدعم هذا التفكير السيرة الذاتية، واليوميات، والرسائل، والكتابات الشخصية الأخرى لخبراء مشهورين في المجال الذي يدرسون فيه، ويعد التعرض لاستراتيجيات حل المشكلات للمفكرين الأسطوريين مصدر إلهام مفيد للطلاب، كما أن طرح أسئلة مثل "ما الذي يمكنك فعله أولاً؟" و"ما الذي يمكنك تجربته أيضًا؟" و"ما مدى نجاح استراتيجيتك؟" يُذكّر الطلاب بالتفكير في التفكير أثناء عملهم.

كيف يؤدي تطوير مهارات التفكير فوق المعرفي إلى زيادة التعلم؟

يمكن للطرق التي تهدف إلى تحسين المهارات ما وراء المعرفية للطلاب أي قدرتهم على التفكير في التفكير، سد الفجوة التي يختبرها بعض الطلاب، بين مدى استعدادهم للاختبار، ومدى استعدادهم بالفعل للاختبار.

  • في دراسة جديدة، تم إعطاء الطلاب في فصل الإحصاء التمهيدي بالكلية استطلاعًا قصيرًا عبر الإنترنت، قبل كل اختبار، وفي هذا الاستطلاع، طُلب منهم التفكير في كيفية الاستعداد للامتحان حتى يتمكنوا من الحصول على درجات أعلى في المتوسط​، أعلى بمقدار الثلث من أقرانهم.
  • سمحت هذه الممارسة منخفضة التكلفة للطلاب باكتساب نظرة ثاقبة لأساليب دراستهم، مع مساعدتهم في الوقت نفسه على تقوية مهاراتهم وراء المعرفية ويصبحوا متعلمين أكثر استقلالية.
  • تقول باتريشيا تشين، باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة ستانفورد وأحد الباحثين في هذه الدراسة، إن طلابها غالبًا ما يشكون من حصولها على درجات منخفضة: "جاءني العديد من الطلاب بعد الامتحانات في محاولة لمعرفة سبب حصولهم على درجات أقل، مما كانوا يتوقعون على الرغم من عملهم الشاق، وردت قائلة "إن المشكلة تكمن في أن الطلاب لم يكونوا على دراية بمدى عدم استعدادهم، وكان هذا هو سبب درجاتهم المنخفضة غير المتوقعة، ولقد اعتقدوا أن لديهم فهمًا أفضل للأشياء أكثر مما فعلوا بالفعل".
  • منذ ما يقارب من عقدين من الزمن، أجرى عالمي النفس بجامعة كورنيل، ديفيد دانينغ وجوستين كروجر، دراسة بارزة لفحص هذه الاختلافات في الإدراك، والنتيجة التي توصلوا إليها هي سلسلة من التجارب، وكان السبب هو أن معظم طلاب الجامعات الذين لا يحسنون أدائهم في اختبارات المنطق والقواعد يبالغون في مستويات إجادتهم، معتقدين أنهم أعلى من المتوسط.
  • تشرح هذه الظاهرة، التي تسمى تأثير Dunning-Kruger، عدد الطلاب الذين يمكن أن يكونوا واثقين من قدرتهم على اجتياز الاختبارات دون الكثير من الدراسة، ووفقًا لدننغ وكروجر، فإن الثقة المفرطة تتركهم "على افتراض أنه يمكنهم دائمًا بذل قصارى جهدهم".
  • في الآونة الأخيرة، نشر فريق من علماء النفس وعلماء الأعصاب مراجعة شاملة لعشرة طرق تعليمية شائعة الاستخدام من قبل الطلاب، ووفقًا للنتائج التي توصلوا إليها، كانت إحدى الطرق الأكثر شيوعًا إعادة قراءة الموضوع، وإبراز النقاط الرئيسية واحدة من أقل الطرق فائدة، لأنها خدعت الطلاب لإتقان الموضوع معتقدين أنهم قد فهموا ذلك تمامًا، واستوعبوه بمجرد مراجعة موضوع واحد، ثم انتقلوا إلى الموضوع التالي، وهذه نقطة خطيرة للغاية في عملية التعلم، حيث يكون من السهل جدًا على الطلاب المبالغة في فهمهم للموضوعات المألوفة، ويساعدهم هذا التفكير على إدراك المسافة بين الفهم العميق للموضوع والإلمام به.
  • لكن الطلاب الضعفاء غالبًا ما يفتقرون إلى هذا الوعي، مما يؤدي بهم إلى خيبة الأمل ويمنعهم من بذل جهد أكبر في المرة القادمة، والأبحاث أظهرت أنه حتى الأطفال في سن 3 سنوات من خلال مساعدتهم على التفكير في أساليب التعلم الخاصة بهم والتوصل إلى طريقة تفكير معرفية، وليست قائمة على الحفظ عن ظهر قلب لتعزيز القدرات فوق المعرفية للطلاب، ويمكن لمعلمي المدارس الإعدادية والثانوية تطبيق الأساليب التالية، ومن ناحية أخرى، يمكن لمعلمي المدارس الابتدائية تشكيل وتعديل نفس الأساليب لمنح طلابهم أساسًا أفضل.

أساليب التفكير الفعالة

  • تشجيع المتعلم على إنشاء طريقة التعلم الخاصة به.
  • تعزيز "عقلية النمو" يساعدهم على فهم أن التعلم ليست عملية ثابتة، وبالتفاني، والعمل الجاد، يمكنهم أن يتعلموا أن يكونوا أكثر مرونة وقدرة على الصمود، وأن يتغلبوا على العديد من التحديات التي قد لا يتمكنون من التغلب عليها.
  • إدراك أن هناك فرقًا بين العقلية المستقرة والعقلية المنفتحة.
  • تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة في الفصل.
  • استخدام أساليب التقييم التكويني لتحديد فجوات المعرفة، والتعلم، وإرشاد الطلاب في دروسهم المستقبلية.
  • في نهاية الدرس، يكون الطلاب قادرون على كتابة ملخصًا قصيرًا لما تعلموه، مثل الاختبارات غير المعلنة، أو التقييمات القصيرة بسؤال واحد على الأقل.
  • خلال الدرس، يجب على الطلاب أن يسألوا أنفسهم ما هي الفكرة الرئيسية لدرس اليوم؟ هل كان هناك شيء صعب أو محير؟ إذا كانت هناك أشياء لا معنى لها بالنسبة لي، فما الأسئلة التي يجب أن أطرحها على المعلم؟ هل أقوم بتدوين الملاحظات بشكل صحيح؟ ماذا أفعل إذا علقت في مشكلة؟
  • يمكن استخدامه أثناء التحضير للامتحانات لسد الفجوة بين مستوى معرفة الطلاب ونجاحهم في الاختبار، لإبراز النقاط المهمة، ولجذب أنفسهم إلى الامتحان.
  • يجب على الطلاب أن يسألوا أنفسهم ماذا سيتضمن الامتحان؟ ما هي المشاكل التي أجد صعوبة فيها أو التي تربكني؟ كم من الوقت يجب أن أخصصه للتحضير للامتحان التالي؟ هل المواد اللازمة (مثل كتبي وأوراق القلم والكمبيوتر والاتصال بالإنترنت) في متناول اليد؟ هل أنا في بيئة هادئة ولا يوجد ما يشتت انتباهي؟ ما المسار الذي سأتبعه أثناء الدراسة؟ هل يكفي أن أقرأ وأراجع الموضوع، أم يجب أن أقوم ببعض التمارين، أو أعمل مع صديق، أو أندوّن ملاحظات؟ كيف ستكون درجتي إذا أجريت الاختبار الآن؟
وفي النهاية ظهر مفهوم التفكير فوق المعرفي في أوائل السبعينيات من القرن العشرين، وزاد الاهتمام به في الثمانينيات بسبب علاقته بنظريات الذكاء والتعلم، واستراتيجيات حل المشكلات واتخاذ القرار

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ