كتابة :
آخر تحديث: 11/09/2024

بحث حول الغزو الثقافي وخطره على المجتمعات

الغزو الثقافي وخطره على المجتمعات، إننا كما نعلم لكل دولةٍ ثقافتها وفكرها المختلف عن الدولة الأخرى، وبالطبع، لكل وطن عربي كان أو أجنبي عاداته وتقاليده التي يتبعها والتي تكون مختلفة بين دولة وأخرى. لذلك فإن التطبع بثقافة الدول الأخرى من أخطر الأمور التي طرأت على بلادنا العربية في الآونة الأخيرة، والتي لن نستطيع من خلالها أن ننهض بمجتمعنا وعادتنا التي لطالما اعتدنا عليها. ونظرًا لأهمية الموضوع قد يوضح موقع مفاهيم تفاصيل أكثر، تابعونا.
بحث حول الغزو الثقافي وخطره على المجتمعات

ما هو الغزو الثقافي؟

  • إن الغزو الثقافي هو مفهوم يعبر عن جميع الجهود التي تُبذَل من أمة في حق أمة أخرى مختلفة عنها تماماً في العادات والتقاليد وفي جميع الأمور المعروفة لدى عادات هذه الدولة، وتقوم بالسيطرة على طبيعتها فتفرض طبيعتها هي عليها وتستولي عليها بطريقة غير عسكرية وكأنها تغزوها.
  • فيعمل هذا الغزو الثقافي على الأمة بطريقة سلبية، فيقوم بإلغاء دورها وإلغاء شخصيتها، وجميع الموروثات الشخصية الموجودة فيها منذ قديم الأزل، وهذا الأمر يهدف إلى غزو عقولنا جميعًا حتى تسيطر على التفكير والقرارات، وهذا الأمر أخطر بكثير من الغزو العسكري، لأن العقل هو المدبر وهو المتحكم الرئيسي في قرارات الإنسان.
  • والاستلام لمثل الغزو يعمل على تدمير عقول الأمة، وإلغاء جميع الموروثات الحضارية الموجودة فيها، والتخلص من جميع العادات والتقاليد المميزة التي تسهل عملية السيطرة عليها من جميع الاتجاهات.
  • فتعود الأمة بهذه الطريقة وكأنها لم يكن لها أي تراث على الإطلاق، فتتلبس في ثياب الحضارة التي فرضت نفسها عليها وتصبح بدون تاريخ ولا موروثات.

كيف بدأ الغزو الثقافي وخطره على المجتمعات؟

بدأ الغزو الثقافي منذ زمن بعيد، حيث قد بدأ قديمًا وبرز ظهوره في أوائل القرن العشرين، وتمثل فيما يلي:

  • أقامه الغرب ضد المسلمين ليقضوا على قوتهم ويعملون على تشتيتهم وتفريقهم، ويحولوها إلى مجموعة ضعيفة من الدول، حتى تصبح كل دولة من دول العالم الإسلامي ضعيفة ويمكن السيطرة عليها بسهولة.
  • وهذه هي مصلحة الغرب في ذلك، إسقاط الدولة الإسلامية والاستيلاء على الدولة العربية الإسلامية والسيطرة عليها.
  • وهذه الأنواع من الحروب والغزوات الثقافية كان هدفها الأساسي هو الحرب غير المسلحة على العرب، وتفككهم بكل سهولة من خلال التفكير والعقل والعادات والتقاليد.
  • فيصبح أمر انهدام الدولة أكثر وغير ملحوظ أن هذا الغزو منهم كليا لأنه غزو فكري فقط، خالٍ من الأسلحة والضوضاء والحروب والاختلافات العنيفة التي تكون ظاهرة أمام جميع المجتمعات.

عوامل الغزو الثقافي

الغزو الثقافي يشير إلى تأثير ثقافة معينة على ثقافات أخرى، مما يؤدي إلى تغيير في الهوية الثقافية والقيم والتقاليد. هذا الغزو يمكن أن يكون نتيجة لتبادل اقتصادي، تكنولوجي، إعلامي، أو حتى سياسي. هناك عدة عوامل تساهم في حدوث الغزو الثقافي:

  1. العولمة: التوسع الاقتصادي والتكنولوجي والإعلامي يؤدي إلى انتشار ثقافات معينة، خصوصاً ثقافات الدول الكبرى، على حساب الثقافات المحلية.
  2. الإعلام والاتصال: وسائل الإعلام (التلفزيون، الإنترنت، وسائل التواصل الاجتماعي) تلعب دورًا كبيرًا في نقل القيم والعادات من ثقافة إلى أخرى.
  3. الاقتصاد والتجارة: انتشار الشركات متعددة الجنسيات والمنتجات الثقافية المرتبطة بها (مثل الأفلام والموسيقى والطعام) يؤدي إلى التأثير على الثقافات المحلية.
  4. الهجرة: انتقال الأفراد من بلد لآخر يجلب معه ثقافاتهم وعاداتهم، ويمكن أن يؤثر ذلك على المجتمعات المضيفة.
  5. التعليم: النظام التعليمي في بعض الدول يمكن أن يكون مشبعًا بقيم ثقافات معينة، خاصة إذا كان يعتمد على مناهج أجنبية.
  6. السياحة: السياحة العالمية تؤدي إلى تبادل ثقافي سريع بين الثقافات، وغالباً ما تتأثر الثقافة المضيفة بقيم وتوقعات الزوار.
  7. التكنولوجيا: الابتكارات التكنولوجية تسهل انتشار الثقافات وتبادل الأفكار بشكل سريع، خصوصًا عبر الإنترنت.
  8. القوة السياسية: في بعض الأحيان، تفرض الدول القوية سياسيًا ثقافاتها على الدول الأخرى، سواء كان ذلك من خلال الاستعمار أو الهيمنة السياسية.

أهم طرق وأشكال الغزو الثقافي

من أهم الأساليب التي قد استخدمها الغرب فذ هذا الغزو الثقافي ما يلي:

1. الاحتلال الفكري

  • هو الغزو عن طريق الاحتلال الفكري، والسيطرة على عقول الشباب وبالتحديد المسلمين، وهذا بهدف أن يقوموا بتعليم أهم المفاهيم الغربية بشكل غير مباشر، بل ويشعرون بأنها أجمل بكثير من المفاهيم العربية الإسلامية، في ترسخ في عقولهم نمط حياة مختلف عن الذي يعيشونه.

2. العمل على زرع الأفكار الغربية الغير الإسلامية

  • من خلال توجيه الرعاية والاهتمام والتعليم، والظهور أمامهم من جميع الاتجاهات، حتى تتم محاصرتهم فيشعرون أنه لا يوجد سوى هذه الأفكار فقط هي التي تكون متواجدة أمام الشباب فلا يتجهون لغيرها، كما أن الاحتلال يتم من خلال إقامة الكثير من المؤسسات التعليمية التي تكون مرتكزة على المناهج الغربية بشكل أساسي.

3. محاولة السيطرة على جميع المناهج التعليمية

  • استهدافًا لفئة الأطفال ووضع جميع المناهج التي يرغبون بها فقط أمامهم وتنميتهم على هذه المناهج، كما أنهم يسعون بشدة لاستهداف الأطفال نظرً لأنهم يكونون في عمر التقليد والمحاكاة،.
  • ويقلدون كل شيء أمامهم، فمن الممكن أن يكون غزوهم من خلال حتى قنوات الكرتون، وبث جميع القيم الفاسدة في هذه البرامج والقنوات أمام الأطفال.

4. الدعوة إلى تحرر المرأة والاختلاط بين الجنسين

  • من أخطر أنواع الغزو هو الدعوة إلى مسألة تحرر المرأة، وتطلعها على الاختلاط الزائد عن حده بالجنس الآخر، بل والاندماج معه بشكل لا يليق بالدين الإسلامي ولا والعادات والموروثات العربية.

5. الغزو من خلال المنتجات المختلفة

  • الغزو من خلال السلع الغذائية والملابس وما إلى ذلك، أو حتى في الأمور المتعلقة بقصات الشعر والموضة وما غير ذلك من الأفكار. فسيطر العقل الغربي على العقل العربي من خلال نشر أنواع مختلفة من الأطعمة والملابس المتميزة التي تشجع الفرد على الإقبال عليها واستخدامها ويصبح مسيطرًا عليه بدون علم الشخص نفسه.
  • حتى السيطرة من خلال نشر المشروبات الذاهبة للعقل كالخمر والمخدرات وما إلى ذلك على أنها شيء عادي، بل أنها دليل على رجولة الشباب، وأنه من دون تناولها يصبح ضعيفًا في المجتمع ولن يحترم أحد رجولته ولن يكون له شأن بدونها.

6. نشر ثقافة اللغات الأجنبية

  • الغزو اللغوي من خلال نشر ثقافة اللغات الأجنبية وتهميش اللغة العربية التي هي في الأساس لغة القرآن الكريم، ومحاولة إيهام الشباب بأنه إن لم يتعلم هذه اللغات الأجنبية لن يصل إلى أفضل المراكز المرموقة في العمل والتوظيف.
  • ويعمل على تهميش أهمية اللغة العربية تدريجيًا حتى يُنهي أثرها من اللسان تمامًا، وهذا من أخطر أنواع الغزو الثقافي وخطره على المجتمعات.

الهدف من هذا الغزو الثقافي

الهدف الرئيسي من هذه الغزوات الفكرية هو الآتي:

  • العمل على زعزعة العقيدة الإسلامية في قلب العبد المسلم، ومحاولة التشكيك فيها، ومحاولة تكريه العبد في دينه والعياذ بالله.
  • نشر أفكار الشكوك حول الدين الإسلامي، مما يعمل على زعزعة قلب المرء المسلم، إلا إذا كان قوي الإيمان ثابتا على عقيدته لا يمكن لأي مؤثر خارجي أن يؤثر على مبادئه ودينه وأخلاقه.
  • محاولة الإيقاع بين المسلمين، ونشر الكراهية والبغضاء بينهم.
  • الإصرار على إنهاء اللغة العربية والقضاء عليها، وإحلال اللغات الأجنبية مكانها بأي شكل من الأشكال.
  • دعوة الشباب على أن كل هذه الشهوات والملذات والأمور الفاسقة أمور طبيعية، ولا حاجة للقلق من أجلها، فهي أمور طبيعية ومطلوبة، وكل ما يطلقه الدين الإسلامي ما هو إلا زيادة تعقيد ليس له داعي على الإطلاق، مما يعمل على إغراق الأمة الإسلامية في هذه الأمور الشيطانية تدريجيًا.

كيف نحارب الغزو الثقافي وخطره على المجتمعات المدمر لمجتمعنا الإسلامي؟!

لا بد أنا نحاول جاهدين على الحد من هذه الأزمة الكبيرة، ومحاولة إيجاد طريقة للحد من الغزو الثقافي وخطره على المجتمعات، فهو يهددها بشكل كبير:

  • التمسك بالدين من أهم الوسائل التي سوف تعمل على محاربة هذا النوع من الغزو الثقافي، فإن ابتعادنا عن ديننا أمر خطير، يعمل على زعزعة قلوبنا من كل خير، وعلى الدول العربية أن تنشر هذا الوعي دائمًا من خلال القنوات الفضائية، ومحطات الراديو، أو خطب الجمعة من كل أسبوع.
  • محاولة السيطرة والتقليل من أمور السفر والبعثات المتكررة لدول الخارج، إلا فقط في الأمور الضرورية التعليم والبعثات والمنح الأكاديمية التعليمية فقط، فلا يكون السفر على سبيل النزاهة مما يجعل الشباب يتفرغون، وجاهزون لتقليد أي مظهر من المظاهر التي تكون معروضة أمامهم في هذه الدولة. على عكس الطالب فإنه يكون منشغلًا بدراسته ومنحته، ويريد اجتيازها في أسرع وقت، فلا يوجد لديه وقت للاستلام لمثل هذه الأشياء.
إن الغزو الثقافي وخطرة على المجتمعات من أكثر الأنواع الحربية ضررًا أكثر من غزو السلاح، وقد حاولنا عرض أهم أنواع وأضرار الغزو الثقافي وضرره على المجتمعات، نتمنى أن يكون المقال كافيًا وافيًا للموضوع المطروح.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع