الفرق بين حب الذات والنرجسية؟ وما هي صفات الشخصية النرجسية؟

هل تحب نفسك بإفراط شديد من أعماق قلبك؟ يعتقد العديد من الأشخاص أن الإجابة بنعم على مثل تلك التساؤلات علامة من علامات النرجسية، لذا ما الفرق بين حب الذات والنرجسية؟ نتعرف من خلال مفاهيم على أبرز الفروق بين المصطلحين، فمن الخطأ الكبير الاعتقاد بأن المرضى النفسيين هم من يحبون أنفسهم، والأشخاص الطبيعيين المتواضعين ليسوا كذلك، ولكنهم يشعرون بالذنب دائماً ويخافون من حب أنفسهم.

للنشر

واتس اب شارك غرد شارك

جدول المحتويات

• الفرق بين حب الذات والنرجسية والأنانية
• الفرق بين النرجسية والثقة بالنفس وحبها
• سمات الشخصية النرجسية
• كيفية ممارسة حب الذات والبعد عن النرجسية؟

الفرق بين حب الذات والنرجسية والأنانية

قد يبدو هذا الأمر غريباً بالنسبة للعديد من الأشخاص، ولكن في الحقيقة يعد البعض أن الفرق بين حب الذات والنرجسية دقيق للغاية، وبالتالي في حالة تخطي حب الذات مرحلة معينة وحد معين، من حيث:

• حب الذات: هو تقدير الشخص لنفسه واحترامه لاحتياجاته وصحته النفسية والجسدية، يتميز حب الذات بقدرة الشخص على العناية بنفسه والاهتمام برفاهيته دون التأثير على الآخرين. حب الذات يعتبر صحيًا ومهمًا لتطوير شخصية متوازنة.
• النرجسية: حالة تتميز بتضخيم الشعور بأهمية الذات مع تجاهل مشاعر واحتياجات الآخرين، والشخص النرجسي يسعى لإشباع رغباته واعتبار نفسه أفضل من الآخرين، وعادةً ما يسعى للحصول على التقدير والثناء بطرق قد تكون مفرطة، النرجسية يمكن أن تكون اضطرابًا في الشخصية إذا كانت تؤثر سلبًا على العلاقات.
• الأنانية: تركز على تفضيل مصلحة الشخص على حساب الآخرين دون مراعاة لاحتياجاتهم أو مشاعرهم. الأشخاص الأنانيون قد يظهرون اهتمامًا فقط بما يعود عليهم بالفائدة دون النظر إلى كيف تؤثر تصرفاتهم على المحيطين بهم، وقد يؤذي هذا العلاقات الاجتماعية.
• إعطاء الذات مكانة واهتمام بالمصلحة الذاتية بأولوية شديدة فهنا يجب الحذر من الاقتراب من صفة الأنانية، لكي لا يصبح دافع الإنسان الأول هو تلبية احتياجاته ورغباته الأساسية، لأن في تلك الحالة يتحول حب الذات إلى نرجسية وأنانية شديدة، ويفضل الإنسان نفسه ومصلحته الشخصية على حساب الآخرين.
• وبالتالي من المهم معرفة المدى الصحي الذي يجب الوقوف عنده في حب الذات، نتعرف جيداً على ما نحبه تحديداً في أنفسنا؟ وما السبب وراء هذا الحب الذاتي؟ وإلى أي مدى نسعى إلى تفضيل مصلحتنا الشخصية على حساب الآخرين عندما يتعلق الأمر بحب المصلحة الخاصة.
• وفي واقع الأمر يعتقد العديد من علماء النفس أن حب الذات البشرية لا يختلف عن حب الآخرين، فإذا كان الإنسان الطبيعي يحب الآخرين فذلك يمكنه من حب ذاته بنفس القدر.
• كما أن هناك العديد من الأبحاث التي ذهبت إلى أبعد من ذلك، وأعلنت بأن الشخص الذي يمكنه حب الآخرين هو وحده القادر على حب نفسه، ولا يعرف الإنسان معنى الحب الصادق إلا بعد أن يحب نفسه، وبالتالي النرجسية والأنانية وحب الذات ليست مصطلحات مترادفة، وإنما مصطلحات ضد بعضهما البعض.

الفرق بين النرجسية والثقة بالنفس وحبها

الشخص الواثق بنفسه الذي يحب ذاته يهتم بشكل كبير بعلاقاته الاجتماعية، بينما الشخص النرجسي لا يبدي اهتماماً بشأن علاقاته الاجتماعية، ويركز فقط على ما يفعله الآخرين من أجله، في حين أنه الواثق بنفسه لا يعنيه هذا الأمر، هذا إلى جانب الآتي:

• الثقة بالنفس: هي شعور الشخص بقدرته على تحقيق أهدافه واتخاذ قراراته بناءً على معرفته بمهاراته وقيمته الحقيقية. الشخص الواثق بنفسه يؤمن بإمكانياته دون الحاجة لتقليل من الآخرين أو إظهار تفوق مزيف. الثقة بالنفس صحية وتُعتبر أساسية للنجاح والتفاعل الاجتماعي الإيجابي.
• حب الذات: هو تقدير الشخص لنفسه واهتمامه بصحته وسعادته. يعبر حب الذات عن الاحترام الذي يمنحه الشخص لذاته دون مغالاة أو مبالغة. يتميز بالقدرة على تلبية الاحتياجات الشخصية بطريقة متوازنة، وهو ضروري للحفاظ على الرفاهية النفسية والجسدية.
• النرجسية: هي حب الذات المبالغ فيه والشعور المتضخم بأهمية الشخص. الأشخاص النرجسيون يرون أنفسهم دائمًا في موقع أعلى من الآخرين، ويميلون للسعي وراء المدح والتقدير المفرط. النرجسية قد تؤثر سلبًا على العلاقات لأن النرجسي عادةً يتجاهل مشاعر واحتياجات الآخرين.
• الواثق بنفسه يؤمن كثيراً بقدراته وبنفسه، في حين أن النرجسي يفرط في الإيمان بنفسه وقدراته بشكل مبالغ فيه، والتي في الغالب لا تكون موجودة كما يتصورها.
• الشخص الذي يمتلك ثقة بالنفس عالية، لديه رضا كامل عن نفسه ويركز على عدم مقارنة نفسه بالآخرين. بينما النرجسي يسعى دائماً إلى إثبات نفسه ونيل الإعجاب من الأشخاص المحيطين به، والتي في كثير من الأحيان ينم عنها شعورًا بالغضب والإحباط والعدوانية في حالة عدم الحصول على الاهتمام وجذب الانتباه من غيرهم.
• من يمتلك ثقة بالنفس يعترف بخطئه إذا أخطأ، النرجسي من المستحيل أن يعترف بخطئه، لأنه يشعر بأن ذلك ينقص من قيمته أمام ذاته.
• الواثق في نفسه يرغب دائمًا في إعطاء الفرصة للآخرين للتعبير عن أنفسهم، بينما النرجسي يسعى دائماً إلى استغلال الآخرين وتسليط الضوء دائماً على نفسه بشكل مفرط.
• الذي يقدر ذاته ويمنحها الحب والثقة والاحترام، يقدر أيضًا الأشخاص المحيطين به ويسعى إلى الاهتمام باحتياجاتهم، بينما النرجسي دائم التفكير في نفسه فقط واحتياجاته دون الالتفات إلى الآخرين من حوله، حيث تعد صفة الأنانية من أبرز السمات المميزة في شخصية النرجسي، وهنا تكمن بعض سمات الفرق بين حب الذات والنرجسية.
• الواثق في نفسه ينظر إلى الأمور بشكل أوسع ونظره أعمق، أما النرجسي فيرى الأمر من منظور تجارية الشخصية فقط معتبرًا أن كل ما سواه أصغر بكثير.
• من يمتلك الثقة في النفس يشعر بالآخرين ويتعاطف معهم ويساعدهم، في حين أن النرجسي لا يبدي أي مشاعر بالتعاطف، ويتمتع دائمًا بالغطرسة والسيطرة لملء مشاعر الرضا لنفسه.

سمات الشخصية النرجسية

من الممكن أن تكون محاطاً بشخصية نرجسية ولكن لا تدرك هذا الأمر حتى الآن، لذا قام علماء النفس بتحديد بعض السمات التي يمكن من خلالها التعرف على الشخصية النرجسية، والتي من الممكن أن يمتلكها كلها أو بعضاً منها، وتتمثل فيما يلي:

• في العلاقات الاجتماعية الشخصية دائماً ما يركز على ذاته فقط دون اعتبار الآخرين أو وجودهم.
• يشترط دائما بمشاعر الاستحقاق.
• لديه نقص كبير في الوعي النفسي لذاته.
• من الصعب جداً أن يبدي تعاطف في كثير من الأمور الإنسانية.
• لديه دائماً تمييزاً عنصريا بين ذاته وبين الآخرين من حوله.
• كما أنها يتملك أيضاً حساسية كبيرة تجاه الانتقادات التي توجه إليه، وكثيراً ما يقابلها بالغضب والإنكار.
• بدلاً من شعوره بالذنب تجاه الكثير من الأمور، يبدي شعوراً بالعار والخزي.
• الإطراء المستمر للأشخاص الذي يعجب بهم الشخص النرجسي، والكراهية الشديدة لمن لا يعجب بهم.
• لديه لغة جسد متعجرفة وواضحة للغاية.
• يدعي دائما خبرته ومعرفته في كافة المجالات.
• لا يمتلك قدرة في النظر للعالم والأمور من منظور مختلف وأوسع وأعمق من منظوره الشخصي.
• يتظاهر دائماً بأنه شخص أهم مما يبدو عليه أمام الآخرين.

كيفية ممارسة حب الذات والبعد عن النرجسية؟

هناك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها كنوع من التدريب على حب الذات بشكل صحي وطبيعي، دون التطرق إلى النرجسية والأنانية، وتتمثل تلك الخطوات فيما يلي:

1. التفكير بشكل إيجابي عند بداية كل يوم.
2. الحرص على تناول الطعام والشراب الصحي والمفيد للجسم والذي يمد الإنسان بالطاقة ويحميه من الأمراض والتعب.
3. تجنب تصديق ما يسمعه الشخص من المحيطين به، فهناك دائما صوت داخلي ناقد يسعى بكافة الطرق لزيادة شعور التعاسة بشكل سلبي يمنع من عيش الحياة بشكل صحي والتقدم إلى الأمام.
4. الحرص على التقرب من الأشخاص الإيجابيين الذين يبادلونك بمشاعر الحب والتشجيع.
5. التذكر دائماً بأنك شخص مدهش وتستطيع النجاح وفعل الكثير من الأمور الجيدة.
6. الحرص على التخلص من العلاقات السامة من حولك، والتي تؤثر عليك وعلى حياتك بشكل سلبي.
7. الاحتفال والفخر بالإنجازات مهما كانت صغيرة أو كبيرة، ومكافأة النفس دائماً.
8. تشجيع النفس على خوض المزيد من التجارب الجديدة.
9. الإيمان بالأشياء والأفكار المميزة، والتي قد تجعلك مختلف وإيجابي.
10. التذكر دائماً بمسح الأفكار السلبية، ومنح النفس بعض الوقت والهدوء يومياً من خلال ممارسة تمارين الشهيق والزفير.
11. تذكير النفس بمشاعر حب الذات والجمال الطبيعي، وعدم تصديق الصور المعدلة بالفوتوشوب.
12. الإيمان بالمشاعر الصادقة والاعتقادات الصحيحة ووضعها دائماً في الاعتبار في مختلف الأمور والمواقف.
13. معاملة الأشخاص الآخرين بحب واحترام والمعاملة التي تحب أن يعاملوك بها، لأن هذا يزيد من تحسن النفس وحبها.
14. يجب ممارسة حب الذات لأن ذلك يتطور مع الوقت لذا يجب التحلي بالصبر والمثابرة، فمن الضروري دعم النفس خلال الأوقات الصعبة.
15. في بعض الأحيان يجب تعلم قول لا والرفض، وهذا لا يعني أنك شخص سيئ لكن يمنحك فرص أكبر لاتخاذ قرارات صحيحة.
16. يجب التخلي عن الحاجة الملحة للحصول على موافقة وقبول الآخرين في كل شيء.