ما هو تعريف الرأسمالية؟ وما هي إيجابياتها وسلبياتها؟

الرأسمالية مفهوم يستخدم بكثرة اليوم، أحيانًا يتم إظهار الرأسمالية وانتقادها باعتبارها سببًا للعديد من السلبيات الاقتصادية التي نمر بها في حياتنا، وفي بعض الأحيان يتم الإشادة بها باعتبارها الدافع وراء التطور المادي في العالم، في هذا المقال سنعرفك أكثر عن الرأسمالية.

للنشر

واتس اب شارك غرد شارك

جدول المحتويات

• ما هو تعريف الرأسمالية؟
• أسس ومقومات الرأسمالية
• الجوانب الإيجابية والسلبية للرأسمالية

ما هو تعريف الرأسمالية؟

مصطلح الرأسمالية هو :

• مصطلح استخدم أول مرة من قبل السياسيون الاشتراكيون الفرنسيون، وهي كلمة مشتقو من الكلمة اللاتينية "capitale"، والتي تعني "رأس المال".

يمكننا تلخيص الرأسمالية في نقاط معينة تلخص معناه والغرض من إنشاءه:

• وسائل الإنتاج مثل رأس المال والأرض والآلات مملوكة ملكية خاصة.
• يقرر الأفراد بأنفسهم ماذا ينتجون والكمية التي ينتجونها.
• يتم تنفيذ الأنشطة الاقتصادية بهدف الربح، من الضروري تحقيق أفضل النتائج بأقل تكلفة.
• تتنافس الجهات الفاعلة في السوق بحرية دون أي قيود من قبل الدولة.

أما عن تعريف الرأسمالية بشكل علمي فهو:

• الرأسمالية هي الاسم الذي يطلق على النظام الاقتصادي الذي يُدار فيه النظام الاقتصادي من خلال مبادرات خاصة وفردية ويكون تدخل الدولة فيه محدودًا.
• يختلف هذا النظام تمامًا عن النظام الاقتصادي الشيوعي حيث يتم تنفيذ جميع الأنشطة الاقتصادية تقريبًا من قبل الدولة.
• في النظام الرأسمالي، يتمتع الأفراد بالحريات الاقتصادية، ويمكنهم التملك والتصرف بحرية في ممتلكات.

أسس ومقومات الرأسمالية

اسم آخر للرأسمالية هو اقتصاد السوق الحر، ويقوم على أساس الأتي:

• في النظام الرأسمالي، يعمل الاقتصاد بشكل عفوي دون تدخل الدولة، يمكن للمنتجين أن يقرروا بمحض إرادتهم ما ينتجون وما لا ينتجون، والمستهلكون ما يشترون.
• المكون الأساسي للرأسمالية، وبالتالي لاقتصاد السوق الحر، هو آلية العرض والطلب.
• مثال على آلية العرض والطلب: دعنا نتخيل سوقًا يكون فيه الطلب على أقلام الرصاص مرتفعًا ولا يتم إنتاج أقلام الرصاص بمستوى يلبي هذا الطلب.
• في هذه الحالة، سيكون سعر القلم الرصاص مرتفعًا، ومع ذلك عندما يبدأ المنتجون، الذين يدركون هذه الزيادة في السعر، في إنتاج المزيد من أقلام الرصاص، ستصبح أقلام الرصاص وفيرة في السوق وستنخفض أسعار القلم الرصاص بشكل طبيعي، وستستمر الأسعار في الانخفاض مع استمرار إنتاج المزيد من العناصر.
• في النهاية، سيتوازن السعر ومقدار الإنتاج عند نقطة معينة، وسيبدأ بيع عدد كافٍ من أقلام الرصاص بأسعار معقولة، كما يتضح سيحدد سعر السوق تلقائيًا وفقًا للعرض والطلب.
• بفضل هذه الآلية، فإن كمية الإنتاج وسعر بيع المنتجات سوف يوازنان دائمًا، بمعنى آخر سيظهر السعر والكمية الأكثر مثالية من حيث السوق بفضل هذه الآلية.
• ويختلف هذا الوضع عن النظام الشيوعي الذي تحدد فيه الدولة مقدار الإنتاج وسعر البيع.
• طرح الاقتصادي الاسكتلندي الشهير آدم سميث فكرة السوق الحرة وبالتالي بذور الاقتصاد الرأسمالي، في كتابه "ثروة الأمم"، درس آدم سميث كيفية عمل اقتصاد السوق الحر.
• وفقًا لسميث، طالما أن الدولة لا تتدخل، فإن السوق سيعمل من تلقاء نفسه في ظل أفضل الظروف، ستكون كمية المنتجات المنتجة وأسعار بيع هذه المنتجات دائمًا في حالة توازن.
• أما اليوم لا يمكن الحديث عن دولة تُطبَّق فيها الرأسمالية كما وصفها آدم سميث وفي شكلها النقي.
• حيث الآن تخضع العديد من البلدان لنهج اقتصادي مختلط يشمل أيضًا تدخلات الدولة، وتنظم الدولة الاقتصاد في جوانب معينة ويمكن أن تتدخل في الاقتصاد من أجل حماية الجمهور.
• على سبيل المثال، حتى في الولايات المتحدة، التي يعتبرها الكثيرون مركز النظام الاقتصادي الرأسمالي، يمكن للدولة أن تتدخل في الحياة الاقتصادية لأسباب مثل منع التكوينات الاحتكارية في السوق، وحماية البيئة، وضمان عدالة الدخل، وتوفير خدمات الضمان الاجتماعي لكبار السن.
• على سبيل المثال، وفقًا لمؤشر الحريات الاقتصادية الذي تنشره سنويًا مؤسسة التراث الأمريكية، فإن هونغ كونغ هي أكثر الدول حرية اقتصاديًا (يمكننا القول أنها رأسمالية) في العالم، تليها سنغافورة ونيوزيلندا، والولايات المتحدة تريبها 12 فقط في هذه القائمة.

الجوانب الإيجابية والسلبية للرأسمالية

يمكن سرد الجوانب الإيجابية للرأسمالية والحجج التي يستخدمها الأشخاص المدافعون عن الرأسمالية على النحو التالي:

• الرأسمالية تجبر الشركات على التنافس مع بعضها البعض، في الرأسمالية تحاول الشركات الحصول على أقصى إنتاج بمدخلات أقل، هذا يمكن أن يجعل الشركات أكثر كفاءة.
• جانب إيجابي آخر للرأسمالية هو أنها تسمح للأفراد بالتصرف بحرية، في الاقتصاد الرأسمالي، يمكن للأفراد القيام بالاستثمارات التي يريدونها وشراء السلع التي يريدونها.
• بالإضافة إلى ذلك، فإن حقيقة أن الدولة لديها قوة تدخل أقل في الاقتصاد الرأسمالي يمكن أن توفر للأفراد بيئة أكثر حرية من حيث الحياة الاجتماعية.
• السعي المستمر للمنافسة في الاقتصاد الرأسمالي يجبر الشركات والأفراد على الابتكار، وبالتالي يتفوقون على منافسيهم.
• في هذا الصدد، يمكن للاقتصادات الرأسمالية أن توفر بيئة أكثر تحفيزًا للتطورات التكنولوجية والعلمية.
• بفضل كل هذه الميزات، يمكن للرأسمالية زيادة النمو الاقتصادي وتوفير مستويات معيشية أعلى للناس.
• باختصار، يرى المدافعون عن الرأسمالية أن المنافسة هي أقوى جوانب الرأسمالية، حيث يعتقدون أن المنافسة تنتج منتجات أفضل وأن المنافسة تفيد المجتمع من خلال زيادة الإنتاجية.

جوانب الرأسمالية التي غالبًا ما يتم عرضها وانتقادها بشكل سلبي هي كما يلي:

• يمكن أن تؤدي الرأسمالية إلى عدم المساواة في توزيع الثروة، يمكن أن يتركز قدر كبير من الثروة في المجتمع في أيدي قلة.
• يمكن للرأسمالية أن تخلق الاحتكارات. قد يؤدي هذا الموقف إلى اضطراب التوازن بين العرض والطلب، وهو أهم عنصر في الرأسمالية، ويتسبب في تحديد إنتاج وسعر السلعة بواسطة يد واحدة، لذلك فإن السعر الذي يحدده الاحتكار صالح، وليس السعر الأنسب لسلعة ما.
• يمكن أن تؤدي الرأسمالية إلى ظروف عمل غير صحية وغير آمنة للعمال، فضلاً عن إجبارهم على العمل بأجور منخفضة.
• يمكن أن تسبب الرأسمالية مشاكل بيئية خطيرة لأنها تحتاج إلى استهلاك مستمر من أجل البقاء.
• حيث يجادل منتقدو الرأسمالية بأنه بينما توفر الرأسمالية زيادة نسبية في الرفاهية، فإنها تسبب تدهور الظروف البيئية، وعليه فإن النظام الرأسمالي يحقق النمو الاقتصادي من خلال تدمير البيئة.
• لهذا السبب فإن التطورات التي تؤدي إلى زيادة الرفاهية اليوم تعني بيئة متدهورة للأجيال الجديدة وستضعف بشكل لا رجعة فيه رفاهية الإنسان.
• كما يمكن أن نرى، فإن الرأسمالية هي نظام اقتصادي يمكن أن ينتج عنه نتائج إيجابية وسلبية، وقد ظل في الغالب في المجال النظري.
• واليوم لا يوجد بلد تم فيه تطبيق نظرية الرأسمالية بالكامل، فقط بعض البلدان تتبنى مفهوم الاقتصاد الرأسمالي أكثر، بينما تتبناه بعض الدول بشكل أقل.
• ومع ذلك، تمتنع جميع البلدان عن تطبيق الاقتصاد الرأسمالي في شكله النقي، بدلاً من ترك الاقتصاد وحده، يتدخل في الاقتصاد لأسباب.
• مثل منع الاحتكارات، والحد من عدم المساواة الاجتماعية، واتخاذ الاحتياطات ضد التلوث البيئي وتنظيم ظروف العمل.