آخر تحديث: 03/01/2024

تمثال الحرية.. فكرة مصرية رفضها الخديوي فأهدته فرنسا للأمريكان

في مثل هذا اليوم 28 أكتوبر عام 1886 تم تدشين واحد من أشهر المعالم التاريخية في العالم، واحتل لفترات طويلة موقعا مميزا ضمن عجائب الدنيا السبع القديمة.. إنه تمثال الحرية، واسمه الكامل الحرية تنير العالم، وهو عمل فني نحتي صممه فريدريك بارتولدي بينما صمم هيكله الإنشائي غوستاف إيفل، وأهدته فرنسا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 28 أكتوبر عام 1886 كهدية تذكارية، بهدف توثيق عرى الصداقة بين البلدين بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الأمريكية (1775-1783)، واليوم أصبح تمثال الحرية واحد من أبرز المزارات السياحية حول العالم، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نأخذكم في جولة سريعة للتعرف على أهم المعلومات المتعلقة بهذا التمثال، تابعونا…
تمثال الحرية.. فكرة مصرية رفضها الخديوي فأهدته فرنسا للأمريكان

موقع تمثال الحرية ورمزيته

اختارت الحكومة الأمريكية أن تضع التمثال في مدينة نيويورك، لما له من طابع ورمز عالمي، فالتمثال يرمز إلى الآتي::

  • الحرية والديمقراطية أو الفكر الليبرالي الحر، ولذلك أرادت أمريكا أن تضع نفسها كرمز للديمقراطية في العالم واختارت موقعًا مميزًا للتمثال الذي استقر بموقعه المطل على خليج نيويورك بولاية نيويورك الأمريكية ليكون في استقبال كل زائري البلاد سواء كانوا سائحين أو مهاجرين.
  • ويستقر التمثال علي جزيرة الحرية الواقعة في خليج نيويورك؛ حيث يبعد مسافة 600 مترا عن مدينة جيرسي بولاية نيوجيرسي و2.5 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من مانهاتن، بمساحة إجمالية تقدر بـ 49,000 متر مربع.
  • ويرمز إلى سيدة تحررت من قيود الاستبداد التي ألقيت عند إحدى قدميها تمسك هذه السيدة في يدها اليمنى مِشعلاً يرمز إلى الحرية، بينما تحمل في يدها اليسرى كتاباً نقش عليه بأحرف رومانية جملة "4 يوليو 1776"، وهو تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي، أما على رأسها فهي ترتدي تاجاً مكوناً من 7 أسنة تمثل أشعة ترمز إلى البحار السبع أو القارات السبع الموجودة في العالم.
  • وشيدت الولايات المتحدة التمثال على قاعدة أسمنتية - جرانيتية يبلغ عرضها 47 مترا، ويبلغ طوله من القدم إلى أعلى المشعل 46 مترا، بينما يبلغ الطول الكلي بالقاعدة 93 متراً (305 قدم).
  • ويتكون من ألواح نحاسية بسمك 2.5 مم (0.01 إنش) مثبتة إلى الهيكل الحديدي، ويزن إجمالياً 125 طن، كما يحيط بالتمثال ككل حائط ذو شكل نجمي (نجمة ذات 10 رؤوس)، وقد تم بناؤه في عام 1812 كجزء من حصن وود، والذي استخدم للدفاع عن مدينة نيويورك أثناء الحرب الأهلية الأمريكية التي جرت في الفترة ما بين 1861-1865.

بناء تمثال الحرية

تمثال الحرية المصري

في عام 1869 قام فريدريك بارتولدي بتصميم نموذج مُصغر لمنارة على شكل فلاحة مصرية مسلمة تلبس الثوب الطويل ترفع يدها حاملة شعلة يخرج منها ضوء لإرشاد السفن، وتحمل شعار "مصر تحمل الضوء لآسيا"، وتميز هذا التمثال بالآتي:

  • كانت أشعة الشمس على الرأس مستقاة من عملة مصرية تاريخية تظهر بطليموس الثالث الحاكم الثالث من البطالمة في مصر، وعرضه على الخديوي إسماعيل ليتم وضع التمثال في مدخل قناة السويس المفتتحة حديثا في 16 نوفمبر من نفس العام.
  • لكن الخديوي إسماعيل اعتذر عن قبول اقتراح بارتولدي نظرا للتكاليف الباهظة التي يتطلبها هذا المشروع، حيث لم يكن لدى مصر السيولة اللازمة لمثل هذا المشروع خاصة بعد تكاليف حفر القناة ثم حفل افتتاحها، وبنى بدلا من ذلك منارة بارتفاع 180 قدم .
  • في هذا الوقت، كانت الجمهورية الفرنسية الثالثة (1870-1940) تتملكها فكرة إهداء هدايا تذكارية لدول شقيقة عبر البحار من أجل تأصيل أواصر الصداقة بها، لذلك تم التفكير في إهداء الولايات المتحدة الأمريكية هذا التمثال في ذكري احتفالها بالذكرى المئوية لإعلان الاستقلال، والتي يحين موعدها في 4 يوليو 1876.
  • وبدأت الاستعدادات على قدم وساق، حيث تم الاتفاق على أن يتولى الفرنسيون تصميم التمثال بينما يتولى الأمريكيون تصميم القاعدة التي سوف يستقر عليها.

تمثال الحرية المصري

  • من أجل ذلك، بدأت حملة ضخمة في كل من البلدين لإيجاد التمويل اللازم لمثل هذا المشروع الضخم؛ ففي فرنسا كانت الضرائب ووسائل الترفيه التي يستخدمها المواطنون وكذلك اليانصيب هي الوسائل التي استطاعت من خلالها فرنسا توفير مبلغ 2,250,000 فرنك لتمويل التصميم والشحن إلى الولايات المتحدة.
  • على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي كانت المعارض الفنية وتلك المسرحية وسيلة الأمريكيين لتوفير الأموال لبناء قاعدة التمثال، وكان يقود هذه الحملة السيناتور وعمدة نيويورك ويليام إيفارتز - الذي أصبح وزير الخارجية الأمريكي فيما بعد.
  • غير أن هذا لم يكن كافياً، مما حدا بـ جوزيف بوليتزر - صاحب جائزة بوليتزر فيما بعد - أن يقوم بحملة من خلال الجريدة التي كان يصدرها تحت اسم أخبار العالم ، ثم لاحقاً تم اختيار موقع المشروع على جزيرة الحرية التي كانت تعرف حينها باسم جزيرة بدلو حتى عام 1956.
  • من ضمن هذه الجهود أيضاً ما قامت به الشاعرة الأمريكية إيما لازاروس، حيث قامت بتأليف قصيدة تسمي The New Colossus أو قصيدة التمثال الجديد، في 2 نوفمبر 1883، على أن هذه القصيدة لم تصبح مشهورة إلا بعد ذلك بسنوات كما سوف يأتي لاحقاً.

الظهور الأول لتمثال الحرية

في 1886 كان الظهور الأول لتمثال الحرية، وذلك بعد الأحداث الآتية:

  • بعد أن توفرت الأموال الأزمة، وقام المعماري الأمريكي ريتشارد موريس هنت بتصميم القاعدة وانتهى منها في أغسطس من العام 1885 ليتم وضع حجر الأساس في الخامس من هذا نفس الشهر.
  • وبعدها بعام اكتملت أعمال بنائها في 22 أبريل 1886. أما عن الهيكل الإنشائي، فكان يعمل عليه المهندس الفرنسي يوجيني لو دوك ، إلا أنه توفي قبل الانتهاء من التصميم، فتم تكليف غوستاف إيفل ليقوم بإكمال ذلك العمل .
  • وبالفعل قام إيفل بتصميم الهيكل المعدني بحيث يتكون من إطار رئيسي للتمثال يتم تثبيته في إطار ثاني في القاعدة لضمان ثبات التمثال.

رحلة سيدة الحرية من فرنسا إلى نيويورك

يمكن التعرف على طريقة انتقال سيدة الحرية إلى موقعها الحالي بعدة خطوات، وتتمثل في الآتي:

  • انتهت أعمال تصميم التمثال في فرنسا مبكرًا في يوليو عام 1884 فتم شحن التمثال على الباخرة الفرنسية إيزري (بالفرنسية: Isere)، حيث وصلت إلى ميناء نيويورك في 17 يونيو 1885.
  • وتم تفكيك التمثال إلي 350 قطعة وضعت في 214 صندوق لتخزينها لحين انتهاء أعمال بناء القاعدة التي سيوضع عليها والتي انتهت في وقت لاحق لوصول التمثال.
  • وهكذا في 28 أكتوبر 1886 - أي بعد انتهاء اكتمال بناء قاعدة التمثال 6 أشهر - قام الرئيس الأمريكي جروفر كليفلاند، بافتتاح التمثال في احتفال كبير، وقد ألقى فيه السيناتور وعمدة نيويورك الذي قاد حملة التبرعات - ويليام إيفارتز كلمة بهذه المناسبة.

قصيدة إيما على جدران الحرية

مر التمثال بالعديد من التطورات خلال تاريخه، وكان شاهد على كثير من الأحداث التي غيرت مجرى التاريخ منذ الحرب العالمية وحتى العملية الإرهابية واسعة النطاق للهجوم على مبنى التجارة العالمي الذي راح ضحيته الآلاف من الأشخاص، وفيما يلي نرصد أبرز الأحداث:

  • في عام 1903 تم وضع لوحة تذكارية من البرونز على حائط قاعدة البرج الداخلية مكتوبا عليها كلمات الشاعرة الأميريكية إيما لازاروس بعد 20 عاما من كتابتها في 1883.
  • في عام 1916 - في إطار الحرب العالمية الأولى - وقع انفجار في مدينة جيرسي ألحق أضرارا بالتمثال بلغت قيمتها 100,000 $ دولار أمريكي مما أدّى إلى تحديد حجم الزائرين حتى تم الإصلاح.
  • في 15 أكتوبر 1924 تم إعلان التمثال والجزيرة كأثر قومي، وتقوم بإدارتها إدارة الحدائق الوطنية، وهي تـُعتبر الجهة الفيدرالية المنوط بها إدارة المناطق الأثرية في جميع أنحاء الولايات.
  • وفي 28 أكتوبر 1936 مثل اليوبيل الذهبي لإنشاء التمثال، لذلك قام الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت بإعادة إهداء التمثال والاعتراف بفضله على الأمة الأمريكية.
  • أما في عام 1984، فقد انضم التمثال إلى قائمة مواقع التراث العالمي التي تقوم بتصنيفها اليونسكو.
  • وبعدها بسنتين في عام 1986 واستعدادًا للاحتفال بمئوية التمثال، فقد تم عمل ترميم شامل له وتم تركيب طبقة ذهبية جديدة للمشعل تتلألأ عليها أضواء مدينة نيويورك ليلاً .
  • بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، قامت السلطات الأمريكية بإغلاق التمثال والمتحف والجزيرة أمام الجمهور لمراجعة الإجراءات الأمنية وتطويرها، ثم أعيد افتتاح الجزء الخارجي في 20 ديسمبر 2001. ظلت باقي الأجزاء مغلقة حتى تم افتتاح القاعدة مرة أخرى للجمهور في 3 أغسطس 2004 م -أي بعد 3 سنوات من الإغلاق- لكن لا يـُسمح بعد بالدخول إليه. ويتعرض الزائرين لتفتيش أمني مشابه لذلك المعمول به في المطارات ضمن الإجراءات الأمنية الجديدة.

تواريخ وأرقام مرتبطة بتمثال الحرية

هناك تواريخ مهمة مرتبطة ببناء وتشيد هذا التمثال الرائع، وتتمثل فيما يلي:

  • العمر: 5 أغسطس 1885 (العمر 133 سنة).
  • تاريخ وضع حجر الأساس: 5 أغسطس 1885.
  • تاريخ نهاية أعمال الإنشائية: 22 أبريل 1886.
  • تاريخ نهاية التصميم في فرنسا: يوليو 1885.
  • تاريخ وصول التمثال إلى نيويورك: 17 يونيو 1885.
  • تاريخ الافتتاح الرسمي: 28 أكتوبر 1886.
  • تاريخ إعلانه كأثر قومي: 16 أكتوبر 1924.
  • تاريخ انضمامه إلى قائمة التراث العالمي: 1984.

أرقام خاصة بهذا التمثال:

  • الوزن الكلي: 125 طن.
  • عرض القاعدة: 47 متر (154 قدم).
  • ارتفاع التمثال: 46 متر (151 قدم).
  • الارتفاع الكلي: 93 متر (305 قدم).
  • طول اليد: 5 متر (16 قدم 1/2 إنش).
  • طول الذراع الأيمن: 12.80 متر (42 قدم).
  • طول إصبع السبابة: 2.44 متر (8 قدم).
  • عرض الوجه من الإذن للإذن: 3.05 متر (10 قدم).
  • طول الأنف: 1.37 متر (4 قدم 6 إنش).
  • طول العين: 0.76 متر (2 قدم 6 إنش).
  • عرض الفم: 0.91 متر (3 قدم).
  • عرض الوسط: 10.67 متر (35 قدم).
  • عدد الزوار السنوي في عام (2004): 3 مليون.
  • عدد الزوار طوال 116 عاما (1889-2005): غير متاح

مقارنة مع أطوال أشهر التماثيل

  • 1. تمثال معبد الربيع لبوذا 153 م
  • 2. تمثال الحًرية 93 م
  • 3. تمثال الوطن الأم ينادي 91 م
  • 4. تمثال المسيح الفادي 39.6 م
  • 5. تمثال داود 5.17 م (تمثال 5.17 م + قاعدة = حوالي 7.7 م)
  • تماثيل مثيلة
هناك مئات من تماثيل الحرية تم نصبها في أرجاء العالم، أشهرها تلك الموجودة في باريس، النمسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، الصين، وفيتنام.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع