كتابة :
آخر تحديث: 24/10/2021

تنمية الطفل اجتماعيا والتغلب على مشكلة الانطواء على الذات

يتصف بعض الأطفال بالانطوائية وعدم حب التواجد في الجماعات أو حتى بين أفراد الأسرة الأمر الذي يقلق الكثير من الأهالي بشأن طفلهم ومستقبله، لذلك يبحثون عن طرق تنمية الطفل اجتماعيا.
ويمكن الاستدلال على أن الطفل خجول من خلال التصرفات التي يقوم بها حيث أن الأطفال الغير اجتماعيين لا يرغبون في التواجد في مكان دون وجود الوالدين، ويرفضون الجلوس مع الغرباء حتى وإن كانوا من الأقارب، والآن سوف نتعرف على طرق تنمية الأطفال من الناحية الاجتماعية.
تنمية الطفل اجتماعيا والتغلب على مشكلة الانطواء على الذات

كيف يمكن تنمية الطفل اجتماعياً ؟

  • يعد الخجل من الصفات المذمومة والتي تشكل عائق كبير في حياة الإنسان فيما بعد، وليس المقصود هنا بالخجل المحمود الطبيعي الذي ينبغي أن يكون في أي إنسان مسلم وموحد بالله تعالى، ولكن نقصد الانطواء والخجل الزائد الذي يعيق الفرد عن أداء الأعمال السوية والصحيحة.
  • ويكون للأهل دور كبير وهام في تخلص طفلهم من الخجل الزائد، كما أن التربية الخاطئة في حد ذاتها قد تتسبب في جعل الخجل صفة ثابتة في حياته للأبد.
  • لذلك يجب على الأهل أن يتقوا الله في تعاملهم مع الطفل وأن يكسبوه الصفات الحميدة ويساعدوه على أن يتصف بالشجاعة والجرأة وأن يساعدوه على التخلص من الخجل الزائد، ويمكن أن يتم ذلك في جميع مراحل الطفل العمرية.

الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة

يمكن تنمية الطفل من الناحية الاجتماعية منذ السنة الأولى من عمر الطفل، ويمكن أن يتم ذلك من خلال الطرق التالية :

  • اللعب مع الطفل وعدم تركه يلعب بمفرده ومحاولة إدماجه مع الأصدقاء الصغار الذين هم في مثل عمره.
  • تقديم الألعاب المنوعة للطفل ويفضل اختيار الألعاب التي تحتاج إلى اثنين من الناس أو مجموعة مثل كرة القدم أو اللعب بالمكعبات.
  • من المهم أن يتعلم الطفل احترام دوره أثناء اللعب وإلا أصبح انطوائياً لا يحبه أحد لأن الأنانية في اللعب تجعل الاصدقاء ينفرون من الطفل ويبتعدون عنه.
  • تعليم الطفل اللعب بشكل جيد في الجماعات وأن يحترم رأي الآخرين والا يستخدم ألفاظ غير لائقة، وأن يتعلم ألفاظ مثل ( هذا دوري ) أو ( هذا دورك) وهكذا مما يجعله يتعلم التواصل مع اللاعبين.
  • كثير من الأطفال يمتلكون ألعاب ولكنهم لا يحبون مشاركتها مع الآخرين فلا يجب أن يصرخ الأهل فيهم لأنها عادة تشكل الأنانية المعرفة لدى جميع الأطفال ولكن يجب توجيههم بحرص ورفق حتى يحبون مشاركة الأطفال الآخرين في اللعب.
  • عمل أنشطة مختلفة تتضمن وجود الكثير من الناس مثل حفلات أعياد الميلاد وتشغيل أغاني الأطفال والرقص معها، أو تجميع الكرات المختلفة اللون والمتشابهة منها.
  • أيضاً ممارسة الألعاب الرياضية الجماعية والتي تنمي التعاون مع الأصدقاء وتبعد الطفل عن الخجل منها لعب كرة القدم وأنواع الكرة الأخرى، أو ممارسة رياضة الجري والسباقات أو تحدي المشي السريع وغيرها من الأنشطة الأخرى.
  • تعليم الطفل أنه ليس أفضل من أحد ولا يوجد فرق بين إنسان وآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح فلا فرق بين أبيض ولا أسود أو جميل أو قبيح أو قصير أو طويل حتى تتسع دائرة الطفل الاجتماعية ولا ينبذ أحد من الناس.
  • من المهم مساعدة الطفل في مرحلة ما قبل الدراسة على تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية ناجحة حيث أن الطفل سوف يستفيد كثيراً عندما يصادق أصدقاء جيدون.
  • من الضروري اكتشاف ميول الطفل ورغباته ومساعدته على تنمية مواهبة مع تطوير قدرته على الانضباط الذاتي والتحكم في المشاعر.
  • تطوير قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره وعن نفسه ومساعدته على حل مشكلاته وتوسيع مداركه عن طريق حكاية قصص مفيدة له.
  • كما يجب تنمية الجوانب العاطفية والانفعالية للطفل وتعليمه تقديم الحب والعطف والخوف على الأصدقاء.

كيفية التغلب على خجل الأطفال

يمكن التغلب على الخجل السيء عند الأطفال عن طريق مساعدتهم على توضيح مشاعرهم ثم اللجوء لحل المشكلة عن طريق :

  • توفير فرص إجراء محادثات مع الأطفال الآخرين.
  • تشجيع الطفل الخجول عندما يبدأ في التحدث أو التفاعل مع الآخرين عن طريق مدحه كلما أقبل على عمل جيد وذكر محاسنه أمام رفقائه.
  • تشجيع الطفل بصفة مستمرة وعدم ذكر عيوبه أو إهانته أمام أحد لأن ذلك يزيد من خجله ويدفعه أكثر للانطواء.
  • يجب أن يطور الأهل مهارات أطفالهم الصغار عن طريق عدم إجبار الطفل على التفاعل مع شخص لا يعرفه بشكل مفاجئ بل يكون الأمر بشكل تدريجي.
  • مشاركة الطفل اللعب مع أصدقائه ثم الانسحاب تدريجياً ليكون الطفل مع أصدقائه فقط دون والديه.
  • العمل على تعليم الطفل السيطرة على مشاعره وتوضيح له أن الشعور بالخوف هو أمر طبيعي ويمكن التغلب عليه.
  • تجنب الأهل المبالغة في الاهتمام بمشاعر الطفل أو البقاء بجانبه بشكل دائم لأنه بذلك سوف يصبح خجول دائماً ولا يمكنه التغلب على خجله.
  • التزام الأهل بسلوكيات اجتماعية حتى يقلد الطفل ويكتسب الاجتماعية منهم.
  • يمكن للأهل أن يستعينوا بالكتب من أجل تطوير مهارات أطفالهم الاجتماعية ويتم ذلك عن طريق إطلاع الطفل على كتب الأطفال واختيار المواضيع المناسبة لعمره العقلي مثل التحدث عن التعاون وأثره على الفرد والجماعة، أو أهمية الصداقة ومساعدة الآخرين، وشرح كيفية التصرف لمساعدة شخص ما في جميع المواقف.
  • يمكن للأهل أن يجعلوا طفلهم يستفيد من الأنشطة التي يمارسها بشكل يومي مثل تناول الوجبات الخفيفة واللعب ويمكن تطوير مهاراته وجعله يمارسها مع أصدقائه.

تنمية الطفل في عمر المدرسة اجتماعياً

يمكن أن تحدث هذه التنمية الاجتماعية عن طريق مجموعة من الطرق التي يجب أن يتبعها الأهل والمعلمون كما يلي :

  • متابعة الحياة الاجتماعية للطفل وذلك عن طريق متابعة الأنشطة والممارسات الاجتماعية للطفل ويتم ذلك بالإشراف عليه دون التدخل بشكل مباشر في اختياراته ويمكن مساعدته على اختيار الاصدقاء.
  • تدخل الأهل عندما يلاحظون ممارسة الطفل سلوك اجتماعي سيء حتى لا يتطور هذا السلوك لديه ولا يجب أن يكون التدخل بضرب الطفل فجأة لأن ذلك يجعل الطفل يلجأ للعناد وتكرار الفعل بدلاً من عدم تكراره بل يجب نهي الطفل بالتحدث عن مساوئ ذلك الفعل.
  • تدريب الطفل على ضبط عواطفه وانفعالاته، ولتحقيق ذلك يجب أن يكون الأهل قادرين على السيطرة على انفعالاتهم عندما يصدر فعل سيء من الطفل وعدم الصراخ فيه أو سبه بعبارات مهينة لأنه يكتسب ذلك التصرف ويقلده تماماً مع أخوته وأصدقائه.
  • مساعدة الطفل على فهم تعبيرات الوجه عن طريق لجوء الأهل لها عند الأمر أو النهي وذلك بالنظرة الغاضبة أثناء الأفعال السيئة أو التبسم عند الفعل الجيد.
  • تنمية مهارات التواصل اللفظي والغير لفظي لدى الطفل ويتم ذلك عن طريق إشراك الطفل في الحوارات والنقاشات العائلية وتدريبه على إجراء المحادثات، وسوف تزيد هذه الممارسات مع الوقت فيستطيع التفاوض مع الآخرين.
  • يمكن مساعدة الطفل على شرح قصه أو حكاية أمام عدد كبير من الأطفال حتى يتغلب على خجله ويتعود على ذلك الفعل وتشجيعه على ممارسة الرياضات المختلفة.
وبعد أن تعرفنا على كيفية تنمية الطفل اجتماعيا يجب علينا نحن الأهل أن نبتعد عن كل الأساليب التربوية الخاطئة مثل العنف والضرب والسب وغيرها من الأمور التي تهدم المواهب والقدرات وتسبب ضعف الثقة في النفس، بل يجب اتباع أسلوب المدح وذكر محاسن الطفل وتحفيزه باستمرار ليتغلب على الخجل ويصبح شخص قوي الشخصية واجتماعي.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ