جذور الخلاف ومشاكل السعودية والإمارات

الخلاف السياسي بين الدول أمر شائع والأسباب متعددة، فكل دولة تسعى للحصول على أكبر فائدة لها ولشعبها والاستفادة القصوى من مواردها ومن هنا يبدأ الأمر، فبعض المشاكل والخلافات تكون بسبب النفط وبعضها بسبب الأراضي التي تقع على الحدود أو حتى الموارد المائية، ومن تلك الخلافات والمشاكل التي قامت بين الدول العربية مشاكل السعودية والإمارات، واليوم سنتعرف من خلال موقع مفاهيم على سبب تلك المشاكل والنتائج والاتفاقات التي آلت إليها.

للنشر

واتس اب شارك غرد شارك

جدول المحتويات

• تاريخ دولة السعودية وعلاقتها بالإمارات
• أبرز مشاكل السعودية مع دولة الإمارات
  • الخلاف الحدودي
  • الخلاف ما بين السعودية والإمارات مع الدول الأخرى
  • قضية قطر
  • الخلاف على الطاقة
  • النزاع على الرحلات الجوية
• حل مشاكل السعودية والإمارات بعد سنين من القطيعة

تاريخ دولة السعودية وعلاقتها بالإمارات

في التسعينيات واجهت المملكة مشاكل من الداخل والخارج أدى إلى خسائر كبيرة بالإضافة إلى كثرة الديون التي كانت تواجهها الدولة، بينما كانت دولة الإمارات في ذلك الوقت تسعى لبناء عاصمتها المالية دبي حيث كانت الإمارات تستعد لوراثة هونغ كونج، ولكي يتم الأمر على أكمل وجه كانت الإمارات حريصة على ألا تدخل الدولة في نزاعات أو تتعرض لأي عمل إرهابي.

وحاكم الإمارات الشيخ زايد "رحمه الله" المعروف بالطيبة والشهامة حيث كان على استعداد لمساعدة الضحايا، ومن بعده جاء خلفائه ليبنوا علاقات مع أجهزة الاستخبارات كما أنهم قاموا بتقوية علاقتهم مع الشركات الأمنية كل هذا لحماية دبي أثناء نموها وتطورها، وفي ذلك الوقت بدأت جذور مشاكل السعودية والإمارات.

أبرز مشاكل السعودية مع دولة الإمارات

تتعدد مشاكل السعودية والإمارات والتي أدت إلى قطيعة دامت أعوام طويلة، وإليك أهم هذه المشاكل:

الخلاف الحدودي

مشاكل السعودية والإمارات خلاف قديم جداَ

• بدأ بمشاكل في الحدود حيث كان النزاع حول منطقة تسمى واحة البريمي، لكن في الحقيقة النزاع كان بين أكثر من دولتين حيث انضمت عمان للأمر بحكم أنها لها حدود مع المنطقة.
• وفي نهاية الأمر تم الاتفاق على أن تأخذ الإمارات 6 قرى، وتأخذ عمان 3 قرى، وهذا الخلاف حدث تحديداً في بداية تشكيل حدود السعودية من قبل الملك عبد العزيز آل سعود.
• وفي عام 1974 م تم الاتفاق بين السعودية والإمارات على بعض الأراضي الحدودية، وسميت الاتفاقية باتفاقية "جدة "، وفي نفس الوقت كانت السعودية قد اعترفت بالإمارات كدولة مما منحها مساحة من الأراضي الغنية بالنفط في منطقة الحدود.
• وفي وقت لاحق سعت دولة الإمارات إلى تصحيح الأمر، لكن السعودية قدمت رفضها التام للأمر واتخذت بعض الإجراءات التي منعت الإماراتيين من دخول الأراضي السعودية بحجة أن بطاقة الهوية خاصتهم تحتوي على خريطة توضح أن بعض أراضي المملكة السعودية ضمن دولة الإمارات.

الخلاف ما بين السعودية والإمارات مع الدول الأخرى

بدأ الخلاف مع الدول مع تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم

• وكانت وقتها العلاقة بين الإمارات والسعودية متغيرة حيث لوحظ مساندة واضحة من دولة الإمارات للسعودية ضد اليمن، كما أن الإمارات كانت الداعم في حصار قطر من قبل المملكة.
• وكان الأمر ظاهر في حالة اليمن حيث إن الإمارات تسعى للقضاء على حزب ( الإخوان المسلمين ) في اليمن، ولكن السعودية وتحديدا الرياض فيها قيادات الحزب اليمني، بالإضافة إلى أن المملكة تساعد هذه القوات في الجانب العسكري وذلك لمساعدة الرئيس اليمني.
• وكانت من أبرز مشاكل السعودية والإمارات حين تم اعتقال العميد مهران القباطي في عام 2017 م في مطار عدن من قبل القوات الإماراتية، مما أسفر عن إقالة "عيد روس الزبيري " والذي كان محافظ على عدن وكان من أهم القيادات المتحالفة مع الإمارات، وحينها صدر أمر الإقالة من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس اليمن في تلك الفترة.
• وبعد فترة من الأحداث اكتشفت الإمارات أن السعودية دخلت في نزاعات كثيرة مع اليمن وهذا ما جعلها تنسحب بطريقة قالت عنها الإمارات أنها إستراتيجية تكتيكية، ولكن الحقيقة أنها استولت على المناطق الحيوية التي تهمها، من بينها الموانئ ومناطق النفط والغاز والمطارات وغيرها من المناطق الإستراتيجية، أثناء ذلك حاولت السعودية إخماد نيران الخلاف وتسوية الأمر لكن في كل فترة تعود تلك الخلافات والمشاكل بين الدول مرة تانية.

قضية قطر

من القضايا التي التهمتها وسائل الإعلام قضية قطر، حيث كان التحريض المقام من قبل دولة الإمارات على قطر واضحاً، وهذا ما دفع بقطر لمهاجمة الإمارات حيث اعتبرتها المحرض الأول ضد عاصمتها.

وبالرغم من عمليات التطبيع التي تمت بين السعودية وحلفائها وقطر وحلفائها إلا أن العلاقة بين قطر والإمارات لم تكن علاقة طبيعية ولم ترجع لسابق عهدها، كما أن الإمارات أوضحت أن العلاقة التي تربط قطر مع السعودية ستؤدي لخسائر كبيرة لقطر من الناحية الاقتصادية والسياسة، كما نجد أن الدور الإماراتي انحسر عن التدخل في ما يخص دولة قطر خاصة بعد عملية التطبيع مع إسرائيل.

الخلاف على الطاقة

من مشاكل السعودية والإمارات النزاع حول النفط، حيث عُقد عرض (سعودي روسي) سمي "أوبك"، فأوضح وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان أن العرض قد تلقى قبولا من الجميع ما عدا دولة الإمارات، كما تم تأجيل اجتماع "أوبك " بسبب بعض الاعتراضات من قبل دولة الإمارات.

النزاع على الرحلات الجوية

أخر الخلافات التي ظهر تعليق الرحلات الجوية بين الدولتين السعودية والإمارات، حيث بدأت السعودية بالأمر حينما أعلنت إيقاف 3 رحلات جوية من بينها رحلة للإمارات وتحججت الدولة بالإجراءات الوقاية من فيروس كورونا تلاها إعلان من الدولة الإماراتية بإيقاف الرحلات الجوية للمملكة لحين إشعار آخر، ويرى كثير من المحررون أن هذا الأمر إنما هو بسبب المشاكل الحاصلة بين الدولتين وليست مجرد إجراءات وقائية.

حل مشاكل السعودية والإمارات بعد سنين من القطيعة

تم التصالح بين بعض دول الخليج فبعد التوتر الذي كان بين الإمارات وقطر رجعت المياه إلى مجاريها وهذا من شأنه أن يقلل التوتر بين السعودية والإمارات وباقي دول الخليج:

• حيث أوضحت هذه الدول إلى أهمية التصالح لما له من فوائد كثيرة منها المحافظة على "اللحمة الخليجية" وتطوير دول الخليج.
• كما شكلت دولة الكويت دعماً كبير لهذا التصالح فلقد كانت من المحفزين والمشجعين لهذا الأمر وتم شكرها من قبل الوفدان لاستضافتها، حيث تم التصالح على أراضي الكويت.
• وفي يناير سنة 2021 تم التصالح بين الإمارات والسعودية وقطر بعد خصام دام 3 سنوات، حيث شاركت عواصم كلًا من هذه الدول وتم الاتفاق في مدينة العلا في المملكة السعودية، هذا التوافق يضمن للدولتين الازدهار والاستفادة من العمليات المشتركة بين الدولتين.
• كما أن القيادات الإدارية في الدولتين ليست بالقوة التي كانت عليها سابقاً وهذا أمر يجعلها في خطر من عدم احتواء ومعالجة كل المشاكل والعقبات التي تواجهها، ورغم كل المشاكل والعقبات إلا أن أمل الصلح بين الدول العربية أو دول الخليج خاصة ما زال موجوداً، وذلك للمحافظة على الرابط العربي الأصيل.