نبذة عن حياة المرأة بعد الطلاق
حياة المرأة بعد الطلاق
عند الحديث عن حياة المرأة بعد الطلاق سنجد أن صرحت الكثيرات من النساء المطلقات أنهن قد انتابهن مشاعر متناقضة وإحساس بعدم الثقة، وذلك الشعور استمر خلال السنة الأولى من الطلاق، فبالرغم أن المرأة قد عانت سنوات طويلة حتى الحصول على طلاقها، لكن ما أن تحصل على الطلاق سوف تمر بالكثير من المشاعر المتناقضة، وتتمثل في:
- أنها سوف تعيش فترة صعبة من حياتها، فهي بمثابة من تبدأ مرحلة جديدة ومختلفة تماماً عن حياتها التي كانت تعيشها من قبل، فتشعر المرأة بشعور السعادة وذلك بانتهاء تلك التجربة السيئة.
- وكذلك في حالة كانت قد أجبرت على الطلاق، فهنا سوف تشعر بالحزن لنهاية هذا الزواج، وفي كلا الحالات بالتأكيد سوف ينتاب المرأة شهور القلق والخوف بسبب ضغوط المجتمع من جهة وبسبب القلق والخوف على مستقبل الأولاد من جهة أخرى.
- وفي كثير من تلك الأحيان تكون عملية تأقلم المرأة مع الطلاق، ولذلك حياة المرأة بعد الطلاق أمرا صعب بل إنه غاية في الصعوبة.
تجربة بعض النساء مع الطلاق
قد يكون أعظم دليل على مشاعر المرأة بعد الطلاق هي التجارب الحية التي توضح مدى سهولة أو صعوبة هذا الموقف، ومن هذه التجارب ما يلي:
كانت قد صرحت أحد النساء المطلقات وهي تدعى منى حسنين،
- أنها طلقت حديثاً، وذلك بناءً على رغبتها واتخاذها قرار الطلاق وأصرت عليه، وكان هذا الطلاق نتيجة الخلافات الطويلة التي استمرت على مدار ثماني سنوات أو أكثر أي منذ بداية زواجها.
- وصرحت أنها في البداية كانت تظن أنها سوف تعيش الأيام الوردية مع شريك حياتها ولكن بمجرد انتهاء الزواج والتخلص من تلك الزيجة الفاشلة شعرت بشعور مختلف.
- حيث أنها قد وجدت نفسها تحاول أن تتورى عن الكثير من الناس ممن حولها وتتلاشى التقابل مع جيرانها وأقاربها.
- واستمر ذلك الوضع لعدة أشهر حتى تمكنت من استجماع قواها وأصبح لديها القدرة الكاملة على مواجهة ذلك العالم من حولها.
أما ريهام أحمد فهي ذات السبعة والعشرين سنة، حكت لنا تجربتها مع الطلاق وقالت:
- إنها قد انفصلت عن زواجها بعد زواج استمر لمدة عام واحد فقط، وكان هذا الزوج هو من قد اختاره الأهل لها ولم يكن بينهما أي توافق عاطفي أو فكري وبعد الطلاق قد انتابها شعور مختلف وغريب بعدم الثقة في نفسها وهو ما دفعها إلى الاهتمام بمظهرها الخارجي في صورة مبالغ فيها.
- ثم حاولت تعويض هذا الإحساس الذي لديها بعدم الثقة من خلال الدخول في أحد التجارب العاطفية التي قد باءت بالفشل، ثم اعترفت بأنها لا تعرف كيف تتخلص من ذلك الشعور وتتغلب عليه.
- وأخيراً قد اختارت الطلاق بكامل إرادتها، ثم أصبحت على يقين تام أنه هو القرار الصائب، ولكنها حتى الآن لم تجد أي تفسير لتلك الماهر التي قد انتابتها بعد فترة الطلاق مباشرة واستمرت لعدة شهور.
رأي الطب النفسي في الطلاق
كان قد وضح لنا الدكتور ماهر الضبع وهو أستاذ علم النفس إن قرار الطلاق بعد واحد من أكثر القرارات صعوبة على الطرفين سواء كانت المرأة أو الرجل هو من يفكر في أخذ ذلك القرار، وهو ما سوف يتسبب فيما يلي:
- حدوث حالة من التمزق النفسي التي قد تشبه بتمزيق ورقة إلى قطعتين أو نصفين، ولكن غير صحيح ذلك الاعتقاد الذي يعتقده الزواجان والمجتمع بأكمله أن بعد الطلاق سوف يحيا كلا الزوجان الحياة الوردية التي طالما كان يبحث عنها.
- فبالتأكيد لا توجد الراحة الانفصال باعتباره هو ذلك الحل الذهبي، ولكنه سوف يعطى الطرفين الفرصة الجديدة والحقيقة لبداية حياة جديدة وسعيدة وربما لا يتمكن الفرد من الحصول على تلك الحياة السعيدة والجديدة، وذلك إما لظروفه الاجتماعية أو نتيجة لسوء اختياره مرة أخرى.
- لذا يجب التفكير جيداً مرارا وتكرارا قبل الإقدام وأخذ قرار الطلاق، لأن الإصلاح الشخص الذي به العيوب ممكن سواء كان الزوج أو الزوجة، وذلك يحدث في حالة إذا كان أي من الطرفين لديه الرغبة القوية في الإصلاح.
- وهذا يكون هو الحل الأفضل من الطلاق ولا بد من ضرورة أن يلجأ إليه كل الزوجين وخاصة بعد استنفاذ كافة الفرص أمامهم للإصلاح وهنا لا بد من الاستعداد للمرحلة النفسية التي سوف تأتي بعد الانفصال والطلاق، ولا بد أيضا عدم الاستعجال حتى لا يشعر كلا الزوجان بالفشل في الاستمرار في تجربة الزواج وكذلك تجربة النجاح في بناء أسرة.
- كما قد أضاف الدكتور أنه في حالة قد حدث الطلاق بالفعل، فإن تأثيره على الزوجة سوف يكون أصعب أكثر من تأثير حدوثه على الرجل، وهو ما يكون في أقصى حالاته على المرأة، فسوف يسبب لها الألم الداخلي والتمزق كما سوف تصاب بهزة كبيرة في الثقة في نفسها، وفي حالة قد فقد الشخص ثقته بنفسه، فهنا بالتأكيد سوف تضطرب شخصيته.
نصائح الطب النفسي بعد الطلاق
وهنا جاءت نصيحة الدكتور ماهر الضبع لكل النساء التي قد طلقت حديثا، بضرورة اتباع أحد الحيل النفسية الهامة وهي تعد حيلة مفيدة جداً في مثل تلك الحالات، وهذه الحيلة عبارة عن:
- اللجوء لفكرة التنفيس أو التفريغ، وهو ما يجعلها تعبر وتتكلم عن نفسها ثم لا بد من أن تتحدث مع أحد الأشخاص محل الثقة بالنسبة لها، ولكن لا بد أن يكون ذلك الشخص مستمعا جيدا لها ولما يدور في رأسها وداخلها، ولا بد أيضاً أن يكون ذلك الشخص متقبلا لكافة المشاعر المختزنة بداخلها.
- وهذه الحيلة بالتأكيد سوف تجعلها قادرة بشكل جيد على التغلب على هذا الألم النفسي التي تشعر به بعد فترة الطلاق، وسوف يجعلها أيضاً قادرة على التعافي بصورة أسرع.
- ومن الضروري أيضًا أن تجاهد المرأة نفسها وأن يكون لديها الرغبة الكاملة في العودة مرة أخرى إلى تلك الحياة الطبيعية السابقة الخاصة بها بقدر المستطاع، فمثلاً تعود إلى ذلك العمل الخاص بها إذا كانت تعمل بشكل طبيعي كما كانت من قبل، وتعود أيضًا إلى أصدقائها وجيرانها وكافة الأشخاص المحيطين بها التعامل معهم كنا كانت تتعامل قبل الزواج معهم.
- وذلك ضروري جداً في إزالة تلك الهزة النفسية والعقبة التي قد نتج عنها فقدان الثقة في النفس وهي غالباً ما تحدث لأغلب النساء بعد فترة الطلاق.
- ولكن صور الأخذ في الاعتبار أن هذه الخطوة في العودة إلى تلك الحياة الطبيعية وإلى كافة الأشخاص الذين كانت ترتبط معهم من قبل الزواج بالعلاقات والصداقة هو أمر قد يحتاج إلى الكثير من المجهود، ولكنه يعد خطوة هامة وضرورية سوف تساعد المرأة في الخروج من تلك المحنة التي قد تشعر بها في السنة الأولى من وقوع الطلاق.
- كما ينصح الدكتور المرأة أيضًا بضرورة ممارسة الرياضة حتى إذا كانت رياضة المشي، وذلك فقط لمدة نصف ساعة في اليوم، وهو هام جداً لإفراز هرمون الدوبامين، وهذا الهرمون يطلق عليه هرمون السعادة الذي بفضله سوف يقلل من الشعور بالألم الداخلي وقبضة القلب.
- كما أن بإمكان المرأة الاستماع إلى الموسيقى وكذلك القيام بكافة الأعمال المنزلية أو القيام بكتابة الخواطر أو اليوميات وكذلك التواصل مع الآخرين، حيث أن جميعها تعد أمور هامة جداً وسوف تساعدها في تخطي تلك المرحلة الصعبة في أقصر وقت بإذن الله.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16298