كتابة :
آخر تحديث: 28/05/2024

أهمية دور الاب في الاسرة وتأثير غيابه

مما لا شك فيه أن دور الاب في الاسرة وفي تربية الأطفال مهم جدًا، فهو رب البيت ومقوم تلك الأسرة، مما يجعله يقوم بأهم أدوار التربية، ولا يقتصر دور الاب في الاسرة على وجوده فقط، بل يجب أن يساهم بنسبة كبيرة في تربية الأبناء والتكفل بكل ما يطلبون، مما يجعله فرد أساسي من تلك الأسرة. وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف سويًا على دور الأب ومكانته في الحياة الأسرية، تابعونا...
أهمية دور الاب في الاسرة وتأثير غيابه

موضوع عن دور الاب في الاسرة

للأب دور عظيم في الأسرة، وهو عضو فعال وبدون يختل ميزان الأسرة، وتصبح الأسرة أكثر عرضة للتكسر والانهيار، ولا يتوقف دور الأب في الأسرة على توفير احتياجاتها المادية ولكن هو العمود الفقري للأسرة، ويتجلى دور الأب فيما يلي:

1. الحماية والرعاية

  • من أكثر الأدوار التي يوفرها الأب لأبناءه في الأسرة هي توفير الأمان والحماية ضد أي خطر يهدد الأسرة، ويعكر صفو الحياة الأسرية، حيث يوفر لمه المسكن والمأوى الذي يحميهم من شرور الآخرين.
  • كما أن الأب يوفر لأبناءه الرعاية والاحتواء والحنان الذي يجعلهم يشعرون بالحب والمودة، وهم في حضن والدهم، إن حضن الأب قادر على أن يجعل الأبناء يشعرون بوجود داعم قوي لهم يقويهم على الحياة وأحداثها.

2. حل مشكلات الأسرة

  • من أهم الأدوار التي يقوم به الأب داخل الأسرة هي مساعدة أفراد الأسرة كافة على حل المشكلات، من خلال مناقشة الأمور والاتفاق فيما بينهما على الوصول إلى حل مشترك حول المشكلات الحياتية والأسرية.
  • يعتبر الأب هو أكثر فرد بالعالم أجمع من يهمه أمرك، ويسعى إلى تقديم النصيحة لك على طبق من ذهب، فلا تتردد في الإنصات لنصائحه، لأنها في الغالب أكثر النصائح التي فيدك في حل مشاكلك.

3. التربية والقدوة

  • رغم أن هذا العامل ضروري، إلا أن المجتمعات الشرقية تضع عاتق التربية على الأمهات، ويأتي دور الأب في التربية في التوجيه البسيط، وقد يكون الديكتاتور المتسلط، ولكن ها النوع من الآباء يرفضه كثيرا الأبناء، ويفضلون إلقاء مسؤولية التربية على الأمهات.
  • يعتبر الأب هو الفتاة الأولى لأي فتاة، والقدوة الأولى لأي صبي، فأول رجل يتعامل مع الفتاة هو الأب وتكتسب منه خبرة في التعامل مع جنس الذكور، والأب بالنسبة للولد هو القدوة التي يحتذيها في جميع تصرفاته.
  • فإذا كان الأب يعشق فتاته، تتكون صورة ذهنية إيجابية لدى الفتاة عن معاملة الرجال الحسنة، وكذلك الحال بالنسبة للصبي، إذا كان الأب يمارس الرياضة، ينشأ الطفل على ممارسة الرياضة، لأن والده اعتاد القيام بها وهو يحكيه.

4. رادع قوي للأبناء

  • قد تستخدم الأمهات هذا السلاح القوي في مواجهة أخطاء الأبناء، أو لتهديدهم بعدم القيام بسلوكيات معينة لأنها خاطئة، وغالبا ما نسمع كلمة " سوف أقول لوالدك عندما يأتي" في أفواه العديد من الأمهات في المجتمعات الشرقية.
  • ودائمًا ما يبعد الشر والخطأ عن أبناءه من منظور خبراته الحياتية وتوفير الأمن والأمان للأبناء، والخوف على مستقبلهم.

دور_الأب_في_الأسرة

دور الاب في الاسرة في الإسلام

إن من واجبات الآباء نحو الأبناء في ضوء القرآن والسنة، هي تربية الأبناء تربية سليمة وتوفير جو أسري مستقر وسعيد، ذلك في قوله:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤولا عن رعيته".

«إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

  • وبناء على هذا الحديث الشريف فقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم الأب إلى ضرورة تحمل مسؤولية رعاية وتربية الأبناء تربية سليمة قائمة على تعاليم الإسلام وبما شرعه الله في كتابه العزيز.
  • وتحفيز الأبناء على القيام بالسلوكيات الصحيحة التي فيها صلاح للفرد والمجتمع.
  • غرس في الأبناء حب الآخرين والمصلحة العامة والنهوض بشأنهم نخو الأمام.
  • دور الأب في الأسرة كما وضحه الإسلام ليس توفير المسكن والمأكل والمشرب فحسب، بل الرعاية والعطف والحنان، وهي مسؤولية معقدة ينبغي على الآباء القيام بها.

كما ذكر الله تعالى في كتابه: ″يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ” النساء الأية 11.

“المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَوةِ الدُّنيَا”.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: ٦].

  • وهذه دلالة قوية إن مسؤولية رعاية الأولاد قائمة على عاتق الوالدين، ويحاسب عليها الفرد يوم القيامة، لذا من الضروري تربية الأناء تربية صالحة تتفق مع تعاليم الدين الإسلامي.
  • كما أكد الله عز وجل أن الأبناء نعمة كبيرة ينبغي الحفاظ عليها ورعاياتها حق رعاية.

وجاء أيضًا قول الإمام ابن القيم على دور الأب في الأسرة في قوله:

“فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آبائهم كباراً”.

  • بالتأكيد لكل من الأبُّ والأم دور مهم جداً في تربية الأطفال في جو أسري يملئه الحب والحنان.
  • وذلك بالإضافة إلى الكثير من الأدوار المشتركة بين كلا من الأب والأم.
  • فلابد أن يعرف كل منهما ما هي مسؤولياته وواجباته تجاه الأسرة والأطفال.
  • فالأم لا يمكنها أن تقوم وحدها بدور تربية وتنشئة الأطفال وتعليمهم في غياب دور الأب بالأسرة.
  • وكذلك الحال بالنسبة للاب لا يمكنه القيام بدوره منفرد في ظل عدم وجود الأم، ولكن هناك بعض الحالات الاستثنائية التي قد تضطر أحد الوالدين بالقيام بدوره منفرد في غياب الطرف الآخر.
  • وهذه الظروف مثل حالات الانفصال بين الأبُّ والأم، غياب الأب بسفره إلى الدول الأخرى بحثاً عن مصادر للرزق، أو وفاة أحد الوالدين.
  • ومن أجل إنشاء طفل سوي ذات تربية صالحة وحسنة، لابد من التزام كلا من الأب والأم بدورهم في تربية الأطفال.
  • كما قد تقوم بعض الأمهات بتهميش دور الأب في الأسرة، وهذا من الأمور الخطيرة التي تؤثر على الأبناء بالسلب، فالحياة الأسرية تحتاج إلى قطبين للشد والجذب، للتوبيخ والاحتواء حتى سير السفينة بشكل متوازن، ولا تقع الأعباء على طرف واحد دون الآخر.

أما عن تأثير غياب الأب عن الأسرة يتمثل فيما يلي:

  1. ضعف الثقة بالنفس وغياب التوجيه لدى الأطفال.
  2. ضعف التحصيل الدراسي للأبناء نتيجة غياب المتابعة المزدوجة من قبل الأم والأب.
  3. ظهور سلوك عدواني لدى بعض الأبناء الفاقدين للاحتواء والعطف الأبوي.
  4. غياب القدوة والدعم.
  5. الإصابة ببعض الأمراض النفسية والسلوكية والعقلية.
  6. الوقوع في العديد من المشكلات الحياتية.
  7. الخوف من التعامل مع الآخرين.

الأب_في_الأسرة

واجبات الأب تجاه أبنائه

بالتأكيد لا يعتبر دور الأب مقتصر فقط على العمل الخارجي بحثاً عن الرزق فقط، أو اعتباره دوره في الأسرة مجرد الدعم المالي فقط، ولكن هنالك العديد من الأدوار الهامة التي من الضروري للأب أن يقوم بممارستها، والتي من أهمها ما يلي:

1. أن يكون الأب قدوة حسنة لأطفاله

  • يعتبر هذا الدور بمثابة الدور الأساسي للأب في تربية أبنائه؛ فالأطفال يرون في والدهم المثال الذي يجب الاحتذاء به وتقليده في كافة السلوكيات التي يقوم بها سواء كانت جيدة أم سيئة.
  • ولهذا من الضروري أن يحرص الأب على جميع التصرفات والسلوكيات التي يقوم بها وخاصة أمام الأطفال.
  • وذلك ليتعلم أولاده منه الصفات الحميدة والجيدة، مثل أن يتعلموا منه تحمل المسؤولية والاستقلالية، وغيرها الكثير من الصفات المرغوب بها.

2. تخصيص وقت للأبناء

  • يعتبر انشغال الأب عن أبنائه سواء بالعمل أو غيره هو من أكثر الأمور سوءاً، فمن الضروري أن يحرص الأب دوماً على تخصيص جزءاً من الوقت ليقضيه مع أطفاله.
  • وفي هذا الوقت يقوم بالحديث معهم ويشاركهم ألعابهم ويتجاذبوا أطراف الحديث وكذلك المشاركة في كافة الأنشطة المختلفة.
  • فعندها سوف يظهر التأثير الكبير لدور الأب في الأسرة، وذلك من خلال التحدث معهم في كافة الأمور التي تسعدهم أو تحزنهم.
  • فيستمع إليهم ويستمتعون إليه، ويقوم بإخبارهم برأيه في أحد الموافق.
  • وهنا يتحول دور الأب في الأسرة مع أولاده من مجرد كونه أب يقوم بفرض الآراء والقرارات عليهم بدون مناقشه، إلى كونه صديق يحتوي أولاده ويرشدهم بلطف في حالة الوقوع في الخطأ للتعلم منه وعدم تكراره.

3. اتباع نظام الثواب والعقاب في التربية

  • يعتبر هذا الدور واحداً من أهم الأدوار التي من الضروري أن يقوم الأب بممارستها داخل الأسرة.
  • فقد يكون الأب حازماً وصارماً في الكثير من المواقف التي قد تتطلب منه ذلك.
  • فوسيلة العقاب في التربية يعد في أغلب الأحيان شيء مهم، ولكن بقدر ما قاموا بارتكابه من أخطاء.
  • ونحن هنا لا نقصد بالعقاب هنا العقاب البدني الذي يتمثل في ضرب الأب للأبناء، ولكننا نقصد أن يتبع الأب أسلوب الحرمان في التربية من الأشياء المفضلة لدى الأبناء.
  • كما قد يتبع أسلوب عدم التحدث إليهم أو اللعب معهم كما اعتادوا منه من قبل.
  • وكل هذه الأساليب أثبتت مدي نجاحها وفعاليتها كأحد الأساليب الناجحة في التربية الصحيحة، وعلى العكس في حالة قام الابن بالقيام بالسلوك الصحيح، فهنا لابد على الأب أن يقوم بمكافأته بهدف تشجيع وتحفيزه.
  • والهدف هنا من وسيلة التحفيز والتشجيع هو رغبة الأب في استمرار نهج الابن لهذا السلوك الجيد.
  • وتتمثل أساليب التشجيع والتحفيز في مدح الطفل والثناء عليه سواء أمام الأسرة أو الآخرين من المقربين والأصدقاء.
  • يمكن للأب أن يقوم بتقديم الهدايا والمكافآت إلى الابن.

4. الاحتواء

يعد الاحتواء أحد الأدوار المشتركة بين الأم والأب، ويمكن تعريف الاحتواء بأنه القيام بإعطاء الأبناء الحب والعطف والحنان.

  • فالأب هو مصدر الأمان داخل الأسرة، أما الأم هي مصدر الدفء والحب.
  • ودور الأم يكمل دور الأب في نشأة الأبناء النشأة السوية السليمة.
  • وعندما يحصل الأبناء على هذه الأشياء داخل الأسرة من والديه، سوف يساعدهم ذلك كثيراً في اطمئنانهم وتقليل شعورهم بالقلق والخوف، حتى في ارتكاب الأخطاء البسيطة.
  • الاحتواء يجعل الطفل أكثر صراحة مع الوالدين ولا يتردد لحظة واحدة في مصارحتهم بكل ما يدور في خاطره.

5. الدفاع

  • في الغالب يرتبط في أذهاننا عن الأب أنه القوة والحماية، فهو من يقوم بالدفاع عن جميع أفراد أسرته من أي خطر قد يواجههم.
  • ودور الأب في الأسرة بمثابة مصدر للدفاع عنهم جميعاً، وهذا الدور مهم جداً لحماية الزوجة والأطفال في ظل الأخطار الكثيرة التي تنتشر حولنا.

6. توفير احتياجات الأسرة

  • هي بمثابة دور الأب الأساسي، وقد تشارك الأم الأب هذا الدور في كثير من الأحيان.
  • ويقوم الأب بهذا الدور بغرض توفير كافة احتياجات الأسرة المختلفة من مآكل وملبس ومشرب وتعليم وغيرها من الاحتياجات الضرورية المختلفة.
  • ولكن كما ذكرنا بالأعلى لا يكون دور الأب مقتصرًا فقط على توفير هذه الاحتياجات المادية.
  • ومن الضروري أن يغرس الأب في نفوس أبنائه القناعة وأن المال مجرد وسيلة للحصول على الأشياء.
  • كما يعلمهم قيمة السعي والكفاح ليتمكنوا من تحقيق النجاح، مما يساهم فيما بعد في تحملهم المسؤولية والاستقلالية.
وفي الختام وبعد أن استعرضنا معكم دور الاب في الاسرة وبين أبنائه، يمكننا القول أن للأب دور كبير داخل أسرته وبين أبنائه وان مسؤولية التربية لا تقع فقط على عاتق الأم وحدها وإنما للأب دور كبير. وهذا الدور مكمل لدور الأم وعندها تظهر تربية الأبناء الحسنة وتنشئتهم على العادات الصحيحة والقيم والأخلاق.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع