كتابة : Reham
آخر تحديث: 17/04/2022

أهمية تربية الأولاد وفوائدها للطفل وللوالدين وللمجتمع

تربية الأبناء لا تقتصر فقط على تحضير الطعام أو شراء الملابس بل إن التربية هي عملية شاملة تجمع بين الكثير من الأفعال وبين المجهود البدني والنفسي، ولكنها ليست أمر صعب، لذا سوف نتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن أهمية تربية الأولاد وثمارها، فالتربية تصبح أمر سهل عندما يكون الوالدين لديهم استعداد حقيقي لتحمل المسؤولية والصبر على الأبناء في كل المواقف ليتعلموا ويفهموا بصدق بدلاً من تنفيذ الأوامر خوفاً من العقاب.
أهمية تربية الأولاد وفوائدها للطفل وللوالدين وللمجتمع

أهمية تربية الأولاد

إن تربية الأبناء من أهم الأمور التي تقع على عاتق الوالدين، فالتربية يجب أن تكون على الإسلام والخلق القويم لأن نتائج التربية السليمة تعود بفوائدها على الطفل وعلى الوالدين وعلى المجتمع بأكمله، وسوف نعرف ذلك بالتفصيل في ما يلي :

أهمية تربية الأبناء للطفل نفسه

  • تؤثر التربية على الطفل أو الابن بشكل مباشر في حياته فتتحدد أفعاله وتصرفاته وتتضح كفاءته في المجتمع، كما أن نوع التربية يؤثر على العلاقة بين الآباء والأبناء وتتأثر أيضاً مختلف مجالات التنمية عند الابن مثل التواصل واللغة والتحصيل الدراسي.
  • كما تتأثر الصحة النفسية والبدنية وتختلف علاقة الابن مع أصدقائه، الأمر الذي يجده الكثير من الآباء أمر صعب تحقيقه.
  • فالتربية لا تكون بإلقاء تعليمات أو أوامر بل تشمل أسلوب حياة كامل وتشمل أيضاً تحكم الأهل في أنفسهم وفي عاداتهم وتقاليدهم من أجل أن يكونوا قدوة للأبناء حتى يبدأ الطفل من البداية باكتساب هذه العادات السليمة والثقة في الأهل وتنفيذ ما يريده الأهل منهم.

وتكون التربية هامة جداً للطفل نفسه لأنها تساهم في تطوير الكثير من الأمور الهامة خلال مراحل النمو، وتتمثل تلك الأهمية أيضاً في ما يلي :

التعامل مع الآخرين بأسلوب جيد:

  • حيث أن تربية الأطفال تربية سليمة يعلمهم طرق المعاملة السليمة مع الآخرين، أو يجعلهم يفكرون في عواقب ارتكاب الأخطاء مع الناس، وبذلك سوف يصبحوا أشخاص ناجحين في التعامل مع الأفراد في المجتمع ومساهمين في تطوير المجتمع بدرجة كبيرة.

قدرة الأطفال على وضع وتحديد أهدافهم:

  • عندما يتلقى الطفل تربية سليمة في أسرته فإنه يكون قادر على تحديد أهداف واقعية يمكن تطبيقها على المدى القريب أو البعيد، حتى يستطيع عيش حياة سعيدة ويزداد وعيه لأنه لن يسعى لحياة يصعب الحصول عليها أو عيشها.

القدرة على التحكم في المشاعر والشعور بالثقة:

  • عندما يتم تربية الطفل بطريقة صحيحة فإنه يشعر بالرضا وتزداد ثقته في نفسه، كما تزداد قدرته على تحقيق الأهداف، كما يتحسن الأداء الأكاديمي أو التعليمي لديه، وتعمل التربية أيضاً على تعليم الطفل كيفية التحكم في مشاعره وانفعالاته حتى في أصعب اللحظات.

التطور الجسدي السليم:

  • يستطيع الأبناء أن يهتموا بصحتهم وأن يتبعوا نظام غذائي صحي عندما يتعلمون طرق الاهتمام بالصحة من الأهل لأن التربية السليمة لا تجلب الطعام والشراب فقط، بل تعلم وتربي الأبناء على طرق الاستفادة من الطعام ومتى يكون الطعام ضار أو مفيد وغيرها من الإرشادات المتعلقة بالصحة البدنية، مثل ممارسة الرياضة أو الالتحاق بأحد النوادي الرياضية.

التطور العقلي للتربية السليمة:

  • دور هام في تنشئة العقول السليمة أو تعليم الأطفال الكثير من الأمور التي تنمي العقل وتطور من شخصية الفرد، مثل التحكم في الاستجابة للأمور والمواقف المختلفة، وتقبل الإخفاقات وتخطي المشكلات، وتقبل النقد البناء وفهم الثواب والعقاب بشكل صحيح.

التطور الروحي للأطفال:

  • يمتلك الأطفال روح أخلاقية جيدة عند اكتسابهم تربية سليمة من الأهل ويكتسب الأبناء القيم والمبادئ السليمة التي ترفع من شأنهم وتعرفهم الصواب من الخطأ، كما أن السعي لتصحيح الأخطاء أمر في غاية الأهمية، ويستطيع الأطفال الذين تعودوا على التربية السليمة أن يعتذروا عند الخطأ وأن يؤمنوا بالمصالح العامة، وبذلك يتطور الجانب الروحي لهم.

أهمية تربية الأبناء للوالدين

يتأثر الوالدين بشكل مباشر بتربية أبنائهم أي أن الفائدة لا تعود فقط على الأطفال بل يستفيد الأهل أيضاً، ويستطيع الوالدين من خلال تربيتهم للأبناء أن يكتشفوا أنفسهم وأن يعرفوا شخصيتهم الحقيقية وأن يسعوا ليصبحوا أكثر كفاءة في المجتمع، كما يمكنهم اكتشاف نقاط القوة والضعف عندهم، الأمر الذي يساعدهم على مراجعة أنفسهم وطريقة تفكيرهم وتفاعلاتهم مع الحياة، ويمكن أن يفيد الأهل أيضاً عند تربيتهم لأطفالهم بشكل سليم في :

  • وجود أبناء مطيعين لهم ويحترمون الكبير ويلبون طلبات الأهل على الفور.
  • التشرف بالأبناء وسط الأفراد في المجتمع والتباهي بأخلاقهم وتربيتهم الجميلة.
  • وجود مستقبل زاهر للأبناء يؤثر على مستقبل الآباء، فكلما كانت التربية سليمة كلما كان المستقبل أفضل للأبناء ويعود ذلك على الآباء على سبيل المثال الابن الناجح في مهنة معينة وقد عمل واجتهد إلى أن حصل على الكثير من الأموال وأصبح من الأثرياء وهنا هل نتوقع أن يكون أهله فقراء أم سوف يكتسبون من المال والرزق الذي يعيش الابن فيه ويعيشون في ثراء مثل الابن.

أهمية تربية الأبناء للمجتمع بأكمله

  • من الطبيعي أن يكون المجتمع أفضل وأرقى كلما كانت الأسر تربي أبنائها بشكل سليم، فالأسرة هي أساس المجتمع وهي المكان الذي يربي ويعلم أناس يخرجون ويتعاملون مع الأفراد في المجتمع وتنعكس تربيتهم عل سلوكياتهم وردود أفعالهم وتفاعلاتهم في المجتمع.
  • بذلك نستطيع القول أن المجتمع يتأثر إيجابياً إن كانت الأسر تربي أبنائها تربية سليمة، أما إن كانت الأسر لا تستطيع تربية الأبناء تربية سليمة فإن المجتمع تنتشر فيه الفوضى والجرائم والإهمال والسرقة واللامبالاة، وغيرها من الأمراض الاجتماعية.
  • ويستطيع الأبناء الذين اكتسبوا تربية سليمة أن يتعاملون باحترام وأن يقدموا العمل الجاد للمجتمع، كما يستطيعون التعامل برحمة ومودة وتسامح وبجميع الأخلاقيات الحسنة.

أهمية تربية الأبناء في الإسلام

يجد الكثير من الأفراد في المجتمع أن التربية السليمة صعبة بدرجة كبيرة أو أنهم مضغوطين نفسياً ولديهم الكثير من الأعمال والصعوبات التي تجعلهم غير قادرين على الصبر على الأبناء وتعليمهم بهدوء، وفي الحقيقة الأمر حقاً يحتاج إلى صبر، ويمكننا أن نعرف أهمية تربية الأبناء في الإسلام حتى نصبر عليهم ونربيهم تربية سليمة :

  • أوصى الله تعالى ورسوله بتربية الأبناء على الإسلام وبذلك فإن التربية تكون فيها اقتداء لأمر الله وسنة رسوله، حيث يقول الله تعالى ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها)، ويقول أيضاً ( يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة).
  • وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، إلى آخر الحديث).
  • التربية هامة لحفظ الأبناء من الانحراف واتباعهم السلوكيات السليمة.
  • الأبناء يصبحون أقوياء عند تربيتهم التربية السليمة ويواجهون الشهوات بقوة وأيضاً المصائب يكونون قادرين على تخطيها.
  • حصول الأبناء على مستقبل سليم واكتسابهم شخصية ناجحة وقوية وقدرتهم على تربية أبنائهم في المستقبل الأمر الذي يترتب عليه أجيال نافعة.
وبذلك فقد تكلمنا عن أهمية تربية الأولاد وفوائدها للفرد والأسرة والمجتمع، وعلى كل أب وكل أم أن يتقوا الله في أبنائهم فهم مخلوقين على الفطرة السليمة، فيجب أن نعلمهم كل ما هو صحي لهم وأن نحميهم من الانحراف والخطأ وأن نصبر عليهم ونعاملهم بحنان ورعاية، حتى نأخذ الأجر والثواب من الله ويعود علينا النفع في الدنيا والآخرة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ