كتابة :
آخر تحديث: 17/04/2021

تربية الأبناء الصحيحة خطوة بخطوة

يخطئ من يتصور أن تربية الأبناء الصحيحة لها قواعد واحدة وطريقة واحدة تناسب كل الأبناء، فكل إنسان له طبيعته الخاصة التي تختلف عن الآخر.
وتربية الأبناء لا تبدأ منذ ولادتهم، ولكن تبدأ عند اختيار الزوج لزوجته والزوجة لزوجها في بداية خطوات الزواج، حيث حرصت العديد من البلدان على عمل اختبارات طبية للشباب المقبلين على الزواج للتأكد من عدم وجود موانع طبية قد تسبب أضرار لأبنائهم في المستقبل، مثل وجود عيوب وراثية بين الزوجين أو خلاف ذلك.

تربية الأبناء الصحيحة من أين تبدأ؟

كما ذكرنا في المقدمة، فإن التربية الصحيحة للأبناء تبدأ عند اختيار كل من الزوج والزوجة لبعضهم البعض في مقدمات الزواج، حيث أن كل منهما ينظر إلى نظرة كل منهما للأبناء وكيفية تربيتهم وتحملهم لمسئولياتهم.

ويمكن معرفة ذلك أثناء فترة الخطوبة، حيث أن المواقف التي يراها كل طرف من الآخر حيال التعامل مع الأطفال يعطي معلومات عن الصورة التي يمكن أن يعامل بها الإنسان أطفاله في المستقبل.

فإذا كان الإنسان صبوراً مع الأطفال ويتحمل مسئولياتهم بحب، فغالباً ما تستمر تلك الطباع معه لما بعد الزواج، أما إذا كانت فترة الخطوبة خالية من هذا الاختبار وتلك المواقف ومكتفية بالترفيه وكلمات الحب والوعود بين الطرفين، فإن الطرفين ستكون ردود أفعالهم مفاجئة في المستقبل وربما غير متوقعة.

فالوعود الجميلة قبل الزواج عن تحمل مسئوليات الأطفال قد تتبدد مع الاختبارات الفعلية للطرفين بعد الزواج، لذا وجب ملاحظة ردود الأفعال للمخطوبين قبل الزواج حيال تلك الجزئية.

الثقافة التربوية للأبوين وأهميتها ..

تحرص العديد من البلدان على إلزام المقدمين على الزواج على الحصول على دورات تثقيفية عن مسئوليات الزواج وتربية الأبناء، ويكون الحصول على تلك الدورات التدريبية شرطاً لإتمام إجراءات الزواج.

وهناك العديد من المعلومات التي يتم تزويد المقدمين على الزواج بها، وتكون تلك المعلومات عن الصفات الطبية للمرأة والتي يجب أن يعرفها الرجل عن المرأة ليتعامل معها بوعي، مثل حالة المرأة النفسية أثناء بداية الدورة الشهرية، ومعلومات أخرى عن كيفية التعامل مع الاختلافات المتوقعة في السمات الشخصية لكل طرف عن الآخر.

أهمية تفهم الآباء لبعضهم البعض ..

وتكمن أهمية وجود معلومات متبادلة وتفاهم بين الزوجين أو بين الآباء في أن هذا الانسجام بين الآباء ينعكس بشكل مباشر على الأبناء.

فالأبناء يتعلمون عاداتهم من خلال الأفعال التي يعيشونها مع الشخصيات الوالدية وليس من خلال الأوامر الكلامية التي قد لا يكون لها أثر في الأفعال.

فالأوامر الكلامية التي لا ينفذها الآباء لا ينفذها الأبناء أيضاً مهما تكرر الحديث عنها أمامهم.

فالطفل في مراحل طفولته الأولى يتمتع بقوة ملاحظة قوية جداً لدرجة لا يتصورها أي إنسان، فهو قادر على تخزين كل الحركات والإيماءات وردود الأفعال التي يقوم بها كل من حوله.

حتى أن الدراسات أثبتت أن الطفل وهو جنين في بطن أمه يسمع ويميز الأصوات التي يسمعها وهو في رحم أمه، فهو يعرف جيداً ضربات قبها ودقاتها، حتى أنه يتعرف على أمه بعد الولادة مباشرة من خلال سماعه لدقات قلبها التي كان يسمعها قبل الولادة.

كما أن هناك بعض البلدان تقوم بحساب أشهر الحمل ضمن عمر الطفل لما لتلك الفترة من تأثير على شخصية الطفل، حيث أن تعرض الأم لحالة الاكتئاب أو الحزن الشديد أثناء الحمل تؤثر على الحالة النفسية للجنين، لدرجة أنه من الممكن أن يصل الاكتئاب للجنين فيشنق نفسه وهو في الرحم من شدة الحزن.

كيف يمتلك طفلك شخصية إبداعية؟

إن من أكبر التحديات التي يتعرض لها أي أم أو أب هو الحفاظ على الروح الإبداعية لطفله، حيث أن تلك الروح الإبداعية للطفل يتم حصارها لعوامل عديدة.

حيث أن المدرسة والمنزل وجميع البيئات التي يعيش فيها الطفل تعمل على صنع الطفل المطيع الذي ينفذ التعليمات والأوامر التي تصدر إليه بدون تفكير منه أو نقد أو إبداء رأي.

ففي بعض الثقافات ترى أن الأطفال لا رأي لهم، ولا خبرة، ويرون في الطفل الناقد صاحب الاختيار شخصية مزعجة ومشاكسة ويجب السيطرة عليها.

الفارق بين الطفل العنيد والطفل المبدع ..

وهناك فارق كبير بين الطفل العنيد والطفل المبدع، فالطفل المبدع هو طفل يقترح الأفكار على أبويه في أي أمر من الأمور، كاختيار أماكن التنزه المختلفة واختيار اللعب التي يلعب بها، ولكنه بعد النقاش معه لا يتمسك برأيه ويطيع أمور والديه في النهاية أو يقتنع أبويه برأيه فيطبقونه.

أما الطفل العنيد فهو طفل يحاول إثبات ذاته بأي شكل من الأشكال، ويحاول فرض رأيه بأي طريقة من الطرق، بصرف النظر عن موافقة رأيه لرأي والديه من عدمه.

ويقد يعمد الطفل إلى فرض رأيه بطرق سلبية كتعمد مضايقة والديه لعقابهم على عدم تنفيذ رغباته، أو عقابهم بالاستمرار في إزعاجهم بشتى الوسائل حتى تنفيذ طلبه.

الشخصية المستقلة للطفل كيف نكونها؟

هناك خطأ شائع يقع فيه الآباء والأمهات وهو قيامهم بتوفير كل وسائل الراحة لأطفالهم، وتحقيق كل رغباتهم، فهم بذلك يقتلون روح الاستقلال داخل أطفالهم، وينمون روح الاتكالية والاعتمادية على الآخرين بدلاً من الاعتماد على أنفسهم.

فبدلاً من ذلك من الواجب على الأبوين أن يدعما لدى الطفل رغبة الاعتماد على نفسه في بعض الأمور البسيطة في البداية، وذلك من سن مبكرة جداً، فيدعمان رغبته في المأكل والمشرب بمفرده، وتحمل سلبيات التجارب الأولى الفاشلة التي يتكبدها الطفل حتى يصل لأول محاولة ناجحة.

فكثير من الأمهات والآباء لا يريدون تحمل ثمن التجارب الفاشلة في تلك المرحلة، ويفضلون أن يقوموا هم بأنفسهم بإطعام أطفالهم والقيام بمساعدتهم على الملبس والمأكل وكثير من الواجبات.

حتى يترسب عند الطفل شعور بأن لا داعي للاعتماد على نفسه وأن والديه سيقومان بكل الواجبات، ولكن وبعد فترة من الزمن لا يستطيع الوالدان تحمل القيام بتلك الواجبات خاصة وأنها تتزايد مع تقدم سن الطفل.

وكذلك ينشأ لدى الطفل الذي يتربى بتلك التربية خوف مبالغ فيه من الخطأ، حيث أنه لا يتحمل الشعور بالخطأ ويتهرب منه ويتهرب من خوض أي تجربة جديدة، فيؤثر ذلك على مستواه التعليمي الدراسي وفي كل مناحي الحياة.

وأخيراَ .. فإن الحديث عن تربية الأبناء الصحيحة أمر لا يمكن حصره في كلمات قليلة ولكنها مجرد خطوات تعتبر في بدايتها للوصول بعد خطوات عديدة للهدف المنشود.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ