دورة حياة دودة الأسكارس

ما هي دودة الاسكارس؟
دودة الإسكارس (Ascaris lumbricoides) هي نوع من الديدان الطفيلية التي تصيب الجهاز الهضمي للإنسان، وخاصة الأمعاء الدقيقة. يمكن أن تنمو حتى 35 سم في الطول وتسبب مشكلات صحية إذا لم يتم علاجها.
شكل دودة الاسكارس في البراز
دودة الإسكارس تبدو في البراز كدودة طويلة، بيضاء أو صفراء، وقد تكون حية وتتحرك أو ميتة وثابتة. يمكن أن يصل طولها إلى 35 سم، وتكون عادة دائرية الشكل مثل المعكرونة الرفيعة.
أسباب الإصابة بدودة الأسكارس
لا تنتقل الإصابة من شخص إلى آخر بل ينتقل هذا المرض عن طريق بلع البيض الخاص بهذه الدودة بطريقة غير مقصودة، وذلك من خلال الآتي:
- تناول طعام ملوث بالبيض.
- أكل الفواكه والخضروات غير المغسولة جيدًا.
- شرب ماء ملوث ببراز شخص مصاب.
- عدم غسل اليدين جيدًا قبل الأكل أو بعد استخدام الحمام.
- ملامسة تربة معبئة بدودة الأسكارس وينتقل هذا البيض إلى المعدة حتى يصل إلى الأمعاء ويستقر فيها لبدء دورة حياته فيها.
- بعض المناطق تستخدم براز الإنسان كسماد زراعي، مما يزيد من انتقال العدوى.
- غياب الصرف الصحي الجيد وانتشار التلوث بالبراز
تبدأ دُودة الأسكارس دورة حياتها داخل الأمعاء البشرية ثم تنطلق إلى الخارج عبر البراز لتنتقل إلى شخص آخر وتستقر في أمعاءه وهكذا حيث أن مراحل حياتها تبدأ بالبيضة ومن ثم تتحول إلى يرقة ومنها إلى عذراء وأخيرًا تنضج وتتحول إلى دودة أسطوانية الشكل تخترق أمعاء الإنسان.
أعراض دودة الاسكارس عند الكبار
بعد أن يتمكن الطفيل من اختراق جسم الإنسان وتكملة دورة حياته داخل الجسم تبدأ عدة أعراض في الظهور ومن ضمن أشهر هذه الأعراض، ما يلي:
- ظهور بعض من الديدان في فضلات البراز الخارجة من الإنسان وتعتبر هذه العلامة من أحد العلامات التي تؤكد على إصابة الإنسان بدودة الأسكارس
- ظهور طفح جلدي واحمرار على جسم الإنسان والشعور بالحساسية والرغبة في حكة الجسم بطريقة ملحوظة.
- وأيضا ما يميز هذه الدودة بأنها طويلة جدا لذلك في الحالات الشديدة والمتأخرة يلاحظ المريض خروج هذه الديدان من فتحات الجسم مثل الأذن والأنف وفتحة الشرج وفتحات الجسم الأخرى.
- الشعور بالغثيان والتقيؤ عدة مرات بعد تناول الطعام ووجود اضطرابات عديدة في معدة الشخص وخسارة كبيرة جدا وملحوظة في وزن الجسم والإصابة بالإسهال.
- كما يعاني المريض من صعوبة في هضم الطعام داخل المعدة بسبب شلل حركة الأمعاء وغالبا ما يتبرز الشخص بعد تناول الطعام مباشرة دون هضمه.
- إذا كان المصاب طفل صغير غالبا ما يعاني من ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم وفقد في الشهية وعدم الرغبة في تناول الأكل وعدم الشعور بالجوع.
- وفي بعض من الحالات الحرجة التي يصل فيها الطفيل إلى الرئة يعاني المريض من صعوبة وضيق في التنفس والإصابة بالحمى والسعال والكحة.
- إضافة إلى ذلك يلاحظ على المريض صدور صوت منه يشبه صوت الصفير عند الشهيق والزفير وعند السعال والكحة.
- أيضا يلاحظ خروج مخاط من فمه مخلط باللون الأحمر بسبب جرح الأنسجة الدموية المبطنة لكلا من البلعوم والمرئ كما يلاحظ خروج دم مع البراز.
عوامل خطيرة يمكن أن يتعرض لها الإنسان؟
- يعتبر الأشخاص المزارعين والأشخاص الذين يتعاملون مع التربة والأراضي الزراعية هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا الطفيل كما أثبتت الإحصائيات الدولية بأن جميع الفئات العمرية معرضون للإصابة.
- ولكن الأطفال البالغين من العمر عشرة أعوام هم الذين يشكلون عاملا خطرا مقارنة بالأشخاص الآخرين لذلك يجب على الآباء عدم السماح لأطفالهم باللعب في التربة والأماكن الزراعية الملوثة.
- تفضل دُودة الأسكارس العيش في المناطق الأكثر رطوبة وخصوصا المناطق الحارة الاستوائية.
- كما أنها تستقر في المناطق التي ينعدم فيها النظافة مثل القمامة والأماكن والأسطح المغطاة بالتربة الرطبة الملوثة والحدائق والأراضي الزراعية الكبيرة حيث أن هذا المناخ يسمح لها بفقس البيضات الخاصة بها لتتحول منها إلى يرقات.
خطورة ديدان الاسكارس
في الحالات البسيطة، قد لا تسبب أعراضًا خطيرة، لكن عندما تتكاثر بأعداد كبيرة، يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل:
- انسداد الأمعاء: بسبب تراكم الديدان، مما يؤدي إلى آلام شديدة وإمساك مزمن.
- سوء الامتصاص: حيث تمتص الديدان العناصر الغذائية، مما يسبب فقدان الوزن وسوء التغذية.
- آلام في البطن، إسهال، أو تقيؤ.
- إذا انتقلت الديدان إلى القنوات الصفراوية، قد تسبب التهاب الكبد واليرقان.
- يمكن أن تصل إلى البنكرياس وتسبب التهاب البنكرياس الحاد.
- سعال جاف
- أزيز وضيق في التنفس
- حمى خفيفة
- يمكن أن تسبب ضعف النمو والتأخر الذهني بسبب سوء التغذية.
- تجعل الأطفال أكثر عرضة لفقر الدم بسبب نقص الفيتامينات والمعادن.
طرق الوقاية من دودة الاسكارس
من أشهر طرق الوقاية من دودة الاسكارس، هي اتباع النصائح الآتية:
- نشر الوعي الصحي واللوائح التعليمية: ويجب أن تكون هذه اللوائح تحتوي على صور توضيحية لتصل المعلومات إلى كافة الطبقات البشرية والحرص على غسل اليدين بالماء والصابون بشكل مستمر وعند لمس أي جسم غريب واستعمال المطهرات الطبية إن أمكن.
- الابتعاد عن لمس الملوثات والأتربة: التي يمكن أن تكون محملة ببراز البشر المصابين والابتعاد عن تناول الأطعمة الملوثة والمكشوفة.
- تغطية الطعام بعد وقبل تناوله: لأن يمكن أن ينتقل الطفيل عن طريق الذباب المحمل ببراز البشر المصابين لذلك يجب التركيز والحرص جيدا لضمان السلامة.
- عدم تناول الفواكه والخضراوات دون غسلها: ويجب أن تغسل جيدا بالماء لمدة لا تقل عن الخمس دقائق.
- غسل اليدين جيدا: ويجب تعليم الأطفال الخطوات الصحيحة لغسل اليدين جيدا وقص الأظافر باستمرار وعدم إطالتها حتى لا تتراكم فيها الملوثات الضارة والحرص على شرب ماء نظيف معقم.
- تنظيف المكان: يجب أن يكون المكان الموجود فيه المصاب مكان نظيف ومعقم وخالي من التراب وبقايا الأطعمة الملوثة ويجب الحفاظ على تهوية المكان بشكل مستمر.
- الحرص على النظافة الشخصية: ويجب أيضا الحفاظ على النظافة الشخصية للمريض مثل الملابس واليدين ونظافة الجسم وتعقيم الأسطح بالمطهرات والمعقمات لعدم تمكن أي ميكروب من اختراق الجسم.
أدوية لعلاج مرض الإصابة بدودة الأسكارس نهائيا
بعض من الحالات المرضية المصابة تشفى من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى علاج وبعض من الحالات الأخرى تتطلب علاجًا مضاد للطفيليات من أجل القضاء على هذه الدودة الموجودة في الجسم. ومن ضمن العلاجات التي يصفها الطبيب، ما يلي:
1. الأدوية المضادة للديدان (الأساسية)
يصف الأطباء أدوية تقتل الديدان وتخرجها مع البراز، ومنها:
- ألبيندازول (Albendazole) – جرعة واحدة 400 مجم.
- ميبيندازول (Mebendazole) – 100 مجم مرتين يوميًا لمدة 3 أيام أو 500 مجم جرعة واحدة.
- إيفرميكتين (Ivermectin) – يُستخدم في بعض الحالات.
نصائح استخدام أدوية الديدان:
- هذه الأدوية لا تصرف للمريض إلا في حالة وجود وصفة طبية من قبل الطبيب المعالج.
- ويجب على المريض أن يلتزم بالجرعات الموصوفة له وفي حالة عدم الالتزام بالجرعات عادتا ما تزداد الأعراض الخاصة بالمرض تلقائيًا وتبدأ الديدان في التكاثر مجددًا داخل الجسم. لذلك يجب أخذ كورس كامل من مضاد الطفيليات حتى يتأكد كلا من الطبيب والمريض بأنه تم القضاء على الطفيل نهائيًا.
- يجب إجراء اختبار الحساسية قبل استعمال العلاج حتى لا يصاب المريض بالطفح الجلدي والحساسية والحكة والاحمرار.
- كما يجب على المريض أن لا يتناول هذا العلاج بشكل مفرط اعتقادًا منه بأن الجرعات الأكثر تزيد من سرعة الشفاء بل يمكن أن يصاب المريض بالتسمم الحاد.
- يجب على السيدات الحوامل المصابة بطفيل الأسكارس استشارة الطبيب المختص قبل تناول هذه الأدوية حفاظًا على سلامة كلا من الأم والجنين.
- كما يجب أيضا على الأم التي ترضع طفلها استشارة الطبيب حيث هناك احتمال أن يفرز هذا العلاج في الحليب مسببًا للطفل مشاكل صحية ومشاكل في النمو.
- هذه الأدوية التي سبق ذكرها متاحة في الصيدليات بشكل كبير ويجب أن تحفظ في درجات حرارة باردة بعيدة عن أماكن الشمس الحارة وليست بالقرب من الأماكن الرطبة.
- وفي حالة تناول جرعة مفرطة من العلاج مثل حالات التسمم المعدي في هذه الحالة يجب اصطحاب المريض إلى أقرب مركز تسمم طبي لسرعة إنقاذ المريض.
- هذا العلاج يسبب بعض من الأعراض الجانبية مثل الغثيان والتقيؤ المتكرر والشعور بطعم مر في الفم بعد تناول القرص وبعض من الحالات التي تتناول العلاج يظهر عليها أعراض المغص الشديد.
- ويفضل تناول العلاج بعد الوجبة الغذائية ويحذر من تناوله على معدة فارغة حتى لا يصاب المريض باضطرابات في المعدة.
2. العلاجات الطبيعية المساعدة
بعض الأطعمة قد تساعد في التخلص من الديدان، لكنها ليست بديلاً عن الأدوية:
- الثوم: يحتوي على مواد مضادة للطفيليات، يمكن تناوله نيئًا أو على شكل مكملات.
- بذور القرع: تحتوي على مركبات تساعد في شل حركة الديدان.
- الزنجبيل: يساعد على تحسين الهضم وطرد الطفيليات.
3. الوقاية من عودة الإصابة
- غسل اليدين بالماء والصابون قبل الأكل وبعد استخدام الحمام.
- تنظيف الفواكه والخضروات جيدًا قبل تناولها.
- شرب الماء النظيف وتجنب المياه الملوثة.
- التخلص الصحي من الفضلات البشرية لمنع تلوث التربة.
- علاج جميع أفراد العائلة في حال إصابة أحدهم، لتجنب انتشار العدوى.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_5746