آخر تحديث: 08/05/2023

سيرة الإمام أحمد بن حنبل مختصرة

الإمام أحمد بن حنبل واحد من الشخصيات الاجتهادية العظيمة المؤثرة في العالم الإسلامي، من أكثر الشخصيات تواضعاً وكرماً ومن أكثر الائمة التي دافعت مراراً وتكراراً عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، لن يتكرر احمد ابن حنبل في تاريخ الأمة الإسلامية، له الكثير من المراجع والأحكام المنتشرة التي نرتكز عليها حتى يومنا هذا، لذلك يقدم لكم موقع مفاهيم سيرة الإمام أحمد بن حنبل بالإضافة إلى نبذة عن حياته وتلاميذه وكتبه، كل ذلك وأكثر نقدمه لكم من خلال الفقرات التالية.
سيرة الإمام أحمد بن حنبل مختصرة

سيرة الإمام أحمد بن حنبل

  • الإمام أحمد بن حنبل، هو رابع الأئمة الأربعة التي نهتدي بأحكامها سندا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحب المذهب الحنبلي في الفقه الإسلامي، معروف أحمد بن حنبل بعلمه الغزير والذاكرة القوية، والحفظ السريع، اتسم ابن حنبل بالأخلاق الحسنة منها التواضع والتسامح والمروءة.
  • اسمه : أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان، يلتقي نسبه بنسب النبي صلى الله عليه وسلم في جدّه نزار.
  • أمه: هي صفيّة بنت ميمونة بنت عبد الملك بن سوادة بن هند الشيبانية»، تفرغت أمه لرعايته، وهي من شجعته على طلب العلم.

أحمد بن حنبل تلميذ الشافعي

من خلال سيرة الإمام أحمد بن حنبل قد تعددت التساؤلات، هل أحمد بن حنبل تلميذ الشافعي؟!، وهل نشأ المذهب الحنبلي على المذهب الشافعي؟:

  • أولا لابد من معرفة أن جميع المذاهب لا تختلف عن بعضها في الأحكام، وإنما فقط يوجد بعض الاختلافات التي تعد رحمة للمسلمين، الإمام أحمد بن حنبل هو مؤسس المذهب الحنبلي في الفقه؛ المعروف بالفقيه والمحدث.
  • وهو واحد من أكبر تلاميذ الإمام الشافعي -رحمهما الله-؛ تعلم على يديه علوم الفقه في الفترة ما بين (195- 197 هـ)؛ التي هاجر فيها الإمام الشافعي إلى بغداد.

وقال الإمام الشافعي في أحمد بن حنبل، "خرجت من بغداد؛ وما خلفت بها أفقه، ولا أورع، ولا أزهد، ولا أعلم، ولا أحفظ من ابن حنبل".

صفات احمد بن حنبل

وفق سيرة الإمام أحمد بن حنبل تتعدد الصفات الخاصة به، وتتمثل فيما يلي:

  • فكان معروف بحسن الوجه، كان طويلاً، شديد السُّمرة، يخضبُ، في لحيته شعرات سود.
  • عرف بن حنبل بالسكينة والوقار والخشية، وقال عنه تلميذه الميموني : (ما أعلم أني رأيت أحداً أنظف ثوباً، ولا أشدّ تعاهداً لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوباً وشدة بياض، من أحمد بن حنبل).

قصة الامام احمد بن حنبل مع الخباز

ذكر في سيرة الإمام أحمد بن حنبل أنه كان في إحدى رحلاته عند قرية، وكان يبحث عن مكانًا للمبيت، فلم يجد سوى المسجد، وعندما أراد أن ينام شاهده حارس المسجد ومنعه من المكوث في المسجد فحاول الإمام أن يقنعه بالمبيت لكن دون جدوى، فقال له أحمد بن حنبل سأنام موضع قدمي، وقد فعل ذلك و نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه، بمعنى أنه نام عند عتبة المسجد، ولكن حارس المسجد لم يوافقه على ذلك، وبدأ بإبعاده عن المسجد…

وفي هذا الوقت كان أحمد بن حنبل رجلاً وقورًا ظاهر عليه ملامح الكبر، فلمحه خباز لديه محل بسيط لبيع الخبز، فنادى الخباز ووافق على المبيت عنده، وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز، فأكرمه وأحسن ضيافته … ثم ذهب الخباز حتى يمارس عمله، وبدأ فى عمل عجينة لصناعة الخبز… فلاحظ الإمام أحمد بن حنبل أمر جلب له الحيرة، وهو ملازم الاستغفار طوال عمله، فكان مع كل حركة للعجن يستغفر الله، ومع كل رغيف يدخله للفرن يستغفر الله، وعند خروجه يستغفر الله، دون أن يمل أو يكل عن ذلك، وبشكل مستمر ومضى على هذا وقت طويل، وهو ثابت على هذه الحالة، فتعجّب الإمام أحمد بن حنبل.

وفي اليوم التالي سأل الإمام أحمد بن حنبل الخباز عن سبب كثرة استغفاره، وقال:

  • فأجابه الخباز: إنه اعتاد على الاستغفار، فسأله الإمام أحمد: وهل وجدت لاستغفارك ثمره؟
  • فقال الخباز: نعم، فوالله ما دعوتُ دعوةً إلاَّ أُجيبت! إلاَّ دعوة واحدة!
  • فقال الإمام أحمد: وما هي؟
  • فقال الخباز: رؤية الإمام أحمد بن حنبل…
  • فقال الإمام أحمد: أنا أحمد بن حنبل، والله إني جُررت إليك جرًّا حتى يحقق لك الله تلك الدعوة.

من أشهر تلاميذ أحمد بن حنبل

يعد أحمد بن حنبل من أشهر العلماء التي نشأ على علمه الكثير من التلاميذ الذين أصبحوا من علماء الأمة، خرَّج الكثير من العلماء والفقهاء ومن أشهر تلاميذ بن حنبل:

  • عبد الملك الميموني، ومهنا بن يحيى الشامي، وأبو بكر المروذي، والوراق أحمد بن محمد بن هاني، وأبو بكر الأثرم، وحرب بن إسماعيل الكرماني، وإبراهيم بن هاني، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وعبد الوهّاب بن عبد الحكم الوراق، وبقيّ بن مخلد، وإسحاق بن منصور التميمي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وصالح وعبد الله ابنا الإمام أحمد، ومسلم بن الحجاج النيسابوري.
  • ومن كبار تلاميذ أحمد بن حنبل والذي كان من أشهر وأقرب أصحابه أحمد بن محمد الكحال، وأبو طالب المشكاني، وبشر بن موسى، وإسماعيل الشيخلي، ومثنى بن جامع، والحسن بن زياد، وأبو الصقر يحيى، والحسن بن ثواب، وغيرهم الكثير من تلاميذه.

كيف تعلم أحمد بن حنبل؟

كان من حظه الوفير سماع حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وقدرته على التحصيل ما لم يتوفر لإمام غيره، وذلك من خلال:

  • فقد روي عليه أكثر من 120 عالم من العلماء، وكان يتنقل بين البلاد على العلماء والفقهاء رغم قلة ماله ماشياً لطلب العلم، يشهد له بالموقف الصامد العظيم في وقوفه ضد فتنة خلق القرآن.
  • له موقفان في الإسلام لولاهما؛ لضعف الإسلام وليس المسلمون، الموقف الأول: موقف أبي بكر الصديق في الردة فلولاه لوصلنا الإسلام بلا زكاة، والموقف الثاني: موقف الإمام أحمد في خلق القرآن، ولولا هذا الموقف لكان القرآن عندنا مخلوقاً وليس كلام الله.

أقوال العلماء في أحمد بن حنبل

قال الربيع بن سليمان عن الإمام أحمد بن حنبل، على لسان الشافعي: «أحمد إمام في ثمان خصال: وهو ايضا إمام في الحديث، و إمام في الفقه، لين حنبل إمام في اللغة، وكذلك إمام في القرآن، وكان إمام في الفقر، وأفضل أئمة الزهد، وكان أكبر إمام في الورع، وأخيرا إمام في السنة».
وقال أبو عمير عيسى بن محمد الرملي: على الدنيا ما كان أصبره! وبالصالحين ما كان ألحقه! بالماضين ما كان أشبهه!، وقد عرضت عليه الدنيا فأباها، والبدع فنفاه».

وفاة أحمد بن حنبل

وقد تحدث الصالح بن حنبل عن وفاة الإمام أحمد بن حنبل، وقال إنه توفى وقت الضحى يوم الجمعة الموافق الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام 241هـ، عن عمر سبع وسبعين سنة، وتم دفنه بعد العصر في مقبرة باب حرب، وتم تأكيد ذلك من قبل المؤرخين، من بين تلك المؤرخين الخطيب البغدادي، وياقوت الحموي وابن الجوزي في المنتظم، وغيرهم من العلماء، توفى أحمد بن حنبل وترك العديد من المدونات في علم الفقه، يتبعه المسلمين حتى اليوم.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، سلطنا الضوء على أهم النقاط في سيرة الإمام أحمد بن حنبل، قدمنا لكم أهم التفاصيل الهامة الخاصة بالإمام، بالإضافة إلى ذكر أشهر تلاميذه وصفاته، والعديد من المعلومات الأخرى.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ