خواطر وشعر عن موت الصديق العزيز وغيابه
موت الصديق
- قبل أن نتطرق في ذكر الأبيات التي قيلت في شعر عن موت الصديق ورثاء الأحبة، نتحدث عن الموت قليلًا، الموت الفجأة بدون مقدمات يشعرنا أنه سرق منا السعادة والبهجة، يقلب حياتنا رأسًا على عقب، يختطف منا أحبتنا ويفرق تجمعاتنا، ويخيم على قلوبنا بالأحزان.
- خاصة الموت الذي ينزع منا أغلى الأشياء التي نملكها من الأحبة والأصدقاء المقربين، والكلمات التي نعبر بها عن فقدان الصديق ورثاءه ما هي إلا كلمات قلقلة لا تفي حق الصديق ولا تصبرنا على فراقه، ولكنها مجرد كلمات تشعرنا بقيمة وغلاة هذا الشخص.
شعر عن موت الصديق قصير
لقد أبدع شعراء الأدب العربي في التعبير عن موت الصديق في أبيات شعرية قصيرة معبرة وملهمة وتعبر عن حالة الحزن والآسي من فراق الصديق وموته،ومن أفضل هذه الأبيات لكبار الشعراء ما يلي:
ابن الرومي:
- يا منْ نُحِبُّهمُ في الله إنَّ لنا
موعدًا سنلتقي فيه مع الحُبِّ - يا صاحبي وصديقي كنتَ لي سندًا
واليوم رحلتَ فزاد الهمُّ في قلبي
الخنساء:
- ألا يا صَديقَ الرُّوحِ إنَّ فِراقَكُمْ
ألمّ بقلبي وصارَ كالجُرْحِ - أبكيكَ يا من كنتَ لي خيرَ صاحبٍ
وفي غيابك زادَ الحزنُ والشُّجْنُ
ابن الرومي:
- أبكي على صديقٍ راح عن دنيايَ
وترك القلبَ يحيا في ظلامٍ وجنايَ - يا من كان للروح أسمى المواساةِ
فارقتنا والدمع لا يُجدي البكاءَ
المتنبي:
- مضى الصديقُ الذي كنتُ أركنُ له
وفي غيابهِ زادت الأحزانُ والأسى - أضحى الفراقُ يمزق القلبَ والأمل
كم كان دفئك في الليالي سلوى
الشافعي:
- سأظلُّ أذكرُ يا صديقي طيبتكْ
وكيف كنتَ لجرحي دومًا البلسَمَ - في غيابك أضحى القلبُ مضطرِبًا
والليل في عينيَّ باتَ مُظلِمًا
أبو العتاهية:
- يا رفيقي في دروبِ العمر، قد غبتْ
وتركتني بين جروحِ القلب، أنعيكْ - لا زال طيفك في خيالي حاضرًا
كأنك الروحُ التي لا تفارقني
شعر عن موت الصديق
هناك العديد من الشعراء الذي استطاعوا قول شعر عن موت الصديق في أبيات شعرية مؤثرة، الآتية:
يقول الشاعر جريس معمر في قصيدة لقد أبكرت يا رجل الرجال:
لقد أبكرت يا رجل الرجال
وأسرجت المنون بلا سؤال
فأججت الأسى في كل قلب
وجارحة وما أبقيت سالي
نعى الناعي فروعنا جميعًا
وجاز الجرح حد الاحتمال
هل الأيام تغدر في أديب
سما فوق المصالح لا يمالئ
خسرنا الحلم والخلق المزكّى
خسرنا هيبة الرجل المثالي
فلم أتوقع المأساة أصلًا
ولا خطرت ولا جالت ببالي
ضياعك يا صديقي كان مُرًّا
أضاع النور في حلك الليالي
تؤم الناس بيتك كي تعزي
ولكن من يعزيني بحالي
أنا المجروح من موت تدلى
ليغدر في صديق كان غالي
ويقول الشاعر صاحب الأبيات في قصيدة تبكي عيون الأنام قرتها:
تبكي عيون الأنام قرتها
ونورها بينهم وبهجتها
وَدَّتْ لَوْ أن بالعمى قد اكتحلتْ
ولم يغب من يزينُ نظرتها
وَالْكَبِد يا ويح كبدِ ناضجة
والنفس هَدَّ الفراق قوتها
أحقا إن الحسينَ غادرنا
لبقعة أسكنتْه تربتَها
فإن يكنْ فَهِيَ أمه أخذت
من حسنه حظها وحصتها
وكان قد شاقها محبتُهُ
فأطفأتْ بالعناق جمرتها
فلا تلمْ في القلوب منكسرًا
فَحُبّه قد أصاب حبتَها
فكمْ رأينا من خلْقه دررًا
إذا انتقيت وجدت صفوتها
كالبدر زانتْهُ في نجمٌ
وَزَانَهُنَّ وكان غرتها
أبو الخصال التي سمعتَ بها
لَكِنَّهُ يَسْتَقِلّ كثرتها
وقال الصحابي الجليل حسان بن ثابت في صديقه سعد بن معاذ في قصيدة لقد سجنت من دمع عيني عبرة:
لقد سجنت من دمع عيني عبرة
وحق لعيني أن تفيض على سعد
قتيل ثوى في معرك فجعت بهعيون ذواري الدمع دائمة الوجد
على ملة الرحمن وارث جنةمع الشهداء وفدها أكرم الوفد
فإن تك قد ودعتنا وتركتناوأمسيت في غبراء مظلمة اللحد
فأنت الذي يا سعد أبت بمشهدكريم وأثواب المكارم والحمد
بحكمك في حيي قريظة بالذي
قضى الله فيهم ما قضيت على عمد
فوافق حكم الله حكمك فيهم
ولم تعف إذ ذكرت ما كان من عهد
فإن كان ريب الدهر في أمضاك الألى
شروا هذه الدنيا بجناتها الخلد
فنعم مصير الصادقين إذا دعوا
إلى الله يوما للوجاهة والقصد.
أما الشاعر أحمد شوقي فقد كتب شعر عن موت الصديق في قصيدة يقولون رشدي مات قلت صدقتم:
يقولون رشدي مات قلت صدقتم
ومات صوابي يوم دام وآمالي
وركني الذي للنائبات أعده
وذعري في الماضي وعوني على الحال
وسعدي الذي خان الزمان وطالعي
وفخري إذا ألقى الرجال وإجلالي
أرشدي لقد عشت الذي عشت سيدا
ولم تك عبد الجاه والأمر والمال
ولم تأل كتب العلم درسا ومطلبا
ولم تك عنها في الثمانين بالسالي
وكنت تحل الفضل أسمى محلة
وتنزل أهل الفضل في المنزل العالي
ولم تتخير ألف خل وصاحب
ولكن من تختاره الواحد الغالي
حبيتك والدنيا تحبك كلها
وزدتك حبا عندما كثر القالي
وقست بك الأعيان حيا وميتا
فوالله ما جاء القياس بأمثال
ولو أن إنسانا من الموت يفتدى
فديتك بالنفس النفيسة والال
شعر عن فراق الصديق الميت
نعرض لكم أيضًا غير شعر عن موت الصديق بعض الأشعار التي تناسب كرثاء لموت الأصدقاء وفاجعة فقدانهم، الآتي:
- يقول الخليفة علي بن أبي طالب:
النّفس تبكي على الدّنيا وقد علمت
أن السّعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلّا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنه
وإن بناها بَشَر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها
ودورنا لخراب الدّهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة
حتّى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائن في الآفاق قد بُنيت
أمست خراباً وأفنى الموت أهليها
لا تَرَكْنَ إلى الدّنيا وما فيها
فالموت لا شكّ يفنينا ويفنيها
لكلّ نفس وإن كانت على وجل
من المنيّة آمال تقوّيها
المرء يبسطها والدّهر يقبضها
والنّفس تنشرها والموت يطويها
إنّما المكارم أخلاق مُطهّرة
الدّين أولّها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها
والجود خامسها والفضل سادسها
والبرّ سابعها والشّكر ثامنها
والصّبر تاسعها وَاللِّين باقيها
والنّفس تعلم أنّي لا أصادقها
ولست أرشد إلا حين أعصيها
واعمل لدار غداً رضوان خازنها
والجار أحمد والرّحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها
والزّعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبنٌ محمّضٌ ومن عسل
والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطّير تجري على الأغصان عاكفةً
تسبّحُ الله جهراً في معانيها
من يشتري الدّار في الفردوس يعمرها
بركعةِ في ظلام اَللَّيْل يحييها
شعر حزين عن موت شخص عزيز
هناك العديد من الأشعار التي كتبت في وصف الموت وتأثيره على المقربين، وكيف أن فِرَاقَ والبعد الأبدي الذي يجعلنا نحزن على من فارق الحياة، ومن هذه الأشعار ما يلي:
إنّ الطبيب بطبّه ودوائه
لا يستطيع دفاع نحب قد أتى
ما للطّبيب يموت بالدّاء الذي
قد أبرأ مثله فيما مضى
مات المداوي والمداوي والدي
جلب الدواء أو باعه أو اشترى
أسلمني الأهل بطن الثرى
وانصرفوا عنّي فيا وحشتا
وغادروني معدوماً بائساً
ما بيدي اليوم إلا اَلْبُكَاء
وكل ما كان كأن لم يكن
وكل ما حذّرته قد أتى
وذا كم الجموع والمقتنى
قد صار في كفّي مثل الهبا
ولما جد لي مؤنسا ها هنا
غير محور موبق أو فاسق
فلو تراني وترى حالتي
بكيت لي يا صاح ممّا ترى
يقول أبو العلاء المعري والموت في قصيدة الموت ربع فناء لم يضع قدمًا:
الموتُ رَبَّعَ فَناءٍ، لم يَضَعْ قَدَماً
فيهِ امرؤٌ، فثَناها نحوَ ما ترَكا
والملكُ لِلَّهِ، من يَظفَرْ بنَيلِ غِنًى
يُرَدِّدهُ قَسراً، وَتَضَمَّنَ نفسه اَلدَّرْكا
لو كانَ لي أو لغَيري قدْرُ أُنْمُلَةٍ
فوقَ الترابِ، لكانَ الأمرُ مُشترَكا
ولو صفا العَقلُ، ألقى الثّقلَ حامِلُه
عَنهُ، ولم تَرَ في الهَيجاءِ مُعْتَرَكًا
إنّ الأديمَ، الذي ألقاهُ صاحبُهُ
يُرْضي القَبيلَةَ في تَقسيمِهِ شِرْكًا
دَعْ القَطاةَ، فإنْ تُقَدَّر تَبِتْ
إلَيهِ تَسري، ولم تَنصِبْ لها شِرْكًا
وللمَنايا سعَى الساعونَ، مُذْ خُلِقوا
فلا تُبالي أَنُصّ الرّكْبُ أم أركا
والحَتْفُ أيسرُ، والأرواحُ ناظرَةٌ
طَلاقَها من حَليلٍ، طالما فَرْكًا
والشّخْصُ مثلُ نجيبٍ رامَ عنبرَةً
من المَنونِ، فلمّا سافها بركا
شعر شعبي عن موت الصديق
إليكم بعض الأبيات الشعرية الشعبية عن موت الصديق، ومن هذه الأبيات ما يلي:
يا صاحبي ما عاد للفرحة مكان
من بعد ما غاب ضياك ورحلكنت الوفا والطيب في كل زمان
واليوم غاب النور والكون اختنقيا ليتني رافقتك في كل طريق
ولا فارقتك لحظة في هذا الزمنيا غايب عني والدمع همّال
فقدانك أحرق قلبي بالناريا صديقي اللي راح وما عاد
ما تترك بقلبي غير الأنّاتالفرحة ماتت مع رحيلك بعيد
وبقيت أنا والليل والعبراتعسى الجنة مثواك يا أغلى الناس
ويجمعنا ربي في دار الخلودذكراك تبقى في خفوقي دوم
يا صديقي اللي عليه الروح تهونالروح بعدك في غياب وحزن
وليل الألم طال علي وتمادىيا رفيق الدرب يا روح النعيم
بعدك تركت القلب في لوعاته
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_9785