شعر نزار قباني عن الفراق
محتويات
نبذة عن نزار قباني
ولد نزار قباني في دمشق -سوريا عام 1923م ،وتوفي عام 1998م في المملكة المتحدة، يعتبر من شهراء العرب البارزيين الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة عظيمة في الأدب العربي الحديث،
وأطلق عليه رئيس جمهورية الشعراء،كما تطرق نزار للعمل في السلك الدبلوماسي، وشهدت حياة قباني العديد من المآسي والأحزان، ومنها وفاة زوجته وابنه توفيق القباني،
ولقد تعدد إنتاج قباني من الأعمال الأدبية، وتتمثل في شعر ونثر ودواوين ومسرحيةوغيرها.
أبيات شعرية عنوانها "ينبوع طيبة "
عرفتُكِ من عامين، ينبوعَ طيبةٍ
ووجهًا بسيطًا كان وجهي المُفَضّلا
وعينينِ أنقى من مياهِ غمامة
وشَعْرًا طفوليّ الضفائر مُرْسَلا
وقلبًا كأضواءِ القناديل صافيًا
وحُبًّا، كأفراخِ العصافيرِ، أوّلا
أصابعُكِ الملساءُ كانتْ مناجمًا
أُلملمُ عنها لؤلؤًا وقرنفلا
وأثوابُكِ البيضاء كانت حمائمًا
ترشرش ثلجًا -حيث طارتْ- ومخملا
عرفتُكِ صوتاً ليس يُسْمعُ صوتُهُ
وثغراً خجولاً كان يخشى المُقبِّلا
فأين مضتْ تلك العذوبةُ كلُّها
وكيف مضى الماضي، وكيف تبدَّلا؟
توحّشتِ، حتى صرتِ قِطّةَ شارعٍ
وكنتِ على صدري تحومين بُلبلا
فلا وجهكِ الوجه الذي قد عبدتُهُ
ولا حسنك الحسن الذي كان مُنْزَلا
وداعتُك الأولى استحالتْ رعونةً
وزينتكِ الأولى استحالتْ تبذلا
أيمكن أن تغدو المليكةُ هكذا؟
طلاءً بدائيًا، وجفنًـا مكحّلا
أيمكن أن يغتالَ حسنُكِ نفسَهُ
وأن تصبح الخمرُ الكريمةُ حنظلا
يروّعني أن تصبحي غجريةً
تنوء يداها بالأساور والحُلى
تجولينَ في ليل الأزقةِ هرةً
وجوديةً، ليستْ تثير التخيّلا
سلامٌ على من كُنْتِها، يا صديقتي
فقد كنتِ أيامَ البساطةِ أجملا
شعر عن الفراق أبيات قصيدة "أسألك الرحيلا"
لنفترق قليلا لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي
وخيرنا لنفترق قليلا
لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي
أريدُ أن تكرهني قليلا
بحقِّ ما لدينا
من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا
بحقِّ حُبٍّ رائعٍ
ما زالَ منقوشا على فمينا
ما زالَ محفورا على يدينا
بحقِّ ما كتبتَهُإليَّ من رسائلِ
ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي
وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي
بحقِّ ذكرياتنا
وحزننا الجميلِ وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا
أكبرَ من شفاهنا
بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا
أسألكَ الرحيلا
لنفترق أحبابا
فالطيرُ في كلِّ موسم
تفارقُ الهضابا
والشمسُ يا حبيبي
تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا
كُن في حياتي الشكَّ والعذابا
كُن مرَّةً أسطورة
كُن مرةً سرابا
وكُن سؤالا في فمي
لا يعرفُ الجوابا
من أجلِ حبٍّ رائع
يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا
وكي أكونَ دائماً جميلة
وكي تكونَ أكثر اقترابا أسألكَ الذهابا
لنفترق ونحنُ عاشقان
لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان
فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي
أريدُ أن تراني
ومن خلالِ النارِ والدُخانِ
أريدُ أن تراني
لنحترق لنبكِ يا حبيبيفقد نسينا
نعمةَ البكاءِ من زمانِ لنفترق
كي لا يصيرَ حبُّنا اعتياداوشوقنا رمادا
وتذبلَ الأزهارُ في الأواني
كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري
فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير
ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير
ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي
يا فارسي أنتَ ويا أميري
لكنني أخافُ من عاطفتي
أخافُ من شعوري
أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا
أخاف من وِصالنا
أخافُ من عناقنا
فباسْمِ حبٍّ رائعٍ
أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا
أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا
أسألك الرحيلا
حتى يظلَّ حبنا جميلا
حتى يكون عمرُهُ طويلا
أسألكَ الرحيلا
شعر عن الفراق بعنوان "أشهد أن لا امراة "
أشهد أن لا امرأةً أتقنت اللعبة إلا أنتِ
واحتملتْ حماقتي عشرةَ أعوامٍ كما احتملتِ
واصطبرتْ على جنونِي مثلما صبرتِ
وقلمتْ أظافري ورتبتْ دفاتري
وأدخلتني روضةَ الأطفالِ إلا أنتِ
أشهدُ ألَّا امرأةً تشبهني
كصورةٍ زيتيةٍ في الفكرِ والسلوكِ إلا أنتِ
والعقل والجنون إلا أنت
والملل السريع والتعلق السريع إلا أنت .
أشهد أن لا امرأةً قد أخذتْ من اهتمامي نصفَ ما أخذتِ
واستعمرتني مثلما فعلتِ
وحررتني مثلما فعلتِ
أشهد أن لا امرأةَ تعاملت معي كطفلٍ عمرهُ شهرانِ إلا أنتِ
وقدمتْ لي لبنَ العصفورِ والأزهارِ والألعابِ
إلا أنتِ أشهد ألَّا امرأةً كانت معي كريمةً كالبحرِ
راقيةً كالشعرِ ودللتني مثلما فعلتِ
وأفسدتني مثلما فعلتِ
أشهدُ ألَّا امرأةً قد جعلتْ طفولتي تمتدُّ للخمسينِ إلا أنتِ.
قصيدة شعرية عنوانها " بريدها الذي لا يأتي"
تلكَ الخطاباتُ الكسولةُ بيننا
خيرٌ لها-- خيرٌ لها--أن تُقْطَعَا
إنْ كانت الكلماتُ عندكِ سُخْرَة
لا تكتبي. فالحبّ ليس تبرّعا
إني لأقرأ ما كتبتِ فلا أرى
إلاّ البرودة--والصقيعَ المفْزِعا
عفويةً كوني --وإلاّ فاسكتي
فلقد مللتُ حديثَكِ المتميّعا
حَجَريّةَ الإحساس --لن تتغيّري
إني أخاطبُ ميّتا لن يَسمعا!
ما أسخفَ الأعذارَ تبتدعينها
لو كان يمكنني بها أن أقنعا
سنةٌ مضتْ. وأنا وراء ستائري
أستنظر الصيفَ الذي لن يرجعا
كلُّ الذي عندي رسائلُ أربعٌ
بقيتْ – كما جاءت- رسائلَ أربعا.
هذا بريدٌ. أم فتاتُ عواطف
إني خُدعتُ ،ولن أعودَ فأُخدعا.
يا أكسل امرأةٍ --تخطّ رسالة
يا أيتها الوهمُ الذي ما أشبَعَا
أنا من هواكِ ،ومن بريدكِ مُتْعب
وأريدُ أن أنسى عذابكما معا
لا تُتْعبي يدَكِ الرقيقةَ. إنني
أخشى على البلور أن يتوجعا!
إني أريحُكِ من عناء رسائلٍ
كانتْ نفاقاً كلُّها-- وتصنّعا
الحرفُ في قلبي نزيفٌ دائم
والحرفُ عندكِ، ما تعدّى الإصبعا
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_6434