كتابة :
آخر تحديث: 29/01/2023

علامات الجمال عبر التاريخ

هل مفهومنا للجمال قائم على الطبيعة أم المجتمع؟ وكيف كانت تبدو علامات الجمال عبر التاريخ؟ هذه هي الأسئلة التي طرحتها فئة من الناس، حيث يشعر الغالبية بالقلق في مرحلة ما في الحياة حول ما إذا كانوا جميلين بما يكفي لتلقي المدح والمحبة، لكن من المهم إدراك أن علامات الجمال عبر التاريخ عرفت تغيراً، بتغير الحِقْبَة وتغير المفاهيم وتطور الموضة، فمن خلال النظر إلى الماضي، يمكننا أن نرى أنه في مرحلة ما كان الجميع يتفق على بعض علامات الجمال التي أصبحت في يومنا هذا تفتقر لمعطى الجمال، نأخذكم في هذا المقال في موقع مفاهيم بجولة تاريخية حول علامات الجمال عبر التاريخ.
علامات الجمال عبر التاريخ

علامات الجمال عبر التاريخ

يعتبر الجمال من الأشياء المميزة لكل امرأة والذي يميز كل شخص عن الأخر، ومن المتعارف عليه أن مسألة الجمال هذه نسبية تختلف من شخص لأخر، بل مجتمع لأخر، لذا نجد أن معايير الجمال متعددة وتختلف من دولة لأخرى، وإليكم أهم هذه العلامات الجمالية عبر التاريخ، وتشمل:

مصر القديمة

  • في عهد الفراعنة كانت الصورة المثالية للجمال تتجلى في المرأة النحيفة بخصر عالي ووركين ضيقين، إضافة إلى الشعر الأسود الداكن والبشرة المشرقة.
  • في ذلك العصر تلجأ النساء إلى وضع "باروكة" طويلة مضفرة، لدرجة كان الرجال والنساء في مصر يَحلقون شعرهم بشكل روتيني لوضع الشعر المستعار بدلا من ذلك.
  • في ذلك العصر الرجال والنساء على حد سواء يضعون المكياج باعتباره أحد صور الجمال، خاصة الكحل الأسود.

اليونان القديمة

  • النساء في اليونان قديماً عَمدوا إلى تبييض شعرهن بالخل (باعتباره أحد مقاييس الجمال) والذي تسبب في كثير من الأحيان في تساقط الشعر، لذلك كان لشعر الباروكات شعبية واسعة. كان طول الشعر كذلك مطلوباً في تلك الحقبة، لدرجة كان يُسمح فقط للنساء من الطبقة العليا أن ينمو شعرهن لفترة طويلة.
  • كان لدى الإغريق فكرة مختلفة جدًا عن الحواجب، حيث كانت أحد علامات الجمال في ذلك الوقت الحواجب الملتصقة، كانت تعتبر علامة على الذكاء والطهارة.
  • ومن كانت لا تملك تملك الحواجب طبيعياً تسعى لرسمها باستخدام صبغة الكحل للحصول على ذلك المظهر الجريء و"الجميل" في نظرهم.

اليابان

  • في اليابان في العصور الوسطى، كان الشعر الطويل ذا قيمة عالية وأحد علامات الجمال، لذلك كانت النساء في البلاط يزرعن الشعر لأطول فترة ممكنة، وغالباً ما يصل شعرهن إلى الأرض!
  • كما كُن في تلك الفترة يحلقن حواجبن ويرسمن مكانها حواجب تقريبًا بالقرب من خط الشعر.
  • تشمل علامات الجمال في ذلك العصر بشرة بيضاء، وجنتان وردية، وشفتان صغيرتان.
  • أحد معايير الجمال الأخرى والغريبة تتعلق بمظهر الأسنان، فعلى مدى آلاف السنين، كانت النساء اليابانيات يحولن لون أسنانهن إلى السواد بشكل دائم بعد الزواج. استمر هذا حتى القرن التاسع عشر، وكان رمزاً للجمال والالتزام في العلاقة الزوجية.

حضارة المايا

  • بدءًا من حوالي عام 1000 قبل الميلاد، بدأت المايا القديمة في تعديل جماجم الأطفال، حيث يقومون بربط رأس الطفل بلوحة أو بأدوات مختلفة، لإجبار الجمجمة على إعادة تشكيل نفسها.
  • وقد تم ذلك لكل من الذكور والإناث، ويعتقد أنه لم يكن مرتبطًا بالمكانة الاجتماعية، بل كان علامة على الجمال والزينة.
  • كان لدى العديد من المجموعات القبائلية الأخرى في جميع أنحاء العالم ممارسات مماثلة، بما في ذلك القبائل الجرمانية، وكذلك قبائل هاواي والتاهيتيين والأنكا وقبائل شينوك وتشوكاو في أمريكا الشمالية.

الصين القديمة

  • على الرغم من أن ربط القدم ربما يكون أحد أكثر أشكال تعديل الجسم شهرة، إلا أن أصوله تعود إلى الصين، كانت هذه الممارسة شائعة في القرن 13 بين زوجات وبنات النبلاء.
  • عادةً ما يبدأ ربط القدمين عندما يكون عمر الفتاة خمس إلى سبع سنوات، حيث يتم تضييق القدم بإحكام أثناء نموها، مما يتسبب في كسر العظام، ترتبط هذه الممارسة المؤلمة والمعوقة بخلفية جنسية وجمالية تعتبر الأقدام الصغيرة أحد علامات الجمال.
  • الأظافر الطويلة التي يتراوح طولها بين 8 إلى 10 بوصات كانت كذلك أحد سمات الجمال عند الصينيين، ويقوم بإطالتها الرجال والنساء معاً، هذه العادة يعتبرونها إشارة إلى الثراء.
  • كان لدى النساء الصينيات القديمات فرصة أن يبدعن في مظهرحواجبهن، كُن يرسمن حواجبهن بصبغة سوداء أو زرقاء أو خضراء وتشكيلها حسب الموضة الرائجة في ذلك الوقت؛ في عهد أسرة هان، كانت الحواجب المدببة بشكل حاد هي الأكثر شيوعاً.
  • خلال عهد أسرة تانغ الصينية (618-907 م)، كانت النساء ذوات الأشكال الممتلئة والوجوه المستديرة والخدود الكبيرة والجباه العريضة الأكثر جمالاً.

القرن 16

  • المشد (الكورسيه) هو واحدة من أشهر وسائل تعديل الجسم، والمصممة لخلق خصر صغير وثدي مرفوع.
  • من القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر، ارتدت النساء مجموعة متنوعة من أنماط المشد، بعضها مربوط للغاية لدرجة أنها خلقت صعوبة في التنفس.
  • ومع ذلك، في القرن 19، تطورت الكورسيهات من أجل دعم مظهر جميل للجسم.

عصر النهضة

  • في هذا العصر كان جمال المرأة مرتبطاً بمعايير من قبيل الجبهة العريضة والشعر الأشقر المجعد.
  • خلال عصر النهضة، كانت معايير الجمال موزعة على سمة محددة للغاية مثل طول السيقان واتساع الوركين وضيق الخصر، إضافة إلى الأسنان الصغيرة واللامعة.
  • بالنسبة للمرأة الأوروبية خلال العصور الوسطى وعصر النهضة، كان نتف الرموش أحد الممارسات المؤلمة التي تقوم بها السيدات في إطار معايير الجمال.

فرنسا القرن الثامن عشر

  • الوجه البيضاوي، الذقن المزدوج والبشرة البيضاء والخدود الوردية والشعر الطويل المُجعد كانت أهم سمات جمال المرأة في تلك الفترة.
  • لذلك كانت النساء في ذلك العصر تميل إلى وضع شعر مستعار، وللحصول على بشرة فاتحة كانت النساء يمِلن إلى وضع مكياج أبيض مُلفت.
  • في القرن الثامن عشر، بدأت النساء في وضع مكياج ثقيل إلى جانب وضع خالات على مناطق مختلفة في الوجه، وكان لكل منطقة معنى خاص.
  • فعلى سبيل المثال الخالة على مقربة من الفم تعني رغبة المرأة في العلاقة الحميمة أما الخالة على الخد الأيمن فتعني أن المرأة كانت متزوجة.

العصر الإدواردي

  • في هذا العصر أي في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر، كانت النساء أكثر قوة قليلاً، وكانت معايير الجمال المرسومة تتجلى في جسم على شكل الساعة الرملية مع خصر نحيف ووركين بارزين، لدرجة كانت النساء ترتدي مشدات ضيقة للحصول على الشكل المثالي.

عشرينيات القرن الماضي

  • بفضل حق المرأة في التصويت الذي حظيت به النساء في تلك الفترة الزمنية، حصلت على حريات وقوة، أظهرن ذلك من خلال مظهرهن.
  • على إثر ذلك كانت النساء ترتدي ثياب قصيرة ومكشوفة مع اعتماد تسريحة الشعر القصير، إضافة إلى التركيز على ممارسة التمارين الرياضية لبناء جسم رياضي.

خمسينيات القرن العشرين

  • بفضل ظهور الأنوار الكهربائية والمرايا المضيئة، شهدت هذه الفترة قلقًا متزايدًا بشأن إظهار البَشَرَة والشعر والأسنان دون عيوب.

علامات الجمال عند العرب في الجاهلية

  • لقد عرف الجمال عند العرب قديما في الجاهلية بأنه من العلامات المميزة للمرأة وقد ورد ذكر علامات الجمال هذه في الأشعار الجاهلية والقصائد، واعتبار المرأة الجميلة تتميز بكحالة العين الواسعة التي تشبه عين المها، وورد الخدود والشفاه الممتلئة، والجسم المنحوت والخصر الرفيع الممشوق.
  • الأنف الصغيرة المرفوعة لأعلى، المرأة ذات البشرة القمحية أو السمراء، ذات اللسان الجيد، ومتوسطة الطول وشديدة الخصوبة، والشعر الكثيف الناعم المنسدل.

أغرب معايير الجمال حول العالم

  • البدانة رمز الجمال في موريتانيا.
  • حفر الأسنان في أندونيسيا.
  • تمديد شحمة الأذن في شعب الماساي في كينيا.
  • ضمادة الأنف في إيران من علامات الجمال.
  • قطع الجلد وخدشه بأدوات حادة وظهور ندبات علامة الجمال في أفريقيا.
  • قدم اللوتس أو ثنى القدم لتبدو صغيرة من علامات الجمال في الصين.

علامات الجمال الحاد

هناك العديد من العلامات الحادة التي تتميز بها الأنثى وهي من العلامات المميزة التي تعطي للمرأة مظهرا مميزا، ومن هذه العلامات ما يلي:
  • العيون الواسعة ذات الرموش الطويلة والعين الكحيلة.
  • الشعر الطويل الناعم.
  • الغمازات التي تتخلل الخدود.
  • الابتسامة المميزة.
  • وجود نمش على الأنف وفي أجزاء الوجه المختلفة.
  • الأذن الصغيرة.
  • الشامات المميزة في الوجه أو بعض أجزاء الجسم.
  • أصابع اليد الطويلة الرفيعة.
  • عظام الأكتاف البارزة.
  • القوام الرشيق المتناسق.
  • الرقبة الطويلة.

هل القصر من علامات الجمال؟

  • لقد أكدت العديد من الدراسات أن النساء الأقصر هي أكثر جمالا وجاذبية، وذلك لأن الرجل يشعر بالسيطرة وقوته عند التعامل مع المرأة القصيرة.
  • كما أن المرأة القصيرة أكثر خصوبة وقدرة على الإنجاب، ثم أن المرأة القصيرة تتميز بالنشاط والحيوية والقدرة على جذب الرجل بسهولة.

هل الطول من علامات الجمال؟

  • إن مسألة الطول والقصر عند المرأة باعتبارها علامة من علامات الجمال تختلف من رجل لأخر، ولكن يتميز الطول المتوسط في جذب انتباه الرجل، وهي علامة من علامات الجمال الذي يوضح رشاقة وجمال جسم المرأة.
  • ثم أن ضُرب المثل بالطول باعتباره علامة من علامات الجمال في مقولة "إذا كان الطول معيوب-- ما صنعوا الكعوب".
لا شك تشاركنا الرأي في أن علامات الجمال عبر التاريخ المذكورة أعلاه تشوبها الغرابة والجنون وبعضها لا صلة له بالجمال، لكن الأمر ضِمنياً لا يعكس فقط الصورة بل له خلفية تاريخية تعكس تطور الإنسان والتغيرات التي عرفها نمط حياته والتي أفضت لمثل تلك المعايير.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع