كتابة :
آخر تحديث: 15/10/2024

شرح أبيات قصيدة صوت صفير البلبل مكتوبة كاملة وقصتها

قصيدة صوت صفير البلبل من القصائد الشعرية الخالدة والشهيرة والتي ما تزال ليومنا هذا حاضرة ويحفظها جيل هذا العصر بل وتعتبر إلهامًا للجيل الحالي من الشعراء، قصيدة يتحدث فيها الشاعر عن حبيبته والاشتياق لها وغيرها من المشاعر التي حولها الشاعر لكمات شعرية غاية في الإبداع والتميز. يرصد لكم مفاهيم أسفله قصة قصيدة صوت صفير البلبل وأهم الرسائل التي مررها الشاعر فيها.
شرح أبيات قصيدة صوت صفير البلبل مكتوبة كاملة وقصتها

كلمات قصيدة صوت صفير البلبل

يبدأ الشاعر الأصمعي حديثه في القصيدة عن وصف تأثره بصوت ذلك البلبل الذي أثار في نفسه لواعج الأسى والحزن والشوق للمحبوبة حتى صار قلبه ثملًا كالسكران، وكأن صوت ذلك البلبل قد أثار في نفس الشاعر ما كان قد نسيه من حب المحبوبة.

صَوْتُ صَفيرِ البُلْبُلِ
هَيَّجَ قَلْبِيَ الثَمِلِ
المَاءُ وَالزَّهْرُ مَعَاً
مَعَ زَهرِ لَحْظِ المُقَلِ
وَأَنْتَ يَاسَيِّدَ لِي
وَسَيِّدِي وَمَوْلَى لِي
فَكَمْ فَكَمْ تَيَّمَنِي
غُزَيِّلٌ عَقَيْقَلي
قَطَّفْتُ مِنْ وَجْنَتِهِ
مِنْ لَثْمِ وَرْدِ الخَجَلِ
فَقَالَ بَسْ بَسْبَسْتَنِي
فَلَمْ يَجُد بالقُبَلِ
فَقَالَ لاَ لاَ لاَ ثم لاَ لاَ لاَ
وَقَدْ غَدَا مُهَرْوِلِ
وَالخُودُ مَالَتْ طَرَبَاً
مِنْ فِعْلِ هَذَا الرَّجُلِ
فَوَلْوَلَتْ وَوَلْوَلَتُ
وَلي وَلي يَاوَيْلَ لِي
فَقُلْتُ لا تُوَلْوِلِي
وَبَيِّنِي اللُؤْلُؤَ لَي
لَمَّا رَأَتْهُ أَشْمَطَا
يُرِيدُ غَيْرَ القُبَلِ
وَبَعْدَهُ لاَيَكْتَفِي
إلاَّ بِطِيْبِ الوَصْلَ لِي
قَالَتْ لَهُ حِيْنَ كَذَا
انْهَضْ وَجِدْ بِالنَّقَلِ
وَفِتْيَةٍ سَقَوْنَنِي
قَهْوَةً كَالعَسَلَ لِي
شَمَمْتُهَا بِأَنْفِي
أَزْكَى مِنَ القَرَنْفُلِ
فِي وَسْطِ بُسْتَانٍ حُلِي
بالزَّهْرِ وَالسُرُورُ لِي
وَالعُودُ دَنْ دَنْدَنَ لِي
وَالطَّبْلُ طَبْ طَبَّلَ لِي
طَب طَبِ طَب طَبِ
طَب طَب طَبَ لي
وَالسَّقْفُ قَدْ سَقْسَقَ لِي
وَالرَّقْصُ قَدْ طَبْطَبَ لِي
شَوَى شَوَى وَشَاهِشُ
عَلَى وَرَقْ سَفَرجَلِ
وَغَرَّدَ القَمْرُ يَصِيحُ
مِنْ مَلَلٍ فِي مَلَلِ
فَلَوْ تَرَانِي رَاكِباً
عَلَى حِمَارٍ أَهْزَلِ
يَمْشِي عَلَى ثَلاثَةٍ
كَمَشْيَةِ العَرَنْجِلِ
وَالنَّاسُ تَرْجِمْ جَمَلِي
فِي السُوقِ بالقُلْقُلَلِ
وَالكُلُّ كَعْكَعْ كَعِكَعْ
خَلْفِي وَمِنْ حُوَيْلَلِي
لكِنْ مَشَيتُ هَارِبا
مِنْ خَشْيَةِ العَقَنْقِلِي
إِلَى لِقَاءِ مَلِكٍ
مُعَظَّمٍ مُبَجَّلِ
يَأْمُرُلِي بِخِلْعَةٍ
حَمْرَاءُ كَالدَّمْ دَمَلِي
أَجُرُّ فِيهَا مَاشِياً
مُبَغْدِدَاً للذيَّلِ
أَنَا الأَدِيْبُ الأَلْمَعِي
مِنْ حَيِّ أَرْضِ المُوْصِلِ
نَظَمْتُ قِطَعاً زُخْرِفَتْ
يَعْجَزُ عَنْهَا الأَدْبُ لِي
أَقُولُ فِي مَطْلَعِهَا
صَوْتُ صَفيرِ البُلْبُلِ
  • ختم الأصمعي قصيدته بأبيات فخر يسطرها لنفسه، فيقول أنا الشاعر الذكي اللامع (الألمعي) كالنجم في السماء، وقد كتبتُ قصيدة غاية في الجمال، وقد ابتدأتها بصوت صفير البليل.

من الذي قال قصيدة صوت صفير البلبل؟

  • قصيدة صفير البلبل كتبها أَبُو سَعِيدْ عَبْدِ اَلْمَلِكْ بْنْ قَرِيبٍ بْنْ عَبْدِ اَلْمَلِكْ بْنْ عَلِي بْنْ أَصْمَعْ اَلْبَاهِلِي اَلْبَصَرِيَّ المَعروف بَالْأَصَمَعِي الذي يعتبر أحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان.
  • الشاعر الأصمعي هو شاعر عربي عراقي الجنسية ولد وتوفي في البصرة، وقد تلقى علمه ومعرفته الحكيمة من التجول والانتقال من مكان لأخر في المراعي والبوادي بحثا وشوقا للمعرفة.
  • وقد استغل مهاراته الشعرية في كسب الرزق من مدح الملوك والخلفاء من خلال إبداعاته الشعرية وكانوا يعطونه الهدايا والمكافآت نظير شعره المميز المبدع.
  • كان الرشيد يلقبه ب (شيطان الشعر). وقال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي، بينما قال أبو الطيب اللغوي في حقه: كان أتقن القوم لغةً، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً.
  • كان الأصمعي يقول: أحفظ عشرة آلاف أرجوزة، وللمستشرق الألماني وليم أهلورد كتاب سماه (الأصمعيات) جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها.

ما هي قصة قصيدة صوت صفير البلبل؟

حيلة الخليفة

  • يحكى أن قصيدة صوت صفير البلبل أحرج بها الأصمعي الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور، والذي كان يقال عنه أنه كان شديد البخل وكان يأبى أن يكون سخيا وكريمًا مع الشعراء عكس ما نهج عليه الخلفاء من قبله، حيث كانوا ينفقون أموال وعطايا على الشعراء.
  • ومن ذكاء الخليفة وحيلته أن اعتمد على ملكة الحفظ التي كان يمتاز بها حيث يمكنه حفظ أي قصيدة تتلى على مسامعه من أول مرة، إضافة إلى غلامه هو الآخر الذي يمكنه حفظ القصيدة عن ظهر قلب عند سماعها مرتين. وحتى لا يقال عنه أن بخيل، أعلن الخليفة أن الشعراء الذي يؤتونه بقصيدة كتبوها بأنفسهم ولم يسمع بها من قبل ستكون مكافأته وزن القصيدة ذهبا.

فشل الشعراء في الحصول على المكافأة

  • الإعلان أشعل حماسة الشعراء وشرعوا في نسج القصائد والوقوف بباب المنصور، إلا أن الخليفة كان يستمع باهتمام لأولئك الشعراء ثم يصدمهم بقوله: لقد سمعت تلك القصيدة من قبل ولأثبت لك ذلك سأتلوها على مسامعك، وقبل أن يستفيق الشاعر من دهشته كونه ألَّف هذه القصيدة حديثاً ينادي الخليفة لغلامه كي يردد القصيدة من بعده ولمزيد من الإثبات تأتي الجارية لتكون الحجة الأخيرة الدامغة، فيعود الشاعر خاوي الوفاض دون ذهب.

دكاء الأصمعي

  • وعندما تكرر الأمر مع العديد من الشعراء، أدرك شاعر نبيه أن في الأمر حيلة ما، ويحكى أن ذاك الشاعر ما هو إلا عبد الملك بن قريب الملقَّب بالأصمعي.
  • تنكر الأصمعي بزي أعرابي، ووضع لثاماً على وجهه، فقد كان آنذاك معروفاً في بلاط الخلافة، وكان قد أعد قصيدة غريبة وفريدة من نوعها، اختار لأبياتها مفردات غير مألوفة وصاغها بطريقة تجعلها صعبة الحفظ من المرة الأولى.

إحراج الأصمعي للخليفة بقصيدة صوت صفير البلبل

  • ولأن القصيدة بكلماته المعقدة وصياغتها الصعبة صعبة الحفظ من المرة الأولى، لم يستطع لا الخليفة ولا غلامه ولا جاريته حفظها، فقال الخليفة للأصمعي أحضر ما كتبتها عليه لنزنه ونعطيك وزنه ذهبًا. فأخبره أنَّه ورث من أبيه عمود رخام لا يحمله إلا عشرة من الجند وقد كتبها عليه، فأحضروه فوزن صندوق ذهب، فشكَّ الخليفة أنَّه الأصمعي، فطلب منه أن يزيل لثامه فأزاله فإذ به الأصمعي، فقال له: أتفعل هذا بخليفة المسلمين؟
فقال له الأصمعي قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا، فطلب منه الخليفة إعادة المال، فاشترط الأصمعي مقابل إعادة المال أن يعطي الخليفة للشعراء مقابل ما كتبوه، فقال له: لك ما تريد.

شرح قصيدة صوت صفير البلبل

هذه شرح أبيات قصيدة صوت صفير البلبل هي أيضًا جزء من قصيدة للشاعر الأصمعي، وتستمر في التعبير عن مشاعر متنوعة، وإليك شرحًا لأفكارها ومعانيها:

صَوْتُ صَفيرِ البُلْبُلِ هَيَّجَ قَلْبِيَ الثَمِلِ

  • يبدأ الشاعر بالإشارة إلى صوت البلبُل (نوع من الطيور) الذي أثار مشاعره، مما يعني أن الطبيعة لها تأثير كبير على قلبه المفعم بالمشاعر.

المَاءُ وَالزَّهْرُ مَعَاً مَعَ زَهرِ لَحْظِ المُقَلِ

  • يتحدث عن جمال الطبيعة (الماء والزهور) التي تتناغم مع جمال عيون المحبوبة، ويبرز هنا الشاعر صورة رومانسية تُظهر العلاقة بين الطبيعة والحب.

وَأَنْتَ يَاسَيِّدَ لِي وَسَيِّدِي وَمَوْلَى لِي

  • يعبر الشاعر عن حبه العميق وإخلاصه للمحبوبة، حيث يعتبرها السيد والمولى، ما يعكس مكانتها العالية في قلبه.

فَكَمْ فَكَمْ تَيَّمَنِي غُزَيِّلٌ عَقَيْقَلي

  • يذكر الشاعر أنه تعرض للتيه والهوى بسبب المحبوبة، حيث يُستخدم وصف "غزيل" للإشارة إلى جمالها.

قَطَّفْتُ مِنْ وَجْنَتِهِ مِنْ لَثْمِ وَرْدِ الخَجَلِ

  • يتحدث عن لحظة حميمية حيث يُشبه خد المحبوبة بوردة الخجل، مما يُظهر تأثير الحب عليها.

فَقَالَ بَسْ بَسْبَسْتَنِي فَلَمْ يَجُد بالقُبَلِ

  • يُشير إلى لحظة من الشغف، حيث يبدو أن المحبوبة قد ترددت في تقديم القبلات، مما يضيف لمسة من التوتر إلى الموقف.

فَقَالَ لاَ لاَ لاَ ثم لاَ لاَ لاَ وَقَدْ غَدَا مُهَرْوِلِ

  • تعبير عن الخجل أو الاستحياء، حيث يُظهر المحبوب ترددًا ورغبة في الهروب من الموقف المحرج.

وَالخُودُ مَالَتْ طَرَبَاً مِنْ فِعْلِ هَذَا الرَّجُلِ

  • هنا، الشاعر يتحدث عن تأثير حركاته وأفعاله، حيث يبدو أن المحبوبة تأثرت بشكل كبير، مما يعكس قوة الحب.

فَوَلْوَلَتْ وَوَلْوَلَتُ وَلِي وَلي يَاوَيْلَ لِي

  • تعبر عن مشاعر الندم أو الخوف من فقدان المحبوبة، حيث يعبّر الشاعر عن شدة تأثيرها عليه.

وَبَيِّنِي اللُؤْلُؤَ لَي لَمَّا رَأَتْهُ أَشْمَطَا

  • يطلب الشاعر من المحبوبة أن تُظهر له جمالها (اللؤلؤ) وتكشف عن مشاعرها.

وَبَعْدَهُ لاَيَكْتَفِي إِلَّا بِطِيْبِ الوَصْلَ لِي

  • يؤكد الشاعر أن العلاقة يجب أن تستمر، ولا يُكتفى باللحظات العابرة.

قَالَتْ لَهُ حِيْنَ كَذَا انْهَضْ وَجِدْ بِالنَّقَلِ

  • يُشير إلى أن المحبوبة تطلب منه أن يتحرك ويستمر في إظهار حبه، ما يعكس رغبتها في التواصل.

وَفِتْيَةٍ سَقَوْنَنِي قَهْوَةً كَالعَسَلَ لِي

  • يشير إلى وجود أصدقاء أو جماعة ساعدت في إضفاء السعادة والفرح عليه، من خلال تقديم القهوة له.

شَمَمْتُهَا بِأَنْفِي أَزْكَى مِنَ القَرَنْفُلِ

  • يعبر عن استمتاعه برائحة القهوة، حيث يقارنها برائحة القرنفل الزكية.

فِي وَسْطِ بُسْتَانٍ حُلِي بالزَّهْرِ وَالسُرُورُ لِي

  • يصف المشهد المحيط به، حيث يوجد بستان مليء بالزهور والسرور، ما يعكس جمال اللحظة.

وَالعُودُ دَنْ دَنْدَنَ لِي وَالطَّبْلُ طَبْ طَبَّلَ لِي

  • يُشير إلى أجواء الاحتفال والفرح، حيث تُعزف الموسيقى وتُعزف الطبول، مما يُضيف جوًا من الحيوية.

طَب طَبِ طَب طَبِ طَب طَب طَبَ لي

  • يتكرر هنا صوت الطبول، مما يخلق جواً احتفاليًا ومرحًا. يُظهر الشاعر الفرح والحيوية.

وَالسَّقْفُ قَدْ سَقْسَقَ لِي وَالرَّقْصُ قَدْ طَبْطَبَ لِي

  • يعبر عن حركة السقف وكأنها تتراقص، مما يعكس أجواء الاحتفالات والرقص.

شَوَى شَوَى وَشَاهِشُ عَلَى وَرَقْ سَفَرجَلِ

  • يشير إلى طهي الطعام (الشفاه) بطريقة تُظهر التقاليد والكرم في الضيافة.

وَغَرَّدَ القَمْرُ يَصِيحُ مِنْ مَلَلٍ فِي مَلَلِ

  • يتحدث عن القمر وهو يغني كأنه يتذمر من الملل، مما يضيف طابعًا شعريًا خياليًا.

فَلَوْ تَرَانِي رَاكِباً عَلَى حِمَارٍ أَهْزَلِ

  • يستخدم الشاعر صورة شخصية تُظهره راكبًا على حمار ضعيف، مما يعكس البساطة والمزاح.

يَمْشِي عَلَى ثَلاثَةٍ كَمَشْيَةِ العَرَنْجِلِ

  • يُشبه طريقة مشي الحمار بطريقة غريبة، تُضفي لمسة من الفكاهة.

وَالنَّاسُ تَرْجِمْ جَمَلِي فِي السُوقِ بالقُلْقُلَلِ

  • يشير إلى سخرية الناس منه في السوق، مما يعكس واقع الحياة الاجتماعية.

وَالكُلُّ كَعْكَعْ كَعِكَعْ خَلْفِي وَمِنْ حُوَيْلَلِي

  • يعبر عن ضحك الناس عليه وأصواتهم، مما يضيف إلى أجواء المرح.

لكن مَشَيتُ هَارِبا مِنْ خَشْيَةِ العَقَنْقِلِي

  • يُظهره وهو يهرب من شيء ما، مما يُعطي إحساسًا بالتوتر أو الخوف.

إِلَى لِقَاءِ مَلِكٍ مُعَظَّمٍ مُبَجَّلِ

  • يتوجه إلى الملك، مما يُبرز أهمية اللقاء ورمزيته.

يَأْمُرُلِي بِخِلْعَةٍ حَمْرَاءُ كَالدَّمْ دَمَلِي

  • يطلب من الملك خلعًا أحمر، مما يرمز إلى الفخر والعزة.

أَجُرُّ فِيهَا مَاشِياً مُبَغْدِدَاً للذيَّلِ

  • يُظهر نفسه وهو يسير بفخر، مبرزًا هويته.

أَنَا الأَدِيْبُ الأَلْمَعِي مِنْ حَيِّ أَرْضِ المُوْصِلِ

  • يعتز الشاعر بمكانته كأديب ومكانه من مدينة الموصل.

نَظَمْتُ قِطَعاً زُخْرِفَتْ يَعْجَزُ عَنْهَا الأَدْبُ لِي

  • يفتخر بقدرته على نظم الشعر الجميل والمعقد، الذي يصعب على الآخرين منافسته.

أَقُولُ فِي مَطْلَعِهَا صَوْتُ صَفيرِ البُلْبُلِ

  • يُعيد الشاعر ذكر البيت الأول كإشارة إلى موضوع القصيدة الرئيسي، وهو تأثير الحب والمشاعر.

هل كاتب القصيدة هو فعلا الأصمعي؟

يحكى كثيرا بأن صوت صفير البلبل قصيدة تنتسب للأصمعي الذي لقبه هارون الرشيد بـ"شيطان الشعر"، لكن على ما يبدو هناك الكثير من الروايات التي تشكك في ذلك معتقدين أنه ليس بصاحب القصيدة

  • أصحاب هذه الرواية يعللون تشكيكهم بأن القصيدة لا تخلو من الركاكة اللغوية وغياب الوزن وهما أمران لا يمكن نسبهما لشاعر مثل الأصمعي، زد على ذلك، أن الأصمعي وحسب ما يحكيه التاريخ كان من ندماء الخليفة هارون الرشيد لكن لم يذكر أنه كان من جلساء المنصور.
  • كما أن هناك فئة تشكك في ذلك باعتبار أنه لو حصل بالفعل هذا اللقاء بين المنصور والأصمعي فعلى الأغلب كان ذلك في بدايات شباب الأصمعي، لكن سيرة الشاعر تبين أنه في تلك المرحلة كان يحصّل العلم ويجمع الأخبار ويلتقي الأعراب ولم يتصل بعد بأحد من الأمراء والخلفاء.
  • ورغم كل ذلك، تبقى شهرة القصيدة واسمها لصيقا بالشاعر الأصمعي جيلا بعد جيل رغم تشكيك الكثيرين وقوا القول بأن الخليفة هو بنفسه من أنشدها.

كم عدد أبيات قصيدة الأصمعي؟

  • الأَصْمَعِيّـَات كتاب لأبي سعيد عبد الملك بن قُرَيْب الأصمعي المعروف بالأصمعي، وهي مجموعة شعرية تحتوي على مختارات من الشعر الجاهلي والمخضرم والإسلامي.
  • الكتاب يضم اثنتين وسبعين قصيدة في 1163 بيتاً لواحد وستين شاعراً، سار الأصمعي على نهج المفضليات بالاهتمام بالشعر الجاهلي. وعدد المقطعات عنده كبير، وأطول قصائد الأصمعيات لم تتجاوز أربعة وأربعين بيتاً، بينما كانت أطول القصائد في المفضليات تتألف من 108 أبيات.
  • تُعتبر الأصمعيات المجموعة الشعرية الثانية بعد المفضليات وتعدّ متممة لها، وقد أُطلق عليها هذا الاسم من قبل تلاميذ الأصمعي، شأنها شأن المفضليات قَبْلَها، تمييزاً لها عن المفضليات، ومع ذلك وقع اختلاط بينهما وحدث التداخل بين بعض أشعارهما، وقد قام الورَّاقون في أحيان كثيرة بجمع المفضليات والأصمعيات في كتاب مخطوط واحد فالتبس الأمر على بعضهم فاعتبرت قصائد من المفضليات على أنها أصمعيات.
كانت تلك القصة الشهيرة وراء القصيدة الشهيرة ذات الكلمات الغريبة والمعقدة التي أطاحت بدهاء وحيلة الخليفة، قصيدة من الخوالد الشعرية التي يتم تناقلها جيلا بعد جيل وأبان فيها الأصمعي عن حنكة ودهاء كبيرين في الأدب الشعري.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ