آخر تحديث: 02/08/2023
كيف تتجاوز الحب القديم وتمضي بسلام نحو علاقة جديدة؟
"ما الحب إلا للحبيب الأولى" هكذا تغنى بها حسين الجسمي واتفق معه الكثيرون في ذلك، لكن تمهل قليلًا! قد يكون الأمر كذلك لو كان الحبيب الأولى قد بقي معك كشريك العمر، لكن ماذا لو مضى وأصبح مجرد ذكرى؟ هنا يصبح التعلق والبكاء على الأطلال غير مجدي ويصبح من الضروري تجاوز الحب القديم وذكرياته والعيش بسلام وحب مع من استكمل معك الرحلة. ولكل من صعب عليه ذلك يقدم مفاهيم نصائح علماء النفس وخبراء العلاقات لتجاوز الحب القديم.
لماذا الحب القديم لا ينسى؟
كثيرون ممن يعيشون الآن في علاقة زوجية ولديهم أولاد، إن سألتهم عن أول علاقة عاطفية بحياتهم أو الحب الأول، لن يتوانى في سردها بتفاصيلها الدقيقة وكأنها لم تنسى رغم كل السنين التي مرت، وهذه أدناه الأسباب التي تفسر ذلك:
1. المناطق الحسية في الدماغ
- من منطلق علمي بحث يصرح خبراء العلاقات وعلماء النفس بأن الحب القديم لا ينسى نظرا للفترة الزمنية التي يأتي فيها والتي يكون فيها للعلاقة أثرا قويا وتأثيرا على المناطق الحسية بالدماغ.
- يقع الكثيرون في الحب لأول مرة في سن المراهقة، وهذه الفترة الزمنية هي فترة تكون فيها ذاكرتنا وقوى المعالجة في ذروتها. نظرًا لأن ذاكرتك أقوى كثيرًا خلال هذه الفترة، فمن المرجح أن تتذكر تجربة الوقوع في الحب بوضوح.
- يصعب نسيان حبك الأول لأنه يترك بصمة على المناطق الحسية في دماغك، الذكريات خلال سنوات المراهقة تترك بصمات هرمونية في نفس الوقت الذي تشكل فيه التطورات العصبية هويتك.
- يمكن أن تكون هذه البصمات شديدة وقد تثير مشاعر قوية عند تنشيط الذكرى. وهذا هو السبب في أنه بمجرد سماع تلك الأغنية التي رقصت عليها مع الحب القديم تنتعش ذاكرتك وتعود بك لتلك الأيام
2. التأثير على العلاقات المستقبلية
- بمجرد أن تختبر شيئًا جيدًا مثل الوقوع في الحب لأول مرة، فمن المحتمل أن تطارد هذا الشعور مرارًا وتكرارًا، وهذا سبب رئيسي وراء تعلق الكثيرين بحبهم الأول بعد فترة طويلة من انتهاء العلاقة.
- قد يصبح حبك الأول "النموذج السلوكي للعلاقات المستقبلية" تتعلم ما يعجبك حتى تجده مرة أخرى. وستدرك أيضًا ما لا يعجبك حتى تتمكن من تجنبه.
- يصبح حبنا القديم إطارًا للحكم على العلاقات المستقبلية التي تحافظ على العلاقة حية في ذاكرتنا، ويسهل الوصول إليها ولا ننسى، فعندما نتذكر حبنا القديم كمقارنة، فإننا نطلق بعض الكيمياء العصبية المرتبطة به، والتي تضمن فقط بقاء المشاعر المرتبطة بالذاكرة نشطة.
3. الحب القديم يعكس جزءًا منك وقصتك
- هناك سبب واضح للغاية يجعل من المستحيل نسيان حب الماضي. بعد كل شيء، إذا تمكنت من محوها من ذاكرتك، فأنت تمحو جزءًا من نفسك. كبشر، نحن مخلوقون من أكثر من مجرد لحم وعظام. قصصنا جزء كبير منا أيضًا.
- هذا هو السبب في أنك ستجد الشخص الذي كنت عليه في ذلك الوقت مرتبطًا بذكرياتك عن الحب الماضي. إنها نسخة أصغر وأكثر إشراقًا من نفسك، ولن يرغب عقلك أبدًا في نسيان تلك الذات السابقة لك.
- كل ما رأيته وشعرت به وعانيت منه خلال الحب الأول قد شكل شخصيتك اليوم. نسيان أي من ذلك سيكون بمثابة حذف فصل كامل من قصة حياتك.
الحب القديم عند الرجل
هل ينسى الرجل الحب القديم؟ هذا السؤال يحير الكثيرين ويجعلهم يرغبون في فهم إجابة محددة وواضحة له، وهذه بعضا من الحقائق التي تقربكم من الإجابة:
- الحب الأول هو أول نبضة قلب تجعل القلب يشعر بالحيوية، حيث تتحول حياته فجأة من كونها عادية إلى إيجاد سبب منطقي يستطيع من أجله أن يعيش، وهذا الشعور هو الأفضل على الإطلاق ويظل معلقًا في ذهن الإنسان من أجله. طوال عمره، حتى لو مر بآلاف التجارب الأخرى. المرة الأولى في كل شيء لا تنسى.
- يحتل الحب القديم مكانة خاصة تمامًا في قلب الرجل، فعندما ينجذب بشدة إلى امرأة تتجاوز الإعجاب، يكون في حالة تيه وتغمره سعادة كبيرة لا يستطيع وصفها، و هذه المرحلة هي بداية إدراكه لجانب جديد من جوانب الحياة. وهذا هو سبب سروره الشديد لمعرفة تلك المشاعر التي يمر بها لأول مرة.
- أظهرت دراسات عديدة أن هناك رجلًا واحدًا من بين كل أربعة رجال لا يستطيع أن ينسى بسهولة المرأة التي أحبها أول مرة، حيث يظل منشغلاً بالذكريات التي صنعوها معًا، والتي أصبحت أكثر نقاط ضعفه حساسية بعد الانفصال، فحتى في انشغاله بالعديد من صعوبات الحياة، لا يستطيع نسيانها.
- 25٪ من الرجال الذين كانوا مخلصين في مشاعرهم لا يستطيعون بسهولة نسيان حبهم الأول، لكنهم يتذكرون كل التفاصيل التي تشاركوها معًا في الماضي وتأثروا بها.
- من وجهة نظر نفسية لطبيعة الرجل، من الصعب جدًا أن يكون قادرًا على نسيان ماضيه، خاصة الأمور المتعلقة بأول امرأة وقع في حبها.
نصائح لتجاوز الحب القديم
طبعا لو كان حبك الأول مستمر معك كشريك للعمر، فأنت هنا مطالب بالبقاء معه وحماية علاقتكما، تجاوزه ينصح به فقط للأشخاص الذين أصبح حبهم القديم مجرد ذكرى عبرت ومضت:
1. التخلي
- من الصعب الشفاء إذا كنت تعيش في ظل الماضي وعلى أطلال العلاقة الماضية، إذا كنت تقضي الكثير من يومك في الحلم بحياة مشتركة مع حبيبتك السابقة أو مع حبيبك السابق. الكثير من التخيل يقيدك بالماضي ويبقيك في حالة من الألم.
- إن اتخاذ قرار التخلي هو الخطوة الأولى للشفاء فالأشياء لا تختفي من تلقاء نفسها أنت بحاجة إلى الالتزام بـ" دع الأمر يذهب " إذا لم تقم بهذا الاختيار الواعي مقدمًا، فقد ينتهي بك الأمر بتخريب أي جهد للمضي قدمًا.
- يتضمن هذا القرار العمل على: إعادة تدريب عقلك من إعادة صياغة الذكريات القديمة إلى تصور مستقبل متفائل. إنه يعني تحمل المسؤولية عن أفكارنا وسلوكياتنا على أساس يومي وأحيانًا كل ساعة.
2. السماح لبعض الهوس
- وهنا نقصد بالهوس تلك الحاجة الشديدة الغير متحكم فيها في تخيل الحبيب السابق والتفكير فيه كل دقيقة، لنفترض أنك اتخذت قرارًا واعيًا بالتخلي وتحاول بذل قصارى جهدك لإعادة تدريب أفكارك، لكن عقلك لا يزال عالقًا في الأوهام المتعلقة بشريكك السابق. هناك لا بأس بالسماح لهذا الهوس، لأن قمع الأفكار قد يجعل الأمور أسوأ.
- في دراسة شهيرة أجراها دانييل ويجنر عام 1987 ونشرت في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي، طُلب من المشاركين التعبير عن مجرى وعيهم لفظيًا لمدة خمس دقائق أثناء محاولتهم عدم التفكير في دب أبيض. قيل لهم أن يقرعوا الجرس، في كل مرة تخطر ببالهم فكرة دب أبيض. في المتوسط، فكر المشاركون في وجود دب أبيض أكثر من مرة في الدقيقة. على مدى العقد التالي، طور فيجنر نظريته عن "العمليات الساخرة" لاستكشاف كيفية ترويض الأفكار غير المرغوب فيها. وخلص إلى أنه عندما نحاول ألا نفكر في شيء ما، فإن جزءًا من أذهاننا يدعو إلى التفكير في أننا ممنوعون من التفكير.
3. فك التعلق
- وفقًا للتقاليد البوذية، تولد الكثير من معاناتنا من التشبث والتعلق بالعلاقات والعناصر المادية في حياتنا، وربط أنفسنا بوضعهم الدائم. إذا تمكنا من الشعور بالراحة مع فكرة أن كل شيء في الحياة عابر، فإننا نحرر أنفسنا لتجربة الأشخاص والأماكن والأشياء بشكل كامل ونجنب أنفسنا الألم المرتبط بالتعلق.
4. الانفتاح على الحب من جديد
- قد تشعر بالمرارة، والأذى، وخيبة الأمل. وقد ترفض بشكل قطعي أن تثق بشخص ما مرة أخرى. ومع ذلك، فإن أسرع طريقة للشفاء من الانفصال هي الاستمرار في الحب بعمق وفتح قلبك لإمكانية الحب في المستقبل.
تلك كانت أهم نصائح الخبراء وعلماء النفس التي تساعد على تجاوز أطلال العلاقة الماضية والقديمة بكل محاسنها ومساوءها، من أجل المضي في مسار حياتك دون أي تشويش أو عراقيل قد يصنعها لك دماغك بذكريات الماضي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20195
تم النسخ
لم يتم النسخ