كيف تتعامل مع المراهق المنحرف؟ وما أنواعه؟
مفهوم الانحراف
يعرف الانحراف بمفهومه المتداول بأنه عبارة عن كل سلوك من السلوكيات السيئة أو المكروهة التي يقوم بفعلها المراهق، والتي سوف تعود عليه بنتائج سيئة ليس عليه فقط بل على غيره.
أنواع الانحراف
للانحراف نوعان يجب عليك أن تتمكن من التعرف عليهما والتفريق بينهما لكي يتم معرفة كيفية التعامل مع المراهق المنحرف؟
أولا: انحراف قيمي سلوكي
يقصد بهذا الانحراف بأنه السلوك الذي يقوم به المراهق والذي ينتج عنه ضرر يقع عليه أو يستهدف ضياع الوقت والجهد والمال، كما أنه يكون ناتج عن اقتناع نابع من داخل المراهق للقيام بهذا السلوك ومن مظاهره : الإرهاب والتشرد وتعاطي المخدرات والكحول والاغتصاب.
ثانيا: انحراف أخلاقي
يجب العلم بأن هذا النوع من الانحراف ليس كالنوع السابق فهو لا يعود بالضرر على الفرد نفسه بل أنه يقوم بإمداد الضرر إلى غيره سواء إذا كان في داخل نطاق الأسرة أو خارجه، كما أنه يمكن أن يتخذ شكل التحريض أو الاعتداء المباشر ويقصد به السلوكيات المبتذلة الخادشة للحياء التي يمكن أن يفعلها المراهق.
الفرق بين الانحرافين
يجب العلم بأن الخطورة تكمن في الانحراف القيمي أكثر من الأخلاقي لأنه يحمل في طياته معتقدات وقناعات داخلية تتحول إلى سلوكيات، أما بالنسبة للانحراف الأخلاقي فهي يكون عبارة عن مجرد نزوات مؤقتة وعابرة
مستويات انحراف المراهق
تتعدد مستويات الانحراف ويجب عليك معرفتها جيدا عن محاولة الإجابة على سؤال كيف تتعامل مع المراهق المنحرف ؟
- انحراف خطر:
يمكن أن يحدث عند تكرار ممارسة جميع أشكال الانحراف بصورة دائمة.
- انحراف شديد:
سوف يحدث ذلك عند تكرار ممارسة المراهق لغالبية أشكال الانحراف بصورة دائمة.
- انحراف بسيط:
سيحدث ذلك عندما يتم تكرار ممارسة المراهقين لانحراف واحد أو أكثر.
- شديدي التعرض للانحراف:
سوف يحدث عندما يتم ممارسة المراهق لانحرافات عديدة مرة واحدة فقط.
- معرض للانحراف:
يحدث ذلك عندما يمارس المراهق نوع واحد من الانحرافات مع قيامه بمقاومة الرغبة في الوقوع في مزيد من الانحرافات.
- غير منحرف:
سوف يحدث ذلك في حالة عدم قيام المراهق بممارسة أي شكل من أشكال الانحراف.
أسباب الانحراف لدى المراهقين
هناك أسباب جوهرية يجب عليك التعرف عليها لمعرفة كيف تتعامل مع المراهق المنحرف ؟
- الترابط الأسري
البيئة الأسرية تكون هي الأساس في عملية تشكيل وبناء شخصية الإنسان ووفقا إلى الدراسات الحديثة التي أقيمت أكدت أن غالبية المنحرفين ينتمون إلى أسر غير مترابطة أسريا، كما إنها تشير أيضا إلى قوة وارتباط العلاقة بين انحراف المراهق وانحراف أحد والديه، حيث أن حدوث أي خطأ في التنشئة الاجتماعية يولد الانحراف، فبالإضافة إلى أن الأسلوب المتبع في التربية من حيث التدليل الزائد أو القسوة الزائدة وعدم المساواة في المعاملة بين الأبناء سوف يؤدي إلى الزيادة من الانحراف.
- لا مبالاة الوالدين وعدم اهتمام الأهل برقابة المراهق
عندما ينشغل أطراف الأسرة في حياتهم ومشاكلهم من دون أدنى اهتمام بحياة المراهق ومعرفة مثلا هل إذا كان يلتزم بالذهاب إلى المدرسة، ومن يصاحب ومع من يخرج مع أن يتم إعطاؤه حرية مطلقة بعيدا عن أي ضوابط.
- غياب الوازع الديني
عدم الاهتمام بالجانب الديني والتنشئة الدينية التي تكون قائمة على التحلي بالأخلاق والتصرفات الحسنة.
- عدم اكتساب المراهق لخبرات حياتية
يمكن أن ينجرف المراهق وراء المهالك والانحرافات من دون أن ينتبه حتى يجد نفسه غارقا في مشاكل يكون لا حصر لها ولا يستطيع حلها، كما يمكن أن يتطور الأمر لدخول السجن ويصبح شخص منبوذ من الجميع.
- الدور السلبي لوسائل الإعلام من فضائيات وإنترنت
من الممكن أن يكون الإعلام هادف يقوم بتقديم مضامين نافعة للشباب، فمن الممكن أن يكون من أسباب الانحراف ما يتم تقديمه من أفلام يمكن أن تحتوي على مشاهد عنف وسفك للدماء، كما أن بعضها يقوم بسرد نوع من التفصيل لمظاهر الانحراف كالرقص والزنا وشرب المخدرات، حيث أن المراهق في تلك المرحلة سوف يسعى إلى أن يقوم بتقليد ذلك، فبالتالي سوف يكون الإعلام هو بداية الخيط للانحراف الأخلاقي والسلوك.
- عدم تقدير قيمة الوقت واستغلال وقت الفراغ فيما لا يفيد
من المعروف أن المراهق يقوم بقضاء وقت طويل جدا في مشاهدة الأفلام على الإنترنت من دون وجود رقابة على محتواها، كما يمكن أن يستخدم الهاتف النقال في معاكسة الفتيات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
كيف تتعامل مع المراهق المنحرف؟
- يجب ألا يتم إقحام الأبناء في المشاكل الأسرية وبالأخص مشاكل الوالدين
لكي لا يشعر المراهق بالتوتر ويقوم بالبحث عن شيء ما يقوم بالتقليل من توتره كما يمكن أن يقوم صديق سوء بنصحه بأن يقوم بتعاطي المواد المخدرة.
- تخصيص الوقت للأبناء
كما أن الإهمال الأسري وغياب الدور التقويمي للوالدين في حياة أبنائهم وبالأخص الأب عندما ينشغل بشكل دائم وعدم اهتمامه بجوانب حياة ابنه فلا بد من أن يتم تخصيص وقت لكي يتم الاستماع للأبناء ولكي يتم أيضاً التحاور معهم وسؤالهم عن شؤونهم.
- الأخذ بآرائهم
كما يجب أن يوجد اهتمام بأخذ آراء المراهقين في الشؤون الأسرية كما يجب أن يتم حثهم على أداء بعض الأعمال المنزلية وهذا يكون تدعيما للمشاركة الأسرية.
- التعرف على أصدقاء ابنك
كما يجب أن يتم التعرف على أصدقاء المراهق وعائلاتهم سواء أصدقاء الدراسة أو خارجها.
- لا تدللي ابنك
كما يجب أن يتم تجنب التدليل الزائد للمراهق كما يجب أن يتم توضيح حدود الحرية الممنوحة له وألا يتم إفساده بمنحه الكثير من النقود.
- يجب ألا يتم إتباع أسلوب القسوة الزائدة والكبت والتضييق على حرية الأبناء
إنما يجب أن يتم إعطائهم حرية مدعمة يوجد بها ضوابط أخلاقية تعمل على توضيح الممنوع والمسموح وأيضاً لكي تجعلهم يفرقون بين الحلال والحرام.
- الاهتمام بتغذيتهم
يجب أن يكون هناك اهتمام زائد بالتغذية السليمة للأبناء مع أن يتم مراعاة حصولهم على نوم صحي كما يجب أن يتم الانتباه في حالة ملاحظة أي شيء غير طبيعي يمكن أن يطرأ على سلوك المراهق مثل: التوتر أو شحوب الوجه والخمول، كما يجب أن يتم البحث في أسباب ذلك لكي يتم معرفة إذا كان هناك مشكلة لكي يتم البحث عن حلول لها قبل أن تتفاقم المشكلة.
- استغلال الوقت
كما يجب أن يتم العمل على إشغال وقت فراغ المراهق فيما هو مفيد كما يمكن أن يتم الاشتراك في أحد الأندية وان يتم تشجيعهم على أن يقوموا بممارسة رياضة معينة كما يمكن أن يتم تعويدهم على القراءة وأن يتم أيضاً حثهم على التفوق العلمي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14125