كتابة :
آخر تحديث: 04/02/2022

كيف تتعامل مع النقد ؟ وكيف يمكن الاستفادة منه في حياتك؟

نعم، كيف تتعامل مع النقد؟ هذا السؤال يطرح نفسه بشدة خاصة في هذه الأوقات التي تكثر فيها التكهنات والتوقعات والتحليلات الخاصة بأسباب الخطأ ومن المتسبب فيه، دون ذكر لأي جانب من الجوانب الإيجابية التي تساعد الإنسان على تصحيح الخطأ وتداركه، لهذا يحاول موقع مفاهيم في هذه المقالة توضيح الأمر.
فالمشكلة الحقيقية تكمن في أن من لا يتعلم كيف يتعامل مع النقد يعتبر أن النقد عقبة كبيرة جداً في مواجهة استمرار سعية في تحقيق أهدافه في الحياة، بحيث أنه عندما تسأله ما الذي يمنعك من تحقيق أمنياتك تجده لا يسوق لك عوامل عملية يمكن التعامل معها مثل العوامل الاقتصادية القليلة التي يمكن تنميتها أو العوامل المهارية التي يمكن التدرب عليها، ولكن تجده يسوق لك مخاوفه من تعليق الناس على أخطائه إن تحققت، حينها لا يجد الإنسان نهاية مخاوفه إلا بمواجهة هذا الخوف من الجذور بعلاجه أولاً حتى يتسنى له تحقيق هدفه.
كيف تتعامل مع النقد ؟ وكيف يمكن الاستفادة منه في حياتك؟

كيف تتعامل مع النقد؟

في البداية يجب أن نعلم بأن النقد شيء طبيعي جداً لكل صاحب نشاط إنساني مهما كان نوع هذا النشاط، فإرضاء كل الناس غاية لا نحققها، ولكن دائماً هناك من نجده ينتقد ما نفعله مهما كان مناسباً وصحيحاً، ونقدم لكم قصة توضيحية تظهر النقد، وتتمثل فيما يلي:

  • ولنا في قصة جحا والحمار وولده المثال على ذلك، فيحكى أن جحا كان يسير في الطريق برفقة ابنه الصغير وحماره، وعندما رآه الناس يسير هو وابنه دون أن يركبا الحمار، انتقده الناس وقالوا ما فائدة الحمار إذا لم يركبوه.
  • ثم ركب الولد الصغير الحمار فقال الناس أين هو احترام الأب؟ كيف يركب الابن الصغير الحمار ويترك أباه على الأرض؟ وعندما ركب جحا الحمار وترك ابنه يمشي، قال الناس أين هي الرحمة بالصغير؟ كيف يركب جحا ويترك ابنه يمشي على الأرض، وعندما ركباه هم الاثنين، انتقده الناس أيضاً وسألوا أين هي الرحمة بالحيوان، كيف يركب الأب وابنه على هذا الحمار الضعيف؟

فمهما كان تصرفك ستجد من ينتقدك، ولكن المهم ليس في النقد، ولكن في نظرتك أنت للنقد وكيفية تعاملك معه، فمهما حاولت لن تقضي على نقد الناقدين، ولن تقضي على نقدهم إلا عندما تتوقف على النشاط تماماً، وحينها ستتهم بالكسل وللامبالاة لأنك لم تعد تحقق أهدافك، ويمكن التعامل مع النقد بالطريقة التالية:

يجب أن تكون نظرتك للنقد للتعلم

كما ذكرنا في الفقرة السابقة أنك لن تستطيع مهما حاولت أن تقضي على النقد الموجه من الناس إليك بأي حال من الأحوال، فالحل دائماً هو استثمار هذا النقد لصالحك، وذلك بدراسته واستخلاص النتائج التي يمكنك من خلالها تطوير نفسك والاستفادة من أخطائك، من خلال الآتي:

  • فمثلاً إذا افترضنا أنك تعمل في مجال الألعاب الرياضية أو أنك فناناً تعمل في التمثيل أو الغناء، وتصادف مثلاً أنك قمت بعمل مثير للنقد، أمامك العديد من ردود الأفعال التي يمكنك الوقوع فيها.
  • الأول أنك ربما أصابك الإحباط واعتبرت كل نقد كالسهام الموجهة لقلبك وعقلك وما عليك سوى الاستسلام لها والموت بسببها، أما الطريق الثاني هو دراسة تلك الملاحظات التي يسوقها لك الناقدون بشكل مجاني، فتدرسها جيداً، ما كان منه فيه إهانة تتجاهله، وما كان فيه ملاحظة عملية، تدرسها لتعرف مكامن قوتك وضعفك، فتعمل على تقوية نقاط الضعف في الخطوات القادمة.
  • وليكن في علمك عزيزي القارئ، أنك بهذا الأسلوب في التعلم حصلت على كنز كبير من المعلومات التي ما كنت لتحصل عليها لولا تحملك للنقد وتعلمك منه، فالنقد فرصة قوية للتعلم والتدريب أكبر بكثير من قراءة آلاف الكتب والمراجع.
  • ذلك لأن الكتب والمراجع تسوق لك المعلومة بشكلها المجرد، أما النقد الموجه إليك فهي ملاحظات تصب في مصلحتك أنت وفي أسلوبك أنت في أداء عملك، فلن تجد كتاباً في الحياة يفند لك عيوبك ويفصلها بتلك الدقة إلا من خلال النقد البناء.
  • فاستغل هذا النقد وتلك الملاحظات لبناء ذاتك وبناء معلوماتك واكتشاف اسلوبك في مواجهة الحياة، فعندما تصل لهذا النسق ستكون قادراً على تحويل كلمات النقد إلى عوامل بناء يرتفع بها شأنك.

النقد واكتشاف الواقع المحيط

يتيح لك النقد الموجه إليك من الناس فرصة كبيرة للتعرف على البيئة التي تعيش فيها، وعلى خلفيات الناس التي تنتقدك، وعلى مستواهم العلمي والفلسفي، فتلك المعلومات تفيدك بشدة في الكشف عن الأسلوب المناسب في التعامل معهم، وذلك من خلال:

  • التعرف على صفات أعضاء المجتمع الذي تعيش فيه يعد من أهم عوامل النجاح في الاتصال بمن حولك، فبعد النقد ستكون قادراً على الاتصال بالشخصيات الهادئة بالشكل المناسب، وتجنب الشخصيات السيكوباتية التي تحمل المشكلات النفسية، وستكون قادراً على تحديد الأشخاص القادرين على مساعدتك في الخطوات القادمة.
  • كما أن هناك بعض المعلومات الناقصة التي ستظهر لك، وعند دراستها واستكمال المعلومات الخاصة بها ربما ساعدتك على بناء مشروعك الناجح الجديد.
  • الكشف مثلاً عن ميول الناس وانطباعاتهم حيال نشاط معين يجعلك قادراً على فهم طبائع العملاء واختيار السلوك الترويجي المناسب لهم في المرة القادمة، خاصة إذا كان نشاطك تجارياً وتهدف إلى الترويج لسلع محددة.

النقد الذي يكشف الأعداء

في البداية نؤكد على أن ليس كل نقد موجه إليك هو بالضرورة يجب أن يكون من عدو، فربما كان النقد في محله والقصد منه الحرص على مصلحتك والمساهمة في نجاحك، وغالباً ما يكون هذا النقد من الأب أو الأم، فربما كان النقد بأسلوب غير لائق ولكن الهدف منه حسب نظرتهم هو الحرص على مصلحتك، ويساعدك النقد على الآتي:

  • ولكن هناك نقد يتضح فيه أنه الهدف منه هو إلحاق الضرر بك، والنيل منك بأي وسيلة، وهذه الطريقة يمكن الكشف عنها إذا كان الأسلوب غير لائق وعناصر النقد غير مقنعة والهدف منها هو منعك عن الدفاع عن نفسك أو تحسين صورتك بأي حالة وبأي أسلوب.
  • ننصح في تلك الحالة أن تكون قادراً على جمع المعلومات مع عدم إبداء أي رد فعل غير محسوب، و عليك معرفة عدوك دون الدخول في معركة أنت غير مستعد لها وغير راغب في خوضها الآن.
  • فكثير من عوامل الغيرة والحسد تكون في النقد خاصة المتصل بالجوانب المهنية والتي تتسم بوجود تنافسية في تلك المهنة مثل المهن التجارية أو الفنية أو الرياضية، فعليك عدم إعطائهم الفرصة لتقديم أخطاء جديدة منك لهم على طبق من ذهب، ولكن عليك الصمت ثم دراسة الواقع لكي تعود أكثر تدريباً وعلماً وفهماً، لتكون قادراً على الفوز في الجولة القادمة.
  • أما من يندفع ويحاول أن يرد على النقد بدون فهم وعلم وروية ويحاول أن ينتقم من المنتقدين بأسلوب همجي، فهو في النهاية يضع أسباب خسارته في البداية حتى قبل بداية الجولة الجديدة، لأنه لم يدرس الواقع جيداً ولم يدرس الخصوم ولا معطيات السوق.
  • وفي كل الأحوال حافظ على طاقتك الذهنية والعقلية ولا تناقش أعدائك لأنك لن تفوز عليهم بالنقاش، ولكنك عليك أن تكون واعياً ومدركاً متى وأين يمكنك الرد عليهم أو تتجاهلهم موجها تركيزك في نجاحك، فهذا هو أكبر رد عليهم.
وختاماً... فإن الإجابة على سؤال كيف تتعامل مع النقد؟ له جوانب كثيرة حاولنا مناقشتك في بعضها بتلك المقالة وعليك أنت التفكر في الباقي حسب تجربتك الخاصة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ